بوابة الوفد:
2024-07-04@11:54:46 GMT

مئة عام من الأحلام المؤجلة

تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT

من زمن لآخر ظل لحكام هذا الوطن آمال وأمنيات وأهداف سعوا إلى تحقيقها لجعل مصر جنة الأرض، والارتقاء بالمصريين إلى مصاف الشعوب المبتهجة، لكن خيبات الأمل كانت كبيرة، وقضينا مئة عام نتحدث عن أحلام لا تتحقق. ما السر؟

الإجابة فى آخر سطر، لكن فى السطور التالية بعض الإشارات اللافتة. فالأصوات تتبدل، والكلمات تتغير، وبعد أن يُغادر الممثلون خشبة المسرح، يزعم ألف زاعم أنهم قالوا وأنهم وقفوا، مُرتكزين على أن الذاكرة الجمعية للناس كذاكرة الأسماك تنسى ما جرى بالأمس.

لكن الأرشيف فضاح فضاح، ومن يعود إليه يندهش من رؤى الناس ومواقفهم، ويتعجب كيف تغيرت بعد رحيل أصحاب السلطة والجاه.

بعد ثورة يوليو1952 سُمى الملك فاروق بالملك الفاسد، ووصم العهد كله بالعهد البائد، وأفاض كبار الكتاب والصحفيين والأدباء فى رص الحكايات عن مباذله وفضائحه، غير عابئين أنهم جميعا كالوا المدائح فى عظمته وحكمته.

نقرأ مثلا من قصيدة للأديب والناقد سيد قطب فى نهاية الثلاثينيات مديحا للملك فاروق يوم ميلاده يقول فيها «والليالى مرهصات والدنا/ ترقب الميلاد آنا بعد آن/ فإذا فاروق فى طلعته/ تهتف البشرى على كل لسان/ ثم كان اليوم يوم المهرجان/ عاش فاروق ودام المهرجان».

ونقرأ أيضا للشاعر صالح جودت قصيدة أخرى يقول فيها: «فاروق واسمك فى القلوب قصيدة/ يشدو بها الوادى السعيد ونيله/ وأظل ألثم كل معنى طاهر/ منها ويُظمئ علتى تقبيله/ وأقول ما بال السمو يطوف بي/ فعلمت أنك فى النهى جبريله».

ويكتب الكاتب عبدالقادر المازنى فى عيد ميلاد الملك فاروق فى فبراير 1939: «إن جلالة الملك هو ابن الثورة.. وهو يمثل عظمة الأمة بعد الرقاد وحركتها بعد التربص.. واقدامها بعد القعود وشعورها بكرامتها القومية.. وحقها فى العمل والحياة».

ويكتب الأستاذ محمد حسنين هيكل فى روزاليوسف بتاريخ 16 أغسطس سنة 1943 مقالا يُهنئ فيه الملك بنجاته من حادث القصاصين، يقول فيه: «إن عرشك يا مولاى حياة وارفة زاخرة، حياة كلها شباب ملتف حولك وحول عرشك، وأكاد أتطلع إلى الآفاق وأطوى بخيالى فروق الزمن وأسبق بفكرى الحاضر لأنفذ إلى المستقبل فأرى عجلة الزمن تدور وأرى أجيالا أخرى تنهض، وأخالهم يشيرون إلى هذا اليوم ويقولون: إنه عصر مجيد رائع».

وفيما بعد ثورة يوليو، وبعد استقرار الحكم لجمال عبدالناصر، وتحديدا فى يوم 4 أغسطس 1956 نقرأ لمصطفى أمين مقالا فى أخبار اليوم يقول فيه « يجب أن يرتفع كل مصرى إلى مستوى الموقف الجديد،  يجب أن يشعر العالم أن كل مصرى هو جمال عبدالناصر، إنه ليس رجلا واحدا، وإنما هو ملايين المصريين، وهو بعث أمة وروح منطقة بأسرها».

ويكتب لنا يوسف السباعى فى 4 سبتمبر 1956 مقالا يتساءل فيه «من أين يستمد عبدالناصر قوته؟» ويجيب هو بإسهاب وتفصيل «من الوضوح، من الإيمان، من الشجاعة».

ونقرأ لكامل الشناوى فى الجمهورية بتاريخ 16 يناير 1958 مقالا، يقول فيه: «وعبدالناصر هو الرجل الذى انبثق من أرض مصر، من عقيدتها، من إحساسها، من فكرتها، هذا الذى صنع الثورة، فكان قلبها وعقلها، كان لهبها ووقودها».

وببساطة شديدة يُمكن الإجابة عن السؤال الأصعب عما عطل كل طموحات الحكام وأحلامهم فى التحقق، إنه النفاق، النفاق (والتكرار يفيد التأكيد)، وقاكم الله شروره.

والله أعلم

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى عبيد الوطن مصر جنة الأرض یقول فیه

إقرأ أيضاً:

«محمد» يتطوع بـ«حياة كريمة» بعد الاستفادة منها: لمسنا الأحلام على أرض الواقع

داخل منزل محمي بالطوب وسقف يمنعهم من الغرق في مطر الشتاء، يعيش محمد رمضان، 36 عاما، في مركز الصف بمحافظة الجيزة، برفقة زوجته وابنتيه، بعد أن كان يجلس في منزل دون سقف وتغرقهم مياه الأمطار في الشتاء ويغلب عليه الظلام منذ غروب الشمس، لكن مبادرة «حياة كريمة» أضاءت حياته بعد أن أوصى الرئيس عبدالفتاح السيسي بتقديم حياة كريمة لهم وجعلهم يلمسون الأحلام على أرض الواقع، وفقًا لحديثه مع «الوطن».

«حياة كريمة» وفَّرت خدمات مختلفة 

خدمات مختلفة قدمتها المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» لجميع المواطنين على مستوى الجمهورية، والتي ضمت سكان مركز الصف في الجيزة، إذ عملت على تطوير وإحلال البنية التحتية، وإصلاح المشكلات داخل القرية خلال العمل على أرض الواقع، والعمل على توفير الخدمات الأساسية، وقال رمضان: «الخدمات اللي زي الكهرباء والغاز الطبيعي والمياه والإنترنت، ما كانتش موجودة عندنا في القرية وكنا عايشين في معاناة كبيرة بسبب كده».

«لكن مبادرة حياة كريمة اسم على مسمى لأنها خليتنا نعيش حياة المدن والرقي، وكمان تم تطوير المباني، ومبنى تكنولوجي، ومكتب خدمات للاستماع لمشكلات وطلبات الأهالي»، كما أنه تم توصيل المياه النظيفة للمنازل، وكانت تلك الخدمات بمثابة حلم كبير للسكان بعدما أن عانوا سنوات طويلة من الأهمال والتهميش، لكن المبادرة حققت أمنياتهم، حسب حديثه.

مكتبات وماكينات صرف داخل القرية

لم يقتصر التطوير من جهة مبادرة حياة كريمة لمركز الصف على بناء المنازل والمدارس والمستشفيات فقط، بل وفروا مكتبات لخدمة الطلاب داخل المركز بعد أن كانوا يخرجون إلى المدينة، مثل مكتبة الشوبك.

طوال فترة التجوال داخل قرية مركز الصف تجد المدارس والمعاهد ومكاتب البريد، «المواطن لمس تطوير المبادرة، وأنا كمواطن ومتطوع لمست التغيير على أرض الواقع، والكل شايف المجهود الجبار اللي حصل، وتوسيع الطرق وتوفير قطعة أرض لمركز شباب الجزيرة الشقراء، والمركز بقى على أعلى مستوى، وكمان بقى موجود ماكينات صرف»، وفقًا لحديثه.

مقالات مشابهة

  • 9 عمليات بمستشفى المطرية في القافلة السادسة لإنهاء قوائم العمليات المؤجلة بالدقهلية
  • رغم الإخفاق الداخلي.. حكومة نتنياهو تقرر الاستمرار في الحرب على غزة
  • «محمد» يتطوع بـ«حياة كريمة» بعد الاستفادة منها: لمسنا الأحلام على أرض الواقع
  • تفسير الأحلام.. ماذا تدل رؤية المنصب في المنام لابن سيرين؟
  • شاهد| كيف تحولت العلمين الجديدة من حقل ألغام إلى مدينة الأحلام
  • في نغمة مكررة.. التميمي يقول ان أزمة ديالى ستحل بمفاوضات مباشرة بين بدر والقانون- عاجل
  • في نغمة مكررة.. نائب يقول ان أزمة ديالى ستحل بمفاوضات مباشرة بين بدر والقانون- عاجل
  • وجهة صيفية في الجزيرة القبرصية مع منتجع مدينة الأحلام المتوسطية الفاخر
  • رسميا.. الزمالك يشكو ثروت سويلم لرابطة الأندية ويطالب بمعاقبته
  • بعد الفوز على طلائع الجيش.. تعرف على موعد مواجهة الأهلي القادمة