الأسبوع:
2024-12-27@01:03:06 GMT

هيمنة إسرائيلية عبر الأقمار الصناعية

تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT

هيمنة إسرائيلية عبر الأقمار الصناعية

لم يعُد هناك مجالٌ للشك بأن الكيان الإسرائيلي يسابق الزمن للهيمنة بشتى الطرق على منطقة الشرق الأوسط بأكملها، بل والتوغل في قلب القارة الإفريقية لمدِّ النفوذ على مناطق بعيدة من منطقة تمركزه الفعلية في فلسطين المحتلة. فهو كيان مريض منذ نشأته بنهم الهيمنة وامتلاك كافة أدوات القوة العسكرية والاقتصادية والإعلامية والسياسية، وتخصيص ميزانيات ضخمة للإنفاق على مختلف تخصصات البحث العلمي زراعيًّا وصناعيًّا وتقنيًّا من أجل خدمة المشروع الصهيوني الأساسي كما جاء في المؤتمر العالمي الأول لليهود عام ١٨٩٧ الذي دعا إليه زعيمهم هيرتزل في بازل بسويسرا، والقائم على أن امتلاك كافة مصادر القوة من مال وإعلام هو مكون أساسي لخدمة هذا المشروع.

وفي عام ١٩٨٣ أسست إسرائيل وكالة الفضاء الإسرائيلية لكي تتولى أبحاث الفضاء وتدشين الأقمار الصناعية متعددة الأغراض في الاتصالات والبث الفضائي التليفزيوني والاستكشافات العلمية والأغراض العسكرية والتجسس، مع الوضع في الاعتبار أن لكل نوع من تلك الأقمار دورًا محددًا من أجل أن تتسيد إسرائيل الفضاء ويصبح لها الذراع الطولى بمجال الاتصالات بالمنطقة. ومن أهم سلاسل الأقمار الصناعية التي أطلقتها إسرائيل لأغراض التجسس، سلسلة أقمار Ofeq ذات التقنيات العالية للمسح الفضائي بمنطقة الشرق الأوسط وبعض مناطق إفريقيا والتي يمكنها جمع بيانات دقيقة والتقاط صور عالية الجودة دون التأثر بالعوامل الجوية أو المناخية، مثل القمر Ofeq 13 الأخير الذي أطلقته في مارس الماضي. وهناك سلسلة أقمار عاموس التي أطلقتها إسرائيل لأغراض ظاهرية وهي البث الفضائي والاتصالات، ولكنها في الحقيقة تحمل أهدافًا خفية وهي التجسس أيضًا وجمع البيانات والمعلومات من مستخدمي الخدمات الذين يعتمدون عليها، خاصة في بعض دول شمال إفريقيا وشرق أوروبا والشرق الأوسط. وترتبط تكنولوچيا الأقمار الصناعية الإسرائيلية بشكل وثيق ببرامج الفضاء والشركات الأمريكية والفرنسية والألمانية، خاصة فيما يتعلق بتكنولوچيا الصواريخ الحاملة للأقمار الصناعية ومنها الصواريخ الباليستية وغيرها والتي يتم إجراء تعديلات طفيفة عليها لتصبح ذات أغراض حربية هجومية. وبعيدًا عن الخوض في دهاليز الأغراض العسكرية والتجسس للأقمار الصناعية الإسرائيلية- فمن الناحية الإعلامية هالني علمُ الكيان الصهيوني أعلى شاشات القنوات الإسرائيلية التي يبثها القمر الصناعي «عاموس»، والتي يمكن استقبالها بالمنطقة العربية عن طريق طبق صغير بحجم ٦٠ سم فقط. ومع الأسف الشديد أن القمر الإسرائيلي «عاموس» بات ملجأ للباحثين عن مشاهدة مباريات كرة القدم العالمية المشفرة بالمجان عن طريق حيل تقنية بسيطة لمشاهدة تلك المباريات عبر شاشات عاموس الإسرائيلية من داخل البيوت المصرية والعربية. وأصبحت إسرائيل مستمرة في حصار المشاهد العربي عبر محتوى وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت من جانب وعبر البث الفضائي من جانب آخر، من خلال استغلال ثغرة احتكار شركات معينة للأحداث الرياضية بالمنطقة في ظل عدم قدرة الغالبية من الجمهور المصري والعربي على الاشتراك في الباقات المشفرة باهظة الثمن. وهو الأمر الذي يتطلب حلولًا أبعد من مجرد التوعية بتجنب مشاهدة قنوات القمر الصناعي الإسرائيلي، فلابد من سد الثغرات التي تسمح بتيسير دخول إعلام العدو للبيت المصري والعربي بتوفير البديل المناسب.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأقمار الصناعیة

إقرأ أيضاً:

تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)

قالت صحيفة عبرية إنه مع تراجع الصراعات مع حماس وحزب الله تدريجيا، تتجه إسرائيل الآن إلى التعامل مع الهجمات المستمرة من الحوثيين في اليمن.

 

وذكرت صحيفة "جيرزواليم بوست" في تحليل لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" إنه مع تدهور حزب الله بشكل كبير، وإضعاف حماس إلى حد كبير، وقطع رأس سوريا، يتصارع القادة الإسرائيليون الآن مع الحوثيين، الذين يواصلون إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار على إسرائيل.

 

وأورد التحليل الإسرائيلي عدة مسارات لردع الحوثيين في اليمن.

 

وقال "قد تكون إحدى الطرق هي تكثيف الهجمات على أصولهم، كما فعلت إسرائيل بالفعل في عدة مناسبات، وقد يكون المسار الآخر هو ضرب إيران، الراعية لهذا الكيان الإرهابي الشيعي المتعصب. والمسار الثالث هو بناء تحالف عالمي - بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة - لمواجهتهم، لأن الحوثيين الذين يستهدفون الشحن في البحر الأحمر منذ السابع من أكتوبر لا يشكل تهديدًا لإسرائيل فحسب، بل للعالم أيضًا.

 

وأضاف "لا توجد رصاصة فضية واحدة يمكنها أن تنهي تهديد الحوثيين، الذين أظهروا قدرة عالية على تحمل الألم وأثبتوا قدرتهم على الصمود منذ ظهورهم على الساحة كلاعب رئيسي في منتصف العقد الماضي ومنذ استيلائهم على جزء كبير من اليمن".

 

وأكد التحليل أن ردع الحوثيين يتطلب نهجًا متعدد الجوانب.

 

وأوضح وزير الخارجية جدعون ساعر يوم الثلاثاء أن أحد الجوانب هو جعل المزيد من الدول في العالم تعترف بالحوثيين كمنظمة إرهابية دولية.

 

دولة، وليس قطاعاً غير حكومي

 

وحسب التحليل فإن خطوة ساعر مثيرة للاهتمام، بالنظر إلى وجود مدرسة فكرية أخرى فيما يتعلق بكيفية التعامل مع الحوثيين، وهي مدرسة يدعو إليها رئيس مجلس الأمن القومي السابق جيورا إيلاند: التعامل معهم كدولة، وليس كجهة فاعلة غير حكومية.

 

وقال إيلاند في مقابلة على كان بيت إن إسرائيل يجب أن تقول إنها في حالة حرب مع دولة اليمن، وليس "مجرد" منظمة إرهابية. ووفقاً لإيلاند، على الرغم من أن الحوثيين لا يسيطرون على كل اليمن، إلا أنهم يسيطرون على جزء كبير منه، بما في ذلك العاصمة صنعاء والميناء الرئيسي للبلاد، لاعتباره دولة اليمن.

 

"ولكن لماذا تهم الدلالات هنا؟ لأن شن الحرب ضد منظمة إرهابية أو جهات فاعلة غير حكومية يعني أن الدولة محدودة في أهدافها. ولكن شن الحرب ضد دولة من شأنه أن يسمح لإسرائيل باستدعاء قوانين الحرب التقليدية، الأمر الذي قد يضفي الشرعية على الإجراءات العسكرية الأوسع نطاقا مثل الحصار أو الضربات على البنية الأساسية للدولة، بدلا من تدابير مكافحة الإرهاب المحدودة"، وفق التحليل.

 

وتابع "ومن شأن هذا الإطار أن يؤثر على الاستراتيجية العسكرية للبلاد من خلال التحول من عمليات مكافحة الإرهاب إلى حرب أوسع نطاقا على مستوى الدولة، بما في ذلك مهاجمة سلاسل الإمداد في اليمن".

 

ويرى التحليل أن هذه الإجراءات تهدف إلى تدهور قدرات اليمن على مستوى الدولة بدلاً من التركيز فقط على قيادة الحوثيين - وهو ما لم تفعله إسرائيل بعد - أو أنظمة الأسلحة الخاصة بها. ومع ذلك، هناك خطر متضمن: تصعيد الصراع وجذب لاعبين آخرين - مثل إيران. وهذا ما يجعل اختيار صياغة القرار مهمًا.

 

وأشار إلى أن هناك أيضًا آثار إقليمية عميقة. إن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية من شأنه أن يناسب مصالح دول الخليج مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، التي تنظر إلى الحوثيين باعتبارهم تهديدًا مباشرًا والتي قاتلتهم بنفسها.

 

إعلان الحرب على اليمن يعقد الأمور

 

أكد أن إعلان الحرب على اليمن من شأنه أن يعقد الأمور، حيث من المرجح أن تجد الإمارات العربية المتحدة والسعوديون صعوبة أكبر في دعم حرب صريحة ضد دولة عربية مجاورة.

 

وقال إن الحرب ضد منظمة إرهابية تغذيها أيديولوجية شيعية متطرفة ومدعومة من إيران شيء واحد، ولكن محاربة دولة عربية ذات سيادة سيكون شيئًا مختلفًا تمامًا.

 

وطبقا للتحليل فإن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية يتماشى مع الرواية الإسرائيلية الأوسع لمكافحة وكلاء إيران، ومن المرجح أن يتردد صداها لدى الجماهير الدولية الأكثر انسجاما مع التهديد العالمي الذي يشكله الإرهاب. ومع ذلك، فإن تصنيفهم كدولة يخاطر بتنفير الحلفاء الذين يترددون في الانجرار إلى حرب مع اليمن.

 

بالإضافة إلى ذلك حسب التحليل فإن القول بأن هذه حرب ضد منظمة إرهابية من الممكن أن يعزز موقف الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في حربها ضد الحوثيين، في حين أن القول بأنها حرب ضد اليمن من الممكن أن يضفي الشرعية عن غير قصد على سيطرة الحوثيين على أجزاء أكبر من اليمن.

 

وأكد أن ترقية الحوثيين من جماعة إرهابية إلى دولة اليمن من الممكن أن يمنحهم المزيد من السلطة في مفاوضات السلام والمنتديات الدولية. كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى إقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع دول أخرى، وتغيير طبيعة التعامل الدولي مع اليمن.

 

يضيف "قد يؤدي هذا الاعتراف إلى تقويض سلطة الحكومة المعترف بها دوليا في العاصمة المؤقتة عدن ومنح الحوثيين المزيد من النفوذ في مفاوضات السلام لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن بشكل دائم".

 

ولفت إلى أن هناك إيجابيات وسلبيات في تأطير معركة إسرائيل على أنها ضد الحوثيين على وجه التحديد أو ضد دولة الأمر الواقع في اليمن.

 

وتشير توجيهات ساعر للدبلوماسيين الإسرائيليين في أوروبا بالضغط على الدول المضيفة لتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية إلى أن القدس اتخذت قرارها.

 

وخلص التحليل إلى القول إن هذا القرار هو أكثر من مجرد مسألة دلالية؛ فهو حساب استراتيجي له آثار عسكرية ودبلوماسية وإقليمية كبيرة.

 


مقالات مشابهة

  • حالة الطقس.. «الأرصاد» تكشف خرائط الأقمار الصناعية: الأجواء باردة الآن على أغلب الأنحاء
  • السلطان النيادى: التعاون الفضائي بين مصر والإمارات يدعم شبابنا الطموح ويقودنا نحو مستقبل مستدام
  • إسرائيل تقتل 5 صحافيين في غزة في قصف سيارتكم التي تحمل رمز الصحافة
  • تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)
  • إسرائيل: حماس تراجعت عن التنازلات التي أدت لاستئناف مفاوضات غزة
  • لهذا السبب.. مخاوف من تصادم الأقمار الاصطناعية
  • درجات الحرارة الآن وفق خرائط الأقمار الصناعية:  3 ظواهر جوية تؤثر على حالة الطقس اليوم | عاجل
  • حالة الطقس الآن.. «الأرصاد» تكشف آخر صور الأقمار الصناعية
  • خلال عام 2024.. زيادة عدد المصانع التي تم تشغيلها بالمنطقة الصناعية بالبغدادي في الأقصر إلى 24 مصنعًا
  • في خامس ايام أقوى النوات الشتوية: صور الأقمار الصناعية تحدد حالة الطقس ودرجات الحرارة اليوم | عاجل