هل زرتَ الأقصر شتاءً؟ من لم يزر الأقصر فاته الخير الكثير، إنها المدينة التى لا توصف لعظمتها؛ رأيت تمثاليْ ممنون بالأقصر يتركان حقلهما ويتمشيان فى طريق الكباش، كان جسداهما الكبيران يبهران أهل طيبة وسائحيها لكن ابتسامتهما أضفت طمأنينة على الجميع، رحتُ أتساءل: لقد كان جسد الفراعنة فى حجم أجسادنا فلماذا نحتوا تماثيل أضعاف أضعاف أجسادهم (ارتفاع كل من تمثالىْ ممنون 18 مترا) هل لأنهم رأوا أنهم بأجسادهم النحيلة بنوا حضارة عظيمة فضاعفوا حجم أجسادهم على قدر عظمة مجدهم ربما، ألم يقل عروة بن الورد:
أُقَسِّمُ جسمى فى جسوم كثيرة، وأحسو قراح الماء والماء باردُ
ومن العجب أننى عندما كنتُ أدرِّسُ فى جامعة الإمارات العربية المتحدة، زرتُ القرية العالمية بدبى وفى الجناح المصرى كان تمثالا ممنون يربضان فى مدخل الجناح المصرى بحجمهما العملاق، لأعرف أنهما مُسْتورَدان شراءً من الصين التى نسختهما فى قطَعٍ بلاستيكية بألوانهما الطبيعية، تُركّب هذه القِطَع وتُفَكُّ أيضا ودفعنا بالدولار ما يوازى ملايين الجنيهات ثمنا لهذا المستنسخ وجاءت الطامة أننا اشترينا من الصين مستنسخا لمقبرة فرعونية واحتفلنا بافتتاحها؟ وكتبتُ آنذاك عن هاتين الواقعتين مستنكرا، فكيف نسمح لهم بتقليد واستنساخ آثارنا ثم نشتريها منهم؟! كيف نسمح لهم وأين القوانين الدولية التى تمنع هذا؟ وطالبتُ أن ننسخ نحن آثارنا ونبيعها للعالم وآمل أن تتحقق فكرتى قريبا.
مختتم الكلام
أقتاتُ أخْيـلةً راحـتْ تطـاردني/ ركضَ السرابِ، ويجرى العمرُ مُرتحلا
جاوزتُ نصف طريقٍ لستُ أعرفها/ وَرُبّ مُنْتَصَــفٍ قد جاء مُكْتملا
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: معابد الأقصر المدينة
إقرأ أيضاً: