يستقبل الرواق الأزرق عرضا خاصّا يشيد بخمسة أعلام من الثّقافة الفلسطينيّة الذين عبّروا عن تجربتهم بشكل مؤثّر.

وجوه بارزة لم تختزل ثراء هذه الثقافة و تنوّعها من جيل إلى جيل، بقدر ما مثّلت أيقونات أبدعت في التّعبير عن تجربة مأساويّة مشتركة للاقتلاع من الوطن.

ويتمثّل العرض في عرض مجموعة مختارات من النصوص المُقتبسة من كتب ذائعة الصيت في الثقافة الفلسطينيّة التي تُرجمت إلى عدّة لغات أخرى نظرا لأهميّتها

ورسوم كاريكاتير أضحت شخصيّتها الرئيسيّة “حنظلة” رمزا للنضال من أجل استرجاع المكان الفلسطيني.

وهم محمود درويش: “أنا من هناك” “عناوين للروح خارج هذا المكان” “لا ينظرون وراءهم” ” متر مربّع في السجن” ” مقعد في قطار”إدوارد سعيد: ” خارج المكان”

مريد البرغوثي: ” رأيت رام الله” . ” الإقامة في الوقت” ” رأيت رام الله” ” الجسْر”

غسان كنفاني: “أرض البرتقال الحزين” “رجال في الشّمس” ” عائد إلى حيفا “

ناجي العلي رسومات كاريكاتير

ومن خلال أصواتهم وإبداعاتهم المستميتة في الدفاع عن الأرض الفلسطينيّة سيحاولون عبر إبداعاتهم إيصال التجربة المأساويّة لفقدان المكان.

وأكّدت الأستاذة الجامعية والمسؤولة عن الرواق الأزرق بمعرض الكتاب نرجس بن عبدالغني في تصريح خاص لبوابة تونس أنّ جميع النصوص تتّفق في موضوع الوقوف خارج المكان نظرا لتوظيف أصحابها بطريقة إبداعيّة.

ولم يكن الاختيار اعتباطيّا بل كان هناك ترابط وانسجام بين جميع الأسماء البارزة المختارة ويسلّط المعرض الضوء على علاقات الصداقات بينهم، إذ كان غسان كنفاني مثلا أوّل من اكتشف ناجي العلي وأوّل من نشر كاريكاتيره.

كما أكّدت مسؤولة الرواق الأزرق أنّ المعرض سيتضمّن صورا قديمة لفلسطين ما قبل 1948 باعتبار أنّ كلّ شيء مبني على مقولة أنّ كل أرض بلا شعب خاطئة، ومن هذا المنطلق ستحكي كلّ النصوص والكاريكاتير فكرة أنّ كلّ مكان كان عامرا بأهله.

والرواق الأزرق هي منصة ثقافية المسؤولة عن الرواق نرجس بن عبد الغني مع مجموعة من الطلبة بمشاركة ثلّة من الأساتذة الذين يجتمعون في تأثيث ملتقيات في علاقة بالفكر والثقافة والهندسة المعماريّة.

فريق الإعداد نرجس بن عبد الغني أستاذة جامعية و المسؤولية عن الرواق الأزرق الطلبة محمد ياسين العائب يسر عمار جواهر زموشي محمد بن عثمان ليليا لحول إيهاب سعيدي محمد عياض فرحات + غناء سلمى مصمودي مهندسة معمارية بمساندة club indigo طلبة الهندسة المعمارية وستُعلّق مقتطفات النصوص على جدران المعرض لترغّب الزوّار في قراءة الكتب.

وسيتمّ خلال الافتتاح أداء بعض الأغاني مثل “يا ليل ما أطولك” لريم البنا، و”شدّوا بعضكم” التي ستؤذيها المهندسة المعمارية سلمى المصمودي بمساندة “كلوب أنديغو”.كما من المنتظر أنّ تتمّ وساطة ثقافيّة مع مجموعة من المكاتب.

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

لاكروا: لماذا لا أحد يقرأ الكتاب المقدس؟

استعرضت ماري غران، أستاذة الفلسفة ومديرة المدرسة العليا في ليون في عمودها الأسبوعي بصحيفة لاكروا كتاب توماس رومر "الكتاب المقدس، ماذا يغير؟"، الذي يؤكد فيه بشكل خاص على تعدد الأصوات والرسائل الموجودة في الكتاب المقدس.

وتنطلق الكاتبة من ملاحظة الروائي أمبرتو إيكو أن الكتاب المقدس واحد من الكتب العظيمة التي لا تقرأ، مشيرة إلى أن توماس رومر لا يطرح هذا السؤال بشكل مباشر، ولكن كتابه يجيب على ذلك.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2في مقابلة مع إيكونوميست.. الشرع يتحدث عن رؤيته لإعادة بناء سوريا وعن أميركا وإسرائيلlist 2 of 2إعلام إسرائيلي: حماس حققت هدفها بغزة وإمكاناتها الإعلامية فائقةend of list

والغريب أن أستاذ علوم الكتاب المقدس في كوليج دو فرنسا يفسر عدم قراءة الكتاب المقدس بأنه غير موجود، بل "هناك كتب مقدسة"، إذ لدى كل من اليهودية والكاثوليك والبروتستانت مكتبة ضخمة، بها عدد كبير من الكتب التي يختلف عددها وتصنيفها حسب التقاليد.

وكل كتاب -حسب الكاتب- عبارة عن منتدى، يتعاقب فيه المحررون وتتداخل الكتابات المتعاقبة، وفي بعض الأحيان تتناقض، وبالتالي من المستحيل استخلاص رسالة كتابية منها، كما أنه مستحيل أن نجعل النصوص تقول كل شيء وأي شيء.

أخطاء المنهج

وفسر الكاتب أيضا عدم قراءة الكتاب المقدس، بكون القراء السيئين جعلوا الوصول إليه أمرا صعبا، بسبب استغلاله لتبرير العبودية والاستعمار وسيطرة الذكور وكراهية المثلية الجنسية، وما إلى ذلك، وبسبب الأخطاء المنهجية كعزل آية أو فصل مع تجاهل السياق وتعدد الأصوات.

إعلان

أما "القراءة الذكية" فتحترم هذا التنوع دون أن تسعى إلى تنظيمه وإقامة تسلسلات هرمية تعسفية داخله، "لذلك من الضروري في بعض الأحيان الدفاع عن الكتاب المقدس ضد مفسريه" -كما يلاحظ توماس رومر- مع أن النصوص قد تدافع عن نفسها وتجد قراءها الحقيقيين من تلقاء نفسها.

 

وقد وجد سفر يشوع المثير للمشاكل قراءه -حسب الكاتب- لأن الغزو غير المحتمل لأرض كنعان على يد العبرانيين وما تلاه من إبادة السكان الأصليين، يخدم إضفاء الشرعية على الحروب الصليبية ووجود "إسرائيل الكبرى" دون فلسطينيين، ونحن نعلم الآن أن هذا الفتح لم يحدث قط، لأن شعب يهوذا الصغير الذي لم تكن لديه قوة عسكرية حقيقية، غير قادر على القيام بمثل هذه الحملة.

وهناك قراءة تعطي النص عدالة أكبر -حسب الكاتب- تشير إلى غناء العبيد السود "جوشوا في معركة أريحا"، حيث رأوا في سقوط الأسوار انعكاسا لرجائهم، أي تحرير أقلية مضطهدة وليس احتفالا لجيش قوي واثق من حقوقه، ولكن التاريخ المضاد كان يحتاج إلى هذه المعركة الخيالية، ليتمكن أخلاقيا من مقاومة الآشوريين الذين كانوا يسيطرون على بلاد الشام آنذاك.

وأشار الكاتب إلى أننا نريد غالبا أن نقرأ الكتاب المقدس بشكل أصيل ولكننا لا نستطيع، لأننا نقرأ ما نقرؤه، ويضرب المثال بأننا نعتقد أننا نرى بولس يسقط من فوق حصانه على الطريق إلى دمشق، في حين أنه لا يوجد في الواقع ذكر لحصان في النص، كما لا يوجد ذكر لتفاحة ولا خطيئة أصلية في قصة "السقوط" المزعومة.

وبالتالي، يرى الكاتب أن الجانب السلبي لهذه النصوص هو أننا نقرؤها من خلالها، لأن الصور والتراكيب اللاهوتية تسبق قراءتنا وتربكها، خاصة أن "الكتاب المقدس كان ولا يزال مجالا عظيما للإسقاطات".

وخلص توماس رومر إلى أن من يكتفي بالاعتقاد أنه قرأ الكتاب، ومن يقرؤه ليجد الإجابة على أسئلته وهو يهمس بالإجابات عليها، فلن يجد شيئا ولذلك لا بد من الوقوف بشكل أصيل أمام النصوص حتى نسمح لها بتغييرنا.

إعلان

مقالات مشابهة

  • «الخارجية العراقية» تدين أي مُحاولات تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني خارج أرضه
  • انطلاق معرض السياحة والسفر الدولى بإسطنبول التركية بمشاركة مجموعة بيك الباتروس للفنادق
  • وزير الخارجية الأمريكي: عرض ترامب بشأن غزة هو التدخل وتنظيف المكان من الدمار
  • “مجموعة لاهاي” تحرص على معاقبة إسرائيل وحكامها على المجازر التي ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني
  • تأجيل محاكمة إطارات ببنك cpa وآخرين في فضيحة تبديد 800 مليار سنتيم لشركة “كلورال للملح”
  • شرايط كاسيت نجوم التسعينيات تجذب الزوار في معرض الكتاب
  • المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط: يجب إيجاد حل لمشكلة المكان الذي سيذهب إليه سكان غزة
  • بتوجيهات منصور بن زايد.. الأرشيف والمكتبة الوطنية يحتفي بمسيرة الشيخ سرور بن محمد آل نهيان الوطنية
  • لأول مرة منذ تأسيسه.. المعرض الدولي للفلاحة في فرنسا يحتفي ببلد أجنبي،المغرب
  • لاكروا: لماذا لا أحد يقرأ الكتاب المقدس؟