بوابة الوفد:
2024-12-26@06:47:22 GMT

مصر بلد المواطنة

تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT

كل عام وقداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بألف خير وسلام.. كل عام وجميع الإخوة المسيحيين بألف خير وسلام بمناسبة عيد الميلاد المجيد، أعاده الله على مصرنا العزيزة بالخير واليمن والبركات. وبهذه المناسبة الجليلة على نفوس المصريين جميعًا، نتمنى للكنيسة المصرية رمز الوفاء والسلام كل ازدهار وتطور.

والحقيقة أن اهتمام مصر الحالى بالكنيسة المصرية يأتى فى إطار اهتمام الدولة المصرية بترسيخ أواصر المواطنة داخل البلاد، فالكل مسيحيين ومسلمين يد واحدة لأنهم مواطنون مصريون فى المقام الأول.

والحقيقة التى لا جدال فيها أن الاهتمام بالكنائس فى مصر لم يشهد هذا الحجم من الاهتمام إلا بعد ثورة 30 يونيو 2013، وتحديدًا منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى سدة الحكم، بل إن الرئيس اهتم اهتمامًا بالغًا بالكنائس بشكل لم يسبق له مثيل، لأسباب كثيرة ويأتى على رأسها ما فعلته جماعة الإخوان الإرهابية التى تولت الحكم فى غفلة من الزمن، واستهدفت الكنائس المصرية بالتدمير والحرق وخلافه من مظاهر التخريب المختلفة، ولما جاءت الثورة المباركة فى 30 يونيو، كان قرار الرئيس السيسى بإصدار تعليمات إلى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بإعادة ترميم الكنائس وإزالة كل مظاهر التخريب التى ارتكبتها الجماعة الإرهابية بشأنها.

ولم تكتف القيادة السياسية بهذا الشأن فقط، بل إن كل التجمعات السكنية الجديدة التى تمت ضمن إنجازات الدولة المصرية، شهدت بناء العديد من الكنائس، فلا يخلو حى بدون وجود كنيسة إلى جوار المسجد، بخلاف ما كان يحدث على مدار عقود طويلة من الزمن، إضافة إلى تشييد كنيسة السيد المسيح فى العاصمة الإدارية الجديدة، والتى رسخت للمواطنة الحقيقية وصدرت مشهدًا رائعًا لمصر أمام العالم أجمع. وفى هذا الصدد قام الرئيس السيسى بتقليد جديد لم يفعله أى رئيس لمصر من قبل وهو حضوره سنويًا لقداس عيد الميلاد بخلاف كل رؤساء مصر السابقين الذين كانوا يكتفون فقط بإرسال برقيات التهنئة للبابا. اللهم إلا استثناء واحدًا وهو قيام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بتشييد الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وتبرعه من ماله الخاص بمائة ألف جنيه للمشاركة فى بناء الكاتدرائية وفى صباح الأربعاء 26 يونيو 1968، تمت إقامة أول قداس إلهى بالكاتدرائية شارك فيه البطريرك مار أغناطيوس يعقوب الثالث بطريرك أنطاكية وسائر الشرق للسريان الأرثوذكس وعدد من مطارنة السريان والهند والأرمن الأرثوذكس.

المهم الذى يجب الإشارة إليه فى هذا الصدد أن الرئيس السيسى فى تقليد زيارته السنوية للكنيسة، يؤكد بما لا يدع أدنى مجال للشك أنه يتعامل مع مواطنين مصريين لا فرق بين مسلم أو مسيحى، وهذا هو التأصيل الحقيقى لفكرة المواطنة المصرية التى يضرب بها المثال فى كل أنحاء الدنيا. ويعد هذا أصلاً امتدادًا حقيقيًا لثورة 1919 التى ظهر فيها المصريون يدًا واحدة، وتلك هى عقيدة الوفد وأعضائه حتى كتابة هذه السطور ولن يتخلى الحزب العريق عنها أبدًا حتى تقوم الساعة.

كما أن زعماء ورؤساء حزب الوفد المتعاقبين تربطهم علاقات مودة وحب مع الكنيسة والإخوة المسيحيين بشكل يفوق الخيال. ودائمًا ما يكون رؤساء الحزب فى مقدمة رجال الدولة فى كل احتفالات الكنيسة المختلفة مهنئين، وأمس قام الدكتور عبدالسند يمامة رئيس الوفد بزيارة البابا تواضروس الثانى مقدمًا التهنئة بعيد الميلاد المجيد باسمه وباسم كل قيادات وأعضاء الحزب العريق.

أما البابا تواضروس الثانى الذى اعتلى عرش الكاتدرائية فهو قداسته يتمتع بوطنية كبيرة جدًا كعهد كل البابوات الذين جلسوا على الكرسى الرسولى وله مواقف أكثر من رائعة يسجلها التاريخ بحروف من نور.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصر بابا الاسكندرية خير وسلام الإخوة المسيحيين

إقرأ أيضاً:

الرئيس اللاجىء

بقلم: دانيال حنفي

القاهرة (زمان التركية)ــ كيف يتحول الرئيس فى بلد ما إلى لإجراء سياسى فى بلد آخر؟ ربما هربا من الاضطهاد، أو خوفا من التعرض للتعذيب، أو تحسبا للملاحقة السياسية من الخصوم؟ من الغريب أن تتوافر تلك الأسباب مجتمعة أو منفردة، حيث أن طالب اللجوء هو الرجل صاحب السلطة وصاحب أعلى سلطة فى بلده أصلا، وهو القائم على التعذيب وعلى اضطهاد الناس وعلى سلب أموالهم أيضا!.

إنما أريد باللجوء السياسى للرئيس المخلوع توظيفه أفضل من غيره من الأوضاع المتاحة أمام رئيس مخلوع وهارب. وأفضل ما قد يقدم اللجوء السياسى من مزية هو ربما التمتع بحماية القانون ضد المطالبة الوطنية بتسليمه الى سلطات بلده ليواجه التحقيقات والحسابات الوطنية. وبعد ذلك، يبقى اللجوء السياسى لرئيس مخلوع هارب بثروات كبيرة من الأموال السائلة والعقارات -وغير ذلك من صور الثروات- مكسبا للبلد المضيف الذى سينتفع بالثروات التى هبطت عليه من السماء.

بهذا الكم المحترم من المال المتدفق الحاضر فى شرايين اقتصاد حرب طويلة منهكة قد تتاح فرص عمل جديدة لأيد عاملة وطنية ، وقد يتيسر بناء المزيد من المصانع الصغيرة قى طول البلاد وعرضها الرانى الى المزيد من الاستثمارات المباشرة ، ولا سيما اذا كانت استثمارات قد لا تستطيع الخروج وقد لا تجد لها مهربا جديدا . بل ، من المتوقع أن تتجه تلك الثروات الهاربة مع الرئيس المخلوع الى التوطين بالحصول على الجنسية والاستقرار وبناء حباة جديدة فى بلد متقدم ومترام الأطراف ولا ينقص المقيمين فيه شىء من رفاهية أو من أساسيات الحياة الحديثة بصفة عامة . لقد جاءت اذا خطوة اللجوء السياسى محسوبة دقيقة -من جانبى التعامل- ولم تقع محض تفكير لحظى أو فى لحظة اضطراب وعجلة.

بل تم ترتيب كل شىء للحظة الرحيل التى سبقها مغادرة العائلة الى بلد اللجوء السياسى لتبقى فى أمان ريثما يلحق بها كبيرها الهارب من شعبه ومن الحقيقة ومن مسؤولياته – تجاه بلده وشعبه – التى ألقى بها الى الشارع . وبذلك ينضم الرئيس المخلوع الهارب الى قائمة الهاربين – من الجواسيس ومجرمى الحروب وغيرهم – لينعم بحياة سعيدة هو وأسرته ولو لفترة وجيزة . فربما تغيرت الأيام وجاءت – من جانب الهارب ذاته أو من جانب آخر من الجوانب – بما يجعل من الهارب ضيفا ثقيلا يتعين عليه الرحيل الى بلد آخر أو يلزم تسليمه إلى بلده الأم التى سلب أموالها وهرب بها تاركا خزائن الدولة خاوية على على عروشها . وهكذا ، كسبت روسيا فى كل مراحل التعامل من البداية الى هذه اللحظة .

أما ما قد يبدو من الخروج العسكرى من القاعدتين العسكريتين الروسيتين فله من الظروف ما يبرره بالتأكيد فى إطار الأحوال الجديدة، وهو الأمر الذى ستجليه الأيام بوضوح قريبا ، خاصة وأنه ليس بخروج من المنطقة .
دانيال حنفى

Tags: بشار الاسد

مقالات مشابهة

  • خالد الجندي: الرئيس السيسي يولي الشباب اهتمامًا غير مسبوق لتحقيق طموحاتهم
  • «الشعب الجمهوري»: العفو الرئاسي عن 54 من أبناء سيناء يرسخ قيم المواطنة
  • الرئيس السيسى يوجه بمواصلة الارتقاء بمنظومة التعليم.. فيديو
  • الرئيس السيسى يوجّه بمواصلة العمل على الارتقاء بالمنظومة التعليمية
  • مستقبل وطن: كلمة الرئيس السيسى بقمة الثمانية رصدت المشهد السياسى والاقتصادي
  • عربية النواب: قرارات العفو من الرئيس السيسى تعكس تقديرا كبيرا لأهالى سيناء
  • حزب الإصلاح والنهضة: قرارات العفو خطوة إنسانية تعكس اهتمام الدولة بأبنائها
  • «المستقلين الجدد»: تنمية سيناء هدف استراتيجي تعمل الدولة على تنفيذه
  • عبدالقيوم ينتقد خطاب الكراهية للغرياني: يزيد الانقسامات ويدمر مبدأ المواطنة
  • الرئيس اللاجىء