عرض برنامج «الضفة الأخرى»، الذي تقدمه الكاتبة الصحفية والإعلامية داليا عبدالرحيم، رئيس تحرير جريدة وموقع «البوابة» ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، المذاع عبر فضائية «القاهرة الإخبارية»، تقريرًا عن تنظيم «الأرامل السوداء»، موضحًا أن نواة التنظيم تمثلت في اختطاف 276 طالبة من المدرسة الثانوية بقرية شيبوك عام 2014، وتتركز تفجيرات النساء منذ ذلك الحين على الأسواق العامة والمدارس والمراكز الصحية، والانتحاريات إما كن متزوجات من مقاتلين في الجماعة أو نساء تم توظيفهن أو تجنيدهن من طرف جواسيس للجماعة.

وكشف التقرير الذي أذاعته الكاتبة الصحفية والإعلامية داليا عبدالرحيم، خلال تقديمها برنامج “الضفة الأخرى”، المذاع عبر فضائية “القاهرة الإخبارية”، عن أنه كانت البداية لتنظيم “الأرامل السوداء” عندما اختطفت الجماعة 176 فتاة في 2014 اعتبرتهن مخزونا لعملياتها، وفي نفس العام فجرت أول فتاة نفسها داخل سوق لتعلن عن بداية استخدام النساء في التفجيرات، بعد أن كان في السابق تحظر الجماعة على النساء القيام بأدوار في الخطوط الأمامية.

وأوضح التقرير أن جماعة “بوكو حرام” تستخدم النساء الآن في العمليات الانتحارية وفي مقدمة الصفوف، وتتركز تفجيرات النساء منذ ذلك الحين على الأسواق العامة والمدارس والمراكز الصحية، والانتحاريات إما كن متزوجات من مقاتلين في الجماعة وتم قتلهم، أو نساء تم توظيفهن أو تجنيدهن من طرف جواسيس للجماعة، أو تكون الانتحارية إحدى فتيات تشيبوك المختطفات، أو فتيات صغيرات يتيمات قتلت الجماعة آبائهن، وكانت مهمتهن جلب نساء للقيام بالعمليات عن طريق جماعة غير شرعية متورطة في الاتجار بالبشر.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الضفة الأخرى

إقرأ أيضاً:

عن الحرب في السودان

بقلم: ماد قبريال

عندما اِنهمرتِ أصوات الرصاص في الخامس عشر من أبريل 2023 في العاصمة السودانية الخرطوم، لم يدور بخلد المراقبون آنذاك، بأنهم سيشهدون تكرار مآسي السودان مرة أخرى. من قتلٍ، تهجير، لجوء، نهب، واغتصاب، بهذه الصور المفزعة، التي انعدمت فيها كافة الصفات الإنسانية الحميدة. أغلب الظن وقتها بأنها ستكون اشتباكاتٍ محدودة الأثر، سيتم احتوائها، وإيجاد تسويةً ما، عملت عدة أطراف على تحقيقها في الساعات الأخيرة قبل الحرب.
منذئذ، تُذكر تقارير المنظمات الدولية والإغاثية أرقامًا عن المتأثرين بالحرب، أضحى فيها الشعب السوداني، يعاني من ويلاتها داخل البلاد وخارجها، آلاما و جراحا عميقة الجذور. ملايين النازحين واللاجئين الذين فقدوا كل ما يملكون، ولم يعد بأيديهم شيئًا، سوى الدعاء واستلهام الإرادة الشعبية الجماعية مثلما حدث في ثورة ديسمبر ضد استبداد الطغمة الحاكمة وقتئذ.
كانت تجربة الحروب الأهلية السودانية، في جنوب السودان (قبل استقلالها) 1955 – 2005، وفي إقليم دارفور، مناطق جنوب كردفان، والنيل الأزرق، تمثل عناوين الأزمة السودانية في الحديث عن أهوال الحرب، ومآسيها. كُتب عنها، ومنها ما لم يُكتب بعد. ولا أود في هذه المساحة تكرار ما كُتب، في سياق حرب 15 أبريل الراهنة. ولكن يرمي هذا المقال إلى إبراز التداعيات الأخرى لهذه الحرب، التي ما تزال تحصد أرواح السودانيين، مدنيين وعسكر وأفراد مليشيا تحارب من أجل الغنائم، حيث تمثل الحرب الذاكرة الأليمة لجراح المجتمع، حاضرًا ومستقبلًا.
يشهد السودان جميع أشكال التدمير المفجعة، الدمار الذي شهدته العاصمة، وبعض مناطق السودان الأخرى، يشبه ما حدث عند غزو بغداد، يوم هاجم هولاكو. لم ينتهي الأمر بإلحاق الهزيمة بالدولة العباسية، بل قام المغول بتدمير ماضيها ومستقبلها، برمي كتب ببغداد في نهر دجلة. هذا الفكر الذي لا يبالي سوى بتحقيق الأهداف الذاتية، يمثل تراجعا عن كل القيم الإنسانية إلى البدائية العقيمة. فقد استباحت المليشيا معاهد التعليم والجامعات ومخطوطات المتاحف، بصورة تجاوزت مظاهر العقل المتمدن إلى جنون الفعل الإنساني.
لسنوات طوال كنت أمنى النفس بزيارة الخرطوم لشراء بعض إصدارات مكتباتها ومراكزها البحثية، مثل مركز عبد الكريم ميرغني، ومركز محمد عمر بشير بالجامعة الأهلية بأمدرمان. غير أن الأقدار شاءت عكس ذلك، فتعذر الزيارة، وغدت هذه الأمكنة الآن خرابا أحدثته المليشيا في جسد الذاكرة التوثيقية السودانية.
بينما يأمل المراقبون خفوت أصوات الرصاص، يبقى التحدي الأكبر في كيفية تجاوز هذه الآثام الفظيعة، وأن يعود السودان كما كان، بفضائله وشيمه، متجاوزا آثار الحرب. لا يملك المرء حين يشاهد مثل هذه المآسي سوى الدعاء والتضرع إلى الله وطلب الرحمة والمغفرة للموتى وتمنى الشفاء للجرحى والمصابين وتلمس شفاء الأنفس المتضررة من ضحايا هذه الحرب من السودانيين. هذا البعد الإنساني والروحي أقوى ما يمكن أن نفعله كمراقبين للأحداث من الخارج. الفاجعة الكبرى أكبر مما نتصور، وأهوالها لم تخرج كلية ًبعد. لم يعافى منها الكثيرون أيضًا. شخصيًا، لم أستطع منذ بدء الحرب إكمال مسودة مقالات كنت قد شرعت في كتابة أسطرها الأولى. في معظم هذه الأوقات، منعتني مشاهد الدمار الهائلة من إكمال ما أود كتابته. صور الجرحى وجثث الموتى وشظف عيش المحتاجون، مشاهد تؤرق المرء وتعدم رفاهية الكتابة. وأنا من الفئة التي تحتاج وقتًا أطول للتعبير في مثل هذه الأوضاع.


m.gatwech55@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • رئيس الرعاية الصحية يتابع نتائج برنامج الزائر السري: أداة رقابية لتحسين جودة الخدمات
  • "الرعاية الصحية": برنامج "الزائر السري" وحدة متكاملة وأداة فعالة لتحسين جودة الخدمات
  • رئيس هيئة الرعاية الصحية يتابع نتائج برنامج الزائر السري
  • بن يحيى: جهتا بني ملال خنيفرة ودرعة تافيلالت متقدمتان في تنزيل برنامج التمكين الاقتصادي للنساء
  • أحمد فتحي: الحوار الوطني فتح ملف الاهتمام بالاتحادات والأنشطة الطلابية بالجامعات والمدارس
  • سباحو الفتح يُتوجون بكأس بطولة السباحة لأندية الأحساء والهيئات والمراكز
  • تقرير: ضم الضفة لإسرائيل لا يزحف ولا يُسرّع وإنما بات حاصلا
  • تفقد سير اختبارات الثانوية العامة والمراكز الصيفية في الصلو بتعز
  • مقتل 595 طفلاً و308 نساء في غزة منذ مارس
  • عن الحرب في السودان