بوابة الوفد:
2024-12-26@16:45:08 GMT

بيكار وحفنة ذكريات جميلة

تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT

مرت قبل أيام قليلة ذكرى ميلاد الفنان الرائد المجدد الأستاذ حسين بيكار (2 يناير 1913)، هذا الرجل الذى تأثر به معظم من جاء بعده وأمسك الريشة والقلم ليرسم ويلوّن.

أذكر جيدًا كيف كنت أحاكى، وأنا صبى، رسومه المنشورة فى صحيفة (أخبار اليوم) كل سبت والتى كان يبدعها فى منتصف سبعينيات القرن الماضى لترافق روايات مصطفى أمين مثل (الآنسة هيام) ورواية (لا)، كما كنت أقلد كل جمعة لوحته المرسومة فى الصفحة الأخيرة بجريدة الأخبار.

آنذاك كنت أعكف بدأب وإصرار لأصل إلى أفضل النتائج فى مباراة محاكاة رسوم بيكار، حيث أواصل التقليد دون كلل ساعات طويلة، وكان الوالد العظيم المرحوم عبدالفتاح عراق يقدم لى الملاحظات الذكية التى تساعدنى فى ضبط النسب والمساحات، ولا عجب فى ذلك، فالوالد كان رسامًا بارعًا، خاصة بالقلم الرصاص والجاف، وهو الذى غرس فى وجدانى عشق الرسم، والفنون والآداب كلها بشكل عام.

وتمر الأيام وأتخرج فى كلية الفنون الجميلة بالزمالك، وأعمل رسامًا ومحررًا ثقافيًا فى صحف مصرية عديدة، ويهبنى الحظ أثمن هدية، وهى التعرف على بيكار شخصيًا، ويبدو أنه آنس لى، فكم دعانى إلى زيارته فى شقته بالزمالك وعنوانها (9 شارع حسن عاصم).

وهكذا أجريت معه حوارات طويلة نشرتها فى عدة صحف مثل العربى القاهرية والبيان الإماراتية، ولما أقمنا معرضا جماعيًا من ستة فنانين شباب عام 1996 فى قاعة (خان المغربي) بالزمالك أسعدتنا السيدة سلوى المغربى صاحبة القاعة ودعت بيكار لحضور حفل الافتتاح، وذهبت إلى بيته وسألته: (هل ستشرفنا يا أستاذ؟)، وأعلن ابتهاجه بالحضور.

وفِى إحدى المرات طلبنى تليفونيا ودعانى إلى زيارته، ليخبرنى أن الفنان الكبير محمد صبرى رائد فن الباستيل سيمر عليه بعد قليل ليصطحبنا بسيارته إلى زيارة معرضه المقام بدار الأوبرا. وتمثلت المفارقة فى أننى كنت أسير بين عملاقين أصغرهما يكبرنى بنحو 44 عامًا، ثم يقف بيكار أمام كل لوحة ويسألني: (ما رأيك يا ناصر؟)، بينما أذوب من فرط الحياء، فأقول له: (يا أستاذ بيكار... وهل يجرؤ أحد على الحديث وحضرتك موجود؟).

وحكى لى أيضا عن أول لقاء له مع نزار قبانى وقد جرى فى شقة بيكار الذى كان يسكن بمصر الجديدة عام 1945، حيث طلب منه نزار أن يرسم له غلاف ديوانه الأول (طفولة نهد) وقد وصف نزار بأعذب الكلمات.

المدهش أن بيكار أخبرنى كيف رأى محمود مختار شخصيًا عام 1928 وهو منكب على وضع اللمسات الأخيرة لتمثال (نهضة مصر)، وكيف تحرج أن يتحدث معه من شدة إعجابه به.

كذلك أجاب بيكار عن أسئلتى حول علاقته بالمسرح والسينما فى ثلاثينيات القرن الماضى وأربعينياته، وكيف شاهد جورج أبيض ويوسف وهبى ونجيب الريحانى وفاطمة رشدى وأمينة رزق وعلى الكسار على المسرح.

عاش بيكار حتى شبع من الأيام، فلما رحل، رحمه الله، فى 16 نوفمبر 2002، بكاه كل عشاق الرسم... وأنا منهم.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ناصر عراق

إقرأ أيضاً:

اليوم.. نظر استئناف موظف على حكم المؤبد بتهمة الاعتداء على فتاة بالزمالك

تنظر اليوم الثلاثاء، محكمة جنايات القاهرة، استئناف موظف بحديقة الأسماك على الحكم الصادر ضده السجن المؤبد، بتهمة خطف فتاة أثناء جلوسها مع صديقها والتعدى عليها، منتحلا صفة رجل شرطة.

كشفت التحريات والتحقيقات برئاسة المستشار عمرو عوض رئيس نيابة قصر النيل، أن المتهم يعمل موظف فى حديقة الأسماك فى منطقة الزمالك بالجبلاية، وأثناء سيره فى الحديقة شاهد فتاة وشاب فى وضع مخل فتوجه لهما وادعى أنه رجل شرطة، وألقى القبض عليهما، ثم طلب من الشاب الجلوس فى غرفة، واقتاد الفتاة فى غرفة أخرى بحجة التحقيق معهما واعتدى عليها، ثم تركهما.

توجهت الفتاة إلى قسم شرطة قصر النيل لتحرير محضر بالواقعة، وتمكن رجال الشرطة من القبض عليه، وإحالته للنيابة العامة. 

 

 







مشاركة

مقالات مشابهة

  • حلقة تقلب الموازين بين نزار الفارس وأحمد الفيشاوي
  • تصريحات نزار بركة بالبرلمان تكشف عن اختلالات في مشروع إنجاز نفق أوريكا
  • سلوت يتطلع إلى «لقاء المواطنة» بـ «ذكريات حزينة»!
  • نزار بركة يؤكد وجود تقدم في مشروع إنجاز نفق تيشكا
  • أخدت علقة جامدة.. محمود البزاوي يروي تفاصيل التعدي عليه في رأس السنة
  • قبل الختام.. برنامج «مصر جميلة» يواصل اكتشاف مواهب أطفال الغربية
  • صفقات جديد على الرادار ورحيل نجم الفريق.. ماذا يحدث بالزمالك؟
  • اليوم.. نظر استئناف موظف على حكم المؤبد بتهمة الاعتداء على فتاة بالزمالك
  • انطلاق منافسات بطولة الجمهورية لتنس الميدان
  • نزار أبو اسماعيل: 295 شركة مغربية تعمل في مصر باستثمارات 230 مليون دولار