الأسبوع:
2025-04-09@20:14:00 GMT

تيك توك.. .

تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT

تيك توك.. .

إنهم جميعًا هناك في عالم موازٍ اسمه «تيك توك»، عن شباب ومراهقي وأطفال مصر أتحدث، ماذا يصنع هؤلاء داخل هذا البرنامج الساحر الذي تفوق مؤخرًا على جميع منصات التواصل والڤيديو وأصبح قِبلةَ أغلبية الصغار؟ لماذا، وكيف، وما البديل، وهل حقًا نحتاج للبديل؟ سمعت كثيرًا عن هذا العالم، ولكن يبدو أنه ليس مَن سمع كمَن رأي، أنشأتُ حسابًا ودخلت أغوص بداخل هذا البرنامج الموجود على كل هواتف الصغار وكثير من الكبار فهالني ما رأيت، ما كل هذا الزخم الصاخب؟!! كيف غزت تلك البرامج عقولَ الصغار فأوصلتهم إلى مراحل الإدمان؟!! ما هذا المحتوى الهش الذي يُقدَّم هناك؟!! أسئله تبدو ساذجة بعض الشىء، ولكن حين يتعلق الأمر بعقول ومستقبل وهوية جيل صاعد ووطن عريق فلابد أن نقف قليلًا لنفهم ونعي.

في داخل هذا العالم تسود حالة من اللامنطق، شباب وأطفال يتراقصون داخل حجراتهم أو في الطرقات، أو يحركون شفاههم على وقع موسيقى وأغانٍ صاخبة دون هدف، هل نحن هنا فقط من أجل التسلية وتضييع الوقت؟!! أعتقد أن الأمر تخطى مرحلة التسلية ليصل إلى مرحلة الغياب الجزئي أو المؤقت عن الواقع، كأنها أحد أنواع المخدرات الجديدة التي لا يمكن تجريمها باعتبارها حرية شخصية لمَن يتعاطاها. ولكن: هل سيكون لهذا التغييب خفيفِ الظل سريعِ الانتشار أثرٌ على وجدان ونمط حياة وتفكير هؤلاء الصغار الغارقين داخل جدران هذا الكيان السحري؟ لا أجد الأمر سهلًا في التعامل الواقعي معه، فغالبية الصغار أصبحوا بالفعل في الداخل، ولكن هل نستطيع أن نستفيد من هذا الوجود بشكل إيجابي يستغل حجم المشاهدات الرهيب بداخل البرنامج ويبث في عقول تلك الأجيال قيمًا وأفكارًا وهويةً تساعدهم على البقاء مستيقظين بعيدًا عن تلك الغيبوبة التي تنتشر هناك؟ هل يتحول بعض أصحاب الفكر والقلم إلى تلك المنصة الجذابة صاحبة الانتشار الرهيب من أجل مساعدة هؤلاء الصغار على فهم الحقائق وتثبيت الهوية وترسيخ منظومة القيم وتعاليم الدين عن طريق ڤيديوهات قصيرة جذابة تمنحهم ولو قليلًا من النور والفكر واليقين؟ أسئلة كثيرة قد لا تجد إجابة، ولكنها شهادة للتاريخ وصرخة تحذير قبل فوات الأوان: انتبهوا أيها السادة، فهناك جيل يتشكل عقله وهويته ووجدانه الناشئ داخل جدران هذا «التيك توك» العجيب.. دعوة لدراسة هذا العالم الصاخب جيدًا، لعل الأمر حقًا يستحق.. !!

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

سقطتم في امتحان الإنسانية!

الجديد برس- بقلم- د. صبري صيدم|

على البشرية أن تقلق لا من بشاعة الصور القادمة من قطاع غزة والقدس والضفة الغربية فحسب، وإنما أيضاً من حجم التهاوي الأخلاقي المريع للمستويات الرسمية الغربية أمام هول تلك الصور وفداحة أحداثها.

أطفال ونساء وشيوخ ومرضى، تتطاير أشلاؤهم في الهواء في قطاع غزة بفعل الصواريخ الثقيلة، ومسعفون يقتلون وتجرف وتدفن أجسادهم ومركباتهم بعد أن هبوا لنجدة إخوانهم، خيام تقصف على رؤوس الغلابى، ومضارب تهجّر، وكنائس ومساجد تدنس، لتشكل مجتمعة مآسي مزلزلة برمتها وتفاصيلها، ليس لفداحة الجريمة فحسب بل أيضاً للصمت المطبق للمستويات الرسمية عليها، خاصة في دول وظفت ملايين الدولارات على مشروعات مختلفة في فلسطين لطالما تناولت مفاهيم القيم الآدمية، وحقوق الإنسان، والديمقراطية، ودولة القانون، وحقوق الطفل والمرأة، والمساواة الاجتماعية، والحكم الرشيد، ومكافحة الفساد، والقائمة تطول من مفاهيم ما أنزل الله بها من سلطان.

لتقابل تلك الدول المشهد في فلسطين اليوم وعلى مستوياتها الرسمية المختلفة، بالصمت المطبق، والغياب الملحوظ، والاختفاء الملموس، والانكفاء الواضح.

المؤسف أكثر في هذه الحال أن بعض هؤلاء لم يتنازل عما نظّر به لأعوام طالت وصمت إزاء الجريمة المتتابعة فحسب، بل ذهب نحو الطلب من شركائه المحليين وقف تلك المشروعات، وإنهاءها ووقف العمل بها، في موقف معيب ومخجل، بينما ذهب البعض إلى ما هو أكثر وهو تزويد إسرائيل بالسلاح ووفر الغطاء لاستمرار المشهد بكل قتامته.

لقد سقط البعض حتماً في امتحان الإنسانية على المستوى الرسمي ومن قبل في مجتمعنا المدني أن يتساوق مع مناهم بوأد المشروعات المذكورة، والخنوع لتهديداتهم بوقف التمويل إن هم استأنفوا عملهم في مجالات الدعم سابقاً.

في المقابل فإن شعوبهم قد تقدمت عليهم وانتصرت للإنسانية ولفلسطين، فخرجت عن صمتها وزحفت في شوارعهم ومارست شعبياً كل ما لديها من أفكار خلاقة لوقف الدم في فلسطين. فماذا كان ردهم؟

لم يوقف هؤلاء الاهتمام المزعوم بالقيم الغائرة وإنما قرر بعضهم التنازل عما مولوه سابقاً ونظّروا له، وذهبوا نحو تغليظ قوانين التظاهر وقمع شعوبهم وجالياتنا وكل الأحرار المناصرين لفلسطين بمنع العلم الفلسطيني والكوفية تارة وحجب الشعارات والاعتصامات تارة أخرى.

هذه الحال لا تنسجم مع ما حاول هؤلاء إقناع العالم به من قيم مزعومة وإنما يبرر استحكام إسرائيل في عواصم قرارهم بصورة جعلتهم يرتعدون خوفاً من التظاهر والانتصار لفلسطين والتأكيد في كل المناسبات بأنهم أصدقاء إسرائيل.

أصدقاء “إسرائيل” يجب أن يصدقوها القول بأن دوام الحال من المحال، وأن القانون الدولي والشرعية الدولية يوفران حلاً لا مناص منه، بالحق والعدالة وحرية فلسطين.

إن قتامة المشهد اليوم إنما توفر الفرصة لهؤلاء المتساوقين مع سياسة حكومة نتنياهو بأن يعيدوا النظر في مواقفهم قبل أن يصبح الاعتذار لا قيمة له.. فهل تنتصحون؟ ننتظر ونرى…

*كاتب فلسطيني

مقالات مشابهة

  • الأهلي يحدد رقم قميص زيزو مع الفريق.. وشيكا يهاجم اللاعب
  • سقطتم في امتحان الإنسانية!
  • حزب الله يثير الجدل: مستعدون للتخلي عن سلاحنا ولكن بشروط
  • في إطار رؤية مصر 2030.. البحوث الإسلامية: تطوير برنامج إلكتروني شامل لمنظومة الابتعاث بالأزهر
  • ولادة نادرة لسلحفاة.. أمومة لأول مرة في عمر 100 عام! (صور)
  • النظام ساقط… ولكن الظل قائم: في طقوس الإنكار وانفجارات الكذب الوجودي عند إبراهيم محمود
  • اسعار النفط تربك موازنة العراق.. رواتب الموظفين "مؤمنة" ولكن!
  • أحمد فؤاد: منتخب مصر يسير بخطوات ثابتة نحو المونديال ولكن!
  • «الشباب والرياضة» تنفذ فاعليات تدريب الـTOT للسفراء الجدد لبرنامج «مشواري» بشمال سيناء
  • سلحفاة غالاباغوس عملاقة تحقق أول ولادة ناجحة منذ 150 عامًا .. صور