شفق نيوز/ اعتبرت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية أن التشبيهات التاريخية المتباينة، بما في ذلك حرب العراق، والتي يقدمها المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون فيما يتعلق بحرب غزة الحالية، هي التي تجعل الطرفان يقدمان توقعات متباينة حول كيفية التعامل معها ونتائجها المحتملة.

وذكر التقرير الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، أنه بعد أيام على هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ضد إسرائيل، جاء الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى تل أبيب حاملاً تحذيراً مقاده "لا تكرروا أخطاء أمريكا"، في إشارة إلى هجمات 11 أيلول/ سبتمبر الإرهابية، وسلسلة الغزوات الأمريكية التي تلت ذلك والتي يقول البعض إنها كانت مغامرات عسكرية سيئة.

هزيمة إستراتيجية لإسرائيل

وتابع التقرير الأمريكي أنه حتى وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أعرب عن قلقه من أن إسرائيل قد تواجه "هزيمة إستراتيجية" في حربها ضد حماس، حيث قال "كما تعلمون، لقد تعلمت أمراً أو اثنين عن حرب المدن من مرحلة القتال في العراق وقيادتي للحملة في العراق لهزيمة داعش".

لكن التقرير لفت إلى أن إسرائيل لم تستجب لنصيحة حليفها الأقوى، متسائلاً عن سبب ذلك، قبل أن يضيف أن المسؤولين الإسرائيليين لديهم تشبيه آخر في بالهم.

وأوضح التقرير أنه رغم الأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان على مدى الجيل الماضي والتي كانت تلاحق صناع القرار الأمريكيين خلال الشهرين الأخيرين من الحرب بين إسرائيل وحماس، فإن قادة إسرائيل يتصورون نهاية مختلفة، حيث أنهم يقارنون الحرب ضد حماس بالحرب ضد ألمانيا النازية، ويقولون إن غزة ما بعد الحرب يجب أن تتبع مسار ألمانيا ما بعد الحرب.

حرب المقاربات والتشبيهات

وبعدما استعاد التقرير الكتاب الذي يحمل عنوان "مقارنات في الحرب" لمؤلفه الصيني الأصل يوين فونغ خونغ، والذي يصف فيها كيفية لجوء صناع السياسات إلى المقارنات لتبرير تصرفاتهم وتوجيه قراراتهم الصعبة، قال التقرير إنه فيما تخوض إسرائيل الحرب مع حركة حماس، فإن هناك أيضاً حالة حرب تتعلق بالمقارنات والتشبيهات، حيث أن فهمها يعتبر أمراً ضرورياً، لفهم كيفية خوض الحرب وكيف يمكن أن تنتهي.

وتابع التقرير أن الأمريكيين والإسرائيليين يستخدمون المقارنات المختلة من أجل تعزيز روايتهم ومواقفهم، موضحاً أنه من خلال التجارب التي خاضتها الولايات المتحدة، فإن المسؤولين الأمريكيين، بما في ذلك أعضاء في الكونغرس الذين خدموا في العراق وأفغانستان، قاموا بتشجيع الإسرائيليين على استخدام تكتيكات أقل عدوانية في خلال خوضهم حرب المدن في غزة، وهي واحدة من أكثر مناطق العالم كثافة سكانية.

وذكر التقرير أنه في الوقت الذي كانت فيه إسرائيل تخطط لبدء الحملة البرية في غزة، فإنها قامت بإرسال الجنرال الأمريكي جيمس جلين إلى إسرائيل ليؤدي دور المستشار، بالاستناد إلى تجربته في العراق.

وأضاف التقرير أنه من بين المفارقات الغريبة، أن صناع القرار السياسي الأمريكي ينظرون بشكل واسع إلى حربيّ العراق وأفغانستان باعتبار إنهما فاشلتان إستراتيجياً، إلا أنهم مع ذلك يحثون الإسرائيليين على انتهاج تكتيكات مشابهة.

ضغوط شعبية ودولية

وأشار التقرير إلى أنه في ظل ضغوط شعبية ودولية متزايدة، فإن بايدن انتقد إسرائيل لقيامها بشن "قصف عشوائي" على غزة، والذي يستحضر مشاهد الحرب العالمية الثانية، مضيفاً أن المسؤولين الأمريكيين يقارنون تكتيكات إسرائيل بالحرب العالمية الثانية، فيما يحذرون في الوقت نفسه من أنها تواجه هزيمة إستراتيجية مشابهة للحربين في العراق وأفغانستان.

إلا أن التقرير اعتبر أن الإسرائيليين توصلوا إلى نتيجة معاكسة، حيث أنهم في إطار دفاعهم عن موقفهم، فإنهم يستشهدون بالعمليات العسكرية الأمريكية والغربية في المناطق المدنية منذ الحرب العالمية الثانية وصولاً إلى الوقت الحاضر، ويشبهون تكتيكات الجيش الإسرائيلي في غزة بالتكتيكات الأمريكية في العراق وسوريا، ويؤكدون أن نسبة القتلى من المدنيين والمسلحين قابلة للمقارنة مع إحصاءات العراق وسوريا.

وبالإضافة إلى ذلك، قال التقرير إن قادة إسرائيل يذكرون الأمريكيين بأن قوات الحلفاء قصفت المدن الألمانية واليابانية بشكل عشوائي بهدف تحقيق النصر في الحرب العالمية الثانية.

التحدي الحقيقي

وخلص التقرير إلى القول إن التحدي الحقيقي الذي يواجه الولايات المتحدة وإسرائيل يتلخص في مدى قوة المقارنات التي تؤثر على صناع القرار السياسي وعموم الناس، حيث يستخدم الأمريكيون حربي العراق وأفغانستان لمحاولة الضغط على إسرائيل لحملها على تغيير تكتيكاتها وإعادة النظر في استراتيجيتها، بينما يستخدم الإسرائيليون الحرب العالمية الثانية لتبرير الحرب والدفاع عن قراراتهم.

وأوضح التقرير أنه عبر اختيارهم للقياسات والتشبيهات، فأنهم يظهرون أيضاً شعورهم بالتفاؤل أم التشاؤم فيما يتعلق بنتيجة الحرب، مضيفاً أنه في حال واصل المسؤولون الأمريكيون النظر إلى الحرب من خلال تشبيهها بالعراق وأفغانستان، فإنه المرجح أن يكونوا مؤيدين إلى وقف إطلاق النار أو اتخاذ إجراءات أخرى لمحاولة تغيير السلوك الإسرائيلي.

وفي المقابل، قال التقرير إنه في حال ظل المسؤولون الإسرائيليون ملتزمين بنموذج الحرب العالمية الثانية، فإنه من المرجح أن تستمر الحرب بنفس المستوى الذي تجري فيه حتى الآن.

ترجمة: وكالة شفق نيوز

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي العراق افغانستان حرب غزة دروس العراق الحرب العالمیة الثانیة العراق وأفغانستان التقریر أنه التقریر أن فی العراق

إقرأ أيضاً:

رمضـان.. دروس وعبر في حياة المسلم

لم يتبقَّ على رحيل شهر رمضان المبارك سوى أيام قلائل، هو إذن وقت قصير وتنقضي ساعات هذا الشهر الذي سُعدت به النفوس وانشرحت بقدومه حياتنا. شهر مبارك فرض الله فيه الصيام، ويُحييه الناس بالقيام وقراءة القرآن، عَبَر سريعًا كباقي أيام أعمارنا في الحياة الدنيا.

يقول الله تعالى في محكم آياته البينات: «يا أيها الذين آمنوا كُتِبَ عليكم الصِّيام كما كُتِبَ على الذين من قبلكم لعلكم تتقون، أيامًا معدودات فمن كان منكم مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أُخر» صدق الله العظيم.

إذن رمضان هو ساعات محددة من أيام معدودة، وقد سهَّل الله على المسلمين صيامهم كلا حسب ظروفه، وهذا التسهيل جزء من رحمة الله بالعباد، والصوم يحمل المسلم على راحتيه ويقرّبه من الله تعالى بالطاعات والقربات، ويسوقه نحو غايات الفلاح والنجاح، ثم تطوي به إلى مراحل النهايات ليأتي من بعده عيد الفطر السعيد ليشعر المسلم بعظمة ومكانة هذا الدين الحنيف بما فيه من إثراء للروح الإنسانية والمكافأة الربانية، فتجلى الله عز وجل في علاه.

من الحقائق المهمة التي يجب أن يعيها الإنسان طالما بقي حيًا يُرزق على ظهر الأرض، أنه كلما انقضت ساعة من عمره دنا أجله، وقرب موعد سفره، وكلما ذهب إلى مرحلة عمرية أخرى من مراحل حياته التي بدأها طفلًا ثم شابًا يافعًا ثم كهلًا، أصبح هناك ضيق في الوقت وفناء مرتقب، لذا عليه أن يتنبه كثيرًا إلى نفسه وأن يعود إلى الله مطيعًا راضيًا بما أوجبه عليه من فرائض وواجبات محددة.

لو فتّشنا في مجالسنا عن الوجوه الغائبة هذا العام عن مشهد رمضان لوجدنا أعدادًا منهم قد توارت ما بين «مرض وضعف وموت»، وجوه لم نرها منذ فترة طويلة، بعضها سكنت أرواحهم في مساكن الموتى.

ومَن يعلم فربما لن تكتب أسماؤنا مع الذين سيكملون مشوار الحياة في رمضان القادم، وقد يمتد بنا العمر لنعيش لمرحلة أخرى جديدة وتجربة مفيدة في هذا الشهر المبارك، هكذا هي دورة الحياة «ذهاب بلا عودة، وأمل يتجدد باللقيا».

رمضان شهر يجمع الناس على المحبة والمودة، وعلينا أن نتذكر مَن كان معنا في رمضان الماضي وقبله، كيف تباعدت بيننا الخطوات وغابت عن وجوهنا البسمات، هو أمر الله لا غالب لأمره شيء.

ولو فتحت سجلات التاريخ وما فيه من أحداث وفتوحات عظيمة لوجدنا أن لرمضان ريادة وشواهد لا تنسى، ومهما تحدثنا طويلًا عن البطولات والمعارك التي خاضها المسلمون في صدر الإسلام، لوجدنا أن رمضان حدثت فيه الكثير من الإنجازات.

التاريخ لا ينسى تدوين الأحداث العظام التي حدثت في شهر رمضان الفضيل ومنها «نزول الوحي على رسولنا الكريم، وأيضًا غزوة بدر الكبرى وصدّ عدوان المشركين (الأحزاب) وغزوة الخندق وفتح مكة وغزوة تبوك»، وغيرها من الأحداث التاريخية العظيمة.

إننا لنجد أنفسنا أمام كمّ كبير من المحفزات نحو طريق الحياة والسعي إلى مرضاة الله تعالى والتقرّب إليه في شهر رمضان الفضيل، وأيضًا هناك الكثير من العبر من الصوم والقيام لا تعد ولا تحصى، فرمضان شهر القرآن والتوبة والغفران، شهر اختصه الله تعالى بنفسه، وأمرنا بأن نعمل جاهدين إلى كسب الثواب والتقرّب إليه بالطاعات، وأمرنا بأن نعمل فيه قدر ما نستطيع، ففي رمضان خير عظيم سواء للذات البشرية أو المجتمع الإنساني.

في وداع هذا الشهر الفضيل، علينا أن نستذكر كيف استقبل الناس شهرهم المعظم، فما أجمله من شهر أوشكت أيامه على الرحيل سريعًا! وما أحوجنا إلى التأمل والتريث وقراءة الأحداث وما شهدناه من مشاعر متضاربة ما بين الأمس واليوم، وفي كل عام يجب أن يسأل كلٌ منا نفسه: هل أدى ما عليه من واجبات تجاه ربه؟ وهل رمضان سوف يكون سلوكًا ممتدًا أم فترة زمنية ويقضي كل شيء؟

إن الإنسان بحاجة ماسة إلى مراجعة نفسه خاصة عندما يلتفت يمينًا وشمالًا في بيته أو في مجال عمله أو في المسجد الذي يصلي فيه، هناك أرواح غائبة بيننا ليس لدينا أي قدرة على وصلها الآن سوى بالدعاء لها بالمغفرة، فكم من شخصيات أثرت في حياتنا ورحلت كغيرها لكنها باقية في أرواحنا وهي تحتاج إلى الدعاء والتصدّق عنها والترحم عليها، فاللهم ارحم جميع موتانا وموتى المسلمين واعفُ عنهم واغفر لهم وأدخلهم جنات النعيم.

من الحقائق التي وردت على لسان العقلاء والنبلاء والسلف الصالح نستجذب شيئًا مهمًا مما قيل وهو «أن الإنسان سواء عد نفسه من العابرين لسبيل الحياة أم من المخلدين المقيمين.. فهو في النهاية سيرحل! وفي سائر الحالات سيعبر مجرى الأيام! فمتى الخلود.. كالظل الزائل.. وهذا ما أكده الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز في سورة الأنبياء «وما جعلنا لبشر من قبلك الخُلد أَفَإِن مت فهم الخالدون» صدق الله العظيم.

إذن رمضان يودعنا بكل ما فيه من نفحات إيمانية، ومشاعر إنسانية، هناك أمل يوقد شعلة اللقاء مجددًا به ونحن لا نزال نحلم بتقديم الأعمال الطيبة، رغبة منا ورهبة من حساب سيأتي لاحقًا، لذا نسأل الله تعالى أن يتقبل من جميع المسلمين أعمالهم وأن يعيد هذا الشهر بالخير عليهم وأن يجعل أيام عيد الفطر السعيد أيام خير وبركة وفرحة وحبور.

مقالات مشابهة

  • بينها الديربي.. أربع مواجهات مثيرة اليوم في دوري نجوم العراق
  • دروس وعِبر
  • "كايروس فلسطين" تُصدر بيانًا بشأن الوثيقة المشتركة لمؤتمر الأساقفة الكاثوليك الأمريكيين
  • اتحاد الصناعات: قفزة تاريخية للذهب في مصر بسبب قرارات ترامب
  • تزايد التشاؤم بين الأمريكيين.. توقعات بتباطؤ النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة
  • مسؤول أردني: إنجاز المرحلة الثانية من الربط الكهربائي مع العراق نهاية تموز
  • رمضـان.. دروس وعبر في حياة المسلم
  • منتخب العراق للسيدات في المجموعة الثانية بالتصفيات الآسيوية
  • بينها العراق.. كوريا الجنوبية تطبق فحصاً صحياً صارماً للقادمين من 18 دولة
  • مستشار السوداني: إيرادات العراق مستقرة رغم التحديات العالمية