بوابة الوفد:
2024-11-22@07:26:45 GMT

الحب الممنوع فى الأدب العالمي

تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT

ثيمة الحب، هى نغمة ساحرة تتردد أصداؤها فى أروقة الأدب، وتتألق كزهرة ممنوعة تتفتح فى حدائق القصص العالمية. فى هذا السياق، نستعمل تعابير السفر اللغوى لنتنقل بين أعمال الأدب العربى والفارسى والإنجليزى، نركب سفينة الكلمات لنجتاز أمواج «قيس وليلى» (القرن السابع م) و«Leyli o Majnun»  للشاعر الفارسى نظامى الكنجوى (ت.

1188)، و«روميو وجولييت» لوليام شكسبير (ت. 1616)، ونكتشف التشابهات والاختلافات فى تصوير هذا الحب الجامح الذى يعتصر قلوب العشاق.

وقصص الحب الممنوع متشابهات: تكمن سحرية كل هذه الأعمال فى نبوغها فى تجسيد موضوع الحب الممنوع، حيث يقف العاشقان كبطلين يواجهان مقاومة غير مرئية، تمثلها المعارضة الاجتماعية والعائلية، وكأنهما يسيران فى متاهة حياة مليئة بالمأساة من البداية حتى النهاية المحتومة.

قوة الحب: المحبان يتحديان سلطة التقاليد والاعراف الاجتماعية ويواجهان الموت بكل جرأة، حاملين راية العشق الذى يحرق كل الجسور.

نهايات مأساوية: الحب يسطع كنجمة فى سماء الأدب، لكن مصير العاشقين يتشابك بخيوط مأساوية.. ينتحر روميو وتليه جولييت ويقع قيس فريسة للجنون وأبو ليلى يرغمها علىى الزواج برجل آخر، وكأن القدر يكتب سيرة مصارع العشاق بحبر من الدموع الدافقة.

الاختلافات فى السياق الثقافي: تدور «روميو وجولييت» فى مدينة فيرونا فى إيطاليا، معبرة عن قيم النهضة الغربية، بينما تنسج قصة مجنون ليلى بخيوط من التقاليد الإسلامية، مضفية جاذبية ثقافية فريدة.

تعبير الحب: هنا يُصوّر الحب فى «قيس وليلى» كروحين حلتا جسدا، كموسيقى تنساب بين أوتار القلوب. فى المقابل، ينطلق حب «روميو وجولييت» مثل وهج حريق عاطفى، يشتعل بشغف درامى وينطفئ بانتحار مأساوى.

الحب الفردى مقابل السلطة الجماعية: روح «الابوية» والقبلية موجودة فى مجتمع قيس وليلى وكذا فى مجتمع روميو وجولييت (مدينة «فيرونا» الايطالية فى القرن 14)، لكن فى حين تمنع أعراف قبيلة قيس وليلى زواجهما وتنتصر على حريتهما فى الوصال، ينغمس حب «روميو وجولييت» فى عمق فردانيته، متمحورًا حول شخصيتين تتلاقيان فى غمرة العاطفة وتحددان مصيرهما المشترك، لنتذكر أنّ روميو وجولييت تحديا تقاليد مجتمعهما وتزوجا سرًا فى حين أن قيس وليلى لم يتجرآ على اتخاذ أى مبادرة.  

عمق العواطف: فى مسرحية شكسبير، يصوّر الحب «كدخان يتكون من زفرات التنهيد» وكذلك «الحب ليس إلا جنونًا هادئا» وحيث تنشغل الشخصيات بأفكارها لتبتعد عن الحزن فإننا نجد فى المقابل أنّ الحب فى قصة «مجنون ليلى» يتجاوز حدود البشر، ليتحول إلى حب روحانى إلهى يتجلّى فى الأشعار الصوفية.

تظل قصص الحب هذه نقاطًا فارقة وروائع خالدة فى خريطة الأدب العالمي عابرة لمواقيت الزمان وتخوم المكان ويبقى الحب، حتى إن كان محظورًا، ألما عظيما نشقى به ومرضا عضالا لا نرغب فى أن نُشفى منه.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الحب الممنوع رومیو وجولییت

إقرأ أيضاً:

جواهر القاسمي: “أولاد الناس” يوثّق تاريخ مجتمع مصر وشخصياته العظيمة

 

شهدت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، جلسة مثرية ضمن سلسلة جلسات “صالون الشارقة الثقافي” الذي نظمه المكتب الثقافي بالمجلس، وقد حملت الجلسة عنوان “قراءة في تاريخ المماليك، من خلال رواية “أولاد الناس”، بحضور ومشاركة مؤلفته الأديبة المصرية د. ريم بسيوني، في حوار أدارته د. مريم الهاشمي صباح يوم الثلاثاء الموافق التاسع عشر من نوفمبر الجاري، في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، بحضور عدد من الأديبات والمهتمات بالشأن الثقافي والتاريخي والإبداعي ولفيف من سيدات المجتمع.

وأعربت سموها في بداية الجلسة عن سعادتها باستضافة الكاتبة د. ريم، قائلة: “إن د. ريم بسيوني شخصية ثقافية عربية نفتخر بها، ونتمنى أن يكون لها صيت أكبر مما تحظى به الآن، لما قدمته لنا من تصوير مفصل عن تاريخ حبيبتنا مصر. لطالما كنا نجول في مصر ومدنها القديمة بحب دون الانتباه إلى تاريخها ومدى عمقه، فيقال لنا هذا مسجد السلطان الحسن، وهذا أحمد بن طولون، وغيرهم، تلك أسماء مررنا عليها مرور الكرام في التاريخ لمجرد المعرفة، ولكن “أولاد الناس” صور لنا تفاصيل المجتمع المملوكي وكأننا نعيش ما بين سحر الماضي وعبق التاريخ الذي جعلنا نشعر وكأننا نجالس “أولاد الناس”.

وتابعت سموها قائلة: “مما لاشك فيه أن د. ريم استطاعت من خلال كتاباتها أن تسلط الضوء على المعنى الأعمق للفكر الصوفي، وهو جزء لا يمكن تجاهله عند بحثك في التاريخ الإسلامي، فوسعت مداركنا وبينت للقارئ كم هو فكر مليء بالرحمة وتقبل الآخر والتسامح، ويحتاج منا إعادة التفكر بمعانيه، وعدم إصدار الأحكام أو النفور منه ومن معتنقيه”.

وأضافت سموها: “ولأننا في عالم لا يسعنا فيه أن نرمش دون ظهور صيحة جديدة نواكبها أو تكنولوجيا حديثة نتعلمها، وجب علينا التشديد على أهمية عدم التفريط بالهوية العربية الإسلامية، وقيمها ومبادئها السامية، التي -عكس ما يزعم البعض- تصلح لكل زمان ومكان ما دامت الأرض في دوران. لذلك أوصي الشباب بالعودة إلى الكتب والتمعن في التاريخ والتعرف على شخصياته العظيمة التي بَنَت مجتمعاتها وساهمت في النهضة التي نشهدها اليوم. لذا أدعو أبنائنا للحفاظ على هذا الموروث وتمثيله بأفضل صورة”.

وضمت الجلسة الحوارية عدة محاور شاركت فيها الدكتورة ريم كيفية تولُّد شعلة الكتابة لهذه الثلاثية التي تجاوزت السبعمئة صفحة، وناقشت قدرة الأديب على تغيير المفاهيم التاريخية لجمهور المتلقين دون الإخلال بالتوازن بين الشخصية الأكاديمية والإبداعية. كما تطرقت لدور الشخصيات النسائية في أعمال الكاتبة عموماً ورواية أولاد الناس على وجه الخصوص.

وتحدثت الدكتورة عن مسؤوليتها المزدوجة كأكاديمية وكأديبة روائية، و ما يستدعيه ذلك من حرص على الأمانة العلمية، خاصة حين تبنى الرواية على أحداث حقيقية وشخصيات لها حضورها المؤثر في التاريخ.
على الرغم من أنها حاصلة على شهادتي الماجستير والدكتوراه في علم اللغة الاجتماعي من جامعة أكسفورد في بريطانيا، وعملها كأستاذة ورئيسة لقسم اللغويات في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، تحرص بسيوني على استخدام اللغة العربية في كتاباتها البحثية والأدبية، افتخاراً منها بانتمائها للثقافة العربية والإسلامية، مؤكدة على أن الكاتب مسؤول عن تعزيز هذه الثقافة والتعريف بها وبما تحتوي من ثراء فكري وكنوز علمية، الأمر الذي يجب أن نعلمه لأجيالنا الشابة المتأثرة بعالم التكنولوجيا وما تحمله من اتجاهات معرفية لا تتناسب مع هويتنا.

كما تطرقت للحديث عن روايتها “أولاد الناس – ثلاثية المماليك” الحاصلة على جائزة نجيب محفوظ للأدب من المجلس الأعلى للثقافة لأفضل رواية مصرية لعام 2019-2020 ، وأوضحت أن مصطلح “أولاد الناس” يعود إلى العصر المملوكي، حيث كان يطلق على أبناء المماليك الذين ولدوا على أرض مصر، فأبناء الأمراء المماليك لا يرثون صفة المملوك من آبائهم بل ولادتهم فوق التراب المصري تعفيهم من صفة المملوك وتحولهم إلى أحرار بنعت “أولاد الناس”. ويشاركهم الطبقة المرموقة في المجتمع القضاة والفقهاء وتليهم طبقة التجار، أما أهل مصر وسكانها فهم فقط من العامة، ولا يسري عليهم هذا اللفظ. كما أشارت إلى أن حياة المملوك كانت تتسم بالصعوبة حيث كان ملزماً بقوانين صارمة، فلم يكن يسمح له بالزواج إلا بإذن من السلطان ولا يورث أولاده للحد من الفساد، لذلك عرف أولاد الناس بعدم امتلاكهم للكثير من الأموال ولكن بمخزونهم الوفير من العلم والثقافة والفكر والوعي. وأكدت أن العمل يجمع بين الجانب الأكاديمي والروائي الإبداعي، ويسلط الضوء على حقب تاريخية مهمة، ويقدم تاريخاً جميلاً للقراء ويصحح الكثير من المفاهيم المغلوطة.


مقالات مشابهة

  • المنافسة قوية..إلهام شاهين وليلى علوي بأسعار فساتين خرافية في عرض فيلم سوري
  • جامعة الحدود الشمالية تستحدت برنامج الماجستير في الأدب والمحاسبة
  • مش هنخرج عن الأدب.. شوبير يوجه رسالة عن مبادئ الأهلي
  • الشيخة جواهر: «أولاد الناس» توثّق تاريخ مجتمع مصر
  • “بيغ باد وولف 2024” يعود إلى دبي بأكثر من مليوني كتاب
  • يسرا وليلى علوى ورانيا يوسف فى الاحتفال بالعيد الوطنى لسلطنة عمان.. صور
  • سلمى لاغرلوف أول امرأة حاصلة على نوبل .. لماذا اهتمت بالقدس؟
  • جواهر القاسمي: “أولاد الناس” يوثّق تاريخ مجتمع مصر وشخصياته العظيمة
  • ندوة في ثقافي أبو رمانة عن الأدب المقاوم بعد عملية طوفان الأقصى
  • «وكالة الشارقة الأدبية» توسع حضور الأدب العربي عالمياً