للمرة الأولى.. تقنيات جديدة في الذكاء الاصطناعي تحول الأفكار إلى نصوص
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
تعمل العلوم والتكنولوجيا على إحداث تغيير جذري في حياتنا، وقد تطورت التقنيات بشكل كبير في السنوات الأخيرة لتمكين الإنسان من قراءة أفكاره وتحويلها إلى إشارات تحكم الكمبيوتر والأجهزة الإلكترونية بدون الحاجة إلى الكلام أو الحركة، ومن الممكن أن تساعد هذه التقنيات في علاج الأمراض وتحسين جودة الحياة للأشخاص الذين يعانون من حالات مثل الشلل الرباعي.
وتعتبر التطورات الحديثة في مجال الطب والعلوم مثيرة للاهتمام، حيث تساهم في تحسين جودة الحياة والعلاجات للأمراض الخطيرة، ومن بين هذه التطورات، تقنيات فحص الدماغ بالأشعة وزراعة الرقائق الإلكترونية في الدماغ لفك شفرة الأفكار.
وتسعى "نيورالينك" وهي شركة أمريكية للتكنولوجيا العصبية أسسها إيلون ماسك مع ثمانية رجال أعمال أخرين، إلى تطوير الواجهات الحوسبية الداعمة للعقل البشري إلى تحقيق هدف جديد وهو استخدام الغرسات لربط الدماغ البشري بأجهزة الحاسوب،.
ومن المتوقع أن يمكن للأشخاص التحكم في الأجهزة الإلكترونية باستخدام أفكارهم فقط خلال خمس سنوات قادمة، وهذا يمكن أن يحدث ثورة في طريقة تفاعل البشر مع التكنولوجيا في المستقبل، ومع ذلك، من الضروري أن يتم التحقق من سلامة وفعالية هذه التقنيات قبل استخدامها على نطاق واسع.
ومن المهم أن تتم هذه التجارب السريرية بطريقة آمنة وفعالة، وأن يتم إجراؤها بموافقة الإدارة الصحية المعنية، وذلك لتأكيد سلامة استخدام هذه التقنيات وضمان نتائجها الإيجابية على المدى الطويل.
وتمكن باحثون في جامعة التكنولوجيا في سيدني، أستراليا، من تطوير نظام غير جراحي يمكنه فك تشفير الأفكار الصامتة في الدماغ وتحويلها إلى نص، وذلك في سابقة هي الأولى من نوعها على مستوى العالم.
ويمكن لهذه التكنولوجيا التي تسمى بنظام "DeWave" أن تساعد في التواصل مع الأشخاص غير القادرين على التحدث بسبب المرض أو الإصابة، مثل مرضى السكتة الدماغية أو الشلل، ويمكن أيضاً استخدامها في التواصل السلس بين البشر والآلات.
ونظام DeWave هو نظام تفاعلي يهدف إلى ترجمة الأنشطة الكهربائية في الدماغ إلى كلمات وجمل يمكن فهمها بواسطة الكمبيوتر، ويعتمد هذا النظام بشكل أساسي على ارتداء الأشخاص لقبعة على الدماغ، والتي تقوم بتسجيل النشاط الكهربائي في فروة الرأس باستخدام مخطط كهربائية الدماغ "EEG".
ويقوم نموذج الذكاء الاصطناعي المسمى “DeWave” بتحليل نتائج المخطط إلى وحدات متميزة تلتقط خصائص وأنماطا محددة من الدماغ البشري ويقوم بترجمة تلك الإشارات إلى كلمات وجمل من خلال التعلم من كميات كبيرة من بيانات “EEG”. ويعد هذا النظام مبتكرًا ومثيرًا للاهتمام حيث يمكن استخدامه في مجالات متعددة مثل الطب والتصميم والألعاب والترجمة الآلية، مما يمكنه من الإسهام في تطوير المجتمعات وتحسين جودة الحياة للأفراد.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: العلوم والتكنولوجيا ماسك الذكاء الاصطناعي التكنولوجيا
إقرأ أيضاً:
السباق العالمي في الذكاء الاصطناعي (1- 3)
عبيدلي العبيدلي **
أصبح تطوير وتطبيق الذكاء الاصطناعي أمرًا أساسيًا في ساحة المنافسة الكونية بين الدول. ولم يأتِ هذا التطور التاريخي من العدم، ولم تندلع الصراعات الجيوسياسية، والمسارات المستقبلية المحتملة لسباق التسلح التكنولوجي هذا بين الدول الرائدة، ولا سيما الولايات المتحدة والصين، من الفراغ.
إضافة إلى ذلك، ونحن في سياق سبر معالم التطور التاريخي لمنظومة الذكاء الاصطناعي، لا بُد من التوقف عند العوامل التي مكنت الصين من تجاوز الدول الأوروبية في تقدم صناعة الذكاء الاصطناعي، واقتصادياته، والتحديات التي تحول دون التعاون الكبير بين قوى الذكاء الاصطناعي الكبرى. وأخيرًا، لا بُد من الإشارة إلى الاصطفاف والعواقب الدولية المحتملة لسباق الذكاء الاصطناعي المستمر.
بدايةً.. لا بُد من الاتفاق على تحول التعامل مع الذكاء الاصطناعي، وبشكل متزايد، كتقنية استراتيجية ستشكل مستقبل الاقتصادات والأمن والمجتمعات في جميع أنحاء العالم. إن التطور السريع لنظم وتقنيات الذكاء الاصطناعي ليس مسعىً علميًا وتكنولوجيا فحسب، بل هو أيضا عنصر حاسم في ديناميكيات القوة العالمية. ومن هنا، ينبغي التعامل مع سباق الذكاء الاصطناعي بين اللاعبين العالميين الرئيسيين، والعوامل التي تدفع منافستهم، وآثاره على المستقبل الدولي والإقليمي بشكل عام، وعلى مستوى كل دولة على حدة، بما فيها الصغيرة منها، على وجه خاص.
الخلفية التاريخية والمعالم الرئيسية
ولفهم آفاق تطور مراحل سباق الذكاء الاصطناعي، لا بُد من التوقف عند محطاته الرئيسية، وعلى وجه الخصوص المفصلية منها، على امتداد الحقب التاريخية التي عاشتها صناعة الذكاء الاصطناعي:
1950-1970: أبحاث الذكاء الاصطناعي المبكرة: في هذه الفترة، بدأت أبحاث الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث وضع الرواد الأوائل مثل آلان تورينج وجون مكارثي الأسس النظرية. وقادت الولايات المتحدة تمويل الذكاء الاصطناعي من خلال (وكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة (“DARPA”: Defence Advanced Research Projects Agency)؛ وهي وكالة بحث وتطوير تابعة لوزارة الدفاع الأمريكية. وهي مسؤولة عن تمويل وتطوير التقنيات الناشئة للتطبيقات العسكرية والأمنية الوطنية. ومارست دورًا حاسمًا في التقنيات الرائدة مثل الإنترنت ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وأبحاث الذكاء الاصطناعي المبكرة. تأسست الوكالة في العام 1958 ردًا على إطلاق الاتحاد السوفيتي "سبوتنيك". وهو أول قمر اصطناعي ينطلق إلى الفضاء. أطلقه الاتحاد السوفيتي إلى مدار الأرض المنخفض في 4 أكتوبر 1957 في إطار برنامج الفضاء. 1980-1990: (الذكاء الاصطناعي الشتاء والإحياء): حدثت فترات انخفاض التمويل والاهتمام بسبب قوة الحوسبة المحدودة والتقدم البطيء. ومع ذلك، فإن مشروع "أنظمة الحاسوب من الجيل الخامس" في اليابان أعاد تنشيط الاهتمام بأبحاث الذكاء الاصطناعي. 2000- إلى الوقت الحاضر (التعلُّم العميق، ونظم الذكاء الاصطناعي الحديثة): أدى ظهور التعلم العميق، والبيانات الضخمة، والتقدم في القوة الحسابية، إلى تعزيز التقدم السريع الذكاء الاصطناعي. كما قادت الاختراقات في الشبكات العصبية ومعالجة اللغة الطبيعية والروبوتات إلى زيادة استثمارات الحكومة والقطاع الخاص في قطاعات الذكاء الاصطناعي المختلفة.الصراع الجيوسياسي بين القوى العظمى في الذكاء الاصطناعي
برزت الولايات المتحدة والصين كلاعبين مهيمنين في تطوير الذكاء الاصطناعي، ويستفيد كل منهما من نقاط قوته:
الولايات المتحدة: موطن لمؤسسات أبحاث الذكاء الاصطناعي الرائدة وعمالقة التكنولوجيا من أمثال (Google وMicrosoft وOpenAI) ونظام بيئي صديق للابتكار. يعزز الدعم القوي لرأس المال الاستثماري وتاريخ من الريادة التكنولوجية مكانتها. الصين: استراتيجية الذكاء الاصطناعي التي تقودها الحكومة الصينية مع قدرات هائلة لجمع البيانات والتمويل المدعوم من الدولة والتكامل السريع مع الذكاء الاصطناعي. وتساهم شركات مثل Baidu وAlibaba وTencent في تقدم الذكاء الاصطناعي في الصين. الاتحاد الأوروبي: رغم بعض التقدُّم على طريق بناء منظومة الذكاء الاصطناعي الأوروبية، لكن بقيت الأبحاث محدودة، والنظم القائمة على مرتكزات الذكاء الاصطناعي لا تقارن بنظيراتها في الصين والولايات المتحدة؛ ما أدى لتخلُّف الاتحاد الأوروبي عن الركب في تسويق الذكاء الاصطناعي.الصدارة الأمريكية
مقابل ذلك، وخلال الخمسين سنة التي تلت الحرب الكونية (العالمية) الثانية، تبوَّأت الولايات المتحدة صدارة العالم في أبحاث وتقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي لعدة عوامل رئيسية ساعدت على تعزيز ريادتها في هذا المجالي مكن رصدها في العوامل التالية:
متانة ورسوخ منظمات البحث والتطوير الأكاديمي تقوم في الولايات المتحدة أفضل الجامعات والمؤسسات البحثية في العالم، مثل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) وجامعة ستانفورد وجامعة هارفارد. وجميعها تمارس دورا محوريًا في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي. دعم حكومي وأكاديمي كبير لمراكز الأبحاث مثل DARPA، التي تموّل مشاريع الذكاء الاصطناعي ذات التطبيقات العسكرية والمدنية. استثمارات ضخمة ورأس المال المغامر يتوفر في الولايات المتحدة نظام استثماري قوي يدعم الشركات الناشئة؛ حيث تستثمر كبرى شركات رأس المال المغامر (Venture Capital) في تقنيات الذكاء الاصطناعي. شركات مثل OpenAI، Google (DeepMind)، Microsoft، Amazon، وMeta تقود الابتكار في الذكاء الاصطناعي بميزانيات ضخمة. تفوُّق الشركات التكنولوجية الكبرى يُعد وادي السيليكون مركزًا عالميًا للابتكار، ويضم شركات تكنولوجية تمتلك بنية تحتية متقدمة في الحوسبة السحابية والبيانات الضخمة، مما يعزز تطوير الذكاء الاصطناعي. شركات التكنولوجيا الأمريكية تقود تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي الضخمة مثل ChatGPT (OpenAI) وGemini (Google) وClaude (Anthropic).** خبير إعلامي
رابط مختصر