جيل جديد من أنفاق حماس.. لماذا يعتبر أكبر نقطة ضعف لإسرائيل؟
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
يمثل الجيل الجديد من أنفاق حركة "حماس" تحت أرض غزة "أكبر نقطة ضعف لإسرائيل" في حربها على القطاع، و"أصبح من الواضح أن إسرائيل غير قادرة على اكتشاف أو رسم خريطة لشبكة الأنفاق بالكامل، والتي زعزعت ثقة قوات الاحتلال، وتسببت في خسائر كبيرة، وأخرت نهاية الحرب، وجعلت النصر أقل يقينا..
تلك القراءة طرحتها دافني باراك وهي أكاديمية في جامعة رايخمان بإسرائيل، في تحليل بمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية (Foreign Policy) ترجمه "الخليج الجديد"، في ضوء حرب مدمرة يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقالت باراك إن "شبكة الأنفاق، التي يستخدمها مقاتلو حماس لإخفاء أنفسهم وأسراهم والتخطيط للعمليات وتخزين الأسلحة ونصب الكمائن للجنود الإسرائيليين، تشكل جزءا مهما من البنية التحتية العسكرية للحركة".
وتابعت: "ثيت أن هذه الأنفاق أكبر نقطة ضعف لإسرائيل في الحرب. وتدميرها ضروري لإضعاف قدرات حماس العسكرية ومنع هجمات مماثلة لتلك التي نفذتها في 7 أكتوبر (الماضي)".
في ذلك اليوم، وردا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة، شنت "حماس" هجوم "طوفان الأقصى" ضد قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية بمحيط غزة.
وقتلت "حماس" في الهجوم نحو 1200 إسرائيلي وأسرت حوالي 240، بادلت قرابة 110 منهم مع الاحتلال، الذي يحتجز في سجونه نحو 8600 فلسطيني، وذلك خلال هدنة استمرت أسبوعا حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بوساطة قطرية مصرية أمريكية.
باراك أردفت أنه "بعد حرب عام 2014 (على غزة)، تحولت إسرائيل إلى نهج أكثر استراتيجية وكثفت جهودها، إذ أنشأت وحدات النخبة المتخصصة في حرب الأنفاق، وبنت هياكل أنفاق لتدريب الجنود، وحسّنت اكتشاف الأنفاق بوحدات متنقلة، وتوصلت إلى حلول تكتيكية لتعزيز الاستعداد، وعززت التعاون مع الشركاء والحلفاء".
واستطردت: "ولذلك، دخل الجيش الحرب الحالية وهو يمتلك القدرات العسكرية الأكثر تقدما في اكتشاف الأنفاق ورسم خرائطها وتحييدها وتدميرها، لكن ذلك لم يمنع حماس من الحفر ولم يقلل من تحد القتال تحت الأرض، وحتى الوحدات الأكثر تخصصا في الجيش تكبدت خسائر بسبب مداخل الأنفاق المفخخة".
اقرأ أيضاً
إغراق الأنفاق.. خطة إسرائيلية تقضي على الزراعة والمياه الجوفية بغزة
أمور غير مسبوقة
و"كشفت هذه الوحدات عن جيل جديد من أنفاق حماس، فبينما تم تعزيز الهياكل البدائية للأنفاق في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بألواح خشبية، فإن الأنفاق الحالية أعمق وأكثر صلابة، واستخدمت حماس تقنيات حفر مدنية متقدمة، وبقيت الحركة تحت الأرض لفترة طويلة، وهي أمور غير مسبوقة"، كما زادت باراك.
وأضافت أن "فتحات الأنفاق ثقوب مميتة في الأرض، وتختلف في الحجم والشكل وعادة ما تكون مموهة ومفخخة، وهي تؤدي إلى ممرات شبكة الأنفاق".
وتابعت: "وأثناء عملية الاجتياح، اكتشف الجنود مئات من حفر الأنفاق، مما جعل التقدم بطيئا ومعقدا. ومكنت هذه الحفر مقاتلي حماس من الخروج من تحت الأرض، وإطلاق نيران الأسلحة الآلية و/أو قاذفات الصواريخ على القوات، والاختفاء خلال ثوان".
و"قام الجيش بإغلاق أو تدمير العديد من هذه الفتحات كإجراء مؤقت، حتى تتمكن القوات من مواصلة تقدمها وتأمين الأرض، وكانت الخطوة التالية هي رسم خريطة لشبكة الأنفاق ومعرفة المزيد عنها"، بحسب باراك.
وزادت يأن "القوات أرسلت أولا روبوتات وطائرات بدون طيار مزودة بكاميرات فيديو إلى الأنفاق، وكلابا يمكنها اكتشاف وجود متفجرات أو أشخاص، مما ساعد في الكشف عن حجم الشبكة ونطاقها، وسمح بدخول الجنود إليها قبل الانتقال إلى مرحلة التدمير".
اقرأ أيضاً
هل تستطيع إسرائيل تدمير أنفاق حماس في غزة؟.. التايمز تجيب
خسائر كبيرة
باراك شددت على أن "الوقت هو أثمن مورد في هذا المسعى، حيث تعمل القوات في بيئة عسكرية معقدة تجمع بين حرب المدن وحرب الأنفاق وعمليات البحث والإنقاذ (بشأن الأسرى)".
وأوضحت أن "تحديد موقع بقية الأنفاق، والعمل حول الأفخاخ المتفجرة، وتجنب الهجمات المفاجئة، كلها تتطلب أسلوبا بطيئا ومنهجيا. وفي غزة، كما في حروب تحت الأرض السابقة، زعزعت الأنفاق (ثقة) القوات، وتسببت في خسائر كبيرة، وأخرت نهاية الحرب، وجعلت النصر أقل يقينا".
وتابعت أنه "أصبح من الواضح بالفعل أن إسرائيل غير قادرة على اكتشاف أو رسم خريطة لشبكة أنفاق حماس بالكامل، ولكي تعلن إسرائيل النصر بشكل مقنع، في رأيي، فلابد وأن تدمر ما لا يقل عن ثلثي بنية حماس التحتية".
وقالت إنه "لتدمير الأنفاق، أفادت تقارير بأن إسرائيل قررت ضخ كميات كبيرة من مياه البحر فيها.. وتوجد مخاوف من أن يؤدي الضخ الأفقي لمياه البحر في الأنفاق إلى تلويث مصادر المياه الجوفية".
و"بينما تتحرك إسرائيل لتدمير الأنفاق، تظل قواتها تحت نيران حماس، ويتم اكتشاف أنفاق إضافية يوميا، وقد يستغرق إكمال هذه المهمة بضعة أشهر أخرى. وفي حرب الأنفاق، التي تتطلب القدرة على التحمل والوقت والمثابرة، فإن إنهاء الحرب قبل الأوان قد يعني الهزيمة"، كما ختمت باراك.
وحتى الأحد قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة 22 ألفا و835 فلسطينيا، وأصاب 58 ألفا و416 بجروح، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
اقرأ أيضاً
هآرتس: ما تعرفه إسرائيل عن أنفاق حماس لا يقترب من حجمها وتعقيداتها
المصدر | دافني باراك/ فورين بوليسي- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: أنفاق حماس تحت الأرض
إقرأ أيضاً:
لماذا يستمر الجيش الإسرائيلي في تخفيض أعداد قتلى حماس؟
قالت صحيفة جورزاليم بوست إن الجيش الإسرائيلي فكك 24 كتيبة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وأعلن أنه قتل 17 ألفا من جنودها، ومع التوقع بأن يصل العدد إلى 19 ألفا، لكن مصادر في الجيش قالت مؤخرا إن عدد قتلى حماس يبلغ حوالي 15 ألفا، فكيف عاد حوالي 4 آلاف من نشطاء حماس إلى الحياة في الأشهر الأربعة الماضية؟
وأشارت الصحيفة -في تحليل بقلم يوناه جيريمي بوب- إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يضطر فيها الجيش الإسرائيلي أو الحكومة إلى التراجع عن الإحصائيات، فقد قال الجيش في فبراير/شباط إنه قتل نحو 10 آلاف، وبعدها بأيام قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن الجيش الإسرائيلي قتل 12 ألفا من عناصر حماس، فاضطر الجيش خلال أيام لتغيير أرقامه ليتوافق مع ما قاله نتنياهو علنا.
وتساءلت الصحيفة: كيف يمكن لإسرائيل وجيشها أن يقيما مستقبل الحرب؟ وكيف يمكنهما تحديد الوقت الكافي لإلحاق الهزيمة بحماس بعد أي وقف لإطلاق النار دون الحصول على أرقام واقعية دقيقة لا تستند إلى تفكير متفائل؟
قد يكون الجيش الإسرائيلي قادرا على القضاء على حماس كقوة مقاتلة إذا أعطي فترة زمنية غير محدودة، كما يقول الكاتب، ولكن الوقت ليس بلا حدود، لأن العالم كله تقريبا تحول ضد إسرائيل باستثناء الولايات المتحدة، وحتى الولايات المتحدة أحجمت عن استخدام حق النقض الفيتو ضد قرار لمجلس الأمن ينتقد إسرائيل، وأعلن رئيسها صراحة تجميد بعض الذخائر التي تحتاجها تل أبيب.
إلى جانب كل ذلك، أوضح المرشحان الرئاسيان، الديمقراطية كامالا هاريس والرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب، أنهما يريدان أن تنتهي الحرب، كما أن جزءا كبيرا من الجمهور الإسرائيلي يريد أن تنتهي الحرب قريبا، وكثير منهم أرادوا أن تنتهي في أواخر الربيع كجزء من صفقة لاستعادة الأسرى الإسرائيليين لدى حماس.
ونبهت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن رفع الإحصائيات قليلا كجزء من الحرب النفسية انقضى وقته، وكان لزاما على الجيش الإسرائيلي أن يراجع هذه الأرقام إلى أعلى مستوى ممكن من الدقة، ودعت إلى أن تكون هذه هي المرة الأخيرة التي يراجع فيها الجيش إحصاءاته لعدد مقاتلي حماس الذين قتلوا.
وذكرت جورزاليم بوست بأن المراجعة المستمرة للأرقام لا تثير الشكوك حول مصداقية الجيش الإسرائيلي في الإبلاغ عن إحصاءات الحرب الأساسية فحسب، بل تلحق الضرر أيضا بحرب العلاقات العامة التي تشنها إسرائيل لتقليص عدد المدنيين الفلسطينيين الذين يمكن لمنتقديها أن يقولوا إنهم قتلوا.