بوابة الوفد:
2025-03-31@19:09:17 GMT

موردخاى فعنونو.. لعبة «الموساد» النووية

تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT

تحدثنا فى المقال السابق «فى حضرة الجواسيس» عن فضيحة اليهودى الأمريكى «بولارد»، الذى سرب آلاف الوثائق السرية إلى إسرائيل، فى نفس ذاك التوقيت وعلى نفس الشاطئ من بحيرة الجواسيس، تنعكس صورة «بولارد» ليظهر «موردخاى فعنونو» الذى فضح برنامج إسرائيل النووى 1986، ليراه العالم الرجل صاحب الضمير الحى، المناضل من أجل السلام، وبعد مرور أربعة عقود تقريبًا من خيانة «فعنونو»، يحتاج الأمر منا إلى إعادة قراءة، ربما تدخل تلك الخيانة فى نطاق ألاعيب «الموساد»، وتصبح إحدى حلقات مسلسل «الردع عن طريق الشك» الذى تمارسه إسرائيل باستمرار.

. لماذا هذا الرأى الصادم للبعض؟ إليك القصة والإجابة.

ما قبل الخيانة:

«موردخاى فعنونو» يهودى مغربى ولد 1954، هاجر مع عائلته إلى إسرائيل 1963، التحق بوظيفة تقنى فى مفاعل «ديمونا» النووى 1977، وكُتِب فى ملفه الأمنى حسب بعض الروايات بأنه يحمل معتقدات يسارية مؤيدة للعرب، وأن هذه الشخصية قد تكون خطرة فى سلوكها المفاجئ، وبالرغم من تلك البداية التى رسمت قاعدة منطقية تؤدى إلى خيانة إسرائيل دون شك، نسأل: كيف يمكن السماح لشخص بهذه المواصفات، أن يعمل داخل منشأة شديدة السرية والتأمين؟ ثم كيف تمكن «فعنونو» من تسريب كاميرا داخل «ديمونا» والتقاط هذا العدد الهائل من الصور، والاحتفاظ بها، ثم تهريبها إلى الخارج؟!

الخيانة والنشر:

بعد أن تم الاستغناء عن خدمات «فعنونو» 1986، أو تركه العمل برغبته، لا فرق، اتجه إلى أستراليا، واعتنق المسيحية، ثم تعرف على صحفى قام باختلاق قصة جعل فيها «فعنونو» عالماً نووياً ينشق عن إسرائيل، ويحمل تفاصيل مخطط لضرب العرب بالأسلحة النووية، ساعيًا لبيع هذا السبق الصحفى لمن يدفع أكثر، انزعج «فعنونو» عندما سمع تلك المزاعم، وقرر أن ينشر قصته فى صحيفة جادة، لإطلاق صافرة إنذار نحو خطر إسرائيل «النووية»!

تم التواصل مع صحيفة «صنداى تايمز» البريطانية، التى قررت اصطحاب «فعنونو» إلى لندن، وتم نشر تفاصيل وصور ومعلومات ثمانى سنوات كاملة قضاها «فعنونو» داخل المفاعل النووى السرى للغاية! وخلصت الصحيفة إلى أن إسرائيل تمتلك 200 رأس نووى، وتابع العالم تلك الكارثة، ولم يتحرك أحد لمحاسبة تل أبيب!

فى هذه المرحلة نلاحظ أن «فعنونو» يتنقل بسهولة دون خوف، وهذا يجافى المنطق ويهتك عرضه، كما نلاحظ أن توقيت النشر والخيانة، هو توقيت فضيحة الجاسوس «بولارد»!! والسؤال الذى يقفز إلى رؤوس الجميع: أين كان «الموساد» فى تلك الرحلة؟!

ما بعد الخيانة:

أثناء رحلة «فعنونو» من أستراليا إلى لندن، وصلت المعلومات إلى «الموساد»، مسبوقة بمعلومات أشد خطورة، تقول إن «فعنونو» خلال رحلته إلى أستراليا زار السفارة السوفيتية، ليكتشف «الموساد» عن طريق عملائه، أن تلك الزيارة كانت بغرض الاستفسار عن ماهية الأوراق المطلوبة لقضاء إجازة فى الاتحاد السوفيتى فى وقت لاحق!!

من تلك التفصيلة العابرة فى رحلة «فعنونو»، هل يمكن القول هنا إن إسرائيل أرادت أن ترسل برقية تهديد خاطفة إلى الولايات المتحدة، بإمكانية إرسال آلاف الوثائق التى وصلت إليها عن طريق «بولارد» إلى السوفييت العدو اللدود؟!

بعد نشر تلك القصة المثيرة والمعلومات الأكثر إثارة، استقر الرأى على إعادة «الخائن» إلى حضن إسرائيل واستجوابه، واختار «ناحوم أدموني» رئيس الموساد «شيريل بنتوف» للسفر إلى لندن كفتاة أمريكية تدعى «سيندى» لتلتقى «فعنونو» عن طريق الصدفة ثم إغوائه، وتمت عملية الاختطاف بسلام وعاد «فعنونو» إلى أرض الوطن، وتم الحكم عليه بالسجن 18 سنة منها 10 انفرادى.. هل انتهت الإثارة عند تلك النهاية؟ للأسف لا.

غضبت بريطانيا وقالت إن اختفاء «فعنونو» الغامض انتهاك لسيادتها، وتم تصحيح الواقعة عن طريق «فعنونو» نفسه! فقد كتب على كف يده بالإيطالية أثناء انتقاله من السجن إلى المحكمة، وأشهرها للصحفيين، فى إشارة إلى أن عملية الاختطاف تمت فى روما! لم تتوقف الإثارة عند تلك النقطة أيضًا!

فى 7 أبريل 1997 أى بعد عشر سنوات من الواقعة، نقلت «القدس العربي» حواراً أجرته صحيفة «صنداى تايمز» صاحبة السبق النووى، مع عميلة الموساد التى شاركت فى اختطاف «فعنونو»، تحدثت فيه عن حياتها وتفاصيل عملية الاختطاف، ونشرت صورة لها عندما كانت «سيندى»، بجانب صورة ترتدى فيها نظارة سوداء وقالت إنها «شيريل».. فهل ظهور العملاء ونشر صورهم والتعرف عليهم يكون بتلك البساطة؟! 

الخلاصة: إن قصة «فعنونو» الذى يعيش الآن تحت الإقامة الجبرية فى إسرائيل، رواية يملؤها الغموض، مثل سياسة الغموض النووى التى تمارسها إسرائيل باستمرار، وسط صمت عالمى أكثر غموضًا، مع التهديد الدائم باللجوء إلى «خيار شمشون»، وهو ما أكده وزير التراث الإسرائيلى «عميحاى إلياهو» مؤخرًا و طالب بضرب غزة بقنبلة نووية!!

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أشرف عزب المقال السابق عن طریق

إقرأ أيضاً:

نتنياهو كلّف الموساد بالبحث عن دول توافق على استقبال سكان غزة

كلف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي "الموساد" بالبحث عن دول توافق على استقبال أعداد كبيرة من الفلسطينيين من قطاع غزة، بحسب ما ذكر موقع "أكسيوس" الأمريكي.

وأكد الموقع أن اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإخراج مليوني فلسطيني من غزة لإعادة إعمار القطاع لم يُحقق أي تقدم، وذلك نتنياهو يبحث أيضًا عن سبل لنقل أعداد كبيرة من الفلسطينيين، ربما إلى دول تبعد آلاف الأميال.

وأضاف أنه جرت بالفعل محادثات مع الصومال وجنوب السودان، وهما دولتان فقيرتان تعانيان من الصراعات في شرق إفريقيا، بالإضافة إلى دول أخرى، بما في ذلك إندونيسيا، وفقًا للمسؤولين الإسرائيليين ومسؤول أمريكي سابق.

ونقل الموقع عن مسؤولان إسرائيليان تأكديهم أن نتنياهو كلف الموساد بهذه المهمة السرية قبل عدة أسابيع، بينما رفض مكتبه التعليق على هذه الأنباء.


وأوضح أن "إسرائيل تدفع بهذه الخطوة وتدابير أخرى لتشجيع إجلاء الفلسطينيين من غزة، وفي الوقت نفسه استئناف الحرب وإصدار أوامر إجلاء للفلسطينيين من أجزاء من القطاع".

وهدد نتنياهو ومسؤولون إسرائيليون كبار آخرون باحتلال المزيد من أراضي غزة إذا رفضت حماس إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المتبقين.

ناقش المسؤولون الإسرائيليون، ولكنهم لم يأمروا بعد، بغزو بري واسع النطاق لغزة، والذي "سيتضمن إجبار معظم السكان على التوجه إلى منطقة إنسانية صغيرة جنوب القطاع".

ونزح حوالي 90 بالمئة من سكان غزة بالفعل بسبب الحرب، واستشهد أكثر من 50 ألفًا، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.

على الرغم من الرعب الذي عانوه، يعارض العديد من الفلسطينيين بشدة أي جهود لتهجيرهم من وطنهم.

لطالما عارضت السلطة الفلسطينية والعديد من الدول العربية ومعظم الدول الغربية تهجير الفلسطينيين من غزة.

ويذكر أن مجلس وزراء الاحتلال الإسرائيلي وافق هذا الأسبوع على تشكيل مديرية خاصة في وزارة الحرب تُشرف على "الرحيل المتعمد" للفلسطينيين من غزة.


على الرغم من هذا الوصف، لا يمكن وصف سياسات الطرد التي يروج لها مسؤولون مثل وزير المالية القومي المتطرف بتسلئيل سموتريتش بأنها "متعمدة".

في حديثه أمام الكنيست الشهر الماضي، تحدث وزير المالية المتطرف بتسائيل سموتريتش بوضوح عن الجدول الزمني لتهجير جميع سكان غزة، قائلا: "إذا أخرجنا 10,000 شخص يوميًا، فسيستغرق الأمر ستة أشهر. وإذا أخرجنا 5,000 شخص يوميًا، فسيستغرق الأمر عامًا".

وأكد خبراء قانونيون أمريكيون وإسرائيليون أن مثل هذا النزوح الجماعي يُعد جريمة حرب.

وبينما وافقت عدة دول على استقبال أعداد صغيرة من الفلسطينيين المرضى، ومعظمهم من الأطفال، من غزة، لم توافق أي دولة على استقبال أعداد هائلة من الفلسطينيين من غزة.

وعارضت مصر والأردن بشدة خطط ترامب لنقل أعداد كبيرة من الفلسطينيين إلى هاتين الدولتين.

ولا يسعى ترامب بنشاط إلى تنفيذ خطته للتهجير في الوقت الحالي، ويركز مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، كليًا على التوصل إلى اتفاق جديد بين "إسرائيل" وحماس يضمن إطلاق سراح الأسرى واستعادة وقف إطلاق النار، وفقًا لما ذكره مسؤولان أمريكيان للموقع.

مقالات مشابهة

  • 5 أنشطة ترفيهية لتسلية الأطفال ذوي الإعاقة البصرية في العيد
  • فصول من كتاب «نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى».. (4) عملية السويس وتفاصيل العبور الذى كاد يودى بحياة بنتنياهو
  • وعدت يا "عيد"
  • بعد العيد
  • إسرائيل تصادق على شق طريق استيطاني بالقدس وحماس تدعو للمقاومة
  • الموساد الاسرائيلي يبحث عن دول لاستقبال سكان غزة
  • الطاقة النووية تدخل عصراً جديداً ببطارية تدوم مدى الحياة
  • الجيش الأمريكي ينقل قاذفات "بي-2" النووية إلى المحيط الهندي
  • البحر الأحمر..الخليج الجديد في لعبة النفوذ
  • نتنياهو كلّف الموساد بالبحث عن دول توافق على استقبال سكان غزة