نهيان بن مبارك: رئيس الدولة حريص على تعزيز بيئة التسامح
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
قال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش “نحن في الإمارات في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله نؤكد أن دولتنا تسير بعزمٍ وثقة كامتداد طبيعي للحضارة العربية والإسلامية الخالدة التي كانت تسعى ولا تزال لتعميق جسور الود والأخوة والمحبة والسلام في مسيرة الوطن والعالم، وحتى يكون البشر أعضاء صالحين في المجتمع، يتعايشون معا ويعمرون الأرض ويحافظون على كرامة الإنسان في كل مكان” مؤكدا أن صاحب السمو رئيس الدولة حريص كل الحرص على دعم وتعزيز بيئة التسامح والتعاطف التي تسمح للجميع بممارسة شعائرهم وحياتهم وأعمالهم بحرية وأمان وسلام.
جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها معاليه في احتفالات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية بأبوظبي بعيد الميلاد المجيد بحضور عدد من القيادات الفكرية والدينية و سعادة السفير شريف محمود سفير مصر لدي الإمارات.
وفي بداية كلمته قال معاليه مخاطبا كافة الحضور “أحييكم أطيب تحية وأشكر لكم دعوتكم الكريمة لي لحضور هذا الاحتفال السنوي المتجدد ، بعيد الميلاد المجيد ، وأنتهز هذه المناسبة ، لأهنئكم بالعيد ، راجياً بعون الله ، أن يكون باستمرار ، مناسبة روحية مهمة ، تحمل معاني المحبة والتآلف والسلام ، بل وراجياً كذلك ، أن تكون الكنيسة القبطية ، دائماً، وكما تريدون لها ، منارةً تفيض بالخير والتعاطف والعطاء ، وتعمل على تأكيد مبادئ التعايش والتسامح لدى الجميع .
وأضاف “إن لكم دائماً ، أيها الإخوة والأخوات ، فيما يمثله السيد المسيح عليه السلام ، وأنتم تحتفلون اليوم بذكرى مولده لكم فيما يمثله نموذج وقدوة في الحث على تحقيق الخير والمحبة والسلام وذلك اعتزازاً ، بأن الله سبحانه وتعالى ، قد جعله عليه السلام مباركاً أينما كان وآية للناس ورحمة منه للبشر أجمعين وإن لكم اليوم أيها الإخوة والأخوات أن ترددوا في صلواتكم أنشودة الميلاد بأن المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة، وإن لكم اليوم أن تعتزوا بأن رسالة ميلاد المسيح هي رسالة السلام والغفران وأن ذكرى مولده هي مناسبة ندعو الله فيها أن يحقق السلام والأمان لمصر وللإمارات ولسائر البلاد العربية، بل وللعالم أجمع” .
وأوضح معاليه أن قداسة البابا تواضرس الثاني ، في هذه المناسبة عبر بصدق عن كل ما نرجوه للإنسانية حين قال في صلاته ” نرفع قلوبنا إلى الله تبارك اسمه ، نُصلي من أجل حفظ وسلام بلادنا ، والسلام في كل مكان ، وليُنجي الله الشعوب من ويلات الحروب والنزاعات، ونُصلي من أجل الحكمة لكل الرؤساء وقادة الحكومات والجيوش لكي تسود المحبة ، ويعم السلام على كل البشر ”
وعبر معاليه عن سروره بوجوده في احتفال الكنيسة بيوم الميلاد المجيد، مؤكدا أن مبعث هذا السرور يتمثل في ” أننا نجسد معا في هذا الاحتفال أفضل ما في مسيرة الإمارات الحبيبة من مبادئ التعايش والتواصل والحوار ، بل والعمل المشترك ، بين كافة سكانها ، عبر اختلافاتهم الثقافية والعِرقية والدينية – نحن ولله الحمد ، دولة تحرص بكل قوة على أن تكون وفية ومخلصة لمبادئ الإسلام الحنيف ، وتعاليمه الخالدة ، في التسامح الراقي ، والاحترام المتبادل ، بين أتباع الأديان والمعتقدات” وتؤكد دائماً على قيم التآخي والتواصل بين الجميع وصولاً إلى تحقيق الخير والسلام والسعادة في ربوع الوطن والعالم .
ووجه معاليه كلمته إلى كافة الحضور قائلا “اسمحوا لي في هذه المناسبة العزيزة عليكم أن أعبر معكم عن سعادتنا البالغة بما يمثله هذا اللقاء من تجسيد صادق للروابط والعلاقات العميقة بين شعبي مصر والإمارات وحرصنا معا على تنمية هذه الروابط، لما فيه مصلحة البلدين ومصلحة الأمة العربية، بل ومصلحة العالم أجمع – نحن في الإمارات ندعو الله لمصر الشقيقة بالتقدم والرخاء، ونؤكد باستمرار اعتزازنا وفخرنا بأن بلدينا الشقيقين ، ملتزمان قيادةً وشعباً ، بتعميق جسور المحبة والتعاون ، على جميع المستويات، وإن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو رئيس الدولة – حفظه الله – حريصة كل الحرص على تنمية علاقاتها مع جميع الأشقاء، ومصر العزيزة في المقدمة والطليعة دائما، ندعو الله سبحانه وتعالى أن تستمر مصر العربية وهي قوية بأبنائها ، عزيزة بتاريخها ، منيعة بقائدها فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، دولة واثقة بمستقبلها ، فخورة بإنجازاتها ، حريصة كل الحرص ، على تراثها الخالد، وثقافتها الرائدة ، التي كانت بها دائماً ، حيةً وقوية ، عبر كل العصور والأزمان.
واختتم معالي الشيخ نهيان بن مبارك كلمته قائلا ” أدعو الله سبحانه وتعالى، أن يُعيد عليكم هذا العيد المجيد، وأنتم في سلامٍ ورخاء – أدعوه جل وعلا، أن يَمُن على مصر والإمارات، بدوام الأمن، والاستقرار والازدهار، وأن يكونا معاً، مراكز متطورة، للتواصل الإنساني، والإشعاع الحضاري .
ومن جانبه قال القس بيشوي فخري ، راعي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية في أبوظبي “المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة، اهنئكم بعيد الميلاد المجيد وبالسنه الميلاديه الجديده ويطيب لي في بدء حديثي ان اتقدم بالشكر،اولا لربنا له كل المجد الذي اعطانا العمر وان نعبده بكل سهوله ويسر في دولة الامارات العربية المتحدة، دولة التسامح المضيافة، واتقدم بخالص الشكر والامتنان مقرونا بدعوات قداسة البابا تواضروس الثاني إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان رئيس الدولة حفظه الله وأيده على كل ما يقدمه لكل المقيمين من دعم ومساعدة لكي يحيوا حياة كريمة وأن يتمتعوا بحرية العبادة لله له كل المجد معربا عن شكره لقيادة وشعب دولة الإمارات.
ومن جانبه عبر السفير شريف عيسى ،سفير جمهورية مصر العربية لدى الدولة عن سعادته بأن يتم هذه الاحتفال على أرض الإمارات الطيبة مشيدا بقيادتها الرشيدة وشعبها الكريم، كما قرأ سعادته نص برقية التهنئة التي أرسلها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ، والتي اكد فيها على عمق العلاقات بين الامارات ومصر ، ودورصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” في دعم ورعاية بيئة التسامح والتعايش ، لكي ينعم كل من يعيش على أرضها بالخير والأمان وممارسة شعائره الدينية بكل حرية.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
“جهود دولة الإمارات في خدمة اللغة العربية”.. ندوة في مركز سالم بن حم الثقافي
العين – الطن:
بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، قدم مركز سالم بن حم الثقافي ندوة بعنوان ” جهود دولة الإمارات في خدمة اللغة العربية”، وذلك بحضور الشيخ مسلم بن حم العامري، رئيس مجلس إدارة المركز، و الشيخ عبدالله بن مسلم بن حم، والدكتورة عائشة الشامسي ، رئيس قسم اللغة العربية بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، الدكتور سعيد الطنيجي، نائب رئيس جمعية حماية اللغة العربية، والدكتورة هدى الشامسي، رئيس قسم اللغة العربية كليات التقنيات العليا، كما حضر أيضًا عدد من المهتمين والدارسين والمتخصصين في المجال.
ودارت محاور الندوة حول بيان أهمية اللغة العربية وما التأثيرات التي طرقت عليها بسبب التقدم في التكنولوجي وبالأخص في مجال الذكاء الاصطناعي، كما تطرق المتحدثين للمبادرات الحكومية التي اطلقتها دولة الامارات لدعم اللغة العربية وكيف يمكن لغتنا الأم ان تساهم في رفع مستوى الوعي وتعزيز الهوية والوحدة الوطنية بين الأجيال القادمة، وما هي علاقة الفنون والبرامج الثقافية التي اطلقتها دولة الامارات باللغة العربية، وما التحديات التي تواجه لغة القران الكريم.
وأكد الشيخ مسلم بن حم: على”أهمية اللغة العربية ودورها الجوهري في بناء الوطن كونها وعاء هويتنا،
ودعا بن حم الاهتمام باللغة العربية والارتقاء بها وتمكينها عند الأجيال في ظل التحديات التي تواجهها باعتبارها المرتكز الأول لتنمية الهوية الوطنية في المجتمع..
مشيدا بالاهتمام الذي توليه القيادة الحكيمة في دولة الإمارات للحفاظ على اللغة العربية من خلال الحرص على تعزيزها في الكثير من البرامج والأنشطة الداعمة للهوية الوطنية إيماناً منها بالارتباط الوثيق بين اللغة والهوية ووجوب حمايتها وتعزيزها.
وأضاف بن حم: انطلاقًا من المسئولية المجتمعية لمركز سالم بن حم الثقافي سعينا نحن وبهذه المناسبة أن نبرز جهود دولتنا الغالية في دعم وتعزيز وترسيخ لغة القرآن في عقول وأذهان اجيالنا المستقبلية.
كما تطرق الدكتور سعيد الطنيحي لبعض المبادرات والبرامج المتعددة التي ستساهم بدورها في رفع الوعي بأهمية اللغة العربية وأضاف: اللغة العربية جزء أساسي من الهوية الثقافية والحضارية، الإمارات قامت بخطوات كبيرة وأطلقت مبادرات مميزة للحفاظ على اللغة العربية وتعزيز مكانتها في المجتمع. هذه المبادرات، التي من شأنها حماية اللغة العربية وتعزيز استخدامها في الحياة العامة، بالإضافة إلى دعم كافة الجهود التي تهدف إلى تعزيز مكانة اللغة العربية وضمان إحيائها كلغة للعلم والمعرفة.
كما شدد الدكتور الطنيجي على ضرورة تضافر الجهود بين المؤسسات والأفراد لضمان استمرار اللغة العربية كلغة حية ومتطورة، قادرة على مواكبة التغيرات والتحديات في العصر الحديث. وأعرب عن فخره بالإنجازات التي تحققت في هذا المجال، ودعا إلى المزيد من العمل والتعاون لتعزيز مكانة اللغة العربية على المستوى العالمي.
وتابعت الدكتورة عائشة الشامسي قائلة: اللغة العربية ركيزة من ركائز الهوية الوطنية لذلك دولة الإمارات تطلق الكثير من المبادرات المتنوعة لتعزيز اللغة العربية في المجتمع ، برغم التنوع الثقافي وتعدد الجنسيات إلا أنها استطاعت خلق توازن بين هذا التنوع وبين المحافظة على لغتنا العربية، المؤسسات جميعها تتكامل في جهودها لخدمة اللغة العربية ونحن في المؤسسات التعليمية نتحمل مسؤولية المساهمة في هذا الدور بتخريج أجيال تؤمن إيمانا عميقًا بأن اللغة العربية جزء لا يتجزأ من هويتها.
وأوضحت الدكتورة هدى الشامسي: اللغة العربية ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي جوهر ثقافتنا وحضارتنا، وهي جسر يربط بين الماضي المجيد والحاضر الطموح. من واجبنا أن نستمر في تسليط الضوء على أهمية اللغة ودعم المبادرات التي تضمن بقائها نابضة بالحياة، وقادرة على مواكبة تطورات العصر. أشكر الحضور على إثراء النقاش بأفكارهم البنّاءة، وأؤكد أن استدامة اللغة العربية مسؤولية جماعية تحتاج إلى تكاتف الجهود من الأفراد والمؤسسات على حد سواء.