هدى زكريا: الجندي والضابط المصري قارئ ومثقف بطبعه
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
قالت الدكتورة هدى زكريا، أستاذة علم الاجتماع السياسي، إن الجيش المصري منذ بداية التاريخ الحديث، وتكوينه على يد محمد علي، لاحظنا أن الجندي والضابط المصري قارئ بطبعه، فشاهدنا محمود سامي البارودي، رب السيف والقلم، وحافظ إبراهيم الشاعر الكبير كان ضابطًا بالجيش.
الضابط المصري لا يقنع فقط بالعلوم العسكريةوأضافت خلال لقائها ببرنامج «الشاهد»، مع الإعلامي الدكتور محمد الباز، والمُذاع عبر فضائية «إكسترا نيوز»، مساء اليوم الأحد، أن الضابط المصري لا يقنع فقط بالعلوم العسكرية، ولا يعتبر العلوم العسكرية فقط آخر بحثه، مؤكدة أنه عند زيارتها إلى الكلية الحربية وجدت 120 ضابطا مصريا مسجلين لرسالات ماجيستير ودكتوراه في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية.
وواصلت: «كلمة مثقف هنا لاحظنا أننا وجدنا حرص الضابط أن يذوب في العلوم المدنية، وجدنا يوسف السباعي، وثروت عكاشة، وقيامه بالكثير من الأدوار، ومشيد أكاديمية الفنون، فهو كان ضابطًا، وعندنا الفنان أحمد مظهر».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الجيش المصري الشاهد محمد علي هدى زكريا
إقرأ أيضاً:
مؤمن الجندي يكتب: البنطلون في وزارة الهوى
في زاوية مظلمة من النفس البشرية، تقبع مرآة مُعوجّة.. لا تعكس الحقيقة كما هي، بل تُعيد تشكيلها وفق أهواء صاحبها، فتُظهر الجَميل قبيحًا، والقبيح مُبررًا، حسب ما يروق للناظر إليها.. هنا تبدأ الحكاية، حكاية الحكم الذي لا يعرف عدلًا، والمعايير التي تنحني عند أول عاصفة مزاج.
ذات يوم، جلس رجلان على طاولة واحدة.. ارتكب أحدهما خطأً بسيطًا، فانبرى الآخر يُلقي عليه المواعظ كأنما يمسك بميزان العدل! لكن بعد أيام، ارتكب نفس الرجل الموعِظ خطأً مشابهًا، هل تصدق؟! برر لنفسه ما لا يُغتفر لغيره، وقال: "الظروف تختلف، والوضع هنا خاص".
مؤمن الجندي يكتب: مواجهة لا تعرف الرحمة مؤمن الجندي يكتب: وصفة للفوضى مؤمن الجندي يكتب: انكسار روح مؤمن الجندي يكتب: عرّافة الكواكب في شقة "سِباخ"هكذا، لا يُصبح الخطأ خطأً، بل وجهة نظر! والأعذار تُصاغ فقط لمن نحب، بينما الآخرون يُحاكمون بلا رأفة.. أليس ذلك حُكمًا بمعيارين؟ بل قل حُكمًا بلا معيار.
في الساعات الأخيرة، يتعرض نادي الأهلي لمسلسل درامي غير معتاد سواء من هجوم جماهيري أو أزمات لاعبين وتخبط إداري، لكن كل هذا ليس ما لفت انتباهي! الحقيقة استغربت بانشغال البعض على مواقع التواصل الاجتماعي بانتقاد محمد رمضان، المدير الرياضي للنادي الأهلي، ليس بسبب أدائه أو قراراته الإدارية، بل بسبب ارتدائه بنطالًا ضيقًا من أسفل القدم! فجأة، تحوّل النقاش من كفاءة الرجل إلى جدل حول مظهره، وكأن "البني آدم" يُقاس بنوع القماش.
لكن هذا المشهد ليس غريبًا؛ فهو انعكاس لظاهرة أعمق وهي ازدواج المعايير.. فكل شخص يرى فيها ما يريد أن يراه، ويُديرها كيفما أراد! المُحب يرى حبيبه بريئًا مهما ارتكب، والمُعادي لا يرى في عدوه خيرًا ولو حمل الشمس بين يديه.. وكأن المعيار الحقيقي هنا ليس الحق والباطل، بل الهوى والمصلحة.
قصة العدالة الضائعةذات مساء، وقف حكيم في ساحة صغيرة، تجمع الناس حوله يسألونه عن معنى العدل.. ابتسم وقال: "العدل كالشمس، لا تُفرق بين من يكرهها ومن يُحبها.. تُنير للجميع بميزان واحد"، ثم أضاف بنبرة حزينة: "لكن متى رأيتم الشمس تُحكم بالمزاج؟".
ساد الصمت، لأن الجميع يعرفون الجواب.. نحن من نطفئ شمس العدل بأيدينا، ونستبدلها بمصابيح خافتة تُضيء فقط حيث نريد.
إذا أردت أن تكون مرآتك صافية، لا تُخضعها لأهوائك.. تذكر أن العدل ليس حكمًا على الآخرين فقط، بل هو امتحان مستمر لنزاهتك أنت.
وفي النهاية، الحياة تُشبه ميزانًا حساسًا؛ كل انحراف فيه يُفقدك توازنك، ويُكسر ثقتك بنفسك قبل أن تكسر ثقة الآخرين بك.. اجعل ميزانك ثابتًا، لأن العدل وحده هو الذي يُعيد ترتيب الفوضى، ويُضيء الطريق وسط الظلال.
رسالة لي قبل الجميع، إذا كنا ننادي بالحرية الشخصية، فلنجعلها للجميع، بلا انتقائية أو ازدواجية، وإن كانت النصيحة حقًًا من أجل الإصلاح، فمكانها على انفراد، لا أمام الملأ.. فلنتعلم قيمة الحكمة والأصول والأخلاق، ولنعِ أن الاحترام لا يعني دائمًا الموافقة، بل هو الاعتراف بحق الآخر في الاختلاف، ورغم اعتراضي على مظهر "البنطلون الضيق" للكابتن محمد رمضان، رجل له من المقام والسن ما يستوجب التقدير، فإنها في النهاية حرية شخصية يجب أن تُحترم.
للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا