3 مطالب إسرائيلية لمراقبة الحدود مع غزة.. مصر رفضت اثنين
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
أفاد مسؤولون مصريون كبار بتعثر مفاوضات تجريها تل أبيب مع القاهرة بشأن تشديد الرقابة على الحدود بين مصر وقطاع غزة؛ إثر خلاف حول مطلبين إسرائيليين من أصل ثلاثة تعتبر مصر أنهما يشكلان انتهاكا لسيادتها، بحسب صحيفة "ذا وول ستريت جورنال" الأمريكية (The Wall Street Journal).
وفي 30 دبسمبر/ كانون الأول الماضي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن (منطقة) محور "فيلادلفيا" (صلاح الدين) "يجب جب أن يكون تحت سيطرتنا، يجب إغلاقه، من الواضح أن أي ترتيب آخر لن يضمن نزع السلاح الذي نسعى إليه".
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الأحد 22 ألفا و835 شهيدا، و58 ألفا و416 جريحا، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
وقالت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن "تل أبيب والقاهرة تتفاوضان على مستقبل المحور (الحدودي) بين مصر وغزة، والذي تقول إسرائيل إن (حركة المقاومة الإسلامية) حماس تستخدمه لتهريب الأسلحة والأشخاص عبر الأنفاق تحت الأرض، وهو أساسي لتدمير الحركة المسلحة".
ويعيش في غزة نحو 2.4 مليون فلسطيني يعانون حتى من قبل الحرب الراهنة من أوضاع كارثية؛ جراء حصار مستمر إسرائيلي للقطاع منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية.
ويّصر نتنياهو على مواصلة الحرب، على أمل الاستمرار في منصبه بعدها، إذا تمكن من إعادة الأسرى، وإنهاء حكم "حماس" المستمر لغزة منذ يونيو/ حزيران 2007، والقضاء على القدرات العسكرية للحركة، التي تؤكد أنها تقاوم الاحتلال القائم لفلسطين منذ عقود.
وردا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة، شنت "حماس" في 7 أكتوبر الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية بمحيط غزة.
وقتلت "حماس" في الهجوم نحو 1200 إسرائيلي وأسرت حوالي 240، بادلت قرابة 110 منهم مع الاحتلال، الذي يحتجز في سجونه نحو 8600 فلسطيني، وذلك خلال هدنة استمرت أسبوعا حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بوساطة قطرية مصرية أمريكية.
اقرأ أيضاً
جدار مضاد للأنفاق داخل مصر.. خطة إسرائيلية لغزة بتمويل أمريكي
أجهزة استشعار
و"طلبت إسرائيل (من مصر) تركيب أجهزة استشعار على طول محور فيلادلفيا، الذي تسيطر عليه القاهرة والمتاخم لغزة، وفقا لمسؤولين مصريين كبار، وذلك لتنبيه إسرائيل في حال حاولت حماس إعادة بناء الأنفاق وشبكة التهريب بعد الحرب"، كما زادت الصحيفة.
وقال المسؤولون، لم تكشف الصحيفة عن هويتهم، إن "إسرائيل، التي كانت تسيطر على المحور، طلبت أيضا أن تزودها مصر بإخطارات مباشرة حين يتم تشغيل أجهزة الاستشعار وأن يكون لتل أبيب الحق في إرسال طائرات استطلاع بدون طيار إلى المنطقة".
وأضافوا أن "مصر قالت إنها ستدرس إضافة أجهزة الاستشعار، لكن تزويد إسرائيل بإخطارات مباشرة أو الموافقة على أن ترسل طائرات بدون طيار سيكون انتهاكا للسيادة المصرية.. والمفاوضات، التي تبلورت خلال الأسبوعين الماضيين، عالقة حاليا بشأن هذه القضية".
واعتبر جيورا إيلاند، وهو جنرال إسرائيلي متقاعد، في حديث للصحيفة، أنه "من الواضح أن المصريين فشلوا في وقف تدفق الذخائر والأسلحة إلى غزة خلال الأعوام الثمانية عشر الماضية، ولا يمكنهم إنكار ذلك".
اقرأ أيضاً
ليبرمان يدعو للاستيلاء على محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر
محور صلاح الدين
ومحور "صلاح الدين" الحدودي بين مصر وغزة عبارة عن منطقة عازلة تمتد بطول 14 كم من البحر المتوسط شمالا وحتى معبر كرم أبو سالم جنوبا، وتم إنشاء هذه المنطقة بموجب معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979.
وسيطرت إسرائيل على هذا المحور إثر حرب 5 يونيو/ حزيران 1967، بزعم منع حركة تهريب الأسلحة والبضائع بين مصر وغزة، وبعد انسحاب إسرائيل من جانب واحد من غزة عام 2005، تخلت عن تلك السيطرة لمصر والسلطة الفلسطينية.
وفي العام نفسه، وقّعت إسرائيل مع مصر بروتوكولا سُمي "بروتوكول فيلادلفيا"، سمح للقاهرة بنشر 750 جنديا على امتداد الحدود مع غزة، وهي قوة شرطية، وليست عسكرية، لمكافحة الإرهاب والتسلل عبر الحدود.
وبعد عامين سيطرت "حماس" على هذا الممر الذي لا يتجاوز عرضه مئات الأمتار، بعد سيطرتها على غزة، إثر انهيار حكومة وحدة وطنية شكلتها عقب فوزها بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في عام 2006.
ومع تضييق جيش الاحتلال الإسرائيلي الخناق على غزة تجاوز فلسطينيون هذا الممر والسياج الحدودي في محاولة للعبور إلى الجانب المصري.
ومنذ ذلك الوقت، أحكمت القاهرة قبضتها الأمنية على هذا الشريط الحدودي، الذي يضم معبر رفح البري، وهو المعبر الوحيد بين مصر وغزة غير الخاضع نظريا لسيطرة الاحتلال.
اقرأ أيضاً
إسرائيل تتحرك لاحتلال محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر.. ما موقف القاهرة؟
المصدر | ذا وول ستريت جورنال- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إسرائيل مطالب مراقبة حدود غزة مصر أجهزة استشعار بین مصر وغزة
إقرأ أيضاً:
تفاصيل إسرائيلية إضافية بشأن صفقة التبادل.. هذه الثغرات المتبقية
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الأحد، عن تفاصيل إسرائيلية جديدة بشأن صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، مشيرة إلى أنّه في تل أبيب يتحدثون عن تقديم في المفاوضات، وعن محادثات مستمرة في قطر.
وذكرت الصحيفة أن "الطرفين يرغبان في صفقة، ومع ذلك ما زالت الفجوات في طريق التوصل إلى صفقة تبادل أسرى كبيرة، وكذلك في بعض القضايا"، منوهة إلى أن "حماس أرسلت قائمة بالمطلوبين للإفراج عنهم، وهناك مناقشات حول ذلك، بما في ذلك فرض الفيتو على الإفراج عن بعضهم، وطالبوا بنقل آخرين إلى دول أخرى. لكن إلى جانب ذلك، ورغم التقارير حول هذا الموضوع في الأسبوع الماضي، لم تقدم حماس بعد قائمة بأسماء الأسرى الأحياء الذين تحتفظ بهم".
الثغرة الأساسية
وتابعت: "إحدى القضايا الرئيسية هي مسألة وقف الحرب. في مقابلة نُشرت أول أمس في وول ستريت جورنال، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه لن يوافق على صفقة تبادل أسرى تنهي الحرب مع حماس"، مؤكدة أن أهالي الأسرى الإسرائيليين استنكروا هذه التصريحات.
ولفتت الصحيفة إلى أن "هناك خشية بين العاملين في القضية من أن تصريحات نتنياهو قد تعرقل المفاوضات، حتى وإن كانت قد قيلت سابقًا".
ونوهت إلى أن المرحلة الأولى من الصفقة ستشمل إطلاق سراح 250 أسيرا فلسطينيا، مضيفة أن "إسرائيل قدمت قائمة تضم 34 أسيرًا تطالب بالإفراج عنهم في المرحلة الأولى من الصفقة - بما في ذلك 11 أسيرًا لا يلبون معايير هذه المرحلة. وقد وافقت حماس على إطلاق سراح من تطلب إسرائيل عودتهم في المرحلة الأولى بشرط أن يُعطوا تعويضًا خاصًا".
قبول صفقة صغيرة
وأوضحت أن "المرحلة الأولى من خطة صفقة تبادل الأسرى لن تشمل في كل الأحوال انسحابًا كاملاً للجيش الإسرائيلي، لكن حماس مع ذلك تصر على ضمانات لوقف الحرب. إذا استمرت الصفقة إلى المرحلة الثانية - التي تعني وفقًا للخطة الأصلية من مايو الماضي انتهاء الحرب - فسيتم إطلاق سراح أسرى من الذكور والشباب والجنود. في المرحلة الثالثة، وفقًا للخطة الأصلية، يجب أن يتم إطلاق سراح الجثث".
وبحسب "يديعوت"، الإصرار الإسرائيلي على إنهاء حكم حماس في غزة، كما أبرز نتنياهو في المقابلة التي أُجريت معه مساء أمس، قد يضع علامة استفهام حول موافقة حماس على قبول صفقة صغيرة، مع العلم أن إسرائيل قد تعود إلى القتال بعد المرحلة الإنسانية.