خبراء روس يقرأون حظوظ ترامب في الانتخابات الأمريكية.. ماذا قالوا؟
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
تدخل الولايات المتحدة مرحلة نشطة من السباق الرئاسي؛ حيث أصبح السؤال الرئيسي فيها: "هل يعود المرشح الجمهوري المفضل دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وسط ضغوط جدية؟ خاصة وأنه من المتوقع أن يكون منافسه، جو بايدن، مرة أخرى، الأمر الذي سيحول الانتخابات المزمع تنظيمها خلال عام 2024، إلى مباراة العودة بين كلا السياسييْن، وهل سيتمكن ترامب من الفوز بالمعركة الرئاسية وكيف يمكن منعه؟".
ونشرت صحيفة "غازيتا" الروسية، تقريرًا، ترجمته "عربي 21"، قالت فيه "إنه مع حلول عام 2024، تكتسب الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة زخمًا مطردًا؛ حيث تبدأ سلسلة من الانتخابات التمهيدية في الولايات في شهر كانون الثاني/ يناير الجاري".
وأضاف: "تنتهي بتأكيد المرشحين الرئاسيين الجمهوري والديمقراطي في المؤتمرات الصيفية، وهناك العديد من المتنافسين على كلا الجانبين، لكن اللاعبيْن الرئيسييْن، كما كان الحال قبل أربع سنوات، هما الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، وخليفته الحالي جو بايدن".
وأوضحت الصحيفة أن "الأول يحاول استعادة منصب رئيس البيت الأبيض، والثاني يحاول الاحتفاظ به، وهو ما يجعل نتيجة مباراة العودة تتسبب في حدوث اضطرابات في الفضاء الإعلامي الغربي، حيث من المتوقع أن تؤدي عودة ترامب إلى عكس السياسة الأمريكية في العديد من القضايا بدءًا من تشديد قوانين الهجرة إلى مسار المفاوضات بشأن الصراع في أوكرانيا".
المفضل للمشهد السياسي
وذكرت الصحيفة أن "الانتخابات الرئاسية الأمريكية ستُجرى في أوائل تشرين الثاني/ نوفمبر، ومن الصعب جدًا تحديد من قد يخرج منتصرًا خلال 11 شهرًا، فيمكن أن يُطلق على ترامب بثقة اليوم، لقب المرشح الأوفر حظًا في السباق الرئاسي، فبحسب استطلاع أجرته شركة ماكلولين آند أسوشيتس، فإن 47 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع مستعدون للتصويت للرئيس السابق، و44 بالمئة مستعدون للتصويت لبايدن".
وفي الدراسة التي أجرتها مؤسسة "هارت" للأبحاث وإستراتيجيات الرأي العام، أصبحت الفجوة أكثر اتساعا، حيث تفوق ترامب على خليفته بنسبة 6 بالمئة. بالإضافة إلى ذلك؛ يُنظر إلى الجمهوري بشكل إيجابي من قبل 47 بالمئة من الأمريكيين مقابل 49 بالمئة ينظرون إليه بشكل سلبي، وفقًا لاستطلاع أجرته شركة "مورننج كونسلت".
وحصل بايدن على نتيجة أسوأ؛ وهي 45 بالمئة تقييمات إيجابية مقابل 51 بالمئة سيئة، وعلى هذا يمكن القول إن الأميركيين ليسوا معجبين بشدة بكلا المرشحين، لكنهم ما زالوا يعاملون ترامب بشكل أفضل قليلا.
ووفق الصحيفة؛ يرى عالم السياسة الأمريكي، مالك دوداكوف، أن "ترامب هو الزعيم الواضح للسباق الانتخابي في الوقت الحالي، حيث يتقدم على بايدن في 16 من آخر 20 استطلاعًا للرأي، ويتزايد تقدمه على الرئيس الأمريكي تدريجيًّا، ففي البداية كان حوالي 1 إلى 2 بالمئة، والآن حوالي 4 إلى 5 بالمئة".
وأوضح "أي أنه إذا أجريت الانتخابات في المستقبل القريب فمن المرجح أن يفوز بها ترامب. ومع ذلك؛ لا يزال هناك 11 شهرًا قبل التصويت، لذلك يمكن أن يتغير كل شيء".
ويتفق مع هذا الرأي فلاديمير فاسيليف، وهو كبير الباحثين في معهد الولايات المتحدة وكندا التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، والذي يعتقد أن "ترامب كان سيفوز بالانتخابات لو كنا نتحدث عن عملية انتخابية عادية كما حدث خلال الحملات السابقة".
وتابع: “لدى ترامب فرصة للعودة إلى البيت الأبيض؛ شيء آخر هو أنه في الوضع الحالي قد لا تكون هناك عملية طبيعية، ومن المحتمل أن تكون هناك اضطرابات واسعة النطاق وفوضى كاملة في البلاد خلال الحملة الانتخابية، فقد لا يعترف الديمقراطيون بنتائج الانتخابات، ولن يُسمح لترامب بالدخول إلى البيت الأبيض، جسديًا فقط".
عقبات في الطريق إلى البيت الأبيض
وأفادت الصحيفة أنه "في حالة ترامب، لا يلعب الدعم داخل الحزب الجمهوري أو الرأي بين الناخبين بشكل عام دورًا مهمًا فحسب؛ حيث يواجه السياسي منذ صيف 2023 سلسلة من التهم الجنائية، بما في ذلك تلك المتعلقة بمحاولة قلب نتائج الانتخابات الأخيرة واقتحام أنصاره لمبنى الكابيتول قبل ثلاث سنوات.
وبحلول كانون الأول/ ديسمبر؛ زادت الأزمة بعد استبعاده من الانتخابات التمهيدية في كولورادو، الأمر الذي قد يعرض مشاركته في الانتخابات ككل للخطر".
وأوضحت الصحيفة أن "هناك رأي في وسائل الإعلام الأمريكية يقول إن كل هذا يساعد ترامب فقط، بسبب الاهتمام الإعلامي الاستثنائي والتوحيد الفعلي للجمهوريين حوله، رغم التناقضات الداخلية. ويتأكد هذا الإصدار جزئيًّا من خلال نمو تصنيفه السياسي وهيمنته في الحزب الجمهوري، حيث حصل على أكثر من 60 بالمئة من الدعم".
وأردفت الصحيفة نفسها: "بالنسبة للعالِم السياسي، مالك دوداكوف، يمكن أن تشكل هذه الاتهامات تهديدًا خطيرًا لترامب، حتى لو انتهى به الأمر إلى تجنب السجن والطعن في قرار الانتخابات الأولية للمحكمة العليا في كولورادو".
وأضاف: "يمكن أن تتصاعد التقاضي بشأن ترامب؛ حيث يتم إدخال السياسة في أربع قضايا جنائية، ستبدأ جلسات الاستماع بشأنها في آذار/ مارس ونيسان/ مارس 2024. بالإضافة إلى ذلك؛ يحاولون إزالته من التصويت في عدد من الولايات. وأضاف الخبير أن القصة الثانية ستُحسم على الأرجح لصالح ترامب، لكن كل هذه المعارك القانونية في كل الأحوال تستهلك طاقة ومالًا ووقتًا".
وبحسب الصحيفة؛ فقد حدد فلاديمير فاسيلييف، من معهد الولايات المتحدة الأمريكية وكندا التابع لأكاديمية العلوم الروسية، ثلاث عقبات رئيسية في طريق ترامب إلى البيت الأبيض؛ حيث يأتي في المقام الأول قرار المحكمة العليا في كولورادو، فإن لم تقبل المحكمة استئناف ترامب على قرار استبعاده من الانتخابات التمهيدية بالولاية؛ فهناك 20 ولاية ديمقراطية أخرى مستعدة لاستبعاد ترامب من الانتخابات التمهيدية، ما قد يجعل الولايات الجمهورية ترد بالمثل فيما يتعلق بترشيح الرئيس الأمريكي جو بايدن".
ثانيًا، وفقًا لفاسيلييف، "من المتوقع أن ينظر ترامب في الربيع في طلب من المدعي الخاص جاك سميث، حول ما إذا كانت الحصانة من الملاحقة القضائية تنطبق في حالة الرئيس السابق، وثالثًا، حتى لو فاز في الانتخابات، فقد يتم تقديم الطلب، وقد تم تقديمه بالفعل إلى القوات المسلحة الأمريكية، والذي بموجبه لا ينبغي له أن يشغل منصبًا بموجب التعديل الرابع عشر للدستور الأمريكي الذي يحظر على المسؤولين الذين شاركوا في "التمرد أو العصيان" تولي مناصب عامة.
الخطة ب للولايات المتحدة الأمريكية
وأوضحت الصحيفة، إلى أنه "مع بداية المرحلة النشطة من الحملة الانتخابية الأمريكية، نشأ وضع غامض فيما يتعلق بِترامب، ومما يزيد الطين بلة فإن الأميركيين ليسوا متحمسين بشكل خاص لتكرار سيناريو انتخابات 2020 مع الرئيس الأميركي السابق، وبايدن في الأدوار القيادية. على سبيل المثال، في صيف عام 2023، في استطلاع أجرته شبكة إن بي سي، عارض غالبية الناخبين مشاركة كلا السياسييْن في التصويت".
وبحسب عالم السياسة، مالك دوداكوف، فإنه "لا يمكننا أن نتوقع صورة مختلفة في انتخابات 2024. ووفقا له، فإن التصويت سيكون على الأرجح تكرارا للمبارزة بين ترامب وبايدن قبل أربع سنوات".
وتابع بالقول: "بالطبع لدى الجمهوريين والديمقراطيين خطة بديلة، في الحالة الأولى، هناك حاكم فلوريدا رون ديسانتيس أو سفيرة الأمم المتحدة السابقة نيكي هيلي. بدأ الديمقراطيون بداية منخفضة مع نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، وحاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم، ورئيس ميشيغان جرينتشن ويتمير".
واختتمت الصحيفة، التقرير. بما قاله، فلاديمير فاسيلييف، إن "الجمهوريين والديمقراطيين في وضع صعب عند النظر في إمكانية تغيير اللاعبين الرئيسيين، مبينًا أن اليوم؛ ليس لدى ترامب أي معارضة تقريبًا في الحزب الجمهوري".
واستطردت: "يمكن تسمية منافسته بالممثلة الدائمة السابقة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، لكن لأسباب عديدة لن يرشح الجمهوريون أبدًا امرأة كمرشح رئاسي. فيما يختبئ الديمقراطيون جميعهم ولا أحد يعرف، إذا خرج بايدن من السباق فجأة من سيحل محله، غير أنهم يتحدثون عن حاكم ولاية كاليفورنيا، جافين نيوسوم أو السيدة الأمريكية الأولى السابقة، ميشيل أوباما".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية ترامب انتخابات 2024 الإنتخابات الأمريكية ترامب انتخابات 2024 المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من الانتخابات التمهیدیة الولایات المتحدة إلى البیت الأبیض الرئیس الأمریکی الصحیفة أن یمکن أن
إقرأ أيضاً:
تقدير إسرائيلي باستبعاد مهاجمة إيران مع استمرار المفاوضات مع الولايات المتحدة
تتزايد التقديرات الاسرائيلية أن الاتفاق النووي الأمريكي الإيراني أقرب من أي وقت مضى، والآن بالذات، تحتاج "إسرائيل" التي تظل أيديها مُقيّدة فيما يتعلق بالنشاط في إيران حتى نهاية العملية، للحفاظ على التنسيق الوثيق مع إدارة الرئيس دونالد ترامب من أجل تحقيق الهدف المشترك، وهو منع إيران من امتلاك القدرة النووية.
وأكد الجنرال تسفيكا حايموفيتش، قائد مديرية الدفاع الجوي السابق، أن "هذا هو الوقت المناسب لوضع كل الخلاف والانقسام داخل الاسرائيليين خارج السياج العسكري، لأن المفاوضات المباشرة وغير المباشرة مع إيران التي بدأتها الولايات المتحدة خطوة متوقعة في ضوء تصريحات ترامب حتى قبل عودته للبيت الأبيض في يناير، وقدم فيها نفسه كـ"رئيس سلام".
وأضاف حايموفيتش، في مقال نشره موقع "واللا" وترجمته "عربي21" أن المفاوضات مع إيران سبقتها عملية مماثلة فيما يتصل بالحرب بين روسيا وأوكرانيا، وستستمر مع الحرب في غزة، قائلا: "حتى لا نتفاجأ عندما تأتي، وفي نهاية العملية مع إيران، لا ينبغي لإسرائيل أن تبقى عند نفس النقطة، وسيتعين على إيران أن تكون خالية من القدرات النووية التي تهددها".
وأشار إلى أنه "بغض النظر عن طبيعة الاتفاق المرتقب الأمريكي الإيراني، فسوف يتعين تحسينه مقارنة بالاتفاق السابق، والالتزام بنقل اليورانيوم المخصب لدولة ثالثة خاضعة للإشراف، ووقف مشروع الصواريخ، وما يسمى بمجموعة الأسلحة، والسيطرة والإشراف الحقيقي على منشآتها، وتحرك عسكري ركّزته الولايات المتحدة على مسافة قريبة منها، بجانب إظهار الجدية ضد الحوثيين، وكلها أسواط وضعتها واشنطن على طاولة المفاوضات، وهو تهديد موثوق وقوي".
وأكد أنه "سواء استمرت العملية ستة أسابيع أو أكثر، فإيران تريد شراء الوقت، والولايات المتحدة تريد الوفاء بالموعد النهائي الذي حدده ترامب، فستكون مصحوبة بارتفاعات وانخفاضات، وتقارب وأزمات مفتعلة، وتهديدات وتسريبات، وربما تؤدي حتى لتفعيل إيران المتحكم به لوكلائها في المنطقة، وليس الحوثيين فقط، هذا هو السوط الإيراني، ولهذا، ويجب على إسرائيل أن تكون مستعدة وجاهزة".
وأوضح أن "الإعلان الاسرائيلي خلال الأيام الماضية عن نوايا مهاجمة المنشآت النووية، التي أوقفها ترامب مثال واضح على التهديدات والتسريبات خلال المفاوضات، وهذه المرة يبدو أن التقرير المسرّب يخدم فعليا المصلحة الأميركية في المفاوضات مع إيران".
وأضاف أن "الأكيد أنه خلال المفاوضات ستُمنع إسرائيل من أي هجوم أو تحرك ضد إيران، ويجب عليها تجنّب التصريحات التي لا معنى لها، مثل "نموذج ليبيا" الذي سارع المبعوث ستيف ويتكوف للتوضيح أنه غير مطروح على الطاولة، وتركيز جهوده مع الولايات المتحدة، والتأكد من الحفاظ على المبادئ الإسرائيلية، وتعزيز التنسيق والاتصال معها فيما يتعلق بالنشاط العسكري، سواء التدريبات أو المساعدة غير المباشرة للعدوان على اليمن، والحفاظ على مستوى عالٍ من الجاهزية العسكرية، وتحسينها باستمرار، الدفاعية والهجومية".
وأوضح أن "المفاوضات التي تقوم بها الولايات المتحدة مع إيران ليست منفصلة عن العمليات الإقليمية الأخرى التي تؤثر عليها بشكل مباشر، وسأذكر بعضها فقط: التطبيع مع السعودية حيث ستكون زيارة ترامب الشهر المقبل ذات أهمية كبيرة، وانسحاب القوات الأمريكية من سوريا، وما إذا كانت تركيا ستستغل ذلك لتعميق تغلغلها فيها، ونزع سلاح حزب الله من قبل الحكومة اللبنانية".
وأضاف أن "العمليات الداخلية في إسرائيل سيكون لها تأثير بعيد المدى، وهذا ليس الوقت المناسب لإلحاق الضرر بقدرات الجيش الإسرائيلي أو أي من الأجهزة الأمنية الأخرى، مما يستدعي وضع كل الخلافات والانقسامات خارج السياج العسكري، وإلا فإن إسرائيل سوف تضيع فرصة تاريخية بسبب الصراعات الداخلية بين أقطابها، لأنها تواجه عدداً من عمليات التغيير الاستراتيجي التي تحمل إمكانات كبيرة لإحداث تغيير كبير في منطقة الشرق الأوسط بأكملها".