تخضع المملكة المتحدة للتدقيق بسبب المعايير المزدوجة الواضحة بعد تقديم حجج قانونية مفصلة إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي، تدعم مزاعم الإبادة الجماعية التي ترتكبها ميانمار ضد مجموعة الروهينجا العرقية.

 قدمت المملكة المتحدة، إلى جانب 5 دول أخرى، "إعلان تدخل" مكون من 21 صفحة قبل ستة أسابيع، مؤكدين على أهمية اتفاقية الأمم المتحدة بشأن الإبادة الجماعية.

دعا التقرير المشترك إلى تعريف واسع لأعمال الإبادة الجماعية، بما في ذلك إساءة معاملة الأطفال والحرمان المنهجي من المنازل والغذاء. والجدير بالذكر أن المملكة المتحدة أكدت على عتبة أدنى لتحديد الإبادة الجماعية عندما تُلحق بالأطفال بدلاً من البالغين، وحثت المحكمة على النظر في نمط السلوك والأدلة الواقعية بما يتجاوز البيانات الصريحة أو أعداد القتلى.

ومع ذلك، فإن قرار المملكة المتحدة بعدم دعم جهود جنوب أفريقيا لإقناع محكمة العدل الدولية بأن إسرائيل معرضة لخطر ارتكاب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني، أثار اتهامات بالنفاق. ويقول النقاد إن موقف المملكة المتحدة بشأن قضية ميانمار يثير تساؤلات حول التزامها بتعريف واسع للإبادة الجماعية عندما يتعلق الأمر بإسرائيل.

صرح طيب علي، رئيس قسم القانون الدولي في بيندمانز، أنه "سيكون من المخادع تمامًا أن تتبنى المملكة المتحدة الآن، بعد ستة أسابيع من تقديم مثل هذا التعريف المهم والواسع للإبادة الجماعية في حالة ميانمار، وتعريفًا ضيقًا في حالة إسرائيل."

ومن المرجح أن تلفت جنوب أفريقيا، التي من المقرر أن تقدم قضيتها ضد إسرائيل يوم الخميس، الانتباه إلى حجج المملكة المتحدة فيما يتعلق بميانمار في اتهاماتها بالإبادة الجماعية. أيد تقرير المملكة المتحدة في نوفمبر ادعاء غامبيا بأن أعمال إبادة جماعية حدثت خلال الحملة العسكرية التي شنتها ميانمار عام 2017 ضد الروهينجا.

إن الآثار المترتبة على موقف المملكة المتحدة بشأن معنى الإبادة الجماعية، كما أبرزت في قضية ميانمار، قد تؤثر على الجدل الدائر حول تصرفات إسرائيل. وشدد تدخل المملكة المتحدة في قضية ميانمار على أهمية النظر في المخاطر التي تهدد الحياة، والإعاقات، وعدم القدرة على الإقامة في المنازل، والمظالم الأوسع نطاقا في تقييم ادعاءات الإبادة الجماعية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الإبادة الجماعیة المملکة المتحدة

إقرأ أيضاً:

لجنة أممية تعتبر أن ممارسات إسرائيل في غزة "تتسق مع خصائص الإبادة الجماعية"

في تقرير لها صدر الخميس، اعتبرت لجنة أممية خاصة أن ممارسات إسرائيل خلال الحرب في غزة "تتسق مع خصائص الإبادة الجماعية". وهذه اللجنة معنية بالتحقيق في الممارسات الإسرائيلية التي تمس حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني وغيره من السكان العرب في الأراضي المحتلة. وقال التقرير إن إسرائيل تنتهج سياسات التجويع بحق المدنيين الفلسطينيين كأسلوب من أساليب الحرب. كما أثار التقرير مخاوف جدية بشأن استخدام إسرائيل لأنظمة الاستهداف المعززة بالذكاء الاصطناعي في عملياتها العسكرية.

أصدرت اللجنة الأممية الخاصة المعنية بالتحقيق في الممارسات الإسرائيلية التي تمس حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني وغيره من السكان العرب في الأراضي المحتلة، تقريرًا الخميس يعتبر أن ممارسات إسرائيل خلال حرب غزة "تتسق مع خصائص الإبادة الجماعية" ويتهم الدولة العبرية "باستخدام التجويع كأسلوب من أساليب الحرب".

وفي هذا التقرير الجديد الذي يغطى الفترة من هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي حتى تموز/يوليو، أشارت اللجنة إلى "سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين وظروف تهدد حياة الفلسطينيين فرضت عمدا".

وقالت اللجنة: "من خلال حصارها لغزة، وعرقلة المساعدات الإنسانية، إلى جانب الهجمات المستهدفة وقتل المدنيين وعمال الإغاثة، وعلى الرغم من النداءات المتكررة للأمم المتحدة، والأوامر الملزمة من محكمة العدل الدولية وقرارات مجلس الأمن، تتسبب إسرائيل عمدا في الموت والتجويع والإصابات الخطيرة".

المجاعة باتت وشيكة في شمال غزة

وأفادت اللجنة التي تحقق منذ عقود في الممارسات الإسرائيلية التي تؤثر على الحقوق في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بأن "سياسات إسرائيل وممارساتها خلال الفترة المشمولة بالتقرير تتسق مع خصائص الإبادة الجماعية". وأكدت أن إسرائيل "استخدمت التجويع كأسلوب من أساليب الحرب وفرض عقاب جماعي على الفلسطينيين".

وحذّر تقييم مدعوم من الأمم المتحدة نهاية الأسبوع من أن المجاعة باتت وشيكة في شمال غزة. ووثق التقرير الصادر الخميس كيف أدت حملة القصف الإسرائيلية المكثفة في غزة إلى تدمير الخدمات الأساسية والتسبب في كارثة بيئية ذات آثار صحية دائمة. وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية استخدمت بحلول شهر شباط/فبراير من هذا العام أكثر من 25 ألف طن من المتفجرات في أنحاء قطاع غزة، وهو ما "يعادل قنبلتين نوويتين".

توظيف الذكاء الاصطناعي في الحرب

قالت اللجنة إن "إسرائيل، من خلال تدمير أنظمة المياه والصرف الصحي والغذاء الحيوية وتلويث البيئة، خلقت مزيجا قاتلا من الأزمات التي ستلحق ضررا شديدا بالأجيال القادمة". وأعربت اللجنة عن "قلق عميق إزاء الدمار غير المسبوق للبنية التحتية المدنية وارتفاع عدد القتلى في غزة"، حيث قضى أكثر من 43700 شخص منذ بدء الحرب، وفق وزارة الصحة التي تديرها حماس في القطاع الفلسطيني.

وقالت اللجنة إن العدد الهائل من القتلى يثير مخاوف جدية بشأن استخدام إسرائيل لأنظمة الاستهداف المعززة بالذكاء الاصطناعي في عملياتها العسكرية. وأوردت في تقريرها "إن استخدام الجيش الإسرائيلي للاستهداف بمساعدة الذكاء الاصطناعي، مع حد أدنى من الإشراف البشري، إلى جانب القنابل الثقيلة، يؤكد تجاهل إسرائيل لالتزامها بالتمييز بين المدنيين والمقاتلين واتخاذ الضمانات الكافية لمنع مقتل المدنيين".

وحذّرت مما ورد عن توجيهات جديدة تخفض معايير اختيار الأهداف وتزيد من النسبة المقبولة سابقا للإصابات بين المدنيين والمقاتلين يبدو أنها سمحت للجيش باستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي "لتوليد عشرات الآلاف من الأهداف بسرعة، فضلا عن تعقب الأهداف إلى منازلهم، وخاصة في الليل عندما تتجمع العائلات". وشددت اللجنة على التزامات الدول الأخرى بالتحرك العاجل لوقف إراقة الدماء، قائلة إن "الدول الأخرى غير مستعدة لمحاسبة إسرائيل وتستمر في تزويدها بالدعم العسكري وغيره من أشكال الدعم".

مقالات مشابهة

  • عرب بريطانيا يدينون رفض حكومة ستارمر وصف العدوان الإسرائيلي بـ الإبادة الجماعية
  • تقرير لجنة تابعة للأمم المتحدة: حرب إسرائيل في غزة تتسق مع خصائص الإبادة الجماعية
  • لجنة أممية: ممارسات "إسرائيل" بغزة تتوافق مع الإبادة الجماعية
  • لجنة أممية: حرب "إسرائيل" على غزة تتوافق مع الإبادة الجماعية
  • الأمم المتحدة: انتهاكات الاحتلال في حرب غزة تتوافق مع خصائص الإبادة الجماعية
  • الأمم المتحدة: أساليب إسرائيل في الحرب على غزة تتوافق مع الإبادة الجماعية
  • لجنة أممية : هجمات إسرائيل على غزة ينطبق عليها تعريف الإبادة الجماعية
  • الأمم المتحدة : انتهاكات الاحتلال في حرب غزة تتوافق مع خصائص الإبادة الجماعية
  • لجنة أممية تعتبر أن ممارسات إسرائيل في غزة "تتسق مع خصائص الإبادة الجماعية"
  • لجنة خاصة تابعة للأمم المتحدة: ممارسات “إسرائيل” في غزة تتسق مع خصائص الإبادة الجماعية كما أنها تستخدم التجويع كأسلوب من أساليب الحرب