«زيارة الكاتدرائية».. تقليد أرساه الرئيس السيسي في عيد الميلاد
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
10 سنوات من المحبة، خطها الرئيس عبدالفتاح السيسى بيده منذ توليه المسئولية فى يونيو 2014، حيث حرص الرئيس على تطبيق مفاهيم المواطنة والمحبة، بزيارة الكاتدرائية والاحتفاء بعيد الميلاد مع قداسة البابا والمصلين بالكنيسة والحاضرين للتهنئة. البداية فى 2015، حيث فوجئ قداسة البابا تواضروس بدخول الرئيس عليهم أثناء القداس، لتتحول تلك المفاجأة إلى عادة سنوية من قِبل قائد مصر ليرسم البسمة على وجه المصريين.
جاءت مشاركة قداس عيد الميلاد، لإرساء مبادئ المواطنة بالجمهورية الجديدة، حيث يتعامل الرئيس مع أبناء الوطن على أنهم مصريون دون النظر إلى عامل الدين، ويشارك بنفسه ويقدم التهنئة للجميع، فضلاً عن الاهتمام ببناء دور العبادة، خاصة فى المدن الجديدة، وتقنين أوضاع الكنائس.
وعلى مدار تلك السنوات كانت العلاقة بين القائد والبابا مثالاً للمحبة لله وللوطن، وأكدها الرئيس بكلامه عن قداسة البابا فى زيارته الأخيرة «مواقفه مايعملهاش إلا رجال مخلصين»، موضحاً أن اتحاد المصريين يبنى مصر والجمهورية الجديدة التى نسعى لها.
متحدث الكنيسة: الزيارة لها وضع خاص فى نفوس كل المصريين وتعطى رسالة طمأنة لكل فئات المجتمع وتقول للأقباط «أنتم موضع اهتمام»أرسى الرئيس عبدالفتاح السيسى، على مدار 10 سنوات، تقليداً رئاسياً لم يحدث من قبل، وهو زيارة الكاتدرائية للمشاركة فى احتفالات عيد الميلاد، والبداية كانت فى 2015، حيث فوجئ الحشد الموجود بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية بحضور الرئيس للتهنئة بالعيد، ولم تكن الزيارة بتنسيق مسبق، حيث تفاجأ البابا خلال قداس العيد بدخول الرئيس، ما اضطره لقطع الصلاة من أجل استقباله، حينها هنأ الرئيس الأقباط والحاضرين بعيد الميلاد قائلاً: «كان ضرورى أجيلكم علشان أقول لكم كل سنة وانتم طيبين».
وكرر الرئيس السيسى الزيارة فى 2016، وأكد أن الزيارة جاءت للتأكيد على التلاحم الوطنى وتهنئة الكنيسة والأقباط بعيد الميلاد. وتعهد، خلال ذلك العام، للأقباط والبابا تواضروس بترميم الكنائس التى أُحرقت، مؤكداً أن هذا ليس تفضُّلاً من أحد، بل هو حق للأقباط تكفله لهم الدولة، مشيداً بالمواقف الوطنية للبابا تواضروس.
وفى السنة التالية، حمل الرئيس السيسى هدية للأقباط خلال زيارته الثالثة فى احتفالات عيد الميلاد، حيث أعلن عن بناء كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية لتكون أكبر كنيسة فى مصر، وبناء مسجد الفتاح العليم، قائلاً: «عايزين نعلّم الناس إننا واحد وإن التنوع خلقه الله ليحترمه البشر لأن الاختلاف إرادة إلهية». وفى 2018 شارك «السيسى» فى احتفالات الميلاد بكاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة لتكون المرة الرابعة، حيث قدم التهنئة على البناء الجزئى للكاتدرائية، مؤكداً أن افتتاح الكاتدرائية رسالة سلام ومحبة من أرض مصر إلى العالم، وتابع: «نقدم نموذجاً من خلال الكاتدرائية للمحبة بينا وبين بعضنا».
وجاءت الزيارة الخامسة، فى 2019، بافتتاح كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية، لتكون أكبر كنيسة فى الشرق الأوسط، وكان حاضراً فى هذا العام الرئيس الفلسطينى محمود عباس. وفى عام 2020 أكد الرئيس، خلال زيارته، على ضرورة تلاحم المصريين معاً وعدم الانسياق وراء الفتن الطائفية، وأعطى رسالة طمأنة للمصريين قائلاً إنه لا مجال للقلق.
ورغم الظروف الصعبة فى عام 2021 وانتشار جائحة كورونا حرص الرئيس السيسى على المشاركة فى قداس عيد الميلاد حتى لا تنقطع عادته التى أرساها.
وفى 2022 أكد «السيسى» خلال مشاركته الثامنة فى احتفالات أعياد الميلاد أن طريق الجمهورية الجديدة هو طريق يتسع لجميع المصريين دون تفرقة أو اختلاف، وحينها قال: «نبنى الجمهورية الجديدة مع بعض، أى صعاب أو أى تحدى يهون لو احنا بقينا على قلب رجل واحد، لو كلنا مع بعض».
وجاءت الزيارة التاسعة فى 2023 بكاتدرائية ميلاد المسيح ليتمنى الأمن والمحبة لجميع المصريين، وفى بداية 2024 زار الرئيس كاتدرائية ميلاد المسيح وتمنى أن يكون عام 2024 نهاية للأزمات التى يمر بها العالم وتكون سنة سعيدة على الجميع وألا تزيد الأزمات التى نعيش فيها، مشيراً إلى موقف مصر ودورها الكبير فى تهدئة الأوضاع فى غزة ووقف إطلاق النار، وأكد أن مواقف البابا تواضروس الوطنية لا تصدر إلا عن رجال، وبتلاحم الشعب المصرى نستطيع عبور الأزمات.
وتجمع الرئيس السيسى والبابا تواضروس محبة خاصة، أكدها الرئيس خلال كلمته، أمس الأول، موضحاً أن هذه المحبة نابعة من مواقف لا يصنعها إلا رجال مخلصون يحبون بلادهم وحريصون عليها، وأنه لمس هذا الكلام بشكل عملى مع قداسة البابا تواضروس الثانى، وقدّم الشكر لقداسته على ما مضى وما هو قادم.
وقال القمص موسى إبراهيم، المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن هذه الزيارة لها وضع خاص فى نفوس المصريين وليس المسيحيين فقط، لأنها تعطى رسالة طمأنة للمجتمع بالكامل.
ويُعد «السيسى» أول رئيس يقوم بالمشاركة فى قداس عيد الميلاد على مر التاريخ، وبالتالى يقدم رسالة اهتمام رأس الدولة بكل فئات المجتمع، حيث يتم تقديم رسالة ضمنية للأقباط المصريين تؤكد وتقول «أنتم موضع اهتمام».
وأكد الرئيس، خلال الزيارة، قوة العلاقة الوثيقة المليئة بالثقة التى تربط بين الرئيس وكل مسئول أمين ومخلص -المقصود به هنا البابا تواضروس الثانى- المشهود له بالمواقف التاريخية التى تؤكد حرص البابا على مصر وأن مصر لها الأولوية فى عقله وفى قلبه، كما أنها من أهم مظاهر المواطنة المصرية، التى لا تظهر من خلال زيارات الرئيس السيسى للكاتدرائية خلال فترة الأعياد فقط، بل تظهر من خلال المبادرات التى تطلقها الدولة لمساعدة الفئات المحتاجة من محدودى الدخل.
وقال كريم كمال، الكاتب والباحث فى الشأن المسيحى، لـ«الوطن»، إن زيارة الرئيس كل عام فى عيد الميلاد لها معانٍ سامية، أهمها أنه يتعامل مع كل أبناء الوطن على أنهم مصريون دون النظر إلى الدين، حيث يقدم التهنئة بنفسه، وهو أمر نعتز به جميعاً، والزيارة تواصل لدولة المواطنة وتقضى على الأصوات المتطرفة التى تحرم التهنئة بالعيد، وهي أمر يُحسب لقائد مصر المحبوب، فأصبحت الزيارة منبع فرح لمصر، حيث لم تحدث فى أى عهود سابقة، التى اقتصرت فيها زيارة الرؤساء للكاتدرائية على مشاركة فى مناسبات مختلفة لم يكن من ضمنها حضور قداس العيد.
وأوضح «كمال» أن حديث الرئيس السيسى بالكاتدرائية أثلج قلوب المحبين، لأنه يحتوى على كل معانى الحب والصدق والوطنية النابعة من قلب يتكلم بصدق مع أبناء الشعب، وإذا كنا نفرح ونحتفل بعيد الميلاد المجيد فنحن أيضاً نفرح ونحتفل بزيارته للكاتدرائية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الكاتدرائية المواطنة البابا تواضروس البابا تواضروس الرئیس السیسى بعید المیلاد قداسة البابا میلاد المسیح عید المیلاد فى احتفالات
إقرأ أيضاً:
حزب المصريين: بيان الاجتماع الوزاري العربي أكد انحياز الرئيس السيسي للحق والعدل
أشاد المستشار حسين أبو العطا، رئيس حزب "المصريين"، عضو المكتب التنفيذي لتحالف الأحزاب المصرية، بالبيان المشترك للاجتماع الوزاري العربي بالقاهرة، المتمسك بثوابت ومحددات التسوية السياسية للقضية الفلسطينية.
وقال "أبو العطا"، في بيان اليوم السبت، إن البيان المشترك للاجتماع الوزاري العربي بالقاهرة يؤكد تمسك مصر بثوابت ومحددات التسوية السياسية للقضية الفلسطينية، وأن القضية ستظل المحورية بالشرق الأوسط.
وأوضح أن الموقف المصري الثابت تجاه القضية الفلسطينية يعكس عمق التزام مصر التاريخي والسياسي تجاه دعم حقوق الشعب الفلسطيني، وهو التزام ينبع من إدراك راسخ بأن هذه القضية ليست مجرد نزاع سياسي، بل هي قضية عدالة إنسانية وحق أصيل.
وأضاف رئيس حزب "المصريين"، أن البيان يؤكد مجددًا على المبادئ التي طالما كانت مصر حارسًا لها، وهي ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وعودة الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني وفقًا لمبادئ القانون الدولي والشرعية الدولية، ودعا المجتمع الدولى إلى سرعة التنفيذ في عودة الدولة الفلسطينية وفقاً للقرارات الدولية بما في ذلك القدس الشرقية.
وأكد أن مصر أرسلت رسالة واضحة وقاطعة مفادها أن أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية سواء عبر فرض الأمر الواقع من خلال التوسع الاستيطاني أو تهجير الفلسطينيين أو تقويض حل الدولتين هي محاولات مرفوضة بشكل قاطع، مشيرًا إلى أن القضية الفلسطينية كانت وما زالت وستظل بالنسبة لمصر قضية محورية ترتبط باستقرار الشرق الأوسط بأسره، والتأخر في إيجاد تسوية عادلة وشاملة يُنذر بمزيد من الاضطرابات ويُمهد الطريق لتصاعد العنف، وهو ما تؤكده التحديات التي تعيشها المنطقة يومًا بعد يوم، ومصر حريصة على تأكيد رفضها القاطع لأي محاولات لاستبدال حقوق الفلسطينيين بحلول مؤقتة أو جزئية، مجددة التزامها بالعمل من أجل تحقيق سلام عادل وشامل يُعيد الحقوق إلى أصحابها ويضع حدًا لهذا الصراع الممتد.
وأكد على دعم القيادة السياسية وموقف مصر التاريخي الذي لم يتغير بشأن القضية الفلسطينية ويتأكد يومًا بعد يوم بالأفعال لا بالأقوال، مشددًا على الرفض التام للتهجير أو تصفية القضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ونوه بأن موقف مصر الراسخ تجاه القضية الفلسطينية تعبير أصيل عن دورها التاريخي ومسؤولياتها القومية تجاه الأشقاء الفلسطينيين، موضحًا أن مصر كانت وستظل الداعم الأول للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ولن تقبل بأي محاولات للمساس بهذه الحقوق أو فرض حلول تتنافى مع القرارات الدولية والشرعية.
ولفت إلى أن القيادة السياسية المصرية تترجم مواقفها إلى جهود دبلوماسية وتحركات إنسانية وإغاثية، تعكس انحيازها الدائم للحق والعدالة، موضحًا أن جموع المصريين يرفضون بشكل قاطع أي محاولات لفرض الأمر الواقع أو تهجير الفلسطينيين من أرضهم، ونطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لوقف الاعتداءات وضمان حماية الشعب الفلسطيني، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، هو الحل العادل والوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة وإنهاء معاناة الفلسطينيين.