رئيسة الاتحاد الدولي للصحفيين: إعلاميو الجزيرة هم الأكثر استهدافا في غزة
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
باريس- بعد اغتيال الصحفي مصطفى ثريا وبينما يلقي مراسل الجزيرة وائل الدحدوح نظرته الأخيرة على جثمان نجله حمزة، لا يزال الصحفيون في قطاع غزة في مرمى نيران قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأعربت رئيسة الاتحاد الدولي للصحفيين دومينيك برادالي عن حزنها الشديد وقدمت تعازيها لأهالي الشهيدين ولكل العاملين في شبكة الجزيرة.
واستنكرت برادالي في مقابلة خاصة للجزيرة نت ما أسمته بـ"الاستهداف المتعمد" للصحفيين داخل القطاع المحاصر، مشيدة بشجاعتهم غير المسبوقة لنقل المعلومات الحقيقية التي توثق جرائم الاحتلال.
كما أدانت رئيسة الاتحاد الدولي، ومقره بروكسل، الدول المتواطئة مع الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل، معتبرة أنها مشاركة في آلة القتل التي تودي بحياة الشعب الفلسطيني والصحفيين.
وإلى نص الحوار
استشهد الصحفيان حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا اليوم بقصف إسرائيلي.. ما موقف الاتحاد الدولي للصحفيين؟لقد شعرنا بصدمة شديدة عند وصلنا نبأ وفاة زميلينا هذا الصباح شمال رفح جنوبي قطاع غزة حيث تم استهدافهم، حالهم كحال جزء كبير من زملائنا الصحفيين الذي لقوا حتفهم في القطاع منذ أكثر من 3 أشهر.
ومن الواضح أن القوات الإسرائيلية لا تقصف لتقتل أكبر عدد ممكن من المدنيين فحسب، بل أنها تشن حربا معلنة ضد الصحفيين. وتعتبر وسائل الإعلام التي لها أكبر عدد من الصحفيين في الميدان الأكثر استهدافا.
وشبكة الجزيرة على وجه الخصوص مستهدفة بشكل كبير من قبل الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، ورأينا ذلك جليا من قبل عند اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة في جنين على سبيل المثال. وبالتالي فإن الصحفيين اليوم يمثلون أهداف حرب، وصحفيو الجزيرة مستهدفون بشكل خاص.
هل تصفون هذا الاستهداف بـ"المتعمد"؟بكل تأكيد ولا يمكننا تجاهل ذلك. فمع كل التقارير والشهادات الموثقة التي نحصل عليها بفضل شجاعة العاملين معنا في نقابة الصحفيين الفلسطينيين، لا نستطيع القول إن هؤلاء الصحفيين قُتلوا بالصدفة لأنه لا يوجد شيء اسمه الصدفة، بل تم استهداف الأغلبية العظمى منهم بشكل متعمد.
وفي الموقع الإلكتروني للاتحاد الدولي للصحفيين، خصصنا ركنا منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي نضع فيه اسم كل صحفي وتاريخ ومكان وظروف وفاته. ونقوم بتحديث المعلومات بشكل يومي وللأسف عدة مرات في اليوم.
ونحن متيقنون أن الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل تريد قتل أكبر عدد ممكن من الصحفيين والمدنيين على حد سواء.
من الواضح أن إسرائيل لا تكترث بتصريحات الإدانة.. فهل ستتم تحركات وضغوط فعلية لوقف استهداف الصحفيين في قطاع غزة؟
نعم، لدينا 3 أنواع من التحركات، أولها يتمثل في الضغط السياسي والإعلامي، والثاني في الضغط على حلفاء حكومة نتنياهو المتطرفة الذين يزودونها بالقنابل والذخائر والمساعدات بكافة أنواعها.
وورقة الضغط الثالثة هي طلب العدالة أمام المحكمة الجنائية الدولية. فعلى سبيل المثال، كنا إلى جانب عائلة أبو عاقلة وصحفيين فلسطينيين آخرين منذ سبتمبر/أيلول 2022 في الاستئناف الذي قُدم أمام المحكمة.
ومن جانبنا، ندعو قناة الجزيرة إلى التوثيق المشترك لأكبر عدد ممكن من حالات اغتيال الصحفيين للسماح لنا بتحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.
ناقشتم من قبل احتمالية تقديم شكوى للجنائية الدولية حول جرائم الاحتلال بحق الصحفيين، أين وصل هذا الملف؟يؤسفني القول إنني لا أملك جوابا وافرا حول ذلك. لكننا سنقدم تقييما حول الملف مع محامينا كريستوف ماراشان عندما يكون ذلك متاحا في الأيام المقبلة.
في المقابل، أؤكد قبول الشكاوى الأولى التي تحدثت عنها سابقا لدى المحكمة ويتم التحقيق فيها حاليا.
هل تحمّلون المسؤولية للدول التي تستخدم حق النقض (الفيتو)؟نعم، نحمّل المسؤولية لكل الحكومات وشركائها، سواء بشكل مباشر وفعلي أو بالامتناع والصمت، لأنهم متواطئون في مقتل عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين.
هذه الجهات متواطئة في قتل العاملين في مجال الرعاية الصحية والمجال الإنساني وموظفي الأمم المتحدة، وبالطبع الصحفيين.
هل بإمكانكم اليوم تقديم أي مساعدة فعلية للصحفيين في غزة؟على الرغم من أننا غير قادرين على الذهاب إلى قطاع غزة فإننا نقدم 3 أنواع من المساعدات بفضل أصدقائنا في الاتحاد الفلسطيني.
وقد وعدنا الفرع التابع لنا في العراق بتخصيص مبلغ 250 ألف دولار لنقل الصحفيين وعائلاتهم خارج القطاع دون تحديد إلى أين بالضبط، فضلا عن تحركات دبلوماسية أخرى لا يمكن الحديث عنها الآن لأنها معقدة بعض الشيء.
بالإضافة إلى ذلك، نستمر في الإدانة وتنظيم المسيرات لدعوة حكوماتنا في كل بقاع العالم لوضع حد لهذه الحرب الفظيعة.
إلى أي مدى انكشفت الحقيقة حول استهتار وعدم احترام إسرائيل لحرية التعبير وحقوق الإنسان والصحفي في القيام بعمله في الميدان؟
سأتحدث من فرنسا، كوني فرنسية، للإشارة إلى أننا لا يمكننا العودة إلى غزة. وكانت صحفية شبكة "بي بي سي" الوحيدة التي تمكنت من القيام بذلك وخرجت بسرعة كبيرة جدا آنذاك.
ولهذا، يجب على العالم أجمع أن يشكر الصحفيين الفلسطينيين على شجاعتهم في نقل المعلومات الموثوقة من أرض الميدان، سواء كتابة أو عبر الهاتف أو الفيديو، لمدة 4 أشهر والمخاطرة بحياتهم.
هل سيشجع عدد الصحفيين الذين قُتلوا منذ بداية العدوان على غزة الجرأة على ارتكاب هذه الجرائم ضد صوت الحقيقة في أنحاء أخرى من العالم؟هذه ملاحظة ممتازة وستمنحني فرصة الرد والإشارة إلى أمر مهم جدا. فقد وضع الاتحاد الدولي للصحفيين اتفاقية لمكافحة الإفلات من العقاب على اغتيال الصحفيين، وصاغها خبراء دوليون في مجال العدالة، ومن المتوقع أن تعتمدها الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ويركز النص على 3 نقاط أساسية، وهي إقامة لجنة يقظة دائمة، والتزام الدول لتحقيق نتائج فيما يتعلق بحماية حرية الصحافة، وإمكانية إجراء تحقيق دولي.
وكما يعلم الجميع، يجب دعم اتفاقيات كهذه من قبل عدد معين من الحكومات. وللأسف، فرنسا لم تتخذ قرارها بعد. وهذه الاتفاقية التي تم إطلاقها قبل أسابيع فقط من تفشي وباء كورونا، تم تجميدها لمدة عامين.
واليوم، نأمل أن تحيي المأساة التي يعيشها زملاؤنا في قطاع غزة هذه الاتفاقية وإعادتها إلى طاولة النقاش مجددا.
هل كانت المؤسسات العالمية التي تحمي حقوق الصحفيين لتصمت بهذا الشكل لو حدثت هذه الجرائم في دولة أخرى؟ هل هناك اعتبارات سياسية على حساب دماء الصحفيين؟لا أعرف موقف كل المنظمات التي تدعي الدفاع عن الصحفيين، فكلها منظمات غير حكومية ويعيش بعضها على مساعدات دول أو وسائل إعلام كبرى. وهؤلاء عادة ما تكون لديهم "استياءات انتقائية".
ففي الفترة الماضية، كان هناك جدل حول الأرقام الفعلية للصحفيين الذين قُتلوا. وذكر الاتحاد الدولي 120 صحفيا، بينما كانت أرقام منظمة "مراسلون بلا حدود" غير الحكومية قليلة جدا ووصف تقريرها أن عام 2023 "العام الأفضل" للصحفيين. وهو أمر خاطئ بالطبع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الاتحاد الدولی للصحفیین قطاع غزة من قبل
إقرأ أيضاً:
بتوجيهات السيسي.. تسليم أحد مقرات وزارة التخطيط بوسط القاهرة ليكون مقرًا لاتحاد الصحفيين العرب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، تسليم مقرًا سابقًا للوزارة بوسط القاهرة، ليُصبح مقرًا لاتحاد الصحفيين العرب، وذلك تنفيذًا لتكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي.
جاء ذلك بحضور الكاتب الصحفى كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، ومؤيد اللامى، رئيس اتحاد الصحفيين العرب، نقيب الصحفيين العراقيين، وخالد ميرى، الأمين العام للاتحاد، وأعضاء الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب.
وألقت الدكتورة رانيا المشاط، كلمة أكدت فيها أن تسليم أحد مقرات وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، لاتحاد الصحفيين العرب، ليجاور نقابة الصحفيين المصرية العريقة، يأتي تنفيذَا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتكليفات دولة رئيس مجلس الوزراء، لاستغلال مقر الوزارة الذي تبلغ مساحته ١٥٥٠ مترًا مربعًا.
وأوضحت أن ذلك يؤكد الدور المحوري الذي تقوم به جمهورية مصر العربية في احتضان المؤسسات والمنظمات العربية، تأكيدًا على دورها كشقيقة كبرى، مستضيفة وحاضنة لكثير من المبدعين والأدباء والفنانين والمثقفين العرب على مر التاريخ، فضلًا عن حرص الدولة المصرية على تقديم كافة أوجه الدعم للجهود الرامية لتعزيز العمل العربي المشترك.
وأضافت «المشاط»، أن تلك الخطوة تأتي بعدما قامت الوزارة خلال العام الماضي، بتسليم مقرها الرئيسي بشارع عدلي، للمحكمة العربية للتحكيم، بعد انتقال الحكومة للعاصمة الإدارية الجديدة، ليكون مقرًا مؤقتًا للمحكمة العربية للتحكيم، تنفيذًا لتوجيهات السيد الرئيس، ولحين الانتهاء من المقر الدائم للمحكمة بمدينة العدالة بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وأكدت أن هاتين الخطوتين تؤكدان الدور الذي تقوم به مصر في تعزيز العمل العربي المُشترك، كما تعكسان الجهود التي تقوم بها الحكومة لتعظيم الاستفادة من مقرات الوزارات بعد الانتقال للعمل من العاصمة الإدارية الجديدة.
من جانبه، وجه مؤيد اللامي، رئيس الاتحاد العام للصحفيين العرب، الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، على مبادرته بدعم اتحاد الصحفيين العرب وتخصيص مقر للاتحاد في قلب القاهرة، مؤكدًا أن مصر هي بلد الحضارة والنخب العلمية، والثقافية، والسياسية، وأن الاتحاد سيعمل الفترة المقبلة على تعزيز جهود التطوير، حيث يضم الاتحاد ٢٠ دولة عربية على مستوى الاتحادات والنقابات.
وقال الكاتب الصحفي كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام: "نشكر السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على دعمه لاتحاد الصحفيين العرب، وحرصه على لقاء الاتحاد أكثر من مرة"، مشيرًا إلي توجيهات السيد لرئيس مع وسائل الإعلام أكد خلاله على ضرورة تضمين قيم التضامن العربي، مشيرًا إلى أننا حريصون على أن يكون الإعلام العربي يوحّد ولا يفرق، مشيداً بحرص الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، على التعاون مع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.
كما وجه خالد ميري، الأمين العام لاتحاد الصحفيين العرب، الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، والدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، على الدعم الكبير الذي تم توجيهه للاتحاد، وهو ما يؤكد حرص مصر علي احتضان كل الأشقاء العرب، مشيرا إلى أنه سيتم تجهيز المقر فوراً وأنه من المنتظر أن يكون هناك افتتاح كبير للمقر بمناسبة مرور ٦٠ عاما على إنشاء الاتحاد.