الوطن:
2024-11-22@14:46:31 GMT

الأنبا باخوم يكتب: ميلاد للأخوَّة والسلام

تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT

الأنبا باخوم يكتب: ميلاد للأخوَّة والسلام

نحتفل هذا العام بعيد الميلاد وسط أخبار موت ودمار، حروب وانقسامات، تدهور اقتصادى، ومخاطر جوع لشعوب. أحداث كلها تعبر عن أن إنسان اليوم أصبح عدواً لأخيه الإنسان، مصدر خطر، منه يجب أن نحتمى، ويجب أن نتصدى له. عدنا من جديد لنقطة الصفر؛ أخ يقتل أخاه، شعب يقتل شعباً، وأمة تقوم على أمة.

تصدّعت جدران الأخوَّة، وتشققت أسوار شفقة الإنسان ورحمته تجاه أخيه.

حسب إحصائيات الأمم المتحدة يدور بالعالم اليوم ما لا يقل عن ٨٠ صراعاً دموياً بين شعب وآخر وقبيلة وأخرى وتيارات مختلفة حتى فى نفس الوطن. نستطيع القول إنه قد حلت العداوة مكان الأخوَّة.

الأخوَّة، التى هى فى الواقع بعداً أساسياً للإنسان، وبدونها يصبح من المستحيل بناء مجتمع عادل وسلام صلب ودائم. بدونها نبنى عالماً تميّزه «اللا مبالاة» التى تجعلنا «نعتاد» ببطء على ألم الآخر وتعلقنا على أنفسنا ومصالحنا. بدون الأخوَّة لا يبقى لنا إلا الصراع. الأخوَّة أو الصراع.

بحسب كل الكتب المقدسة، نرى فى رواية الخلق أن البشر جميعاً أتوا من والدَين مشترَكين، آدم وحواء، اللذين خلقهما الله واللذين وَلدا «قائيين وهابيل».. نقرأ فى قصة هذه «العائلة الأولى» بداية المجتمع وتطور العلاقات بين الأشخاص والشعوب. كان «هابيل» راعى غنم، و«قائيين» يحرث الأرض، لكن هويتهما الأساسية هى أن يكونا أخوين. لكن بقتل «قائيين» لأخيه «هابيل» يرفض دعوة الأخوَّة هذه. ومن ذلك اليوم وحتى الآن وللأبد كل البشرية مدعوة لهذه الأخوَّة. ولكنها تبقى كوعاء خزفى رقيق مهددة دائماً بالإمكانيّة المأساوية لخيانتها.

ويبقى التساؤل مطروحاً: إلى متى؟ هل سيتمكن إنسان اليوم من تلبية دعوة الأخوَّة التى طبعها فينا الله؟ هل سيستطيع الإنسان أن يعود لمخطط الله الأزلى: كلنا إخوة؟ الجواب عن هذا السؤال هو شخصى، وأيضاً مجتمعى. هى إجابة يجب أن يعطيها كل شخص فى واقع حياته، ويعطيها كل مجتمع فى واقع صدماته وصراعاته وتطلعاته. إجابة تتطلب منا عملاً وجهداً وتضحية. مسيرة نبدأها مهما كانت اختلافاتنا وتوجهاتنا، طريق رسمه الخالق فى قلوبنا وعلى عقلنا فهمه وإرادتنا اتباعه. فلا سلام بدون أخوَّة ولا أخوَّة بدون رغبة فيها وقناعة بها. إنها الوسيلة الوحيدة لنحتفظ اليوم بإنسانيتنا.

ويأتى الميلاد إمكانية جديدة لهذه الأخوَّة. فرصة جديدة، بل دعوة إلهية. طفل يجمعنا، ويدعونا أن نعود ونلتف حوله كإخوة. ولادة طفل هى معجزة خلق أبدية، بها يبدأ الله تدخله من جديد فى البشرية، بدون تدخل رجل. طفل منه وليس من قدرة وقوة رجل. به يعود ويؤسس بشرية جديدة. بشرية أساسها الأخوَّة وهدفها السلام. طفل المغارة يواصل المشروع الأولى للإنسان أن يصبح أخاً، أخاً لكل إنسان. مشروع الأخوَّة يقرره الطفل ويتبناه، يرغبه ويحققه، ومعه كلنا إخوة.

بهذه الأخوَّة نبدأ مسيرة سلام. تتحلى بواجب التضامن، بواجب العدالة الاجتماعية، بواجب الحفاظ على البيت المشترك: عالمنا. بالأخوَّة نتغلب على الفقر، ونجد معاً سبلاً اقتصادية جديدة لخدمة الإنسان كل إنسان. بالأخوَّة نطفئ نار الحروب ونهدم جدران الفساد وحصون الجريمة. بالأخوَّة ننجو من حتمية الاقتصار على الواقعية الضرورية للسياسة والاقتصاد ونفتحها على بعد تسامى الإنسان ودعوته ورسالته. فيصبح الاقتصاد وسيلة ليحقق الإنسان ذاته وليس ليحقق فقط مصالح. وتصبح السياسة وسيلة ليحيا الإنسان كإنسان وليس كسيد.

يا طفل المغارة.. تعالَ ووحِّدنا

يا طفل المغارة.. تعالَ وازرع فينا هذه الرغبة: أخوَّة لنكون إخوة

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الكاتدرائية المواطنة البابا تواضروس

إقرأ أيضاً:

خطبة الجمعة اليوم من شمال سيناء: الدكتور محمود مرزوق يكشف عن كلمات غالية قالها النبي لـ صحابي جليل.. ذوي الهمم مكرمون من الله ويتولى الدفاع عنهم

خطبة الجمعة اليوم من شمال سيناء 
خطيب الأوقاف يكشف عن كلمات غالية قالها النبي لصحابي جليل
هذا الصحابي جبر الله خاطره من فوق سبع سماوات
ذوي الهمم مكرمون من الحق ويتولى الدفاع عنهم

 

قال الدكتور محمود مرزوق، وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة شمال سيناء، إن النبي الكريم نطق بكلمات غالية لصحابي لم يكن حسن الوجه فقال له "أنت عند الله غال".

وأضاف مرزوق، في خطبة الجمعة التي نقلها التليفزيون المصري من مسجد الروضة بمحافظة شمال سيناء، عن موضوع "أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ"، أن رسول الله نطق بهذه الكلمات حتى يعلي من مكانة الإنسان عند نفسه وعند الله وفي كون الله.

واستشهد خطيب الجمعة بقوله تعالى (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ).

وأشار إلى أن احترام الإنسان له مكانة كبيرة في الإسلام فهو كائن مشرف ومكرم من الله تعالى، فقد جعل الله جملة من الآداب الإجتماعية والأخلاقية والسلوكية مسجلة في القرآن الكريم للتعامل بين الإنسان وأخيه الإنسان في هذا الكون.

واستشهد بقوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ}.

وأكد أن الإِنْسَانَ المُكَرَّمَ المُبَجَّلَ لَا يَجُوزُ الانْتِقَاصُ مِنْهُ بِأَيِّ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ أَوْ إِشَارَةٍ، فالإنسان هو بنيان الله وصنعته جعل احترامه وتقديره من أعظم المقدسات وجعل الانتقاص منه من أشد المحرمات.

وقال الدكتور محمود مرزوق، وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة شمال سيناء، إن الله تعالى جبر خاطر سيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه، لما قال الحارث بن هشام كلمات جارحة في حق سيدنا بلال (أَمَا وَجَدَ مُحَمَّدٌ غَيْرَ هَذَا الغُرَابِ الأَسْوَدِ مُؤَذِّنًا؟).

وأضاف مرزوق، في خطبة الجمعة التي نقلها التليفزيون المصري من مسجد الروضة بمحافظة شمال سيناء، عن موضوع "أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ"، أنه في هذا الحين جاء الرد الإلهي لجبر خاطر سيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه، ونزل قوله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.

وتابع: هَذَا المَوْقِفَ المَشْهُودَ رِسَالَةُ طَمْأَنَةٍ، وَإِعَادَةُ ثِقَةٍ لِلإِنْسَانِ، نِدَاءٌ لمَن ابْتُلِيَ بِمَنْ يَنْتَقِصُ مِنْ قَدْرِهِ أَوْ يَسْخَرُ أَو يَتَنَمَّرُ بِشَكْلِهِ أَوْ هَيْئَتِهِ أَو طَرِيقَتِهِ: ارْفَعْ رَأْسَكَ، فَإنَّ اللهَ -جَلَّ جَلَالُهُ- يُدَافِعُ عَنْكَ كَمَا دَافَعَ عَنْ سَيِّدِنَا بِلَالٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، إِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ هُوَ الَّذِي يَحْمِيكَ مِنْ كُلِّ تَمْيِيزٍ عُنْصُرِيٍّ، فَأَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ.

قالَ سَيِّدُنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: «لمَّا نَظَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الكَعْبَةِ، قَالَ: مَرْحَبًا بِك مِن بَيْتٍ، مَا أَعْظَمَكِ، وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ! وَلَلْمُؤْمِنُ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ حُرْمَةً مِنْكِ».

وقال الدكتور محمود مرزوق، وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة شمال سيناء، إن الشرع الحنيف حذر المسلم من الاعتداء على أخيه المسلم بأي صورة.

واستند مرزوق، في خطبة الجمعة التي نقلها التليفزيون المصري من مسجد الروضة بمحافظة شمال سيناء، عن موضوع "أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ"، على هذا الأمر الشرعي بقول رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحْقِرَ أخاهُ المُسْلِمَ».

وأكد أن الشخص الذي يعتدي على أخيه المسلم قد وقع في الشر كله فيقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا، فَإِنَّ ذَلِكَ يُحْزِنُهُ» وذلك فيه من حرص الدين الإسلامي من الحفاظ على الحالة النفسية للإنسان وعدم إلحاق الضرر النفسي به.

ووجه خطيب الجمعة اليوم، نداءا إلى ذوي الهمم بأن يرفعوا رؤوسهم فهم مكرمون من الله تعالى ويتولى الله الدفاع عنهم والله يرزق المجتمع ويحفظه بسبب ذوي الهمم.

يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلْ تُنصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ؟»، فالتَّارِيخَ حَافِلٌ بِمَنْ حَوَّلَ الضَّعْفَ إِلَى قُوَّةٍ وَنَجَاحٍ وَإِنْجَازٍ وَتَفَوُّقٍ، وَتُرَاثُنَا حَافِلٌ بِالعُلَمَاءِ وَالمُفَكِّرِينَ وَالمُخْتَرِعِينَ مِنْ أَصْحَابِ الهِمَمِ، أَيُّهَا الإِنْسَانُ «أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ».

مقالات مشابهة

  • افتتاح 4 مساجد جديدة في البحيرة بتكلفة 9 ملايين و700 ألف جنيه
  • خطبة الجمعة اليوم من شمال سيناء: الدكتور محمود مرزوق يكشف عن كلمات غالية قالها النبي لـ صحابي جليل.. ذوي الهمم مكرمون من الله ويتولى الدفاع عنهم
  • فوائد الصلاة والسلام على النبي: إزالة الهم وغفران الذنوب
  • د. محمد بشاري يكتب: أسطورة الخيال.. بوابة التغيير والإبداع
  • أحمد نجم يكتب : روحي وروحك حبايب
  • الإعلامي محمد فودة: الدكتور أيمن عاشور يصنع "التميز" ويكتب شهادة ميلاد جديدة للتعليم العالي بتوجيهات الرئيس السيسي
  • الاعلامى محمد فودة: وزير التعليم العالي يصنع "التميز" ويكتب شهادة ميلاد جديدة بتوجيهات الرئيس
  • الاعلامى محمد فودة: الدكتور أيمن عاشور يصنع التميز ويكتب شهادة ميلاد جديدة للتعليم العالي بتوجيهات الرئيس السيسى
  • الاعلامى محمد فودة: الدكتور أيمن عاشور يصنع "التميز" ويكتب شهادة ميلاد جديدة للتعليم العالي بتوجيهات الرئيس السيسى
  • "بداية جديدة لبناء الإنسان".. البحوث الإسلامية تواصل فعاليات الدعوة بسوهاج