البوابة نيوز:
2025-01-31@18:02:54 GMT

الحوار هو الحل (3)

تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT

ثانيا: حوار الأديان:

في مقالي هذا، أستكمل حديثي عن أهمية الحوار، واتباع آدابه، في بناء الحضارات الإنسانية، وكيف أنه يمثل ضرورة أساسية من ضرورات بناء الأمم وتقدمها. وإذا كنا قد سبق أن توقفنا عند آليات الحوار بين الشباب والكبار، فإننا سنكمل حديثنا اليوم بطبيعة الحوار بين الأديان، وتبيان أنه لا يوجد تعارض شرائعي أو من حيث طبيعة المعاملات المجتمعية، فيما بين الأديان السماوية الثلاثة، فالأديان الثلاثة إنسانية الطابع في المقام الأول.

غني عن القول أن التعاليم السماوية نزلت مرحلية، بحيث يعد كل دين سماوي مرحلة تعبر عن احتياجات البشر ونوازعهم وميولهم وظروفهم الحياتية والعقلية، ومع تغير الظروف والمتطلبات البشرية يأتي دين سماوي آخر ليكمل ما توقف عنده الدين السماوي الأقدم. وهو ما يؤكده سيدنا المسيح بقوله: "لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل". وعندما نؤكد ذلك فإن هذا لا يلغي فكرة وجود الثوابت الدينية التي حثت عليها الأديان السماوية الثلاثة؛ نظرًا إلى وحدة المصدر السماوي. وما حدث بين الأديان السماوية الثلاثة من تكامل، حدث داخل كل دين على حدة. على نحو ما نجد ذلك في الدين الإسلامي- على سبيل المثال- من خلال علم الناسخ والمنسوخ، كما في قوله تعالى: "مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (سورة البقرة آية 106). فالدين السماوي دائما ما يجاري متغيرات الحياة ومتطلباتها، من خلال نصوصه المقدسة. إذًا العلاقة بين الأديان تكاملية، وليست أفضلية. فهي علاقة تقوم على الاحترام وليس التصارع أو التعارض. ومصر دوما كانت نموذجا يُحتذى في تلقي الأديان السماوية، وفي تسامحها وتعايشها. ربما تكون مصر هي الدولة الوحيدة التي التقى على أرضها جميع الأديان السماوية، وتعايشت جنبا إلى جنب، المعابد اليهودية والكنائس المسيحية والمساجد الإسلامية. ولقد تعايش أبناء الديانات السماوية الثلاثة في سلام وأمان وأمن اجتماعي طوال تاريخهم. وربما تكون مصر من الدول القليلة التي لم يأخذ استقبالها لأي دين سماوي في بداياته شكل التصارع والتقاتل، بل استقبلته بدافع احتياجها المرحلي لهذا الدين في تعاليمه ومبادئه. هكذا عاشت في مصر الأديان السماوية ولا تزال، ولم يكدر صفو هذه العلاقة المتسامحة والمتعايشة منغصات الحياة اليومية، التي كان المصريون يتعايشون معها. لم يكن في يوم من الأيام ليتصاعد الخلاف بين مصري مسيحي ومصري يهودي، أو مصري مسلم مع أي منهما، ليصل إلى حد وصفه بالصراع الديني، وإنما كان مجرد مشكلة اجتماعية حياتية، قد تحدث بين أبناء الدين الواحد، ولذلك كان سرعان ما يتم رأب صدع هذه الخلافات الاجتماعية الحياتية البسيطة. 

غير أنه لما جرت في البحر رياح التغيير السياسي، والتطرف الفكري، لم يعد ما كان يحدث ليمر مرور الكرام، وإنما أصبحت مثل هذه الخلافات الحياتية يتم توظيفها سياسيا. ولكي أدلل على ذلك يمكن معرفة مدى التغيير المجتمعي الذي ألم بالعالم العربي، وليس مصر وحدها، بعد وعد بلفور عام 1917، ثم تأسيس دولة إسرائيل عام 1948، التي تأتي تحقيقا لما نادت به الحركة الصهيونية، هذه الحركة التي كانت سببا رئيسيا في تكدير حالة الصفاء الاجتماعي في كل أنحاء العالم العربي. ففي مصر كان اليهودي يعيش في سلام وتسامح اجتماعي وإنساني مع سائر المصريين. كان يمارس حياته اليومية، وطقوسه الدينية في أمان بلا أي تكدير. كان اليهود ماهرين في التجارة، فمارسوا تجارتهم في حرية وسماحة. ومارسوا الطب، وتخصصوا في بعض الحرف الاجتماعية المهمة، دون أن يضايقهم أحد، بل مارسوا حقوقهم في تولي المناصب الرفيعة، فمنهم الوزير يعقوب بن كلس الذي تقلد منصب الوزير في عصر الدولة الفاطمية، التي أعلت من شأن اليهود، على نحو يشهد تسامحية مصر وشعبها وسياستها، وهو حق كان اليهود أنفسهم محرومين من الحصول عليه في الغرب (الديمقراطي!) حتى منتصف القرن العشرين تقريبا. ثم جاءت الحركة الصهيونية، فغيرت المزاج المجتمعي، وتغيرت معها هذه الصورة المتناغمة اجتماعيا بعض الشيء. وشعبيا نستطيع أن نلمس هذه الصورة المتعايشة بين أبناء الديانات الثلاثة في حكايات وسير وأغانٍ وأمثال شعبية كثيرة، وهو ما سنتوقف عنده في مقالنا القادم بإذن الله.  

* أستاذ الأدب الشعبي بكلية الآداب، جامعة القاهرة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أهمية الحوار حوار الأديان الأدیان السماویة بین الأدیان

إقرأ أيضاً:

عادات خاطئة تؤثر على نضارة البشرة وكيفية تجنبها

تسعى الكثير من النساء للحفاظ على بشرة صحية ومشرقة، لكن هناك بعض العادات اليومية التي قد تؤدي إلى تلف البشرة وفقدان نضارتها دون أن ندرك ذلك، يمكن لتجنب هذه الأخطاء أن يساهم في تحسين صحة البشرة بشكل ملحوظ.

 

أهم العادات الخاطئة


1.عدم إزالة المكياج قبل النوم:
يسبب تراكم الأوساخ والمكياج انسداد المسام وظهور حب الشباب.
الحل: تنظيف الوجه جيدًا باستخدام مزيل مكياج مناسب وغسول لطيف.

2.عدم ترطيب البشرة بانتظام:
يؤدي إلى جفاف الجلد وظهور التجاعيد المبكرة.
الحل: استخدام مرطب مناسب لنوع البشرة بعد غسل الوجه.

3.استخدام مستحضرات تجميل غير مناسبة:

قد تحتوي بعض المنتجات على مواد كيميائية قاسية تؤذي البشرة.
الحل: اختيار منتجات طبيعية أو طبية خالية من العطور والكحول.

4.التعرض المباشر لأشعة الشمس دون حماية:
يسرّع ظهور التجاعيد والبقع الداكنة.
الحل: استخدام واقي شمس بعامل حماية لا يقل عن 30.

5.تناول الأطعمة الدهنية والسكريات بكثرة:
يزيد من ظهور الحبوب والبثور.
الحل: اتباع نظام غذائي متوازن غني بالخضروات والفواكه.

6.قلة شرب الماء:
يؤدي إلى جفاف الجلد وفقدان حيويته.
الحل: شرب 8 أكواب من الماء يوميًا.

7.الإفراط في تقشير البشرة:
يتسبب في تهيج الجلد وإضعاف الحاجز الطبيعي للبشرة.
الحل: تقشير البشرة مرة أو مرتين أسبوعيًا بلطف.

يمكن لتجنب هذه العادات الخاطئة واتباع روتين عناية مناسب أن يحسن مظهر البشرة بشكل كبير، ويمنحها إشراقة ونضارة تدوم لفترات طويلة.

 

أضرار الجلوس لفترات طويلة وتأثيرها على صحة الجسم وطرق الوقاية محمد صبحي يوضح موقفه من مشاهد الصلاة في الأعمال الفنية إلهام الفضالة تروي تفاصيل سرقتها الغريبة في لندن| كيف وقع الحادث؟ عمرو دياب يفاجيء جمهوره برده على لقب "الوجه الجديد" من تركي آل الشيخ روبي تتألق بالريش الأسود في حفل غنائي ساحر| صور أروى جودة تدخل القفص الذهبي بإطلالة بسيطة وتخطيط لحفل زفاف عالمي إطلالات عائلة ترامب في حفل تنصيبه| كلاسيكية رقيقة وأناقة فاخرة 7 فوائد زيت القرنفل لصحة الجسم والجمال وصفة طبيعية فعالة لتطويل وتكثيف الشعر وتحسين صحته أحدث صيحات الحجاب 2025.. الأناقة تلتقي بالراحة في تصاميم فريدة

مقالات مشابهة

  • خالد الجندي: الصلاة جزءًا من تعاليم الأنبياء وتوحيد الله محور الرسالات السماوية
  • "فرنسي إسرائيلي" ضمن الرهائن الثلاثة التي ستفرج عنهم حماس غدا
  • عبد المسيح في ذكرى اغتيال لقمان سليم: العدالة السماوية آتية لا محال
  • إذاعة جيش الاحتلال: المحتجزون الثلاثة المرتقب أن تفرج عنهم حماس غدًا أحياء
  • عادات خاطئة تؤثر على نضارة البشرة وكيفية تجنبها
  • أمريكا.. عطلت أجهزة الإنذار وأشعلت النار في أطفالها الثلاثة
  • توقيع الكتب الثلاثة للدكتور محمد العربي بمعرض الكتاب..غدًا 
  • بطريرك الروم الأرثوذكس يحتفل بصلاة الغروب لعيد الأقمار الثلاثة في إسطنبول
  • لقاء أمني مغربي إسباني ألماني يستعرض تأمين مونديال 2030
  • «البترول»: الحفار «سايبم 10000» يصل حقل ظهر.. واكتشاف آبار جديدة خلال 3 أشهر