الأسبوع:
2024-09-19@13:09:51 GMT

التلاعب بداعش والإرهاب

تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT

التلاعب بداعش والإرهاب

نجحتِ الولايات المتحدة الأمريكية، وأنصارها، في التلاعب بمنطقتنا العربية بخلق فزَّاعة الإرهاب التي وقفت خلفها ودعمتها وأجبرت دول العالم على السير خلفها لمواجهة كل حركات التحرر في العالم بشكل عام، وفي منطقتنا بشكل خاص.

ورفضتِ الولايات المتحدة الأمريكية الاستجابة للمطالب المصرية الملحة في عهد الرئيس مبارك بوضع تعريف محدد للإرهاب حتى تحدد الدول مواقفها ضد مَن ينطبق عليه التعريف الدولي للإرهابي، فاستخدمت هذا المصطلح ضد كل مَن يقف في مواجهة العدوان الإسرائيلي أو الأمريكي بشكل خاص، والغربي والأوروبي بشكل عام.

وفي أحدث استخدام للعبة الإرهاب خرج إلينا الأسبوع الماضي بيانٌ منسوبٌ لتنظيم «داعش»، يزعم فيه أنه المسئول عن تفجيرَي محافظة كرمان، وقتل العشرات، وإصابة المئات من المحتشدين لإحياء الذكرى الرابعة لاغتيال قائد فيلق القدس، قاسم سليماني.

الصحيح، أن قاسم سليماني، وأبومهدي المهندس، قتلتهما الطائرات الأمريكية في مطار بغداد دون محاكمة أو تحقيقات، وهذا هو الإرهاب بعينه، ولكن لأن لعبة الإرهاب يحترفها الكبار، وتفرضها القوة على الجميع، فإن إسرائيل قامت بقتل المحتشدين الأسبوع الماضي، وخوفًا عليها من الانتقام الإيراني، أخرجوا لنا بيانًا عن داعش الذي انتهى كتنظيم، ولم يعُد له وجود.

ووفقًا لكل المتابعات والمعلومات الدقيقة، فإن جهاز الموساد الإسرائيلي هو مَن فجَّر المدنيين الآمنين في كرمان، وليس داعش، استنادًا إلى التالي:

أولاً: أن التنظيم لم يعُد قادرًا على تنفيذ أي عمليات منذ فترة طويلة، بعد ملاحقة قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن لأفراده، وتدمير قواعده في سوريا والعراق، بل واعتقال جميع عائلات التنظيم في معسكر للشمال السوري تحت إدارة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية.. أي أنهم قتلوا القادة والأفراد، واعتقلوا الأسر والعائلات، ولو كان هناك بقايا للتنظيم فإن العقل يقول إنهم سيتجهون لتحرير عائلاتهم وأسرهم من الاعتقال.

ثانيًا: إيران لم تدخل معارك عسكرية عنيفة مع التنظيم تكون دافعًا للثأر والانتقام منها بقتل المدنيين.

ثالثًا: المعروف أن الوجدان العربي كله يشتعل غضبًا من تلك الجرائم اللاإنسانية التي تقوم بها قوات العدوان الصهيوني ومن خلفها أمريكا وحلفاؤها ضد الآمنين والمدنيين في غزة، ومنطق العقل وأيديولوچيا التنظيم تقول إن أولوية عملياته الآن -إن وجدتِ القدرة على ذلك- لن تكون إلا في مواجهة هذا العدوان.

رابعًا: تشير طبيعة تنفيذ عمليتَي التفجير إلى استخدام تقنيات حديثة من بينها استخدام تقنية التفجير عن بُعد، وهي تقنيات في الغالب لا تملكها إلا إسرائيل وأمريكا ودول الغرب، وكانت أجهزة الموساد الإسرائيلية قد استخدمتها من قبلُ في تفجير منشآت وقتل علماء في إيران، وهو ما يؤكد أن العملية تمت بتخطيط وتنفيذ إسرائيلي أمريكي.

ووفقًا لكل ما سبق، فإن واشنطن التي سارعت بنفي اتهامها وإسرائيل بارتكاب هذه الجريمة، تنوع في استخدام لعبة الإرهاب وتحركها من مجرد فزَّاعة تجيِّش بها جيوش العرب للحفاظ على مصالحها وحماية قواعدها وجنودها إلى شكل آخر وهو ما يمكن أن نطلق عليه اختطاف الإرهاب وتوظيفه لصالح واشنطن وربيبتها إسرائيل، عبر إلصاق كل جرائم إسرائيل بتلك المنظمات التي انتهت وهلكت عمليًّا ولم يعُد لها وجود على أرض الواقع، فهي تستخدمها وكأنها منظف تزيل به ما علق بأيدي رجال الاستخبارات الإسرائيلية حتى لا يكونوا عُرضة لانتقام إيران وأذرعها العسكرية في المنطقة.

ويبدو أن التلاعب بعقول العرب أصبح لعبة مسلية لصناع القرار في عواصم الاستعمار الجديد، حيث أصبح لهذه اللعبة أنصار من بلادنا في السياسة والإعلام، وهو ما يعني أن المجال أصبح مفتوحًا أمام تلك الألاعيب، وسوف نجد دائمًا من بيننا مَن يدافع عن استخدامات تلك اللعبة، بل وتجريم مَن يحاول كشفها.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

بعد فشلها في إيقاف عمليات صنعاء المساندة لغزة.. واشنطن تحتفل ببدء استخدام سلاح جديد في اليمن

الجديد برس|

أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الأربعاء، بدء تفعيل سلاح جديد في اليمن، حيث أُعلن عن إدخال خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية “ستارلينك” في مناطق سيطرة التحالف جنوب وشرق البلاد. يأتي ذلك بعد فشل محاولات واشنطن في وقف العمليات اليمنية.

ونقلت السفارة الأمريكية في اليمن تصريحات بلينكن التي أشار فيها إلى أن تفعيل هذه الخدمة جزء من استخدام التكنولوجيا لإعادة تشكيل الدبلوماسية وتحديد ملامح المستقبل.

وتحتفل السفارة الأمريكية بتفعيل خدمة “ستارلينك”، حيث تعد اليمن أول دولة في الشرق الأوسط تستفيد من هذه الخدمة.

هذا وتم تحديد رسوم رمزية للخدمة الجديدة لتشجيع الناس على استخدامها، ما يشير إلى احتمالية أن تكون الخدمة مدفوعة بأهداف عسكرية.

وتجدر الإشارة إلى أن “ستارلينك” استخدمت سابقاً لدعم العمليات العسكرية في أوكرانيا.

مقالات مشابهة

  • بعد فشلها في إيقاف عمليات صنعاء المساندة لغزة.. واشنطن تحتفل ببدء استخدام سلاح جديد في اليمن
  • إيران تحمّل واشنطن مسؤولية تفجيرات "البيجر" في لبنان
  • أستاذة إعلام: استخدام الذكاء الاصطناعي في الانتخابات الأمريكية أمر طبيعي
  • أستاذة إعلام: استخدام الذكاء الاصطناعي في الإنتخابات الأمريكية أمر طبيعي (فيديو)
  • خبيرة: استخدام الذكاء الاصطناعي في الانتخابات الأمريكية أمر طبيعي
  • مصدر لبناني: أجهزة الاتصال التي انفجرت كانت مفخخة بشكل مسبق
  • واشنطن بوست عن عناصر بحزب الله: تم طلب التخلص من كل أجهزة الاتصال الجديدة التي تم تسلمها
  • العرب في مصيدة الانتخابات الأمريكية
  • الخارجية الأمريكية: لا جديد بشأن قرار استخدام الأسلحة ضد روسيا
  • الخارجية الأمريكية: واشنطن تواصل الحوار مع الشركاء لوقف إطلاق النار في غزة