لجريدة عمان:
2024-12-26@17:21:37 GMT

لا شيء يستحق الشكر

تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT

ضمن برنامج تطوير الذات لـ(توما) التي تعمل في منزلي، اشتريت لها دفتر ملاحظات جميلا، وأعطيتها كتاب (السحر) لروندا بايرن مؤلفة كتاب السر، وطلبت منها قراءة فصل كل يوم قبل أن تخلد للنوم وعمل التطبيقات، ولأن الكتاب يدور حول عبادة الشكر، فهو يتطلب أن نسرد مجموعة من النعم التي نستشعرها خلال اليوم، وأخبرتها بأنني سأقيم عملها في نهاية العام.

جاءتني قبل أيام من نهاية العام تطلب تأجيل موعد التقييم كونها قد بدأت التطبيق بعد الموعد بعدة أيام، معللة ذلك بالعارض الصحي الذي تعرض زوجي له في اليوم الذي كان من المفترض أن تبدأ التمرين فيه، ولكنها على حد تعبيرها لم تجد ما يستحق الامتنان وهي ترى رب عملها بتلك الحالة، كانت غاضبة ومتألمة للدرجة التي لم تستطع أن ترى في حياتها إلا مرض رب عملها وحالة القلق الذي كانت تعيشه، كانت غاضبة على الخالق جلت قدرته لما فعله فيه، فلم تجد له في لحظة الغضب تلك نعمة تستحق الشكر.

تركتها حتى هدأت ثم بدأت أشرح لها الهدف من عبادة الشكر علما أنها غير مسلمة لكنها من أهل الكتاب، على الرغم من عنف مشاعر توما نحن جميعا عندما فكرت في الأمر نتعامل مع الكريم المنان بهذا الشكل وإن اختلفت الطريقة، فننسى في خضم المحنة التي نتعرض لها، كل النعم التي يغمرنا بها تبارك وتعالى حتى قبل أن نولد.

حدث صغير في يومنا قادر على أن يتلف بهجة اليوم بكامله، خلاف بسيط على نهاية رحلة جميلة ومثالية مع الأسرة يمكن أن يفسد بهجة تلك الرحلة، (ما عندي) كلمة نرددها كثيرا لو انخفض رصيد البنك عن المبلغ الذي نشعر معه بالراحة، متجاهلين الثلاجة التي تعج بأنواع الطعام المختلفة، وخزانات الملابس التي تكاد تلفظ ما بداخلها، لكننا نردد رغم هذا (ما عندي).

لا ندرك بأن (ما عندي) من الأساس هي نتيجة غياب عبادة الشكر، نعم الله سبحانه تغمرنا حتى قبل أن نخلق، لكنها تحتاج لقلب شاكر أواب لاستشعارها، ودون استشعار النعم من حولنا لن نعرف للسعادة طعما.

حمدة الشامسية كاتبة عمانية في القضايا الاجتماعية

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

هل أجر الصدقة يضيع إذا أخذها من لا يستحق؟.. أمين الفتوى يجيب

أجاب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال متصلة حول إنها إذا قامت بتقديم صدقة (مثل وصلات مياه) لأشخاص لم يكونوا في حاجة شديدة إليها، أو تبين فيما بعد أنهم ليسوا من المستحقين، هل يضيع أجر هذه الصدقة؟.

وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء، خلال فتوى له اليوم الثلاثاء، إن صدقة الماء التي قدمتها رغم أنها كانت تظن أنها قد لا تصل إلى مستحقها بشكل كامل، تعد من الأعمال الخيرية التي لا تذهب سدى، مؤكدا أن هذا الشعور الذي انتاب السيدة هو من وسوسة الشيطان الذي يسعى لزعزعة الإحساس بالرضا والاطمئنان.

وأشار إلى أن السيدة قد قامت بعمل خير عظيم عندما قدمت ماءً للناس الذين كانوا في حاجة إليه، حتى وإن كانوا ليسوا من الأغنياء، والمهم هو أن النية كانت صادقة وأن العمل قد تم بحسن قصد. 

وتابع قائلاً: "العمل الطيب لا يضيع، ويكون في ميزان حسنات صاحبته، إن شاء الله، ولا تهتمي بمشاعر الشك والوسوسة التي قد تطرأ عليكِ، فعمل الخير يتم قبولها عند الله، ويستمر ثوابها حتى وإن تم توزيعه على أشخاص قد لا يكونوا في حاجة ماسة إليه، مثلما ورد في الحديث الشريف عن الرجل الذي تصدق ليلاً ووقع ماله في يد غني، ثم في يد زانية، وأخيرًا في يد سارق."

مقالات مشابهة

  • مؤلف فهد البطل يوجه الشكر للمتحدة: «كل طلباتنا مجابة»
  • “العريبي” يوجه الشكر للقوات المسلحة على تأمين الحقول والموانئ النفطية
  • رفعا الشكر للقيادة.. السواحه والتميمي: تنظيم «الاتصالات والفضاء» يرسخ ريادة المملكة عالمياً
  • رامي صبري يعلق على تعاونه مع تامر حسني: «عنده صفاء نيه مش عندي»
  • حسام عاشور باكيًا: عندي يقين بأنني سأعود إلى الأهلي
  • السواحه والتميمي يرفعان الشكر للقيادة للموافقة على تعديل تنظيم هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية
  • هل أجر الصدقة يضيع إذا أخذها من لا يستحق؟.. أمين الفتوى يجيب
  • اتحاد القبائل يوجه الشكر للرئيس السيسي بعد العفو عن 54 من أبناء سيناء
  • وجهوا الشكر للقيادة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يؤدون مناسك العمرة
  • دومينيك حوراني: "عندي مجموعة أغاني جديدة وهنبدأ بالسنجلاية حلوة" (حوار)