النجاح يتطلب مقومات كثيرة فى مقدمتها، أن تكون طموحًا، قارئًا، متطلعًا، معافرًا ومثابرًا غير ملتفت لمن هو خلفك.
وهذه المقومات لا بد أن تنفذها بمنتهى الدقة كالأعمال الهندسية غير القابلة للخطأ وهذا ما يجوز أن نطلق عليه مجازًا هندسة النجاح.. يروق لى الاطلاع - سواء قارئًا أو مستمعًا أو مشاهدًا - على قصص نجاح من تعلموا ونجحوا، من ثابروا ووصلوا.
سافر تجد عوضًا عمن تفارقه
وانصب فإن لذيذ العيش فى النصب
والنصب هنا معناه التعب الشديد ولو قرأت السيرة الذاتية لـ«هشام عز العرب» الرئيس غير التنفيذى للبنك التجارى الدولى CIB تتعلم منها، كيف تفكر وتخطط وتحلم.. كيف تنفذ الفكرة.. كيف تدير وتقود مجموعات عمل.. كيف تصبح مختلفًا عن أقرانك.. يمتلك هشام عزالعرب سيرة ذاتية «مرعبة».. مناصب مرموقة للغاية فى كبرى بنوك العالم قبل التحاقه بالتجارى الدولى، فكان يعمل مثلاً - فى بنك JPmorgan chase وهو من أفخم البنوك الأمريكية متعدد الجنسيات وتمتلكه ثالث أكبر شركة مساهمة فى العالم وتتخطى أصوله رقم الـ«4» تريليونات دولار، كما عمل فى بنك ديتشه.. ذلك العملاق الألمانى الذى تتخطى أرباحه السنوية رقم الـ«400» مليون يورو ويمتلك مركز دبى العالمى 2.2٪ من رأسماله، ويعتبر «CIB» الفرع الأكبر لـ«ديتشه» بلندن التى يعشقها «عزالعرب» ويزورها أكثر ما يزور رأس البر بدمياط.
وحصد «عزالعرب» العديد من الجوائز بجانب تقلده الكثير من المناصب ولا يتسع المجال هنا لذكرها ولكن يكفى أن نشيد بأنه كان أول رئيس لاتحاد بنوك مصر خارج البنوك الحكومية، وكان تقلده هذا المنصب الرفيع باختيار الجمعية العمومية ودون تدخل من محافظ البنك المركزى، وأعتقد أن محافظ المركزى فى هذا التوقيت كان هشام رامز، وأطلق الوسط المصرفى على «عزالعرب» مؤخرًا قائد عمليات التحول الرقمى بالبنوك.
لا أعرف «عزالعرب» ولم ألتق به سوى مرة يتيمة منذ سنوات عندما كنت مسافرًا خارج البلاد وشاهدته بمطار القاهرة أنيقًا مرتديًا بالطو أسود اللون، وذهبت إليه وعرفته بنفسى، وصافحنى الرجل بكل تواضع وانصرف كل منا إلى مذهبه وذهابه، ولكن بإستقراء سيرته الذاتية ونجاحاته نستطيع أن نستنتج أن قائد التجارى الدولى بالتأكيد يمتلك عقلية منظمة مدفوعة بجينات التركيز والقراءة والاطلاع لاكتساب مزيد من الخبرات.
يمتلك «عزالعرب» أيضاً القدرة على إدارة مجموعات عمل، وتوزيع الأدوار والمهام عليهم مع منحهم صلاحيات واسعة خاصة الرؤساء التنفيذيين ورؤساء القطاعات.. يترك لهم مساحات كبيرة لاتخاذ القرارات ولكن شرط أن يكون «الحساب» فى النهاية لمعرفة إذا كانت الخطط والتدابير التى تم الاتفاق عليها وأخذها صحيحة وحققت المستهدفات التى تم وضعها أم أن فيها بعض أوجه القصور والخطأ؟!
يمنح «عزالعرب» من يعملون معه ثقة كبيرة، ويستمع لهم ويحاورهم حوارًا شفافًا جادًا طالما أن الهدف هو الصالح العام.. لا يؤمن قائد التجارى الدولى بمركزية الإدارة واتخاذ القرارات المنفردة دون التشاور مع أصحاب الخبرات والكفاءات، وأعتقد أن هذه الإدارة الحكيمة كانت سببًا مباشرًا فى النجاحات العريضة التى حققها البنك.. الإدارة الحكيمة هندست كل مقومات النجاح لديها، واستطاع «عزالعرب» أن يحول بنك صغير لأهم بنك بالقطاع الخاص حيث أصبح البنك التجارى الدولى «CIB» هو البنك الوحيد المقيد فى بورصات لندن ونيويورك بجانب أنه أصبح واحدًا من أكبر البنوك التى تحقق أعلى معدلات تداول حر «Free Float» فى البورصة المصرية، وتخطت أرباح البنك خلال النصف الأول من عام 2023 رقم الـ14 مليار جنيه بعد أن كانت لا تتجاوز خلال نفس الفترة المماثلة من عام 2022 نحو 7.7 مليار جنيه، وسجلت أصول البنك أكثر من 118 مليار جنيه ليحافظ البنك على صدارة قائمة البنوك التجارية الأكثر ربحية.. فى الفترة من عام 2020 - 2022 تم إقصاء «هشام عزالعرب» بفعل فاعل من التجارى الدولى، وأنصفته عدالة السماء ليعود مرة أخرى من مكان قصى ليتبوأ موقع الصدارة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صلاح السعدنى خلفك التجارى الدولى
إقرأ أيضاً:
البنك المركزي ينفي تهريب الأموال للخارج ويؤكد أنها تتبع البنوك المرخصة في اليمن
نفى البنك المركزي اليمني بالعاصمة المؤقتة عدن، اليوم الأربعاء، الأنباء التي تحدثت عن تهريبه للأموال بالعملة الصعبة إلى الخارج، مؤكدا أنها أموال تابعة للبنوك المرخصة في اليمن لتغطية استيراد المواد الغذائية والدوائية.
وقال البنك المركزي اليمني في بيان له، إن المبالغ المرحلة عبر المنافذ الرسمية بترخيص من البنك تخص البنوك المرخصة والعاملة في الجمهورية اليمنية والتي لها حسابات مفتوحة في البنوك المراسلة اليها في بلدان استقبال هذه المبالغ، مشيرا إلى أن هذه المبالغ تستخدم لتغطية حاجات عملائها لتمويل استيراد المواد الغذائية والدوائية والخدمات الأخرى التي يحتاجها البلد.
وأستهجن مصدر مسؤول في البنك ما نشر في بعض مواقع التواصل تحت عنوان "بلاغ إلى النائب العام حول قيام البنك المركزي بتهريب الأموال بشوالات عبر المنافذ الرسمية وتحت توقيع المحافظ"، لافتا إلى أن ما ورد يكشف الجهل الفاضح لكاتب المنشور بالنظم المالية والمصرفية وحركة نقل الأموال بين البلدان وما تخضع له من إجراءات بموجب قوانين مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب من الدول المرحلة لتلك الأموال والدول المستقبلة لها وهي دول صارمة في تطبيق هذه المعايير.
وأكد أن الدول التي ترحل لها البنوك اليمنية بغرض تغذية حساباتها في البنوك المراسلة تمتاز بصرامتها وعدم تهاونها مع أي أنشطه غير قانونية.
وأضاف: "إن تعمد استغفال الرأي العام عبر عرض مضلل للوقائع ومحاولة توصيف عملية الترحيل القانوني عبر المنافذ الرسمية للدولة أنها تهريب وما ينطوي عليه هذا الافتراء الزائف من إدانة لجميع أجهزة الدولة التي تدير وتتحكم بتلك المنافذ واهمها مطار عدن الدولي. إن هذا الاستغفال لا يمكن فهمه في الظروف الحالية للبلد إلا ضمن عملية تخريب تستوجب المساءلة والمحاسبة".
وأوضح البيان، أنه لا يصدر ترخيص البنك المركزي بترحيل اي شحنة حتى تخضع لجميع إجراءات التحقق، وتطبيق كل معايير الالتزام عبر وحدة جمع المعلومات وقطاع الرقابة على البنوك، لافتاً إلى أن البنك المركزي منذ تأسيسه يصدر تراخيص للبنوك بترحيل فوائضها من العملات وفقاً للإجراءات المتبعة وكانت المبالغ المرحلة قبل الحرب تفوق 11 مليار ريال سعودي من مختلف العملات.