حذرت صحيفة الجارديان البريطانية من أنه برغم أن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر وصلت نقطة الغليان، إلا أن أي رد عسكري بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية سيكون خطأً فادحاً ربما يخدم أهداف الجماعة ومصالحها الخاصة.

 

ووفقا لتحليل الجارديان، أثار استهداف الحوثيين للسفن التجارية وتعطيل طرق التجارة الحيوية، إدانة قوية من الولايات المتحدة وحلفائها.

وفي يوم الأربعاء الماضي، أصدرت الولايات المتحدة وبريطانيا والعديد من الحلفاء إنذاراً نهائياً للميليشيات، معلنة أن هجماتها "غير قانونية، وغير مقبولة، ومزعزعة للاستقرار بشكل كبير". وإلى جانب البيان، كشفت معلومات مسربة أن الجيش الأمريكي حدد أهدافًا محتملة، بما في ذلك منشآت الرادار ومواقع إطلاق الصواريخ ومستودعات الذخيرة.

 

لقد أثرت هجمات الحوثيين بشكل كبير على التجارة العالمية، مما أجبرها على تغيير مسار سفن الشحن بعيدًا عن البحر الأحمر. وقد تعرض هذا الطريق الاستراتيجي، الذي يعتبر حيويا لربط آسيا بأوروبا والولايات المتحدة، للخطر، مما أدى إلى زيادة التكاليف والتحديات اللوجستية لشركات الشحن الكبرى. وعانت إسرائيل، وخاصة ميناء إيلات، من انخفاض بنسبة 85٪ في نشاط الشحن منذ بدء حملة الحوثيين، مما تسبب في أضرار اقتصادية.

 

وبينما تفكر الولايات المتحدة وحلفاؤها في الرد العسكري، تنشأ مخاوف بشأن العواقب الأوسع نطاقا. ويرى المحللون أن مهاجمة اليمن يمكن أن تخاطر بقلب وقف إطلاق النار الهش بين الحوثيين والمملكة العربية السعودية، مما قد يؤدي إلى إعادة إشعال الصراعات التي ابتليت بها المنطقة منذ أوائل عام 2015.  

 

وتبذل الجهود للضغط على إيران، الداعمة للحوثيين، لمنع الميليشيا من شن المزيد من الهجمات على سفن الشحن. وكان الحوثيون، المندمجون في شبكة إقليمية تسمى محور المقاومة، بمثابة نقطة محورية لدعم إيران، بهدف تكثيف الضغط على إدارة بايدن فيما يتعلق بالصراع في غزة.

 

ومع ذلك، فإن الرد العسكري ضد الحوثيين في اليمن قد لا يضمن تغييراً في التكتيكات. إن الحوثيين، الذين يقدمون أنفسهم كداعمين نشطين للقضية الفلسطينية، لديهم مصالحهم وأولوياتهم الخاصة، المتجذرة في السياق التاريخي لليمنيين الداعمين للقضية الفلسطينية.

 

ومع تطور المناقشات الدبلوماسية والعسكرية، هناك اعتراف متزايد بالعواقب الإنسانية المحتملة. إن أي هجوم للتحالف بقيادة الولايات المتحدة على الحوثيين يمكن أن يعيد فتح الجروح في اليمن، حيث أدى الصراع المطول إلى أزمة إنسانية حادة، مما تسبب في مئات الآلاف من الوفيات لأسباب غير مباشرة مثل نقص الغذاء وتفشي وباء الكوليرا.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

جانتس: الحل لوقف هجمات الحوثيين «إعلان الحرب على إيران»

دعا عضو مجلس الوزراء الحربي السابق بدولة الاحتلال الإسرائيلي، بيني جانتس، إلى حرب ضد إيران. ردًّا على إطلاق جماعة الحوثي لصاروخ أصاب الأراضي الإسرائيلية قرب تل أبيب.

وقال “جانتس”، إن "الحل لليمن في إيران، يجب ألا نكتفي بالإجراءات التقليدية ضد الحوثيين، لقد حان الوقت لاتخاذ قرار بشأن التعامل مع الرأس، باستهداف إيران نفسها".

ووصفت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية الهجوم الأخير في اليمن بأنه "كسر للأسهم".

وقالت إن إسرائيل هاجمت أهدافًا لجماعة الحوثي، وكان الهدف في الأساس تعطيل محطات توليد الكهرباء، في فصل جديد من القتال ضد الحوثيين.

ونقلت القناة 14 عن مصدر إسرائيلي قوله: "في كل يوم تقريبًا يطلقون صاروخًا أو طائرات مسيرة على إسرائيل، يسقط معظمها أو يتم اعتراضه على مسافة بعيدة".

وأضاف: "نجحت محاولات اعتراض الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون ليل الأربعاء، لكن رأسه الحربي سقط وأصاب مدرسة في رمات غان".

ولفت إلى موجات من الهجمات الإسرائيلية على ميناءي الحديدة وصنعاء، ردًّا على هجمات ميليشيا الحوثي.

وقال مسئولون أمنيون في تل أبيب، إن هناك فرصة تاريخية لتنفيذ سلسلة من الهجمات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ولا سيما في إيران والعراق، لكن هناك تعقيدًا ما لا يمكن تفصيله، يتعلق بالموقف الأمريكي، وفق قوله.

مقالات مشابهة

  • كيف يمكن إنهاء التهديد الحوثي للتجارة العالمية؟
  • مطالبات إسرائيلية بضرب إيران مباشرة ردا على هجمات الحوثيين
  • "الموساد" يوصي بشن هجمات على إيران ردًا على هجمات الحوثيين على إسرائيل
  • معهد أمريكي: كيف تحول الحوثيين من ظاهرة محلية إلى مشكلة عالمية؟ (ترجمة خاصة)
  • الحوثي تكذّب الولايات المتحدة.. هكذا سقطت إف 18 فوق البحر الأحمر
  • الحوثيين نجحنا في إفشال هجوم أمريكي بريطاني على اليمن
  • الجيش الأمريكي يشن غارات جوية دقيقة على مواقع للحوثيين في اليمن
  • اسقاط مقاتلة أمريكية فوق البحر الأحمر.. والجيش الأمريكي يعلق
  • جانتس: الحل لوقف هجمات الحوثيين «إعلان الحرب على إيران»
  • إيران تخترق دفاعات إسرائيل عبر هجمات الحوثيين