«الفرحة للجميع».. أقباط مصر يحتفلون بالعيد بمشاركة أشقائهم المسلمين
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
احتفلت كنائس مصر، أمس، بعيد الميلاد المجيد، حيث شارك المسلمون المسيحيين الاحتفالات لتقديم التهنئة، وتبادلوا التهانى والكلمات التى تؤكد على وحدة النسيج الوطنى، وسط اتخاذ إجراءات احترازية وأمنية مشددة.
ففى الدقهلية، ارتسمت البهجة والسعادة على ملامح الزوار والمصلين الذين توافدوا بأعداد كبيرة على كنائس المحافظة، حاملين صورة السيد المسيح، عليه السلام، لتأدية الصلاة بكل محبة وطمأنينة، وسط تشديدات أمنية مكثفة فى محيط الكنائس.
تحرص ماريا إلياس على أداء صلاة قداس عيد الميلاد فى وقتها داخل الكنيسة، وبعد الاحتفال بعيد الميلاد تتناول الطعام عند والدة زوجها كعادتها كل عام، حيث تعد لهم البط والدجاج وكل ما تشتهيه الأنفس، تقول «ماريا» لـ«الوطن»: «هذه طقوسنا، التهنئة والمباركة تبدأ من بيت حماتى أولاً، وبعد ذلك نزور باقى الأقارب، ونخرج بعدها للتنزه فى أى مكان به أجواء هادئة وممتعة».
وقال كيرلس إسحاق، مواطن بالدقهلية: «طقوسنا مشابهة كثيراً لطقوس المسلمين فى الأعياد؛ حيث نقوم بتحضير كعك العيد، وهو من الأساسيات فى منزلنا فى كل عيد، لا غنى عنه، وشراء الحلوى والشيكولاتة وتوزيعها على الأقارب والأطفال والجيران، وزوجتى أعدت فتة باللحمة؛ لأننى من عشاق هذه الوجبة وأتناولها كل عيد»، وتقول ماريانا بولس، من الدقهلية، خلال حديثها لـ«الوطن»: «أنتظر هذا اليوم من السنة للسنة، وبنشترى ملابس العيد للأسرة، ونفضل سهرانين لحد الصبح، وبناكل المكرونة البشاميل والبط والفراخ، وبعدها نروح أى حديقة أو نسافر لدمياط الجديدة».
وتابع بولا بيتر، مواطن بالدقهلية: «نتناول الدجاج واللحوم بأنواعها فى العيد بعد انتهاء الصوم، ومن طقوسنا زيارة الأقارب وتبادل التهنئة، كما نقوم بتوزيع الشيكولاتة على الأقارب والجيران، وبعدها نزور المقابر، ومن الأساسيات فى الزينة وضع شجرة الكريسماس وبابا نويل فى المنزل لإعطاء بهجة وأمل وتفاؤل بالسنة الجديدة».
وتصدرت القضية الفلسطينية المشهد فى احتفالات أقباط محافظة الفيوم بالعيد، إذ لم يخلُ القداس والعظة من الحديث عن معاناة الأشقاء فى قطاع غزة، إذ أكدّ الجميع أنّ فرحتهم بالعيد غير مكتملة بسبب العدوان الإسرائيلى، آملين أن تنتهى هذه الأحداث المؤسفة وأن يعيشوا فى سلام.
وشارك وفد حاشد برئاسة الدكتور أحمد الأنصارى، محافظ الفيوم، واللواء ثروت المحلاوى، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن الفيوم، وأعضاء مجلسى الشيوخ والنواب، وحشد من القيادات الأمنية والتنفيذية بالمحافظة، الأقباط فى احتفالاتهم بعيد الميلاد المجيد، وألقى القمص بولا عطية، كاهن كنيسة مارجرجس، وكيل مساعد مطرانية الفيوم، نيابةً عن الأنبا إبرام، مطران الفيوم ورئيس أديرتها، الذى غاب عن الاحتفالية بسبب ظروفه الصحية، كلمة مرحباً فيها بالحضور وشكرهم لحرصهم على مشاركتهم احتفالاتهم، داعياً أن تنقشع الغمة عن شعب فلسطين: «القلوب تعتصر ألماً لما يمرون به».
وتحدّث القمص أنطونيوس إسحاق، عن ميلاد المسيح، قائلاً إنّه جاء إلى العالم لإشاعة السلام، مُعرباً عن أمنيته والجميع أن يسود السلام فى غزة وعلى الفلسطينيين جميعهم، وأن تتوقف محاولات تهجيرهم من أرضهم وأن يعم السلام جميع الشعوب.
وذكر محافظ الفيوم أنّ ما يحدث فى غزة يؤلم المصريين، وأن العدوان الغاشم عليهم ترفضه كل الأديان، كما يرفض الجميع تعرّض أى شخص فى غزة للاعتداء مهما كانت ديانته، مُشيداً بوحدة المصريين والتفافهم حول قيادتهم السياسية كملاذ آمن لتتجاوز مصر هذه الفترة الصعبة التى تُلقى بظلالها على العالم أجمع، داعياً أن يُديم الله على مصر الأمن والأمان والاستقرار.
وشدد «الأنصارى» على أنّ الشعب المصرى، بأقباطه ومسلميه، نسيج واحد لا يفرقهم دين، ودائماً يكونون يداً واحدة، داعمين لبعضهم البعض ولوطنهم، وحريصين على الاستقرار والتنمية فى بلدهم، مؤكداً أنّ المسلمين يفرحون كثيراً بمشاركة أشقائهم الأقباط احتفالهم بأعيادهم، وكذلك يفرحون بمشاركة الأقباط لهم فى أعيادهم.
وشهدت 22 كنيسة بمحافظة كفر الشيخ، مساء أمس الأول، إقبالاً كبيراً من الأقباط لحضور قُداس عيد الميلاد المجيد، وسط حالة من السعادة غمرت القلوب، وأدى الأنبا ماركوس، أسقف عام كفر الشيخ ودمياط ودير القديسة دميانة، قُداس عيد الميلاد بكنيسة العذراء مريم الأثرية بسخا، بحضور الآباء والكهنة والقساوسة، كما أدى القمص بطرس بطرس بسطوروس، وكيل مطرانية كفر الشيخ ودمياط ودير القديسة دميانة بالبرارى، قُداس عيد الميلاد بكنيسة مارجرجس بمدينة دسوق.
من جانبها، كثفت مديرية أمن كفر الشيخ، تحت إشراف اللواء إيهاب عطية، مساعد وزير الداخلية، مدير الأمن، واللواء محمود الكمونى، نائب مدير الأمن، إجراءاتها الأمنية لتأمين الاحتفالات والكنائس بمختلف مراكز ومدن وقرى المحافظة، بينما عقدت مديرية الشئون الصحية بكفر الشيخ غرفة الأزمات والطوارئ برئاسة الدكتور محمد شقوير، وكيل وزارة الصحة، لمتابعة إجراءات التأمين الصحى لقُداس عيد الميلاد المجيد بكنائس المحافظة، من خلال فرق مبادرة «100 يوم صحة» بمختلف الإدارات الصحية داخل المحافظة، بالإضافة إلى توفير فرق طبية مدربة للتعامل مع أى حالات طوارئ.
وقال عثمان عبده، من أبناء محافظة كفر الشيخ، إن «عيد الميلاد للإخوة الأقباط هو فرح وبهجة للجميع، معاً نتشارك فى الأعياد والأفراح وجميع المناسبات، نعيش معاً فى وطننا الغالى مصر، تجمعنا الأعياد وتحمينا سماء واحدة، ونتكاتف ونتلاحم لنرسم البهجة على وجوه الأطفال من الأقباط والمسلمين، الذين يلعبون معاً فى الحدائق والمتنزهات».
وقال القمص تيموثاوس ينى، كاهن كنيسة السيدة العذراء مريم الأثرية بسخا فى كفر الشيخ، إن مصر فى رباط إلى يوم الدين، مشيراً إلى أن العيد يكون له طابع خاص، وذلك من خلال الاحتفال وبمشاركة المسلمين، لافتاً إلى أن الرئيس السيسى قائد عظيم حمى أرضنا وعز قومنا فى عهده، وأضاف «تيموثاوس» لـ«الوطن»: «فرحتنا لا تكتمل إلا بمشاركة المسلمين معنا ببهجة عيد الميلاد المجيد، ليصبح الجميع فى مصر فى تكاتف فى جميع المناسبات والأعياد معاً جنباً إلى جنب».
وشهدت مدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر احتفالات عيد الميلاد المجيد بمشاركة جاليات أجنبية من جنسيات مختلفة، الذين حضروا القداس بكنائس الغردقة، وقال القمص يؤانس أديب، وكيل مطرانية الأقباط الكاثوليك بالبحر الأحمر، لـ«الوطن»، إنه استقبل جاليات أجنبية للمشاركة فى احتفالات عيد الميلاد المجيد، فيما تولت مجموعة فنادق سياحية بالغردقة تجهيز بوفيه خاص لعيد الميلاد المجيد، شارك فيه 15 «شيف» لإعداد المأكولات البحرية منها السى فود والجمبرى والإستاكوزا واللحوم المشوية والدندى.
ووزعت الفنادق هدايا عيد الميلاد المجيد على السائحين على شواطئ الغردقة، بمشاركة فرق الـ«أنيميشن» الذين ارتدوا زى بابا نويل، وقدموا فقرات متنوعة خاصة باحتفالات العيد، وأطلقت السيدات الزغاريد فى الكنائس احتفالاً بالعيد وسط فرحة الجميع وتبادل التهانى والمباركات والتقاط الصور التذكارية، ونشرها على السوشيال ميديا، ما يسهم فى تنشيط السياحة بالغردقة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الكاتدرائية المواطنة البابا تواضروس عید المیلاد المجید کفر الشیخ لـ الوطن
إقرأ أيضاً:
عقبالك يا قلبى .. تفاصيل رحلة البحث عن الفرحة
عرض الفيلم الروائي القصير عقبالك يا قلبي خلال فعاليات الدورة السادسة من مهرجان القاهرة السينمائي الدولى للفيلم القصير من تأليف وإخراج شيرين مجدي دياب، وبطولة علي الطيب وولاء الشريف .
كما عقبالك يا قلبي، فاز بجائزة أفضل فيلم قصير خلال مشاركته بفعاليات الدورة الـ 14 بمهرجان مالمو للسينما العربية بدولة السويد ، يسلط العمل الضوء على شاب وفتاه فى مرحلة الخطوبة يعمل عامل دليفرى يقوم بتوصيل طلبات خاصة بفساتين الزفاف ويتأخر طلب التوصيل ويجد نفسه أمام رغبه خطيبته والتى تجسد دورها الفنانة “ولاء الشريف” فى أن ترتدى الفستان رغبه منها فى البحث عن فرحتها المفقوده فنجد البطل يقع ما بين دائرة الممنوع والمرغوب وأمام الرغبه يوافق على ارتداء الفستان لتتطور الاحداث من هذا الصراع الدرامى لنجد كيف يواجه الطرفين هذا المأزق .
استطاعت المخرجة أن تقدم بلغه سينمائية مبسطة مأساه البطلة فى رحله بحثها عن السعادة والراحة والامان من خلال رغبتها فى ارتداء فستان الفرح حلم كل فتاه من المهد وأن كانت كل فتاه تعبر عن رغبتها فى ذلك بصورة أو بأخرى فنجد حاجة البطلة الملحه فى ارتداء الفستان وأن كانت تملكه فتاه أخرى وظهر هذا واضحًا فى لحظات بدايه من نظرتها من خلال زجاج العربه للنظر من خلفه على الفستان الباهظ فى ثمنه والتى قدمتها بصورة رقيقه للغايه وصولا مواجهه البطل بأنه كان سببًا فى حزنها وتعطل زواجها لقيامه بتزويج شقيقته والاطمئنان عليها كما دارت الكاميرا بنعومه وعذوبه مع البطلة فى لحظات ارتداءها للفستان رغبه فى توضيح مدى أناقه وجمال الفستان على البطلة فى كادرات تكاد تكون ضيقه للغايه لمدى الخناق التى سوف تواجهه البطلة وايضا فى لحظات حزنها الدفين لحظة القيام بتجميلها من قبل الكوافيرة والتى أرى أنها من أجمل مشاهد الفيلم فى التصوير والتمثيل والاضاءة والمونتاج فالفيلم هو رحلة بحث البطلة عن فرحتها وأن كانت فرحه غير مكتمله ومليئه بالاعباء والمشاكل ورغم صعوبة المواقف التى تعرض لها البطلان إلا أنه لم يقدم فى قالب مأسوى بل كان به توليفه رومانسية وكوميدية والتى اختتمت بها المشاهد وهم يرقصون فى فرح أخر للدلاله على أن رحله البحث عن الفرحه لن تتوقف وحتى أن كانت النهاية مجهوله لمصير البطلان ولكن تطبيقًا لمقوله “ساعه لقلبك” أضافت للفيلم روحًا تدعو للايجابية والبهجة, رغم استعراض التوترات النفسية والصراعات الداخلية التي قد يواجهها الشخص في لحظات حرجة من حياته. والذى يجعل هذا الفيلم مميزًا فى طرحه الموضوعى للحدوته.
عقبالك يا قلبي من إنتاج شركة ريفلكت برودكشز حصول على جائزة أفضل فيلم قصير من مهرجان مالمو للسينما العربية و شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان روتردام للفيلم العربي، والعرض المصرى الاول كان في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في المسابقة الرسمية في دورته ال٤٥ ، الفيلم من تأليف وإخراج شيرين مجدي دياب، وبطولة علي الطيب وولاء الشريف، ومدير التصوير عبدالرحمن الفولي، وموسيقي تصويرية خالد داغر، ومصممة ملابس نيرة الدهشوري، وإشراف فني وديكور أيمن الهامي، ومهندس صوت رامي عثمان، وتصميم شريط الصوت إبراهيم الدسوقي، ومونتاج كمال الملاخ، ومنتج فني أحمد غزال .
“شيرين مجدي دياب” مخرجة مصرية تخرجت من كلية الإعلام ثم التحقت بالدراسات الحرة في معهد السينما بقسم الإخراج، والتحقت بورشة المخرج الكبير علي بدرخان، ومن ثم بدأت العمل في مجال الإخراج كمساعد مخرج في مجال المسلسلات والإعلانات ، فـى عام 2014 التحقت شيرين بالعمل في أبوظبي كمساعد منتج فني، ثم عادت لمصر لتكمل مسيرة العمل كمنتج فني في عدة أعمال فنية، ويعد فيلم “عقبالك يا قلبي” هو فيلمها القصير الأول.