أجرت مجلة "972+" وموقع "لوكال كول" الإسرائيليان تحقيقا صحفيا مشتركا كشف جوانب مما يتعرض له معتقلو غزة داخل معسكرات التعذيب الإسرائيلية.

ووصف الفلسطينيون الذين اعتُقلوا في شمال قطاع غزة كيف أن الجنود الإسرائيليين أساؤوا معاملة الجميع بشكل منهجي، بدءا من الحرمان من شرب الماء والنوم وتناول الطعام وحتى العنف الجسدي الوحشي.

وجاء في التقرير أن صورا انتشرت في جميع أرجاء العالم تظهر عشرات الرجال الفلسطينيين في بيت لاهيا شمالي القطاع وقد جردوا من ملابسهم، وأُمروا بالركوع أو الجلوس منحنيين، ثم عُصِبت أعينهم ووضعوا على ظهر شاحنات عسكرية إسرائيلية، مثل "قطيع من الماشية".

وتحدثت المجلة والموقع الإخباري الإسرائيليان مع 4 مدنيين فلسطينيين ظهروا في تلك الصور، أو اعتقلوا بالقرب من مكان الحدث ونقلوا إلى مراكز اعتقال عسكرية، حيث احتُجزوا لعدة أيام أو حتى أسابيع قبل الإفراج عنهم وإعادتهم إلى غزة.

وتكشف شهاداتهم -إلى جانب 49 إفادة عبر الفيديو نشرتها وسائل إعلام عربية مختلفة لفلسطينيين اعتقلوا في ظروف مماثلة في الأسابيع الأخيرة في مناطق الزيتون وجباليا والشجاعية بقطاع غزة- عن انتهاكات منهجية وتعذيب من قبل جنود إسرائيليين بحق المعتقلين، سواء أكانوا مدنيين أو مقاتلين.

صعق وحرق

وطبقا لتلك الشهادات، قام جنود الاحتلال بصعق المعتقلين الفلسطينيين بالكهرباء، وأحرقوا أجسادهم بالقداحات، وبصقوا في أفواههم، وأطفؤوا السجائر في أعناقهم وظهورهم، وحرموهم من النوم والطعام ومن دخول الحمام.

ونقلت المجلة والموقع الإسرائيليان عن هؤلاء الفلسطينيين أنه في صباح السابع من ديسمبر/كانون الأول الماضي وعقب التقاط صور بيت لاهيا، دخل جنود إسرائيليون الحي وأمروا جميع المدنيين بمغادرة منازلهم.

وقال أيمن لباد، الباحث القانوني في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، والذي اعتُقل هو وشقيقه الأصغر في ذلك اليوم، إن الجنود كانوا يصرخون قائلين: "على جميع المدنيين النزول والاستسلام".

وأمر الجنود جميع الرجال بخلع ملابسهم، وجمعوهم في مكان واحد، والتقطوا صورا لهم نشروها لاحقا على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي الوقت نفسه، أُمرت النساء والأطفال بالذهاب إلى مستشفى كمال عدوان، وفق الإفادات.

إحراق المنازل

ونسب التقرير إلى 4 شهود القول إنه في أثناء جلوسهم مقيدي الأيدي في الشارع، دخل جنود منازل في الحي وأضرموا فيها النار. وأخبر الجنود المعتقلين أنهم اعتُقلوا، لأنهم "لم يتوجهوا إلى جنوب قطاع غزة".

وذكر الأشخاص الذين تحدثت إليهم الوسيلتان الإعلاميتان الإسرائيليتان عدة أسباب لعدم مغادرتهم المنازل، منها الخوف من التعرض للقصف الإسرائيلي في رحلة انتقالهم جنوبا.

ومن بين الأسباب أيضا صعوبة الحركة ووجود إعاقات بين أفراد العائلات، والغموض الذي قد يكتنف معيشتهم في مخيمات النزوح في الجنوب.

وفي مقطع فيديو، تم تصويره في مكان الحدث ببيت لاهيا، يقف جندي إسرائيلي يحمل مكبر الصوت أمام السكان المعتقلين -الجالسين في صفوف عراة وعلى ركبهم، وأيديهم خلف رؤوسهم- وهو يعلن: "الجيش الإسرائيلي وصل، لقد دمرنا غزة وجباليا على رؤوسكم، احتللنا جباليا، نحن نحتل غزة كلها، هل هذا ما تريدونه؟ هل تريدون حماس معكم؟". ويرد الفلسطينيون بصوت عال بأنهم مدنيون.

وقال مواطن فلسطيني ظهر في الصورة مع المعتقلين في بيت لاهيا، طالبا استخدام اسم مستعار خوفا من تعرض أسرته للانتقام إذ لا تزال محتجزة في مركز اعتقال إسرائيلي: "لقد احترق منزلنا أمام عيني".

إذلال

وحسب الإفادات، فقد نُقل المعتقلون الفلسطينيون من بيت لاهيا على متن شاحنات إلى الشاطئ، وهناك تُركوا لساعات وهم مقيدون بالأصفاد قبل التقاط صورة أخرى لهم تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي.

ثم إن إحدى المجندات الإسرائيليات أمرت عددا من المعتقلين بالرقص ثم صورتهم.

وعقب ذلك، نُقل المعتقلون وهم بملابسهم الداخلية إلى شاطئ آخر "داخل إسرائيل"، بالقرب من قاعدة زيكيم العسكرية، حيث استجوبهم الجنود وأوسعوهم ضربا.

وادعى مكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن مراكز الاعتقال العسكرية مخصصة فقط للاستجواب والفحص الأولي للمعتقلين، قبل نقلهم إلى مصلحة السجون الإسرائيلية أو حتى إطلاق سراحهم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: بیت لاهیا

إقرأ أيضاً:

تقرير أمريكي يكشف عن تفاصيل جديدة في تفجيرات أجهزة البيجر بلبنان

كشفت صحيفة أمريكية عن تفاصيل جديدة في تفجيرات البيجر في لبنان منتصف سبتمبر الماضي، أوضحت من خلاله كيفية حدوث العملية التي شنتها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وكيف وصلت تلك الأجهزة اللاسلكية إلى عناصر حزب الله؟

متى بدأت عملية تفجير البيجر؟

وبحسب صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، نقلا عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين مطلعين على عملية أجهزة البيجر التي انفجرت في لبنان، فإن فكرة تلك العملية العسكرية ظهرت للمرة الأولى منذ أكثر من عقد وتم التجهيز لها، إلا أن مناقشات دخولها حيز التنفيذ بعد تنفيذ عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر، ووقتها كان الوضع هادئا على الحدود الشمالية مع لبنان.

وأضاف التقرير، أن جهاز الاستخبارات «الموساد» عمل لسنوات على اختراق حزب الله من خلال المراقبة الإلكترونية والمخبرين البشريين، ولكن حزب الله كان أكثر حرصا، حيث رفض الاعتماد على الهواتف المحمولة العادية حتى لا تتحول إلى أجهزة التنصت وتتبع تسيطر عليها إسرائيل، وهكذا بدأت تتبلور فكرة استهدام أجهزة البيجر وهي أجهزة لاسلكية محصنة، حيث إنها لا تستقبل اتصالات ويصعب تعقبها.

وتابع بأن الموساد استخدم بعض الحيل التي من شأنها أن تدفع حزب الله إلى شراء أجهزة تبدو مثالية، وهي اختيار مُعدات تم تصميمها من الموساد تجميعها في دولة الاحتلال الإسرائيلي.

بدء خطة الاختراق لحزب الله

وكشف التقرير أن الموساد بدأ في إدخال الجزء الأول من الأجهزة اللاسلكية المفخخة إلى لبنان منذ أكثر من عقد، وتضم حزم بطاريات كبيرة الحجم، ومتفجرات مخفية تتيح لدولة الاحتلال الوصول الكامل إلى اتصالات حزب الله.

وعلى مدار الـ9 سنوات الماضية، اكتفت دولة الاحتلال بالتنصت على حزب الله، مع الاحتفاظ بخيار تحويل أجهزة الاتصال اللاسلكية إلى قنابل، لكن بعد ذلك بدأت فكرة جديدة وهي اختيار أجهزة البيجر مزودة بتفجيرات قوية.

كيف وصلت أجهزة البيجر لحزب الله؟

وتابع التقرير بأن حزب الله كان حذرا من أن يتعامل مع أجهزة لاسلكية من أمريكا أو إسرائيل، لذلك بدأت في البحث عن دول لا تربطها علاقات مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي، وهي شركة التجارية التايوانية التي تحمل اسم أبولو.

وأضاف المسؤولون أن الشركة التايوانية لم تكن على علم بالخطة، حيث كان هناك وسيط موثوق لحزب الله وله صلات في الشركة أبولو، وهي امرأة رفض الإعلان عن شخصيتها أو جنسيتها.

وأشار إلى أنها عرضت على حزب الله في عام 2023 صفقة أجهزة البيجر وهي من نوع «جهاز AR924» وكانت أكبر حجمًا ومزودة ببطارية أكبر أفضل من النموذج الأصلي، وتدوم لفترة أطول.

وأكد التقرير أن مندوبي التسويق لم يكونوا على أي علم بخصوص العملية التي يشرف عليها الموساد، الذين أخفوا مكونات القنبلة بعناية شديدة حتى لا يتم اكتشافها حتى في حالة تفكيك الجهاز.

وأضاف أن الهدف من العملية هو إرسال رسالة على الجهاز، والتي يتطلب قراءتها الضغط على زرين، وهو ما يعني أنه يجب استخدام كلا اليدين، وهو ما سيؤدى إلى أن تكون إصابات الأيادي والتي ستجعلهم غير قادرين على القتال.

ولم تكن الولايات المتحدة، الحليف الأساسي لدولة الاحتلال الإسرائيلي، على علم بأجهزة اللاسلكية المتفخخة، أو النقاش الداخلي.

موعد تنفيذ العملية العسكرية

وقبيل تنفيذ العملية بنحو أسبوع، وتحديدًا في 12 سبتمبر الماضي، انعقد عدد كبير من الاجتماعات بين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو والقيادات العسكرية، ورؤساء أجهزة الموساد، وعلى الرغم من وجود العديد من الاعتراضات التي تضمَّنت اكتشاف العملية قبل تنفيذها وضياع تخطيط استمر لسنوات في لحظات، أو أن يكون هناك ضربة قاضية من حزب الله، وقد تداول تلك المناقشات اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، إلا أن في النهاية تم إعطاء الضوء الأخضر لتنفيذها في 17 سبتمبر الماضي.  

وبعد دقائق استقبلت آلاف أجهزة البيجر في نفس الوقت باللغة العربية «لقد تلقيت رسالة مشفرة» لتبدأ بعدها التفجيرات في المنازل والمحلات التجارية وفي الأسواق والسيارات وعلى الأرصفة.

واستمرت عملية التفجيرات في اليوم التالي في 18 سبتمبر، وهو ما أسفر عن زيادة أعداد القتلي والمصابين.

وبعد نحو 10 أيام من تلك العملية شن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارة جوية في 27 سبتمبر على الضاحية الجنوبية في بيروت أسفرت عن مقتل حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله.

مقالات مشابهة

  • حزب الله يستهدف قاعدة إسرائيلية بسرب مسيّرات ويصيب تجمعات جنود الاحتلال في شمال فلسطين المحتلة
  • غزة - كتائب القسام تعلن قتل جنود إسرائيليين شمال القطاع
  • تقرير أمريكي يكشف عن تفاصيل جديدة في تفجيرات أجهزة البيجر بلبنان
  • نادي الأسير يكشف أسماء 15 شهيدًا من أسرى غزة داخل سجون الاحتلال
  • قصف إسرائيلي يستهدف مناطق سكنية مدنية ببلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة
  • شهيدان فلسطينيان بينهما رضيعة وإصابة 11 آخرين جراء قصف إسرائيلي على بيت لاهيا
  • «القاهرة الإخبارية»: ارتفاع حالات الانتحار بين جنود الاحتلال خلال العدوان على غزة
  • يفضلون الموت بعيدا عن ساحات المعارك.. ارتفاع حالات الانتحار بين جنود الاحتلال
  • أزمة في إسرائيل بسبب حافلات نقل جنود جيش الاحتلال.. ما السبب؟
  • حزب اللَّه يكشف”حقيقة”صور نشرتها قوَّة “إسرائيليَّة” في منزل قرب الحدود اللُّبنانيَّة