الجبل الأخضر- العُمانية

كشفت وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه أن كمية زيت زيتون الجبل الأخضر المنتجة خلال الموسم الزراعي لعام 2022 بلغت أكثر من 10 آلاف لتر، والتي تقدّر قيمتها السوقية بحوالي 200 ألف ريال عماني.

وقال الدكتور عبد العزيز بن منصور الشنفري مدير عام المديرية العامة للثروة الزراعية وموارد المياه بمحافظة الداخلية، إن المساحة المزروعة بأشجار الزيتون بالجبل الأخضر حتى نهاية عام 2022، بلغت ما يقارب 100 فدان بعدد يفوق 20 ألف شجرة زيتون، مضيفًا أن من أهم أصناف أشجار الزيتون التي يتم زراعتها في الجبل الأخضر (جلط أبو شوكة، والدان، وكوروناكي، وكوراتينا، وخضري، وملاقي، وشملاي، واربيكوينا) وموطنها الأصلي إسبانيا ومصر وتونس وسوريا.

وبين أنه توجد العديد من الطرق التي تستخدم في عصر ثمار الزيتون لاستخراج الزيت من أهمها العصر بالضغط (وهي الطريقة التقليدية)، ويتم هذا النوع من العصر في درجات حرارة منخفضة جدًا، وتعد هذه الطريقة مناسبة للحفاظ على نكهة الزيت وفوائده الغذائية، كما يمكن استخلاص الزيت بالطرد المركزي، ويتميز بالكفاءة العالية والسرعة في الإنجاز، وكذلك باستخدام المذيبات العضوية والطرق الكهربائية، وكل طريقة لها ميزات، وتعتمد الطريقة المستخدمة على الاحتياجات المحلية، وتفضيلات المنتجين، والجودة المطلوبة، مشيرًا إلى أن ارتفاع سعر لتر زيت زيتون الجبل الأخضر يعود إلى عدة أسباب أهمها ثقة المستهلكين في نقاوة وعضوية المنتج وأصالته كزيت طبيعي، متوقعًا أن يرتفع الإنتاج خلال المواسم القادمة، وبالتالي سيؤدي ذلك إلى ارتفاع عوائد المزارعين.

وأضاف أن هناك عددًا من الصناعات التحويلية يتم إنتاجها من زيت الزيتون في الجبل الأخضر ومنها الصابون ومنتجات العناية بالجسم والبشرة، وهناك توجهًا في إنتاج الفحم والأسمدة العضوية وبعض المنتجات المنزلية من مخلفات وأشجار الزيتون، آملًا أن ترفد هذه الصناعات السوق المحلي في السنوات المقبلة.

وأكد مدير عام المديرية العامة للثروة الزراعية وموارد المياه بمحافظة الداخلية، أن الوزارة تقدم عددًا من الخدمات التنموية والإرشادية في ولاية الجبل الأخضر بهدف تعزيز وترسيخ زراعة وصناعة الزيتون، كما تشجع المواطنين على زراعة ونشر أصناف الزيتون ذات الجودة العالية والمردود الاقتصادي الأفضل، والسعي إلى الاهتمام بالمبادرات الفردية من أبناء ولاية الجبل الأخضر ومؤسسات القطاع الخاص في مجال زراعة هذه النوع من الأشجار.

وأشار إلى أن هناك رؤية مستقبلية لوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه تتمثل في زيادة عدد أشجار الزيتون، وتخصيص وعرض أراضي الانتفاع لزراعة أشجار الزيتون بولاية الجبل الأخضر.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

قصة قصيرة: [الكرّٓبة]

بقلم / عمر الحويج

أفراح هذه القرية تبدأ عادة لحظات وداع الشمس، ولكن في ذلك اليوم خالف أهل تلك القرية هذه العادة، وهو حدثٌ سيظلّ يذكره الناس ما عاشوا.. تعوّدَت بت دقلولة أن تصحو مع الصيحة الأولى للدّيكة ولكن في ذلك اليوم، وهي في نومها سمعت خبطات على الدَّلُّوكَة، رفعت رأسها إلا أنها عادت مرة أخرى إلى النوم، ولكنها هذه المرة أدخلت معها ذكريات عرسها، ابتسمت خجلة، وهي تذكر أنها رقصت أمام الناس عاريةً إلا من الرَّحَط ذي السّيور المتفرّقة، وحتى نهديها لم يسترهما ساتر، لو شاهدها آخر في هذه اللحظة لوجدها وقد شبكت يديها حول صدرها، والجزء الآخر من منطقة الخجل فيها، وكأنها في هذا العمر تخاف من عيون الناس. الشيء الذي لم تفهمه، فأصبح دهشتها الدائمة، نساء هذه الأيام لم يفعلن مثل ما فعلنه في زمانها، بالرغم من ذلك سمعَت أن الرجال في “البَنْدَر” يضربون المرأة التي تعرِّي جزءاً من ساقيها!!. هذه المرة قفزت مذعورةً وكأن الصوت قد أتى إليها من تحت العَنْقَريب، أعقبته دقّات الشَّتَم، فتمتمت بصوتٍ عالٍ، بسم الله الرحمن الرحيم، يا حامد ابْ عصاةً سيف، وتذكرت، قبل أيام قال لها محمود ود بابكر أن طاحونة العمدة، قامت بَرَاها تكَرْكِب نُصّ الليل، يا حمد الرباع ولادك السُّراع، وهي لا يغباها أن ذلك الليل هو الذي يبيت فيه الأسطى ود عجيب مع أهله في الشرق، لكي يجهز لهم حاجيات السبوع من (سوق التلاتة)، قطع عليها تخيلاتها عثمان ود الحداد، وقد وقف فوق رأسها حاملاً بين يديه (السقو). في لحظة مرت بخاطرها كل فتيات القرية، توقفت عند كل واحدة منهن ولكنها أبداً لم تجد إحداهن قد حددوا لها زواجها في هذا اليوم. نظرت إلى ود الحداد مرة أخرى، تأكدت أنه (السقو)، نظرت إليه مندهشةً، مستفسرةً فهي تعرف أن ود الحداد “جلدوا حلو ما يملأ السقو مويه أكان كسروا رقبته”، ولكن لخيبتها تركها ود الحداد لحيرتها ودهشتها وهرول خارجاً وهو يقهقه بصوت عال حين تأكد له أنها قد استيقظت تماماً، نهضت من رقدتها، وبعجلة غير معهودة فيها كَرَبَتْ قُرْقَابها، فهي منذ زواجها وهي تعمل بنصيحة أمها، أن لا تَكْرُب بطنها عند النوم، فالزوج لا يحب أن يبحث عن موضعه كثيراً. في لحظات كانت خارج الحوش، تذكرت أنها تركت ود عاشّة المرحومة نائماً، فانقبض قلبها، فهي أبداً لم يحدث منذ أن ماتت أمه يوم ولادته أن تركته خلف بالها، عادت إليه مرة أخرى ولكنه كان نائماً، وصوت دقّات الدَّلُّوكَة في الخارج يزداد، والسؤال، في شنو يا ربي؟؟، يمنع لحظة اختراق الصوت إلى أذنيها، لن توقظه، هكذا قررت لتذهب وتقف أمام الباب، فيكفي هذا لتعرف ماذا هناك، حملت معها (البَنْبَر) فالمسافة ليست بعيدة يمكنها أن ترى وهي في مجلسها قرب الباب، تعلقت نظراتها حيث (شجرة الدَّلُّوكَة)، أهل القرية كلهم يعبرون من عندها مهرولين إلى هناك، ازدادت دهشتها، هؤلاء الناس حتماً كانوا يعرفون، شجرة الدَّلُّوكَة مكتظة بالناس، برغم قصر نظرها وضعفه، فهي تستطيع أن ترى حتى الغبار المتطاير من جراء (العَرْضَة) التي يمارسها الصبيان، يمكنها من مجلسها أن تخمن الراقصة، فهذا هو ابَّشَر ود علوية لا يفارق الدائرة، حتى طاقيته المنسجة الحمراء لا يقرّ لها قرار، حتماً التي ترقص هي الشول بت أحمد، حقاً إنها جميلة، لا يطالها غير ابَّشَر زينة شباب القرية، من حنجرتها كادت تنزلق زغروده، ولكن احتبستها ذكرى، المسكين هي “رايداهو”، لكن ما في طريقة مع أبوها العمدة، القال داير يعرسها لي الوليد المفيعيص بتاع البندر الجابوه حكيم في الشفخانة، قال شنو؟، عشان عالجه من مرض الـ… ، أهه… هو عاد والله غاشِّيْهُ ساكت، المرض ده من وِعينا وفتَّحْنا، سمعنا قالو ده ما مرض حُكَمَا، أخير ليه كان اتيقن، وعرّس البت وشاف جديدها، قبل ما يفوت الفوات، آها كمان جاء الصعيليك ود الرجف الله “ماكل” الناس خشم ساكت، ليلو يجُوْغِر في المريسة، والأم بي هناك تسقي في الناس العَرَقِي، نوع ده يسو ليهو شنو؟، ما في بت تقوم ترقص أكان سمحة كان شينة، هو طالع فوق أكاتفين الصبيان، بس شوفوني، أهه عاد، الفيهُ حُرْقُصْ بَرَاهو بِرْقُص. صراخ حفيدها يجعلها تتوقف عن المتابعة، والناس ما زالت تتقاطر حيث شجرة الدَّلُّوكَة، تلملم ثوبها وتهرول إليه، تراه يبحث في الظلام عنها، يشتد صراخه، حين يجدها غير موجودة بالقرب منه. يصمت فجأة حين تمسك به وتحمله، يدعك عينيه حين تصطدمان بالضوء خارج الغرفة تجلس به على البنبر، يحس بما يجري حوله، يمسك بها من طرف ثوبها، يريدها أن تذهب به، ولكنها متأكدة من أنه لم يكمل نومه، وهذا ما يقلقها، يُمَّة في شنو؟، تمتم بها في غضب حين أحسّ أنها تجاهلت رغبته. تعال اطلع ارقد فوق “سَدْرِي” أكلمك بالفي، يستجيب لرغتبها في سرعة أدهشتها، وهي التي تعرف مدى عناده وتلفَّتت بحثاً عما تقوله، فهي نفسها لا تعرف ماذا حدث، ولكن يجب أن يكمل نومه، ضمَّته إلى صدرها في حنان وبدأت تهتز به إلى الأمام تارة وإلى الخلف أخرى، وهو لا يزال مستكيناً لها، مبحلقاً بعينيه إلى فمها، منتظراً منها أن تتكلم، نظرت إلى شجرة الدَّلُّوكَة التي لم تعد تسع كل الموجودين، وفي رأسها صورة عثمان ود الحداد وهو يحمل (السقو ) لأول مرة، وهي ما زالت مندهشة، والطفل يبحلق فيها بعينيه الناعستين، تنظر إليه وتبتسم: قالوا كان في بلد زي بلدنا دي، كَرَبَة كبيرة ليها كرعين ما بنعدّن وخشماً واسع ما بتوصف، مليان سنون. الكربة دي قعدت تعضِّي في الناس، بالزمن الما شوية والتَّعَضِّيهو الكَرَبَة تقعد تشرب من دمه.. تشرب من دمه، لا من يقع ناشف، وقدر ما حاول أهل البلد دى يقتلوا الكَرَبَة ما قدروا عليها، وهي تعضِّي في الناس، والناس تموت من العض، لغاية ما جاء واحد، قالوا عليه ساحر، قال ليهم الكَرَبة دي ما بتموت إلا نامن تسمع نهيق حمار الوحش… ما صدقوه في الأول.. ضحكوا، لكن وكت العض كتر، والموت ملا البلد، مرق صبيان القرية وقِدَّامُن الساحر وبقوا يفتشوا لي حمار الوحش وبعد تعب وعطش وموت لِقُوه…ولمن دخل البلد ونهق أكان الكَرَبَة وقعت ميتة، واتلمّ اليوم داك الناس في شجرة.. ذي شجرتنا دي، وقعدوا يرقصوا ويغنوا ويعرضوا.. و.. ونظرت إلى الطفل، فإذا به قد أغمض عينيه ونام، حملته بهدوء ودخلت به إلى الغرفة لتضعه على عنقريبه وأصوات الدَّلُّوكَة ترتفع اكثر… ودقات الشَّتَم تعلو… وهي حتى الآن لم تعرف ماذا حدث، لكن وكت الولد صحى مرة ونام تاني، ما أظن يصحى بعد ده.. اللَّمْشِي أشوف الناس ديل مالُن… وتضع من فوقه ثوبها القديم، حتى تطمئن أكثر، ثم بعدها تهرول إلى الخارج، ولا يزال السؤال في شنو يا ربي؟؟… يمنع لحظة، اختراق صوت دقات الدَّلُّوكَة إلى أذنيها.

omeralhiwaig441@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • “NHC” تعلن تحقيق مبيعات إسكانية بـ 1.9 مليار ريال
  • مركز بحوث الصحراء يستقبل وفد جامعة ستراثكلايد لبحث سبل التعاون في مجالات الهيدروجين الأخضر وتحلية المياه
  • 1.9 مليار ريال مبيعات إسكانية في “وجهة السدن” بجدة
  • “NHC” تعلن تحقيق مبيعات إسكانية تجاوزت 1.9 مليار ريال في جدة للعام 2024
  • البنك المركزي: لا توجد أي مشكلة مالية تهدد رواتب الموظفين ولدينا إمكانيات وموارد كبيرة
  • كندا وبنما وغرينلاند.. ما قد لا تعلمه عن أهمية وموارد 3 مناطق يرغب ترامب بضمها لأمريكا
  • بعدما اختطف 6 سوريين في ميس الجبل.. العدو يطلق سراح 3 منهم فأوقفتهم المخابرات
  • إعلان مهم من أكبر فصيلين عسكريين في السويداء
  • لقاء سيدة الجبل حذر من العودة إلى العنف: لانتخاب رئيس للجمهورية
  • قصة قصيرة: [الكرّٓبة]