لجريدة عمان:
2025-04-29@14:56:16 GMT

لعبة التشتيت بين الوعي والتشهير

تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT

ورقة تشتيت الرأي العام تقنية ليست بالجديدة ضمن أوراق السياسة والنفوذ، هذه الورقة التي يعرف صانعوها قيمة تركيز الرأي العام الشعبي على قضية محلية مشتركة، وعامل الضغط لتوجيه مسارها واختيار حلولها حين يتعاظم هذا التركيز، أما حين تكبر القضية لتتحول من قضية محلية ظن متعاطوها أنها أصغر من أن تصمد لأيام معدودة لتستغرق شهورا من الاهتمام الشعبي ليس المحلي أو الإقليمي وحده، وإنما الاهتمام الشعبي العالمي بكل تأثيراته الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية، فلا بد حينها من استخدام ورقة تشتيت الرأي العام بمستوى يعتقد أصحابه بأنه يوازي حجم القضية الأولى، أو حتى يقل عنها مع الرهان على ما يمكن أن يلفت الاهتمام عن القضية الأولى بالقضية المصنوعة الموازية.

حين نقول المصنوعة فالمفهوم لم يتجاوز الدلالة الحرفية لما يعرف من أدوات السياسيين في مخططات طويلة المدى لصنع مخزن أدوات الضغط المجتمعية والاقتصادية، وفي هذا المخزن يُقنن غير القانوني ويُشرّع غير الشرعي ويؤنسن غير الإنساني في سبيل الاحتفاظ بمجموعة من أوراق الضغط لتوجيه مصالح الجهة الصانعة مالكة المخزن باستخدام ضحاياها من المستغلين عبر هذه الأوراق، ضحايا اليوم هم في الحقيقة شركاء الأمس الذين استدرجتهم إدارة المخزن بطُعْمَي المتعة والمنفعة للوقوع في شَرَك الأخطاء المُوثَّقة للطُعمين، وبعد تخزين هذه الأوراق لمدة تطول أو تقصر وفقا لحاجة إدارة المخزن لاستخدام ورقة من الأوراق إما لانتهاء المصلحة مع الضحية الشريك، أو للحصول على مصلحة مضاعفة تستحق التضحية بورقة الشريك الضحية- يتم إظهار هذه الورقة لتوافقها ومصلحة الإدارة التي يمكن أن تضحي بأفضل شركائها مقابل الغنيمة بأفضل النتائج في حرب لا تعترف بالقيم ولا تحترم المواثيق.

ومع العدوان الدولي على غزة وسكانها في مجزرة تهدف لمحو كل ما هو فلسطيني على الأرض من إنسان ومعالم وذكريات لتحويلها لمنطقة إسرائيلية تحكمها المنفعة وحسب، ومع تزايد وتيرة التعاطف الشعبي، بل لا أبالغ إن قلت بأن الأمر تجاوز التعاطف إلى تبني القضية الفلسطينية والدفاع عنها بكل الوسائل عبر مجموعات من البشر حول العالم، الأفراد الذين توصلوا إلى قناعة تامة بعدالة هذه القضية وضرورة نصرة أصحابها من الفلسطينيين، مع كل ذلك التشكل العميق في الوعي الشعبي العالمي تجاه قضية حاولت إسرائيل طمسها لعقود متوهمة نجاحها المؤزر، حتى اشتعل فتيلها ليتجاوز أوهام إسرائيل وظنون حلفائها بحيث لم تجد بدا من البحث والتنقيب في أدراج مخزن أوراق الضغط والتشتيت، وحينها وجدت ورقة كانت قد خبأتها للأوقات الصعبة، وهي ورقة جزيرة «تجار الجنس» التي كان يديرها الملياردير الأمريكي جيفري إبستين الذي انتحر في سجنه منتظرا محاكمته عام 2019م كما يدعى وهنالك روايات بتصفيته، الحادثة التي أعلن بعدها الحكم على شريكته وصديقته، ثم بقيت أوراقها عرضة للتكهن والافتراض لسنوات خمس قبل أن تقرر إدارة المخزن منذ أيام الكشف عن قوائم الشركاء وتفاصيل زائري الجزيرة ونوعية الخدمات المقدمة لهم فيها، بل وحتى أرقام الهاتف وعناوين البريد الإلكتروني للعملاء، وبعيدا عن كل التفاصيل وعن طول قائمة الشركاء والزائرين وصدمة وجود بعض الأسماء فيها فإن الأسئلة المطروحة هي أولا: ما أهمية ظهور هذه التفاصيل؟ ثم: لماذا الآن؟ ولماذا تعنى بذلك كثير من الصحف العالمية؟ قد يقول قائل: لأن القائمة تضم شخصيات معروفة من مختلف الدول، ولكن ما زال سؤال «لماذا الآن؟» قائما، ولا يمكن أن يكون الجواب إلا أن ظهور هذه الورقة بكل تداعياتها وتفاصيلها الآن ما هو إلا محاولة لتشتيت الرأي العام عن قضية فلسطين، وإشغال وسائل الإعلام وحملة الوعي الشعبية العالمية بتقصي التفاصيل الفضائحية لقائمة العار في الجزيرة المذكورة، وفي هذا رهان على الوعي الإنساني والثقافي الشعبي العالمي بين كفتيّ الوعي الإنساني والفضول الفضائحي.

ومن عجب أن الرأي الشعبي الغربي لم يول هذه الوثائق المعلن عنها -بعد سنوات من التقييد والسرية- تلك الأهمية التي تناولتها بها وسائل التواصل الاجتماعي العربية، حيث يجد الباحث في محركات «الترند» أن المتلقي الغربي يضع وقف حرب غزة في قائمته، بينما نجد المحرك العربي يضع جزيرة الفضائح وتجارة الجنس في قائمته!

ختاما: حريٌّ بشباب اليوم اختيار الوعي الفكري الإنساني على الفضول التشهيري الفضائحي، ليس لعدم جدوى الثاني وحسب إذ لا أحسب افتراض الملائكية الملازم للساسة ما زال قائمًا، بل لأن هذه الأجيال من شباب اليوم عاشت ما يكفي لتأسيس مناعة ضد التهافت والسقوط في شرك التشتيت، هذه الأجيال عانت ما يكفي لتقاوم لعبة الإلهاء، ولا بد لنا اليوم من التركيز على قضايا الإنسان بعيدا عن آلة الحروب المادية التي استنزفت طاقاته، ودمرت أحلامه في واقع أفضل يتمناه وغد أجمل يسعى إليه.

حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الرأی العام

إقرأ أيضاً:

وزير التموين يتابع موقف إنشاء المخزن الاستراتيجي بالفيوم مع شركة أوراسكوم للإنشاءات

كتب- أحمد الجندي:

عقد الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، اجتماعًا مع قيادات شركة أوراسكوم للإنشاءات لمتابعة الموقف التنفيذي لمشروع إنشاء المخزن الاستراتيجي اللوجستي بمحافظة الفيوم، والذي سيخدم المحافظة وعددًا من محافظات الصعيد، في إطار حرص الوزارة على تعزيز منظومة الأمن الغذائي وتنفيذ المشروعات القومية الاستراتيجية.

شارك في الاجتماع المهندس أسامة بشاي، رئيس مجلس إدارة أوراسكوم للإنشاءات، وخالد الدجوي، رئيس قطاع الاستثمار بالشركة، ومحمد حليم، مدير الاستثمار. كما حضر من جانب الوزارة حسام الجراحي، نائب رئيس هيئة السلع التموينية والمشرف على جهاز تنمية التجارة الداخلية، والدكتور علاء ناجي، رئيس الشركة القابضة للصناعات الغذائية، وأحمد كمال، معاون الوزير والمتحدث الرسمي للوزارة.

وخلال اللقاء، تم استعراض معدلات الإنجاز الحالية للمشروع ومناقشة الخطوات المطلوبة لضمان الالتزام بالجداول الزمنية المحددة، مع التأكيد على تذليل أي معوقات لضمان سرعة التنفيذ بأعلى مستويات الجودة.

وتطرق الاجتماع أيضًا إلى سبل تعزيز التعاون بين أوراسكوم والشركة القابضة للصناعات الغذائية، خاصة في مجالات تطوير مصانع الزيوت والسكر، بالإضافة إلى بحث فرص مساهمة أوراسكوم في تطوير الصوامع وزيادة السعات التخزينية للسلع الاستراتيجية.

وأكد الدكتور شريف فاروق أن مشروع المخزن الاستراتيجي بالفيوم يُعد من المشروعات القومية الكبرى التي ستعزز الأمن الغذائي في الصعيد، مشددًا على حرص الوزارة على تقديم كل أوجه الدعم للمستثمرين لضمان سرعة التنفيذ بجودة عالية.

وأشار "فاروق" إلى أن الشراكة مع القطاع الخاص، وخاصة مع كبرى الشركات الوطنية مثل أوراسكوم للإنشاءات، تمثل أحد أهم عوامل نجاح المشروعات القومية، بما يسهم في بناء بنية تحتية متطورة تلبي احتياجات المواطنين من السلع الأساسية.

من جانبه، أعرب المهندس أسامة بشاي عن تقدير شركة أوراسكوم للدعم المتواصل من وزارة التموين، مؤكدًا التزام الشركة بتنفيذ المشروع بالجودة والتوقيتات المحددة، بما يتماشى مع طموحات الدولة في تطوير منظومة التخزين والخدمات اللوجستية.

اقرأ أيضًا:

أمطار ومنخفض خماسيني.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس الـ6 أيام المقبلة

تطهير مليون غرفة صرف| بالصور.. وزير الري يتابع حالة منظومة الصرف الزراعي

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

شريف فاروق شركة أوراسكوم للإنشاءات محافظة الفيوم أسامة بشاي وزير التموين

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة بسعر 30 جنيهًا.. "التموين": طرح كميات كبيرة من السكر الحر بالمجمعات الاستهلاكية أخبار أعلى من العالمي.. "التموين": سعر مغرٍ لتوريد القمح المحلي أخبار التموين تمد صرف المنحة الإضافية على بطاقات التموين حتى نهاية مايو 2025 أخبار بمناسبة أعياد الربيع.. التموين تصدر توجيهات عاجلة بشأن أسعار الدواجن المجمدة أخبار

إعلان

إعلان

أخبار

وزير التموين يتابع موقف إنشاء المخزن الاستراتيجي بالفيوم مع شركة أوراسكوم للإنشاءات

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

27

القاهرة - مصر

27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • أهالي العزيزية بالشرقية يستغيثون من مخزن أخشاب عشوائي وورشة نجارة مخالفة: تهدد أرواح المواطنين والبيئة
  • الأربعاء.. انطلاق "الملتقى الهندسي" في شمال الباطنة
  • إمام أوغلو يوجه نداءً إلى الرأي العام
  • ابتلع لعبة بالخطأ
  • وعد بأميركا عظيمة فهل يكترث ترامب بما تكشفه استطلاعات الرأي؟
  • السرّ في ورقة صغيرة.. ماذا يحدث لجسمك عند تناول الزعتر بانتظام؟
  • حزب الوعي ردًّا على ترامب: لن تمر فوق مياه مصر إلا السفن التي تحترم القانون
  • وزير التموين يتابع الموقف التنفيذي لإنشاء المخزن الاستراتيجي بالفيوم
  • وزير التموين يتابع موقف إنشاء المخزن الاستراتيجي بالفيوم مع شركة أوراسكوم للإنشاءات
  • التعليم تنتهي من وضع أسئلة امتحانات الثانوية العامة 2025 وتستعد لطباعتها