صحيفة عاجل:
2024-10-06@15:31:21 GMT

العمرة أولا يا وزارة السياحة

تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT

العمرة أولا يا وزارة السياحة

وطننا يتجه وبسرعة كبيرة نحو تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، وأحد ركائز الرؤية صناعة السياحة، مشروعات بنى تحتية تنشأ على مدار الساعة، وانتشار وتوزيع رائع لتلك المشروعات في أغلب مناطق المملكة إضافة إلى مشروعات الرؤية الضخمة من القدية والبحر الأحمر ونيوم وسودة عسير بجانب مدينة العلا.

إن السياحة تعتمد وبشكل أساسي على العنصر البشري، فهي عبارة عن خدمات تقدم من قبل أشخاص لا يمكن استبدالهم بأي بديل صناعي وآلي، وإلا غابت جماليات الثقافة ومقومات الضيافة على حد سواء.

لم يعد الزائر يكتفي بالفندق الجميل ولا بالمطار الكبير سهل الاستخدام، بل أصبح يطلب ويبحث عن التجربة الإثرائية، إنه يريد أن يزور أحياء المدينة ويتجول فيها، أن يستمع إلى مرشد سياحي، أن يجد في الفندق الذي يسكنه روزنامة عن الفعاليات المقامة في المدينة.. إلخ، كل تلك التوقعات من الزائر لابد أن توفرها شركات تقدم الخدمات المطلوبة بالتوقعات المرجوة.

في مكة المكرمة مازالت العمرة رغم وجود الأعداد الكبيرة من المعتمرين -طوال العام- تفتقر إلى الخدمات التي يتوقعها الإنسان الذي اعتاد على زيارة الدول المعروفة بالسياحة، وقد سبق أن أوردت قصة بهذا الخصوص في مقال سابق بعنوان " DMC في مكة والمدينة". لابد من دعم مالي للشركات الصغيرة التي تقدم الرحلات إلى المواقع التاريخية، لابد من إقامة معاهد لغات لشبابنا وبناتنا، وأن يتم ابتعاثهم لاحقا بعد قضائهم فترة مناسبة في تلك المعاهد، وضروري أن نفهم معاناة رواد الأعمال الشباب والأسباب التي تجعلهم يترددون أو لا يفكرون في إنشاء مشروعاتهم أصلا في مجال خدمات الزوار. وأن تطرح أيضا على رواد الأعمال المشروعات والأفكار التي تسد النقص في تجارب السياح والزوار.

هناك تركيز كبير على الأنشطة التسويقية في قطاع السياحة في الفترة الحالية، بالرغم من عدم جاهزية أغلب المواقع في المملكة وأن العمرة مازالت هي الجاذب والمؤثر في أعداد الزائرين إلى المملكة، لذا فإن التركيز على اكتمال عناصر التجارب الإثرائية للعمرة وتقديمها بمستوى توقعات الزوار سوف ينعكس لاحقا على المواقع الجديدة في المملكة على شكل خبرات سابقة وتجارب يمكن استنساخها والاستفادة منها في قابل الأيام.

المصدر: صحيفة عاجل

إقرأ أيضاً:

الدولة الوطنية أولاً وأخيراً

إن المتأمّل في مسار الأحداث السياسية التي تعصف بالمنطقة العربية في الوقت الراهن، يُدرك تماماً أنّ الأوطان لم تعد كما كانت، وأن الركيزة الأولى لاستقرارها هي الدولة الوطنية، التي تعيش حالياً أزمة وجودية تهدّد كيانها ومستقبلها. في عراق الأمس ولبنان اليوم، سوريا المكلومة، واليمن المنهك، نجد أن الدولة قد أُضعفت وتآكلت بفعل عوامل خارجية وداخلية، مما ألحق بالأوطان جراحاً غائرة، وآن الأوان لإعادة النظر في مفهوم الدولة، ليس كإطار سياسي فحسب، بل كضمانة لحماية المجتمع ومنعه من الانهيار.
الدولة الوطنية، بمؤسساتها وقياداتها الشرعية، ليست مجرد أداة للحكم، بل هي الضامن الوحيد للتعايش والسلم الأهلي، فحين تضعف الدولة أو تفقد سيادتها، تبدأ الولاءات الطائفية والقبلية بالظهور، وتختفي معها ملامح الوحدة الوطنية. رأينا كيف أن الميليشيات المسلحة كانت بمثابة معاول هدم تقوّض أسس تلك الدول، وتعزّز الانقسامات الاجتماعية، لتتحول الأوطان إلى مسارح فوضى لا يعرف المواطن فيها إلى من يلجأ. وهكذا، تتفكك الدولة شيئاً فشيئاً، وتذوب في بحر من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، فلا يبقى من المؤسسات إلا أطلالها.
ومع ذلك، يجب أن ندرك أن دعم الدولة الوطنية ومؤسساتها ليس فعلاً سياسياً عابراً، بل هو واجب أخلاقي وحتمي للحفاظ على وجود الوطن نفسه. هذا الكلام يتّفق ويتّسق مع ما كان يؤمن به الرئيس الأمريكي الراحل جورج واشنطن حين قال: الوحدة الوطنية هي الأساس الضروري للحفاظ على حريتنا واستقلالنا. لذلك؛ فالالتفاف حول القيادة الشرعية ومؤسسات الدولة، هو السبيل الوحيد لاستعادة الهيبة والسلطة، في وقت تُهدّد فيه الكيانات بالانهيار. الدولة هي الأساس الذي يجب أن يستند عليه المجتمع في بناء مستقبله، وهي الوحيدة التي تستطيع أن تقود الوطن نحو طريق التقدّم والاستقرار.
ولكن، في خضم هذه الأزمات، تظهر على الساحة أصوات تدعي الفهم والخبرة، متسربلة بعباءة المثقف أو الخبير. تراهم على شاشات التلفاز، يتحدثون عن الميليشيات المسلحة وكأنها الملاذ الأخير، متجاهلين تماماً أن هذه الجماعات هي ما تسبب الفوضى والانقسام. هؤلاء ليسوا سوى أدوات في أيدي قوى خارجية تسعى لزعزعة استقرار الأوطان، وخداع الناس بوعود لا أساس لها، والابتعاد عن هؤلاء وعدم الانجراف خلفهم، هو ضرورة لكل مواطن عربي يتطلّع إلى مستقبل مستقر.
المواطن العربي اليوم مطالب بأن يعي جيداً ما يحاك له ولبلاده، وأن يدرك أن البديل عن الدولة الوطنية ليس إلا الفوضى. الطائفية والميليشيات المسلحة ليست إلا دعوة للفناء الذاتي والانتحار الجماعي.
إن الدول التي كانت مثالاً للتنوع والتعايش الديني والثقافي، تحوّلت إلى ساحات للفتن والحروب بسبب صعود الميليشيات التي تعمل خارج إطار الدولة. هذه الحروب لم تُبقِ على شيء، فالبنية التحتية انهارت، والأمن غاب، والملايين من الناس هاجروا من أوطانهم، بحثاً عن أمان فقدوه في ديارهم. ومن هذا المشهد الحزين، علينا أن نأخذ الدروس، وأن نعي أن الدولة الوطنية هي الضامن الحقيقي لاستمرار الحياة واستقرار المجتمع.
الخلاصة واضحة: الدولة الوطنية هي السور الذي يحمي المجتمع من التفتت والخراب، والالتفاف حول القيادة الشرعية ليس مجرد فعل سياسي، بل هو واجب على كل مواطن. الوقوف مع الدولة هو الوقوف مع الحياة، والانسياق خلف الميليشيات ودعاة الفوضى ليس إلا خطوة نحو الدمار.

مقالات مشابهة

  • وزارة الصناعة والثروة المعدنية تنفذ 1,033 جولة رقابية على المواقع التعدينية خلال شهر أغسطس الماضي
  • “الصناعة”: مراقبة المواقع التعدينية بمختلف مناطق المملكة 1.033 مرة خلال أغسطس 2024
  • “الأحوال المتنقلة” تقدم خدماتها في (36) موقعًا حول المملكة
  • وزارة السياحة تنظم معارض وورش فنية احتفالا بذكرى انتصار أكتوبر
  • وحدات الأحوال المدنية المتنقلة تقدم خدماتها في (36) موقعًا حول المملكة
  • الدولة الوطنية أولاً وأخيراً
  • من هي الدول التي أجلت رعاياها من لبنان؟
  • السياحة: لا سفر للعمرة دون إصدار الباركود قبل 48 ساعة
  • الداخلية: المواطنة التي أشار إليها تصريح الوزير أنهت إجراءات البصمة البيومترية في مطار الكويت ودخلت البلاد
  • توجه مهم من غرفة السياحة للشركات بشأن تأشيرات العمرة