شفق نيوز/ ذكرت صحيفة "الفايننشال تايمز" أن العنف المتصاعد في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك في العراق، يهدد بجر الولايات المتحدة الى حريق أوسع نطاقا، على الرغم من مساعي الرئيس الامريكي جو بايدن الى تجنب حرب اقليمية واسعة. 

وتحت عنوان "عنف الشرق الاوسط يختبر جهود الولايات المتحدة لتجنب اشتعال إقليمي"، ذكّر التقرير الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ بأن القوات الامريكية قتلت مسلحين من الحوثيين في البحر الأحمر، وقياديا عراقيا كبيرا في ميليشيات مدعومة من إيران، بالاضافة الى شن غارات في العراق، بينما شن الحوثيون هجمات متكررة في البحر الأحمر، مما أجبر شركات الشحن على تجنب العبور في هذا الممر البحري الحيوي.

 

وبالاضافة الى ذلك، فقد اشار التقرير الى ان اسرائيل، الحليف الوثيق لواشنطن، وسعت من حملتها ضد حركة حماس الى بيروت، مما يهدد بجر حزب الله اللبناني الى الصراع، في حين أن الهجمات الإسرائيلية المتزايدة في الضفة الغربية والاشتباكات بين المستوطنين الاسرائيليين والفلسطينيين، تؤدي إلى تفاقم التوترات.

ونقل التقرير عن المسؤول الاستخباراتي السابق جوناثان بانيكوف، وهو في معهد "المجلس الأطلسي" الأمريكي، قوله "نحن بالتأكيد نقترب من حرب إقليمية أوسع، أكثر من أي وقت مضى منذ بداية الصراع"، محذرا من انه "بمقدور أي من الأطراف الفاعلة في أحد تلك المناطق أن يدخل في دوامة مع اسرائيل او مع الولايات المتحدة، وهو ما قد يكون كافيا لإشعال حرب واسعة النطاق تجلب الاخرين اليها". 

وذكّر التقرير بتصريح وزير الخارجية الامريكي انطوني بلينكن في مستهل جولته الاقليمية والذي قال فيه انه "من وجهة نظر اسرائيل، فمن الواضح انها غير مهتمة بالتصعيد ولا تريده، ولكن يتحتم عليها ايضا ان تكون على استعداد تام للدفاع عن نفسها". 

وبحسب التقرير، فإن المسؤولين الأمريكيين يستهدفون رسم خط فاصل ما بين الأعمال العدائية وبين الحرب الشاملة.

ونقل التقرير عن مسؤول بارز في الإدارة الأمريكية قوله "سنتحرك بقوة شديدة عندما يتعلق الأمر بأي تهديدات ضد شعبنا او مصالحنا، وسنقوم بذلك بطريقة شديدة الذكاء بحيث لا يكون هناك احتمال ان تدفعنا الى التورط في موقف يصب في مصلحة بعض هذه الجماعات الوكيلة (لايران)". 

كما نقل التقرير عن محللين تقديراتهم بأن الولايات المتحدة تريد توجيه اشارة الى الجماعات المدعومة من إيران، بما في ذلك حزب الله والحوثيين والحشد الشعبي، مفادها أن التهديد ضد الأمن الأمريكي في المنطقة، لن يمر من دون رد، إلا أن التحدي يتمثل في أن القيام بذلك سيقود حتما الى تصعيد في الأعمال العدائية.

ونقل التقرير عن الباحث البارز في "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" الأمريكي جون الترمان قوله إن "الرهان هو أن القوة المحدودة تَحول دون الحاجة الى قوة اكبر، الا انه يوجد هناك احتمال أن تتورط في دوامة من التصعيد". 

وبعد الإشارة إلى الهجوم الذي وقع قبل حلول نهاية رأس السنة حيث اسقطت سفينة امريكية صواريخ حوثية، وتبعه الحوثيون بمحاولة الهجوم على سفينة اخرى في اليوم التالي باستخدام الزوارق السريعة والتي قامت الولايات المتحدة بإغراقها، قال التقرير إن الرئيس بايدن يجتمع بفريق الأمن القومي الخاص به في يوم رأس السنة الجديدة لدراسة الخيارات بما في ذلك الرد العسكري على ما يجري في البحر الأحمر، وتوجيه تحذير باسم 12 دولة تشكل تحالفا بحريا (حارس الازدهار)، من امكانية التحرك.  

ونقل التقرير عن مصدر مطلع قوله إن إدارة بايدن كانت تدرس ما إذا كانت ستصنف الحوثيين منظمة إرهابية، وهو التصنيف الذي رفعه الرئيس في العام 2021 كجزء من جهوده لإنهاء الحرب في اليمن، إلا أن الحوثيين قالوا إنهم سيواصلون هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن طالما واصلت اسرائيل هجومها العسكري في غزة.

وبعدما أشار التقرير الى السفن التي جمعتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، والتوقعات بأن ترسل الدنمارك واليونان سفنا اضافية لحماية الملاحة البحرية، بالإضافة الى حاملة الطائرات الامريكية المتمركزة في المنطقة والسفن الأخرى وآلاف من الجنود الذي ارسلوا الى المنطقة، قال ان البنتاغون يؤكد ان واشنطن ستستمر في محاولة "ردع أي دولة او جهة غير حكومية من تصعيد هذه الازمة خارج غزة"، على الرغم من أن أكثر من 120 هجوما تعرضت لها القوات الامريكية في العراق وسوريا حتى الان. 

وفي حين تصف ادارة بايدن انهاء الحرب في اليمن باعتباره أولوية مهمة لها في السياسة الخارجية، وانها ايضا تعمل من أجل منع امتداد الحرب بين اسرائيل وحماس الى لبنان، نقل التقرير عن مسؤولين أمريكيين قولهم ان النجاح الامريكي الحاسم، تمثل في منع اسرائيل من مهاجمة حزب الله في لبنان.

ترجمة: وكالة شفق نيوز

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي الولايات المتحدة الاميركية الشرق الأوسط الحرب في غزة الولایات المتحدة فی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

ماذا بعد المشادة غير المسبوقة في المكتب البيضاوي؟

ما تناقله الاعلام عن حديث دار بين الرئيس دونالد ترامب ونائبه جي دي فانس وبين الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض لم يكن مفاجئًا كثيرًا لسياسيي العالم، سواء أولئك الذين يؤيدون السياسة الأميركية الجديدة المتبعة حاليًا، أو الذين لا تتوافق نظرتهم مع "النظرة الترامبية" لطريقة إدارة الأزمات العابرة للكرة الأرضية بطولها وعرضها، ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر الحرب الروسية – الأوكرانية، والحروب المتنقلة في الشرق الأوسط، وأهمها الحرب التي تشنّها إسرائيل في كل الاتجاهات في كل من قطاع غزة، واستمرار احتلالها لمواقع استراتيجية في جنوب لبنان، وتمدّد سيطرتها على أجزاء واسعة من الجنوب السوري، مع ما يرافق ذلك من قلق متزايد عن مصير فلسطينيي القطاع، ولاحقًا مصير الفلسطينيين في الضفة الغربية بعد الاقتراحات غير المطمئنة عن هذا المصير للرئيس الأميركي عبر عملية "ترانسفير" من القطاع إلى صحراء سيناء، ومن الضفة الغربية إلى الأردن، مع إصرار تل أبيب على إبقاء احتلالها للمواقع الجنوبية اللبنانية بغطاء أميركي، وبالتزامن مع التوسع الممنهج في اتجاه الجنوب السوري.      وهذا النهج غير المعتاد الذي ينتهجه الرئيس ترامب مع الحرب الروسية – الأوكرانية، ومع الحرب في منطقة الشرق الأوسط، ولاحقًا في القارة السوداء وفي أميركا اللاتينية، من شأنه أن يعيد خلط أوراق التحالفات الأميركية القديمة في أكثر من منطقة من العالم، وبالأخص مع جارتي الولايات المتحدة الأميركية من حدودها الشمالية مع كندا، ومن حدودها الجنوبية – الغربية مع المكسيك، وامتدادًا إلى القارة الأوروبية وإلى آسيا الوسطى ومن ضمنها منطقة الشرق الأوسط، حيث لإسرائيل أطماع توسعية تعود بخلفياتها وأبعادها إلى العقيدة التوراتية القائمة على فرضية توسعية لتمتدّ حدودها من البحر إلى النهر.   ولو لم تلتقِ المصالح المشتركة ذات الخلفيات الاستراتيجية والاقتصادية بين سياستي كل من الرئيسين ترامب والروسي فلاديمير بوتين لما كان سُمح للإعلام بنقل ما دار في هذا اللقاء بين ترامب وزيلينسكي من أحاديث بدأت عادية قبل أن تتصاعد لهجتهما في شكل غير مسبوق، والذي بدأه فانس باتهام الرئيس الأوكراني بالقيام بجولات "دعائية"، فردّ عليه زيلينسكي بدعوته إلى زيارة أوكرانيا الامر الذي لم يلق ترحيبًا من جانب نائب الرئيس الأميركي.
وبدوره، صعّد ترامب من حدة خطابه قائلا: "أنت تقامر بإشعال حرب عالمية ثالثة. فإما أن تبرم اتفاقًا أو أننا سنبتعد"، مضيفا: "أنت لا تتصرف على الإطلاق وكأنك ممتن. هذا ليس تصرفا لطيفا".   ونتيجة هذا التوتر غادر زيلينسكي مبكرًا البيت الأبيض وخرج وحيدا من البيت الأبيض من دون أن يرافقه ترامب لتوديعه. وتم إلغاء المؤتمر الصحافي المشترك الذي كان من المقرر أن يعقد بعد الاجتماع. كما أفيد عن إلغاء توقيع الاتفاق الذي كان من المنتظر بين الجانبين حول استغلال موارد أوكرانيا من المعادن.
بعد المواجهة، اتهم ترامب الرئيس الأوكراني بأنه "غير مستعد للسلام"، معتبرا أنه يستغل انخراط الولايات المتحدة في النزاع لتحقيق أفضلية في المفاوضات مع روسيا. وقال ترامب عبر منصته "تروث سوشال": "الرئيس زيلينسكي غير مستعد للسلام لأنه يعتقد أن انخراطنا يمنحه أفضلية كبيرة".
وأضاف: "لقد أظهر عدم احترام للولايات المتحدة في مكتبها البيضاوي الغالي. يمكنه العودة عندما يكون مستعدا للسلام".
في وقت لاحق، ذكر زيلينسكي على حسابه الرسمي في "إكس": "شكرا لأميركا، شكرا لدعمك، شكرا لهذه الزيارة. شكرا لك الرئيس ترامب.  والكونغرس والشعب الأميركي".
وأضاف: "إن أوكرانيا بحاجة إلى السلام العادل والدائم، ونحن نعمل على تحقيق ذلك بالضبط".
في المقابل، فإن ردود الفعل الدولية سواء من قِبل المسؤولين الروس أو المسؤولين الأوروبيين المعنيين مباشرة بالحرب في أوكرانيا من شأنها أن تتصاعد وتتفاعل، بحيث سيكون لها تأثير مباشر على إعادة رسم خارطة التحالفات الدولية، خصوصًا بعد انسحاب ترامب من خطة المناخ، وتلويحه من الانسحاب من منظمة الصحة العالمية ومن "الناتو". وقد ذهب البعض إلى مطالبة الرئيس الأميركي بمعاملة رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو بالطريقة نفسها التي عامل فيها الرئيس الأوكراني بعدما اتهمه بأنه يقامر بإشعال حرب عالمية ثالثة. وهذا الاتهام ينطبق أكثر على نتنياهو، الذي يضرب بعرض الحائط المقررات الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية، ويهدّد السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط يوميًا وفي شكل مضطّرد.
فمفهوم السلام، كما يقول هذا البعض، واحد سواء أكان في أوكرانيا أو في الشرق الأوسط. فهذا المفهوم المجتزأ للسلام لا يمكنه أن يكون في أوكرانيا بـ "زيت" وفي تل أبيب بـ "سمنة".
على أي حال، فإن ما شهده المكتب البيضاوي سابقة لا يمكن لأحد التنبؤ بما يمكن أن تقود إليه مستقبلًا في أي بقعة من العالم حيث يبدو السلام فيها مهدّدًا.
    المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • واشنطن: مبعوث ترامب يعود للشرق الأوسط خلال أيام
  • ماذا يخطط ترامب لمنطقة الشرق الأوسط!؟
  • ماذا يخطط ترامب لمنطقة الشرق الأوسط؟
  • إيلون ماسك يدعم مبادرة انسحاب الولايات المتحدة من الأمم المتحدة والناتو
  • إصابة 12 شخصًا في حادث تصادم ميكروباص ونقل بشمال الغردقة
  • ماذا بعد المشادة غير المسبوقة في المكتب البيضاوي؟
  • رئيس الوزراء الياباني: سنسعى لمنع الانقسام بين الولايات المتحدة وأوكرانيا ومجموعة السبع
  • كوريا الجنوبية تطلب من الولايات المتحدة استثناءها من التعريفات الجمركية
  • واشنطن بوست: إدارة بايدن تراجعت في آخر لحظة عن معاقبة إسرائيل
  • حماس: تمديد اتفاق غزة بصيغة الاحتلال مرفوض