يمثل الجيل الجديد من أنفاق حركة "حماس" تحت أرض غزة "أكبر نقطة ضعف لإسرائيل" في حربها على القطاع، و"أصبح من الواضح أن إسرائيل غير قادرة على اكتشاف أو رسم خريطة لشبكة الأنفاق بالكامل، والتي زعزعت ثقة قوات الاحتلال، وتسببت في خسائر كبيرة، وأخرت نهاية الحرب، وجعلت النصر أقل يقينا..

تلك القراءة طرحتها دافني باراك وهي أكاديمية في جامعة رايخمان بإسرائيل، في تحليل بمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية (Foreign Policy) ترجمه "الخليج الجديد"، في ضوء حرب مدمرة يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وقالت باراك إن "شبكة الأنفاق، التي يستخدمها مقاتلو حماس لإخفاء أنفسهم وأسراهم والتخطيط للعمليات وتخزين الأسلحة ونصب الكمائن للجنود الإسرائيليين، تشكل جزءا مهما من البنية التحتية العسكرية للحركة".

وتابعت: "ثيت أن هذه الأنفاق أكبر نقطة ضعف لإسرائيل في الحرب. وتدميرها ضروري لإضعاف قدرات حماس العسكرية ومنع هجمات مماثلة لتلك التي نفذتها في 7 أكتوبر (الماضي)".

في ذلك اليوم، وردا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة، شنت "حماس" هجوم "طوفان الأقصى" ضد قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية بمحيط غزة.

وقتلت "حماس" في الهجوم نحو 1200 إسرائيلي وأسرت حوالي 240، بادلت قرابة 110 منهم مع الاحتلال، الذي يحتجز في سجونه نحو 8600 فلسطيني، وذلك خلال هدنة استمرت أسبوعا حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بوساطة قطرية مصرية أمريكية.

باراك أردفت أنه "بعد حرب عام 2014 (على غزة)، تحولت إسرائيل إلى نهج أكثر استراتيجية وكثفت جهودها، إذ أنشأت وحدات النخبة المتخصصة في حرب الأنفاق، وبنت هياكل أنفاق لتدريب الجنود، وحسّنت اكتشاف الأنفاق بوحدات متنقلة، وتوصلت إلى حلول تكتيكية لتعزيز الاستعداد، وعززت التعاون مع الشركاء والحلفاء".

واستطردت: "ولذلك، دخل الجيش الحرب الحالية وهو يمتلك القدرات العسكرية الأكثر تقدما في اكتشاف الأنفاق ورسم خرائطها وتحييدها وتدميرها، لكن ذلك لم يمنع حماس من الحفر ولم يقلل من تحد القتال تحت الأرض، وحتى الوحدات الأكثر تخصصا في الجيش تكبدت خسائر بسبب مداخل الأنفاق المفخخة".

اقرأ أيضاً

إغراق الأنفاق.. خطة إسرائيلية تقضي على الزراعة والمياه الجوفية بغزة

أمور غير مسبوقة 

و"كشفت هذه الوحدات عن جيل جديد من أنفاق حماس، فبينما تم تعزيز الهياكل البدائية للأنفاق في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بألواح خشبية، فإن الأنفاق الحالية أعمق وأكثر صلابة، واستخدمت حماس تقنيات حفر مدنية متقدمة، وبقيت الحركة تحت الأرض لفترة طويلة، وهي أمور غير مسبوقة"، كما زادت باراك.

وأضافت أن "فتحات الأنفاق ثقوب مميتة في الأرض، وتختلف في الحجم والشكل وعادة ما تكون مموهة ومفخخة، وهي تؤدي إلى ممرات شبكة الأنفاق".

وتابعت: "وأثناء عملية الاجتياح، اكتشف الجنود مئات من حفر الأنفاق، مما جعل التقدم بطيئا ومعقدا. ومكنت هذه الحفر مقاتلي حماس من الخروج من تحت الأرض، وإطلاق نيران الأسلحة الآلية و/أو قاذفات الصواريخ على القوات، والاختفاء خلال ثوان".

و"قام الجيش بإغلاق أو تدمير العديد من هذه الفتحات كإجراء مؤقت، حتى تتمكن القوات من مواصلة تقدمها وتأمين الأرض، وكانت الخطوة التالية هي رسم خريطة لشبكة الأنفاق ومعرفة المزيد عنها"، بحسب باراك.

وزادت يأن "القوات أرسلت أولا روبوتات وطائرات بدون طيار مزودة بكاميرات فيديو إلى الأنفاق، وكلابا يمكنها اكتشاف وجود متفجرات أو أشخاص، مما ساعد في الكشف عن حجم الشبكة ونطاقها، وسمح بدخول الجنود إليها قبل الانتقال إلى مرحلة التدمير".

اقرأ أيضاً

هل تستطيع إسرائيل تدمير أنفاق حماس في غزة؟.. التايمز تجيب

خسائر كبيرة

باراك شددت على أن "الوقت هو أثمن مورد في هذا المسعى، حيث تعمل القوات في بيئة عسكرية معقدة تجمع بين حرب المدن وحرب الأنفاق وعمليات البحث والإنقاذ (بشأن الأسرى)".

وأوضحت أن "تحديد موقع بقية الأنفاق، والعمل حول الأفخاخ المتفجرة، وتجنب الهجمات المفاجئة، كلها تتطلب أسلوبا بطيئا ومنهجيا. وفي غزة، كما في حروب تحت الأرض السابقة، زعزعت الأنفاق (ثقة) القوات، وتسببت في خسائر كبيرة، وأخرت نهاية الحرب، وجعلت النصر أقل يقينا".

وتابعت أنه "أصبح من الواضح بالفعل أن إسرائيل غير قادرة على اكتشاف أو رسم خريطة لشبكة أنفاق حماس بالكامل، ولكي تعلن إسرائيل النصر بشكل مقنع، في رأيي، فلابد وأن تدمر ما لا يقل عن ثلثي بنية حماس التحتية".

وقالت إنه "لتدمير الأنفاق، أفادت تقارير بأن إسرائيل قررت ضخ كميات كبيرة من مياه البحر فيها.. وتوجد مخاوف من أن يؤدي الضخ الأفقي لمياه البحر في الأنفاق إلى تلويث مصادر المياه الجوفية".

و"بينما تتحرك إسرائيل لتدمير الأنفاق، تظل قواتها تحت نيران حماس، ويتم اكتشاف أنفاق إضافية يوميا، وقد يستغرق إكمال هذه المهمة بضعة أشهر أخرى. وفي حرب الأنفاق، التي تتطلب القدرة على التحمل والوقت والمثابرة، فإن إنهاء الحرب قبل الأوان قد يعني الهزيمة"، كما ختمت باراك.

وحتى الأحد قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة 22 ألفا و835 فلسطينيا، وأصاب 58 ألفا و416 بجروح، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

اقرأ أيضاً

هآرتس: ما تعرفه إسرائيل عن أنفاق حماس لا يقترب من حجمها وتعقيداتها

المصدر | دافني باراك/ فورين بوليسي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أنفاق حماس تحت الأرض

إقرأ أيضاً:

«نقطة نيمو» أبعد منطقة على كوكب الأرض.. مقبرة المركبات الفضائية

كوكب الأرض مليء بالأماكن التي تشبه الأحلام، تلك التي تستحق الاكتشاف دائمًا، كما هو الحال مع البركان الإندونيسي المذهل الذي يُصدر الحمم البركانية الزرقاء، وغيرها، تتميز هذه الأماكن بجمالها، ومدى غرابتها، وحتى مدى عزلتها، مثل نقطة وصول المركبات الفضائية في المحيط الهادئ، والتي تعد أبعد مكان في كوكب الأرض.

يُطلق على هذا المكان أيضًا اسم نقطة نيمو، وهو أبعد نقطة في المحيط عن الأرض المأهولة بالسكان، كما أن أقرب مكان لوضع قدميك على الأرض من نقطة نيمو يقع في جزيرة ديوسي (جزر بيتكيرن)، بعد القيام برحلة لا تقل عن 1677 ميلاً (أو 2688 كيلومترًا)، وفيما يلي نكشف أسرار هذه النقطة النائية عن العالم، وفق موقع «archive» وموقع «ناسا».

«نقطة نيمو» أبعد منطقة على كوكب الأرض

تقع نقطة نيمو في جنوب المحيط الهادئ، ويبلغ عمق البحر في هذه المنطقة حوالي 3700 متر «أعمق مكان على وجه الأرض هو خندق ماريانا بعمق 11 ألف متر»، وتعتبر منطقة غير صالحة للسكن، لذا فهي المنطقة الوحيدة على الكوكب التي تستخدم كمقبرة للمركبات الفضائية.

وعندما تصل سفينة أو محطة إلى نهاية عمرها الافتراضي وتصبح غير صالحة للاستخدام، يتم التخلي عنها في هذا المكان، لأنها تلبي الشروط اللازمة لتكون آمنة ولا تلوث أي منطقة قريبة، لأنه لا يوجد شيء حولها، في الأساس، ويقدر أن هناك ما بين 250 و300 سفينة مهجورة في هذا المكان، وفي الواقع، سيكون هذا المكان وجهة محطة الفضاء الدولية، حيث تخطط ناسا لوقف نشاطها في عام 2030.

تاريخ نقطة نيمو وأسرارها الغريبة

ومن الغريب أن نقطة نيمو الغريبة تبلغ من العمر رسميًا 25 عامًا فقط، حيث لم تكن موجودة من الناحية الفنية حتى عام 1992 - أو بمعنى أصح كانت غامضة بعيدة عن الأعين، حتى استخدم مهندس المسح الكرواتي الكندي هرفوي لوكاتيلا برنامج كمبيوتر جغرافي مكاني في هذه المنطقة وتوصل إلى بعض الدلالات عنها وبعدها أصبحت مقبرة للمركبات الفضائية، لم يذهب إلى هناك حتى، فقط قام باستخدام التكنولوجيا لحساب الموقع الدقيق، وأدرك أنه نظرًا لأن الأرض ثلاثية الأبعاد، فيجب أن تكون أبعد نقطة في المحيط على مسافة متساوية من ثلاثة خطوط ساحلية مختلفة.

وتشكل نقطة نيمو مصدراً للإثارة والتشويق للعلماء، ففي تسعينيات القرن العشرين، تم التقاط صوت غامض على بعد أقل من 1250 ميلاً شرق نقطة نيمو، أُطلق عليه اسم «البلوب»، أعلى من صوت الحوت الأزرق ـ ما أدى إلى التكهنات بأنه صادر عن وحش بحري غير معروف، وأثار حفيظة علماء المحيطات، وبعد الكثير من الخوف والقلق، توصلت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي إلى أن الصوت كان صوت تصدع وتشقق جبل جليدي عملاق.

سر تسمية المكان بنقطة «نيمو»

البعض ربط السبب بالسمكة نيمو التي اشتهرت بأفلام الكرتون والرسوم المتحركة، لكن السبب الحقيقي لتسمية هذا المكان هو تكريم للكابتن نيمو من رواية «عشرون ألف فرسخ تحت البحر» لجول فيرن - والترجمة اللاتينية لكلمة «نيمو» تعني في الواقع «لا أحد»، وهو اسم مناسب لمكان منعزل للغاية، وعندما مرت القوارب بنقطة نيمو، كانت أقرب إلى رواد الفضاء في محطة الفضاء من البشر الآخرين على كوكب الأرض.

مقالات مشابهة

  • إيران تخلت عن حزب الله وتسببت بهزيمته.. لماذا أعلن الحزب الاستسلام لإسرائيل وتخلى عن فلسطين؟
  • لماذا وافقت إسرائيل على وقف إطلاق النار في لبنان؟ نتنياهو يوضح
  • لأول مرة.. اكتشاف فوهة نيزك على حافة جبل في الصين
  • بمساعدة “غوغل إيرث”.. اكتشاف ظاهرة طبيعية نادرة في منطقة نائية بأستراليا
  • منتخب السلة يفقد نتيجة مباراتين في بطولة الصداقة
  • قائد كتيبة في جيش الاحتلال يكشف أكبر تحديات القتال ضد حزب الله
  • أكبر من المشتري بـ 4 مرات.. اكتشاف كوكب عملاق خارج النظام الشمسي
  • الحيتان البالينية.. أكبر ثدييات الأرض تسمع الترددات فوق الصوتية
  • اكتشاف كوكب عملاق خارج النظام الشمسي أكبر من المشتري بأربع مرات
  • «نقطة نيمو» أبعد منطقة على كوكب الأرض.. مقبرة المركبات الفضائية