أطفالنا أصبحوا يردِّدون هذه الأيام عبارة : ” طفشان يا بابا ، أو طفشان يا ماما” في البيت، أمّا خارجه لدى لقائهم بأصدقائهم ، يردِّدون : “أنا طفشان” على الرغم أن بين أيديهم كافة عناصر التسلية متاحة لهم ولا يعوزهم شيء منها ،ما يتوجب علينا التوقف مليّاً حول هذا الإحساس الذي يردّده أطفالنا.
الطفش أو الملل أو الضجر، إنعكاس نفسي مباشر جراء القيام بالأعمال والأنشطة الروتينية الرتيبة، وليس هنالك تعريف واضح له، وقد خلصت بعض الأبحاث إلى أن الملل إحساس خفي ومؤلم في ذات الوقت وأن طاقة الأفراد على تحمُّل أداء الأعمال الرتيبة ، تختلف في قوتها من شخص لآخر، وفي هذا الصدد يفصح جيمس دانكيرت رئيس مختبر الملل بجامعة ووترلو بأونتاريو عن قوله: ” أعتقد أن جميع الناس يشعرون بالممل ولكن البعض لديهم قدرة مدهشة على التعامل معه”
لقد انتشر الملل في الوقت الراهن ليصيب الجميع لا سيما الأطفال ،وهنالك عدة أسباب لطفش أو ملل الأطفال ، أهمها الحساسية و” الدلع” الزائد للطفل في مرحلة الطفولة والمراقبة الشديدة له وعدم قدرته على التوفيق بين إمكانياته المحدودة وبين تحقيق أحلامه الكبيرة ، فيُصاب الطفل نتيجة لهذا الإخفاق بالملل، كما يحسّ بالوحدة والغُربة عندما يفتقد أحد الأصدقاء أو يموت أحد الوالدين أو كلاهما أو عند انتقاله من منطقة لأخرى ليس فيها أصدقاء أو بفعل الحياة الرتيبة التي لا يتخللها أي تغيير فيومه كأمسه فيصاب الطفل بالملل، كما يشعر بانحطاط شأنه عندما لايستطيع إنجاز واجباته ، وتحقيق رغبته الجامحة في حيازة بعض الأشياء فيُصاب بإحساس الهزيمة ومن ثم الملل وغيره.
وأهم طرق العلاج :تشّخيص سبب الملل ، وشرح فكرة الحياة الإيجابية السعيدة للطفل بعيدأ عن همومها ، ومحاصرة الإحساس بخوائها ، وكسر الرتابة فيها، والسفر ، وتغيير المكان بالرحلات الترفيهية ، والخروج من نمط التفكير السلبي، واستصحاب النظرة التفاؤلية للمستقبل، بجانب أهمية بناء صداقات جديدة للطفل ،وإدارة نقاشات معه ، وإشراكه وتعويده على تقديم الحلول في المسائل التي يتم طرحها، واستغلال وقت فراغه بشكل مخطّط ، وبطرق مختلفة كاللعب والنشاط وفقاً لسنه بجانب القراءة وغيرها، كما يمكن ملء فراغه بالألعاب المنزلية مثل ألعاب المكعبات وغيرها التي تساهم في نمو خياله، بجانب أهمية تمتُّع عقله بالراحة من وقت لآخر، ومن المهم تنظيم الوقت للطفل وترتيب أولوياته لأداء واجباته ،والمواءمة بينها وبين اللعب والترفيه، ومن هنا تأتي أهمية وضع جدول للطفل ينظِّم كافة أنشطته سواء واجبات أو ترفيه.
أخلص إلى ضرورة علاج حالات ملل الأطفال لا سيما أنها غير وراثية، بل هي شأن عابر قابل للعلاج من خلال التربية أوالإستشارة، وإن إهمال الحالات وتركها دون علاج ،يصعّب من علاجها، بل يزيد من شدَّتِها في المستقبل.
باحثة وكاتبة سعودية
J_alnahari@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
علي بابا تكشف عن ذكاء اصطناعي قادر على تعرف المشاعر البشرية
أصدرت مجموعة علي بابا Alibaba، نموذجا جديدا للذكاء الاصطناعي، يدعي R1-OMNI، وهو قادر على التعرف على المشاعر الإنسانية من خلال الإشارات الصوتية والبصرية.
يمثل هذا النموذج الذي طوره مختبر تونغي التابع للشركة، خطوة حاسمة في تحقيق الذكاء الاصطناعي العام، وهو أيضا هدف أساسي لـ Openai المدعوم من مايكروسوفت.
شارك مختبر تونغي ورقة بحثية هذا الأسبوع تسلط الضوء على نتائج نموذج اللغة الكبير متعدد الوسائط الجديد.
يستخدم R1-OMNI التعلم الآلي بمكافأة يمكن التحقق منها لتعزيز التعرف على العاطفة باستخدام كل من الطرائق البصرية والصوتية.
ووفقا للدراسة، يمثل التعلم الآلي مع المكافآت القابلة للتحقق نموذج تدريب جديد مصمم لتحسين النماذج للمهام حيث يمكن التحقق من النتائج بشكل موضوعي.
كما تقول الدراسة، إن الأمثلة على هذه المهام تشمل حل المشكلات الرياضية، وتحديات الترميز، والمجالات الأخرى مع معايير صحيحة محددة جيدا.
تظهر النتائج أن نموذج R1-OMNI قد عزز التفكير وتحسين الفهم والتعميم الأقوى على نماذج أخرى.
وقالت الدراسة "مع ظهور Deepseek R1 من ديب سيك، استحوذت إمكانات التعلم التعزيز على اهتمام متزايد من الباحثين الذين يعملون في نماذج كبيرة.
ويعد الابتكار الرئيسي الذي قدمه نموذج Deepseek R1 الصيني، هو التعلم التعزيز بمكافأة يمكن التحقق منها، والتي تستفيد من آليات المكافآت القائمة على القواعد لتحسين النماذج بطريقة عالية الكفاءة وموثوقة.
وقد أظهر هذا النهج نجاحا ملحوظا في تعزيز إمكانات نماذج اللغة الكبيرة حتى مع بيانات التدريب المحدودة.
ويعتمد النموذج الجديد على تحسينات في تقنيات الرؤية الحاسوبية، مستندا إلى نموذج سابق يدعى HumanOmni، قام بتطويره الباحث جياشينج تشاو.
وفي الوقت نفسه، تعمل علي بابا أيضا مع شركة آبل الأمريكية، لجلب ميزات الذكاء الاصطناعي إلى أجهزة آيفون التي تباع في الصين.