صحيفة البلاد:
2025-04-17@04:36:33 GMT

لا تفعل شيئاً

تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT

لا تفعل شيئاً

في كتابها “لا تفعل شيئًا، كيفية التخلُّص من الإجهاد والإفراط في العمل،” تشير المؤلفة الأمريكية سيليست هيدلي، إلى أن الناس يعملون أكثر، وقد اعتادوا على العمل باستمرار، ممًا يزيد من التوتُّر والضغط.، فيصبحون أكثر وحدةً وقلقًا، داعيةً إلى أنه قد حان الوقت لاستعادة وقت الفراغ والحيوية والنشاط ، بدلاً من الإرهاق الناتج عن العمل المستمر، متسائلةً في الوقت عينه، لماذا لا نأخذ إستراحة من العمل، ونستثمر أوقات فراغنا، مؤكدةً أن تركيزنا على أن نكون منتجين طوال الوقت، يجعلنا أقلّ فاعلية بسبب قلِّة الراحة التي نحصل عليها، وأن إرهاق أنفسنا في أي عمل، هو أمر مضر جداً، في حين يجب أخذ إجازة ،وأن نقضي المزيد من الوقت في عدم فعل شيء.

في هذا المقال، أود أن أُسلِّط الضوء على هذا الكتاب الذي قرأته مؤخراً، فمن يقرأ عنوانه للوهلة الأولى، يظن أن الكتاب يشجِّع على الكسل ، ولكن الفكرة هي في البحث عن التوازن ما بين العمل والوقت الحُر.

الكتاب يحلِّل المفهوم القائل بأن هوسنا بالإنتاج يقلِّل من كفاءتنا بسبب الإجهاد والإرهاق و قلة النوم، ممّا يوضح كيف تجتمع الآثار السلبية للإرهاق، مع فوائد أخذ إجازة لتوفير حجة مقنعة لقضاء المزيد من الوقت في الراحة والتقّليل من النشاط.
وتتلخص الفكرة الأساسية لهذا الكتاب، في الإبتعاد عن مخاطر العمل الزائد أو ما يسمّى Overworking أو الإفراط في العمل.
وتؤكد الكاتبة على أهمية جدولة وقت الفراغ، فهي تعتقد أنه إذا أردنا أن نكون سعداء حقًا، يجب علينا أولاً إعادة اكتشاف متعة أوقات الفراغ.

ويقدم الكتاب ثلاثة مبادئ رئيسية أعتقد أنها مفيدة.
أولًا وقبل كل شيء، نشعر بالذنب تجاه قضاء الوقت لأنفسنا، ونتيجة لذلك، نفقد التواصل الأساسي مع الآخرين، وهناك من يظن أن الوقت هو المال، وأن ضياع هذا الوقت، يعني ضياع المال، غير أنني أجد أن أصحاب هذا المفهوم مصابون بتوتر دائم.
ثانياً، لدينا تاريخ طويل من الهوس بالكفاءة، إن حقيقة أننا نستطيع رؤية نجاح الآخرين على وسائل التواصل الإجتماعي، تزيد من إحساسنا بأننا مثقلون بالأعباء، ونتيجة لذلك، فإننا مضطرون إلى “مواكبتهم”، ومع ذلك فإنها في الوقت الحاضر، تجعلنا نشعر كما لو أنه يتعيَّن علينا مواكبة العالم كله، وليس مجرد دائرة صغيرة من الأصدقاء والجيران ، ومن المنطقي لماذا تستمر أهدافنا في الإرتفاع إذا وجدت نفسك تضيف باستمرار عناصر إلى قائمة المهام الخاصة بك، أو تتمنى أن يكون هناك المزيد من الساعات في اليوم، فأنت بالتأكيد عضو في”عبادة الكفاءة”، وكلما زاد انخراطك في هذه الطائفة، كلما كان ذلك أفضل، وسوف تزداد الأمور سوءاً، ولكن هذا الهوس ليس جديداً تماماً، وأنا شخصياً أعرف العديد ممّن يعانون من هذه الأعراض.

وأخيراً، من خلال القيام ببعض الأشياء السهلة، يمكنك استعادة أوقات الفراغ والهدوء.
إن عدم القيام بأي شيء ، أمر صعب في معظم الأحيان، وأن التخطيط الواعي ضروري، كما أن تغيير تصوُّرنا للوقت ، هو أحد الأساليب لإفساح المجال له، فوفقًا للأبحاث، فإن الأشخاص الذين يتمتعون بإدراك ممتاز للوقت، يواجهون ضغطًا أقل، وأقل عُرضة لإضاعة الوقت على وسائل التواصل الإجتماعي والتلفزيون.

“إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه،” إلا أن الهوس الذي يقود إلى الإرهاق وإجهاد أنفسنا، أمر خطير، وأن العمل لساعات أطول ، يقود إلى ضعف الإنتاجية، ولنا أن ندرك مدى تأثير ذلك على صحتنا الجسدية والذهنية، إنه بلا شك طريق يقود إلى البؤس ، ولا يمكن لأحد العمل بشكل صحيح دون الحصول على قسط من الراحة.
لا شك أن إيجاد فترة للراحة أو الفراغ، يعالج التوتُّر بشكل كبير، خصوصاً وأننا نعيش في زمن متسارع قد يقود الكثيرين إلى حافة الجنون.

jebadr@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

البحوث الإسلامية: افتتاح معرض الكتاب الدائم ومقر لجنة الفتوى بجامعة الأزهر

افتتح أ.د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، وأ.د. سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، صباح اليوم بمقر الجامعة في مدينة نصر، معرض الكتاب الدائم لبيع مطبوعات الأزهر الشريف، وذلك حرصًا على رؤية الأزهر الشريف في ضبط الوعي وتقويم روافد الثقافة  برعاية مباركة من فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب ، وبعناية كريمة من الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني - وكيل الأزهر الشريف، وبحضور الأمناء المساعدين للمجمع ونوَّاب رئيس الجامعة؛ وذلك في إطار التعاون بين المجمع والجامعة لتيسير إتاحة إصدارات الأزهر لطلاب العلم والباحثين.

 
كما تمَّ خلال الافتتاح تدشين مقر لجنة الفتوى في جامعة الأزهر بمدينة نصر، لتقديم خدمات الإفتاء للطلاب والعاملين بالجامعة، والإجابة عن استفساراتهم بما يعكس المنهج الأزهري الوسطي الرصين. 


وقال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أ.د. محمد الجندي: إنَّ افتتاح مركز الكتاب الدائم لمجمع البحوث الإسلامية في جامعة الأزهر يُعدُّ خطوة استراتيجية نحو تعزيز نشر العلم، موضحًا أن هذا المركز يمثِّل نافذة جديدة تتيح للطلاب والباحثين الوصول إلى إصدارات الأزهر الموثوقة (القديمة والصادرة حديثًا) التي تتسم بالموضوعية والاعتدال والتنوُّع. 


وأشار «الجندي» إلى أنَّ تدشين مقر لجنة الفتوى بجامعة الأزهر يأتي لتقديم خدمة إفتائية متميزة للطلاب والعاملين بالجامعة، مبنيَّة على أسس علمية رصينة، وضبط الوعي نحو صناعة الأمن الفكري، وتحصينهم من الانزلاق نحو الإلحاد، والانفلات من ضوابط الفهم فيما يخص التحديات التي تواجه المنطقة ضبطًا للاندفاع. 
من جانبه، أكَّد أ.د. سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن افتتاح مركز الكتاب الدائم يتيح للطلاب والباحثين الوصول السهل والميسر إلى جميع إصدارات الأزهر التي تعكس مبادئه الأصيلة في الدعوة إلى العلم، والفكر المعتدل، ونشر القيم الإنسانية، كما أن وجود مثل هذا المنفذ من شأنه أن يشجع الطلاب على القراءة والاطلاع، ودعم معارفهم في جانب العلوم الشرعية.


وأوضح رئيس الجامعة أنَّ مقر لجنة الفتوى الجديد في جامعة الأزهر خطوة مهمة نحو حفاظ الأزهر على تقديم الفتوى التي تعكس روح الشريعة الإسلامية السمحة إلى الطلاب، كما أنه يواكب متطلبات العصر في تقديم الإرشاد الديني بطريقة علمية تسهم في الحفاظ عليهم من الانحراف.


وفي نهاية الافتتاح تم توزيع مجموعة من الكتب والعدد الأخير لمجلة الأزهر على الحضور من الطلاب والعاملين بالجامعة.

مقالات مشابهة

  • العلماء يكتشفون سر اليوم المثالي
  • صحيفة روسية: البنتاغون في حالة ذعر من “الفراغ الاستخباراتي” حول قدرات اليمن العسكرية
  • في مئـويّـة «الإسـلام وأصـول الحكـم»: الكــتابُ القـضيّـة
  • العلماء يكتشفون سر “اليوم المثالي”
  • الثقافة تصدر «دراسات في الأدب الفارسي الحديث والمعاصر» بهيئة الكتاب
  • أمانة القصيم تفعل “اليوم الخليجي للمدن الصحية” بمحافظة البدائع
  • شرطة أبوظبي تفعل منظومة خفض السرعات على طريق الشيخ خليفة بن زايد الدولي
  • افتتاح معرض الكتاب الدائم بمقر جامعة الأزهر.. صور
  • الثقافة تصدر «دراسات في الأدب الفارسي الحديث والمعاصر» بهيئة الكتاب
  • البحوث الإسلامية: افتتاح معرض الكتاب الدائم ومقر لجنة الفتوى بجامعة الأزهر