كلما قرأت سورة الكهف أتوقف كثيرًا عند رحلة سيدنا موسى مع العبدالذى وصفه الله سبحانه وتعالى قائلًا: (فَوَجَدَا عَبدا مِّن عِبَادِنَا ءَاتَينهُ رَحمَة مِّن عِندِنَا وَعَلَّمنهُ مِن لَّدُنَّا عِلما). تلك الرحلة التى شهدت حوادث ثلاثا عن السفينة التى خرقها الخضر، والغلام الذى قتله، والجدار الذى يريد أن ينقض فأقامه.
وبما أننا فى الجنة اللهم اجعلنا جميعًا من أهلها بإذن الله، سيكون متاحا لنا أن نطلب ما نشاء، فسأطلب أن أرى بالصوت والصورة تفاصيل القصص الثلاث. أريد أن ارى هؤلاء المساكين الذين كانوا يعملون فى البحر وكيف كان انزعاجهم من قيام الخضر بخرق السفينة قبل أن يتحول ذلك الإنزعاج إلى فرحة شديدة بالتأكيد، عندما يعرفون أن ذلك الخرق هو الذى أنجاهم من بطش ذلك الملك قاطع الطريق الذى كان يأخذ كل سفينة غصبًا. فضولى يدفعنى لأعرف كم كانت الأجور التى يتقاضاها هؤلاء المساكين وهل كانت تكفيهم أم لا، كما اريد أن أرى وجه ذلك الملك عندما يعرف أن السفينة التى كان يستعد للانقضاض عليها على وشك الغرق.
أريد رؤية مشاهد من حياة الأبوين المؤمنين والدى الغلام القتيل، وكيف كان ذلك الإيمان سببًا فى أن يقوم الخضر بقتل ابنيهما خوفًا من أن يرهقهما طغيانًا وكفرًا. ترى ما كان رد فعلهما عندما عرفا بقتل ولدهما، وما علامات الطغيان والكفر التى كان يمكن أن ترهقهما من ذلك الولد؟ وما تفاصيل سلوكيات الابن الجديد التى تندرج تحت قوله سبحانه {فَأَرَدنَا أَن يُبدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيرًا مِّنهُ زَكَوة وَأَقرَبَ رُحما}. ترى ماذا كانت أسماء هؤلاء الناس وكيف كانت حياتهم. ما مواصفات ذلك الرجل الصالح والد الغلامين اليتيمين فى المدينة والذى حفظ الله لهما، عن طريق الخضر، كنزهما المدفون تحت الجدار. ما علامات الصلاح التى خلدته فى القرآن الكريم وماذا كان اسمه أيضًا، وما السيناريو الذى حدث بعد أن بلغ الغلامان أشدهما واستخرجا الكنز من تحت الجدار، وما رد فعلهما عندما وجدا الكنز وكيف عرفا أن الكنز لهما رغم أن القرآن لم يحدد ذلك، كما أريد أن أعرف لماذا رفض أهل هذه القرية أن يضّيفوا موسى والخضر، رغم أن الكرم وحسن استقبال الغرباء كانا من سمات الناس فى تلك الأيام.
أما الأهم من ذلك كله أريد أن أعرف ما الحوادث الأخرى التى مر بها الخضر بعد أن افترق عن سيدنا موسى الذى لم يصبر، وما يؤكد أن هناك قصصًا أخرى قد حدثت هو قول رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- كلما قرأ تلك الآيات أو استمع إليها: يَرْحَمُ اللَّهُ أخى مُوسَى، لَوَدِدْنَا لو صَبَرَ حتَّى يُقَصَّ عَلَيْنَا مِن أمْرِهِمَا.
نعم فمن المؤكد أن الخضر استمر فى رحلته بعد أن فارق سيدنا موسى، ومن المؤكد أن فى بقية الرحلة حوادث أخرى قد حدثت وجعلت سيدنا محمد يتمنى لو صبر موسى حتى نسمع المزيد منها، لذا أتمنى وأتضرع داعيًا الله لكاتب هذه السطور ولحضراتكم جميعًا أن نكون ممن يحشرون مع سيد الخلق فى الفردوس الأعلى من الجنة، حتى نشاهد معه تلك الحوادث ونرى رد الفعل على وجهه الكريم، فتزداد المتعة أضعافًا مضاعفة، قولوا آمين.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: طلة سورة الكهف سیدنا موسى
إقرأ أيضاً:
أسرار مذهلة بعد تشريح بقايا حيوان منقرض منذ 130 ألف سنة.. ما الذى تم اكتشافه؟
نجت بقايا أنثى الماموث "إيانا" من قسوة الزمن، بعد أن أصبح جسدها بعد الموت مدفون في الجليد الدائم بساخا الروسية لآلاف السنين.
وقد كشف ذوبان الجليد – الناتج عن التغير المناخي – عن جثتها المحنطة بحالة مذهلة من الحفظ.
داخل أحد المختبرات في أقصى شرق روسيا، يعمل العلماء على تشريح جثة "إيانا"، التي عُثر عليها العام الماضي.
ويُعد هذا الاكتشاف فريداً من نوعه، نظراً لحالة الحفظ النادرة التي ظهرت بها: جلدها البني الرمادي لا يزال مكسوًا ببعض الشعر، وجذعها المجعد منحني باتجاه فمها، كما أن تجاويف عينيها وأطرافها تحتفظ بتشابه واضح مع الفيلة المعاصرة.
فرصة لدراسة ماضي الكوكبيصف أرتيمي غونتشاروف، رئيس مختبر الجينوميات في معهد الطب التجريبي بسانت بطرسبرغ، هذا الاكتشاف بأنه "فرصة لدراسة ماضي كوكبنا".
ويبلغ طول إيانا نحو مترين وارتفاعها عند الكتفين 1.2 متر، بينما يقدر وزنها بـ180 كيلوجراما، ويعتقد العلماء الروس أنها قد تكون إحدى أفضل عينات الماموث المحفوظة التي تم العثور عليها حتى اليوم.
اكتشاف استثنائي في متحف الماموثشهد متحف الماموث في ياكوتسك عملية التشريح في نهاية مارس، حيث ارتدى العلماء ملابس وقاية كاملة أثناء فحص الجزء الأمامي من الجثة واستمرت العملية لساعات طويلة، تم خلالها جمع عينات من الأنسجة والأعضاء المختلفة.
بحسب غونتشاروف، فقد حفظت العديد من الأعضاء والأنسجة بحالة ممتازة، من بينها المعدة، والأمعاء، والقولون ، و تعد هذه الأجزاء مهمة للغاية لأنها تحتفظ بكائنات دقيقة قديمة يمكن دراستها لفهم تطورها مقارنة بالكائنات الحالية.
خلال العملية، تم تقطيع الجلد بالمقص، وشق الجوف باستخدام مشرط، ثم جُمعت الأنسجة ووضعت في أوعية محكمة التحكيم لتحليلها لاحقا في المقابل، ظلت الأجزاء الخلفية من الجثة مغروسة في التربة السيبيرية، التي منحتها رائحة تشبه مزيجاً من اللحم المحفوظ والتربة المخمرة.
الاهتمام بالبكتيريا والأعضاء التناسليةيركّز العلماء أيضاً على فحص الأعضاء التناسلية لـ"إيانا" بهدف دراسة نوع البكتيريا الدقيقة التي عاشت في جسدها، وهو ما قد يوفر مؤشرات مهمة حول بيئتها وتكوينها الحيوي، كما يوضح أرتيوم نيدولويكو، مدير مختبر علم الجينوم القديم.
عمر مذهل وأصل غامضفي البداية، قدر العلماء عمر الجثة بـ50 ألف سنة، لكن بعد تحليل طبقة التربة التي عُثر عليها فيها، تبين أن "إيانا" عاشت قبل أكثر من 130 ألف عام، بحسب ماكسيم تشيبراسوف، مدير متحف الماموث في الجامعة الفيدرالية الشمالية الشرقية.
أما من الناحية البيولوجية، فيُعتقد أن "إيانا" كانت تبلغ أكثر من عام عند وفاتها، بناء على ظهور سن الحليب لديها، لكن السبب الحقيقي لنفوقها لا يزال مجهول.
ويُشير تشيبراسوف إلى أن "إيانا" عاشت في زمن لم يكن البشر قد وصلوا فيه بعد إلى سيبيريا، إذ لم يظهروا في هذه المنطقة إلا بعد نحو 28 إلى 32 ألف سنة.
ثلاجة طبيعية للكائنات المنقرضةيكمن سر هذا الحفظ الاستثنائي في التربة الصقيعية، التي تبقى متجمدة طوال العام وتعمل كثلاجة طبيعية تحفظ أجساد الحيوانات المنقرضة. لكن ظاهرة الاحترار المناخي بدأت تتسبب في ذوبان هذا الجليد، ما سمح باكتشاف جثة "إيانا".
ويحذر غونتشاروف من أن هذا الذوبان لا يكشف فقط عن مخلوقات من عصور ما قبل التاريخ، بل قد يطلق أيضاً كائنات دقيقة ضارة، بعضها قد يكون مسبباً للأمراض، مما يسلط الضوء على جانب آخر من المخاطر البيولوجية المرتبطة بتغير المناخ.