افتتح الندوة الكاتب الصحفى مصطفى عمار، مُرحباً بضيوف صالون «الوطن»، وقال: الصالون الثقافى هو استكمال للتطوير الذى تشهده المؤسسة على مختلف المستويات، ويُسعدنا أكثر أن يكون أول ضيف للصالون الثقافي الدكتور محمد الباز، وأشكر الدكتور محمود مسلم على اختياره وترشيحه الدكتور «الباز»، ليكون أول ضيوفنا، وتكريمه على صدور كتابه الأخير «كأنه أنا.

. حياة فوق كف الله».

صحيفة «الوطن» ستظل، كما حرصت منذ نشأتها قبل 12 عاماً، منبراً لكافة التيارات السياسية والفكرية، وصاحبة دور تنويرى، ويظل مقرها التاريخى منبراً ومنصة لكل الآراء الوطنية الهادفة إلى إثراء الحياة الثقافية والفكرية فى مصر.

الدكتور محمد الباز، على المستوى الإنسانى والمهنى، شخص رائع وراقٍ، ومميَّز بإنتاجه الغزير من الكتب القيّمة والمتنوعة، وعلاقتى به علاقة زمالة امتدت لسنوات، كنا نعمل معاً داخل مكتب واحد فى جريدة الفجر، وتعلمت منه أن آراء الآخرين فينا أمر يعنيهم وحدهم ولا يجب أن يؤثر على حياتنا بالسلب، وننتظر من الدكتور محمد الباز المزيد من الإسهامات الفكرية والإصدارات المتنوعة، الممتعة للقارئ والملهمة لأبناء المهنة.

الدكتور محمود مسلم أثنى على تجديد الصالون الثقافى لـ«الوطن» واستضافة «الباز» فى أولى ندواته بعام 2024، وتمنى استضافة المزيد من الكُتاب الكبار، ليكون لدى الشباب نماذج وقدوة يحتذون بها. وقال فى حديثه: حياة شاقة مليئة بالصعوبات والتحديات تواجه الكُتاب والصحفيين الكبار للوصول لمكانتهم المرموقة بالمجتمع، وهو ما يظهر جلياً فى الإصدار الجديد للدكتور الباز «كأنه أنا» الذى كشف جوانب سيرته الذاتية ونجاحه.

«الباز» كاتب لديه شخصية متميزة تتسم بالعمق وتنوُّع الإنتاج، وكتابه الأخير سيساهم بصورة كبيرة فى إثراء الحياة المعرفية ويضيف للقارئ والعاملين بالصحافة والإعلام بصورة كبيرة، وأُحييه على نجاح برنامجه «الشاهد» على شاشة «إكسترا نيوز»، ذى المحتوى الذى يوثق مرحلة مهمة فى تاريخ الوطن، وهى مرحلة 30 يونيو.

بـ50 مشهداً من حياته فى قريته الصغيرة بمحافظة دمياط قبل عُمر الـ20 عاماً، ودّع الكاتب الصحفى والإعلامى الدكتور محمد الباز، رئيس مجلسى إدارة وتحرير الدستور، 50 عاماً من عمره بكتابه الأحدث الذى يتناول ملامح من سيرته الذاتية بعنوان «كأنه أنا». وأوضح «الباز»، خلال ندوة «الوطن»، أن كتابه تناول بعض المواقف التى عاشها فى صغره بمنتهى الشفافية والصدق، رغم أن هناك بعض الكُتاب يخجلون من ذكر التفاصيل الدقيقة من حياتهم فى سيرهم الذاتية.

ويقول «الباز» عن اختياره سن الـ50 عاماً لإصدار هذا الكتاب: «أعتقد وأنا أُنهى عامى الخمسين أننى يمكن أن ألخِّص حياتى فى مشاهد تقول لكم من أنا، أو من أعتقد أنه أنا، لكن أيام حياتى غلبتنى، فوجدتنى أقف عند عامى العشرين دون قدرة على التجاوز إلى أحدث أعوامى الثلاثين الباقية».

حرص «الباز» على ترك الباب موارباً أمام من يستقبل أحدث إصداراته، إذا أراد تصنيفه رواية أو سيرة ذاتية، ويقول: «قد ترى ما بين يديك رواية، وقد تراه سيرتى.. وقد تراه سيرتك، فهى تحمل جوانب وملامح نفسية مشتركة بين كثير من البشر، تساؤلات مشتركة عن جدوى الحياة التى نعيشها جميعاً، وجدوى ما نقوم به من عمل، خاصة أن تجربتى تتضمن الكثير من التفاصيل المشتركة مع آخرين، من حيث طبيعة النشأة وتشابه الأماكن التى أثرت فينا والتحديات والصعوبات التى واجهناها»، مضيفاً: «التجربة لم تكتمل بعد لتصبح سيرة ذاتية، وحياتى ما زالت تجربة لها ملامح إنسانية لواحد فى قرية زى كل القرى، وتم النسج عليها.. ونقلت ما تعلمته والخبرة اللى اكتسبتها، وممكن تفرق مع حد وحد لا، والحكم فى النهاية للمتلقى».

«القصاص»: «الكتاب باين من عنوانه وسيرة روائية ممتعة» و«المريخى»: كاف التشبيه فى «كأنه أنا» تكشف أنه ليس سيرة الكاتب وحده

وفى حديثه، أثناء ندوة «الوطن»، قال الكاتب الصحفى أكرم القصاص، رئيس مجلس إدارة اليوم السابع، إنه سعيد لقدرة الدكتور محمد الباز على إنجاز كتابه «كأنه أنا» وسط المسئوليات والمشاغل التى يمر بها، وأضاف أن هذا يُعد إنجازاً جديداً للدكتور الباز بشكل عام: «الكتاب بيبان من عنوانه.. (وكأنه أنا) يبدو أنه سيرة روائية ممتعة، ألف مبروك صدوره فى هذا التوقيت المهم من مسيرتك الصحفية والأدبية».

ورحّب الدكتور أحمد محمود، المستشار الفنى لجريدة «الوطن»، بالدكتور محمد الباز، وقال إنه بشكل عام يضيف فى كتاباته كل مرة شيئاً جديداً، وكذلك فى مناقشاته والمؤتمرات والندوات التى يحضرها، مضيفاً أن «الدكتور الباز كأستاذ جامعة له جوانب مشرقة وإسهامات أكاديمية عديدة، أهنئه اليوم على إصداراته وعلى كتبه وعلى برامجه طبعاً، وبقول له إلى الأمام وبالتوفيق الدائم».

«الباز» استعرض، أثناء الندوة، الحديث عن كواليس إعداد «كأنه أنا»، فقال إن الكتابة هى مهنته التى يعمل بها، والتوقف عنها هو مؤشر على أنه أصبح عاطلاً بحسب وصفه: «أنا متعتى الأولى والمطلقة إنى أقرأ وأكتب، دى أهم حاجة فى حياتى».

وعن إصداراته الأخيرة قال إنها 5 إصدارات متنوعة سيشارك بها «الباز» فى معرض الكتاب القادم، وهى: «كأنه أنا، وإمام التفكير.. زيارة جديدة لنصر حامد أبوزيد، وتاريخ مخططات تهجير الفلسطينيين لسيناء، وقلق على ورق، ومولانا نظمى لوقا»، مضيفاً: «قمة سعادتى فى القراءة والكتابة، وعندما يصل ما أقوله للناس ويؤثر فيهم كأن يلتقينى أحد ويقول لى إنه قرأ لى شيئاً وتأثر به».

ويعتقد «الباز» أن قدرته على الكتابة بأى وقت أو مكان ودون وجود أى طقوس خاصة هى السر وراء تحقيقه الكثير من الإسهامات الفكرية، التى وصلت إلى 85 كتاباً خلال فترة وجيزة، فالكتابة من وجهة نظره عملية ذهنية أكثر منها طقساً، وكشف «الباز» أنه كتب معظم فصول كتابه الأخير «كأنه أنا» أثناء كواليس تصوير برنامجه «الشاهد» على «إكسترا نيوز».

كما أن هناك سراً آخر وراء غزارة الإنتاج كشف عنه، وهو إيمانه الشديد بأن الحياة قصيرة جداً، وهو ما يدفعه إلى عدم تأجيل أى فكرة تطرأ على ذهنه، مع الحرص على الاستفادة من اللياقة الذهنية قبل تقدم العمر.

«داود»: «الزينة وآدم الأول وكأنه أنا» لـ«الباز» تمثل ثلاثية أدبية تندرج ضمن الكتابات الكبرى

وهنا يتدخل الكاتب الصحفى والروائى عبدالوهاب داود لعرض رؤيته حول «كأنه أنا» وموقعها من مسيرة «الباز» الفكرية والحياتية، ويقول: للدكتور محمد الباز 3 أعمال أدبية تمثل «ثلاثية شديدة الأهمية» بجانب كتاباته الصحفية، وتندرج ضمن الكتابات الأدبية الكبرى ولكبار الكتاب تحديداً، ويبحث فيها دوماً عن الإنسان وكل ما يخصه ورحلة البحث عن الله، وهذا ما قرأته فى ثلاثية «الزينة، آدم الأول، كأنه أنا».

وأنا أرى «كأنه أنا» رواية مكتملة لأن سمة الرواية هى كم الأسئلة التى تطرحها، وهى تتضمن تفاصيل عن علاقة الابن بالأب فى جزء كبير، ويطرح الكاتب تفاصيل بحثه عن الله من خلال مجتمع البسطاء فى الريف وأسئلتهم الدائمة فى الدين والحياة، وهو أيضاً طوال الوقت يسأل ربنا ويسأل عنه ويتحاور معه، ومساحة الحوار هذه مستمرة من «الزينة» إلى «آدم» و«كأنه أنا»، وأرى أن الحالة التى يعكسها الكتاب الأخير مكملة للحالة الصوفية التى تسيطر على رحلة الباز منذ صغره حتى هذه اللحظة.

ويلتقط الكاتب الصحفى والشاعر أحمد المريخى طرف الحديث، كاشفاً أن الدكتور «الباز» لديه سردية أدبية متنوعة، ربما آخر فصولها هو ثلاثية «الزينة، آدم الأول، كأنه أنا»، بجانب كتب سياسية وصحفية وكتب فى العلوم الاجتماعية، وأبرزها كتاب مهم جداً هو «كشك وعدوية»، فيما دخل إلى عالم الأدب من أول رواية «الزينة»، وهى من أوائل الروايات التى تكشف جزءاً من سيرة حياة «الباز».

أما رواية «آدم الأول» فكشفت عن جزء من السيرة الفكرية للكاتب لأنها رواية معرفية ويطرح فيها كل أسئلته الخاصة، وهى رواية شيقة جداً يطرح فيها الكاتب أسئلة وجودية وقصة الخلق كلها، ولفت انتباهى وأنا أطالع عنوان الكتاب الأخير «كأنه أنا» أن هذه الكاف، كاف التشبيه، هى «ظل» فتعاملت مع الكتاب على اعتبار أنه ليس سيرة ذاتية، بل سيرة كل من ينطبق عليه ما جاء فى الكتاب من قصص ومواقف.

ومن حديث النقد الأدبى لكتاب «كأنه أنا» إلى أجواء الرواية ذاتها، طرح الكاتب الصحفى إيهاب الخطيب، مدير تحرير «الوطن»، على «الباز» سؤالاً عن أحد أبطال الكتاب وهو الشيخ «عبدالجواد»، وعن باقى الأبطال الذين شملهم الكتاب، ليرد عليه «الباز» قائلاً: الأبطال فى «كأنه أنا» حقيقيون وغيرت أسماء ولم أحذف شيئاً مما قالوه أو سمعته منهم، فقط حجبت بعض ما قالوه لكتابته فى سياق آخر، وأشهر الأبطال الحقيقيين فى الكتاب هو الشيخ عبدالجواد.

«كان عبقرياً» هذا ما وصف به «الباز» شيخه ومعلمه الشيخ عبدالجواد، الذى تمكّن من تحفيظ 10 آلاف طفل القرآن الكريم، من بينهم «الباز» الذى حفظ القرآن الكريم كاملاً فى الكُتاب، بطلب من والده، وكان يعتقد فى طفولته أنه لا يجب قراءة كتب أخرى غير الدينية.

ويروى «الباز» عن طيف الشيخ عبدالجواد الذى ذكره فى كتابه «كأنه أنا»، أنه يطارده إلى الآن: «ذهبت إلى الشيخ عبدالجواد فى الكُتاب، وعندما نحفظ القرآن كاملاً، يجرى اختبارنا فى الختمة، وكان شيئاً يشبه الحفل، لكنى لا أحب الاختبار، ولا الاحتفاليات فهربت ولم أحضر، فلم ينتهِ الأمر عند ذلك، حيث طاردنى الشيخ عبدالجواد فى منامى، وفى آخر مرة زارنى طلبت منه أن يدلنى على طريق الخلاص، وقال لى: عش مع ألمك ولا تحاول أن تهرب من قدرك مرة أخرى.

الجزء الخاص بالشيخ عبدالجواد يتضمن كثيراً من الخيال، بحسب ما كشف «الباز»، لأنه يؤمن بأن الأبواب المفتوحة، سواء فى العلاقات الإنسانية أو العمل، تترك المجال لمشكلات مستقبلية: أنا زرته واقعياً، لكن درامياً لم يحدث، وأسعدنى أن حد من البلد بعت لى صورته.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: محمد الباز الدکتور محمد الباز الکاتب الصحفى آدم الأول أنه أنا الک تاب من الک

إقرأ أيضاً:

سقوط طائرة مُسيرة.. بيانٌ من الجيش الإسرائيليّ

أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء اليوم الأربعاء، سقوط طائرة من دون طيّار عبرت من لبنان باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة. وذكر جيش العدو أن الطائرة سقطت في منطقة مفتوحة، مشيراً إلى أنه لم ترد تقارير عن سقوط ضحايا. إلى ذلك، تحدثت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن إطلاق 5 صواريخ من لبنان باتجاه إسرائيل، موضحةً أنه تم اعتراض بعضها. وتزامن هذا الأمر مع اطلاق صافرات إنذار في العديد من المستوطنات الإسرائيلية المُحاذية للحدود مع لبنان، فيما أبلغ السكان عن سماع أصداء انفجارات في مناطق عديدة.  

مقالات مشابهة

  • محمد الباز: المتآمرون يحاولون ضرب الجبهة الداخلية بهدم القيم الأصيلة
  • فوضي الميكروباص بالمحافظات
  • التعمري: مواجهة العراق مهمة وليست حاسمة
  • من مصطفى النقر … إلى سعادة السفير .. كأنه ليس سوداني !!
  • بعروض مبتكرة وتجارب تفاعلية.. جناح أمانة الشرقية في "سيتي سكيب" يجذب الزوار
  • صالون الوطن يحتفي بعميد الأدب في ذكرى ميلاده الـ135.. طه حسين رمز وطني وقائد للتنوير
  • سقوط طائرة مُسيرة.. بيانٌ من الجيش الإسرائيليّ
  • أكتر يوم فارق في حياتي.. كريم محمود عبدالعزيز يحيي ذكرى وفاة والده الثامنة
  • إصدار جديد للمؤلف الدكتور جمال سند السويدي في معرض الكتاب
  • المالية النيابية:موازنة 2025 تشغيلية وليست استثمارية