حرب المائة يوم المشؤومة الملعونة
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
صالح الحارثي **
100 يوم مرت على هذه الحرب الملعونة في تحالفها الغربي المشؤوم على فلسطين المحتلة خلفت وراءها حتى الآن أكثر من 22 ألف شهيد، و58 ألف جريح.
100 يوم مرت والآلة العسكرية الإسرائيلية الجبانة المدعومة من الغرب بالمال والحال والسلاح تقتل الصغار والكبار.. النساء والرجال.. الأصحاء والمرضى، تهدم بيوتهم، وتدمر مستشفياتهم، وتقطع عنهم الماء والدواء والغذاء في حرب إبادة لم يشهد لها العالم الحديث مثيلاً.
حرب الـ100 يوم هذه أحدثت جرحًا بليغًا وكُرهًا عميقًا داخل نفس كل فلسطيني وعربي تجاه إسرائيل خصوصًا والغرب القبيح على وجه العموم.
حرب الـ100 يوم فتحت العيون والأذهان أكثر لمن لم يكن يعرف من قبل حقيقة الحكومات الغربية في المنطقة وخططها السياسية في جعل هذه المنطقة، منطقة فاشلة سياسيًا واقتصاديًا وتنمويًا، وبؤرة مُفتعلة للإرهاب، وساحة مفتوحة للمعارك والاغتيالات، وممرات مظلمة للفتن والمؤامرات، ومرتعًا خصبًا للخلافات بين الأشقاء، وبيئة مواتية لخلق الفرقة والكراهية بين شعوبها من أجل استنزاف اقتصادها وقوت أبنائها وضمان التفوق لإسرائيل.
حرب الـ100 يوم أظهرت التخاذل العربي على حقيقته المرة، إزاء ما يحدث في غزة من إبادة.
حرب الـ100 أظهرت أن الغرب منافق وأفّاق لا يحترم تعهداته ولا وُعوده، لا تعنية الحريات الأساسية ولا حقوق الإنسان بقدر ما تعنيه مصالحه السياسية في المنطقة، وأنه نجح في استعباد قادتها وتفكيك مؤسساتها وشرذمة مواطنيها.
حرب الـ100 كشفت بجلاء أن هناك شعوبًا عربية محكومة بالنار والحديد بتواطؤ مع الحكومات الغربية الأفّاقة، وأن هناك بعض القيادات مسلوبة الإرادة لا تستطيع رفض مطالب الغرب والإدارة الأمريكية تحديدًا.
حرب الـ100 يوم أظهرت أن هناك حكومات في آخر الدنيا يملكون من الكرامة والنخوة والشجاعة ما يكفي لاتخاذ القرار الصعب من أجل كسر أنف إسرائيل على خلاف عرائس المسرح الأخرى التي تُحرِّك خيوطها الأصابع الأمريكية.
حرب الـ100 يوم أظهرت أن الجيوش العربية لن تشارك في الذود عن الشعب الفلسطيني، صنعها الغرب من أجل أن تُقاتل بعضها البعض.
حرب الـ100 يوم أظهرت أن الأمم المتحدة ضعيفة جدًا أمام أمريكا، وأن البيت الأبيض المستبد هو من يحكم العالم، وأن مجلس الأمن الدولي ليس إلّا سوق نخاسة يتم داخل كواليسه بيع وشراء الدول والشعوب المُستضعفة بأثمان بخسة.
حرب الـ100 يوم أظهرت أن جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي هما أسوأ من بعض، وأن استمرار وجود الجامعة العربية استفزاز للشعوب العربية ومضيعة للوقت والجهد والمال.
حرب الـ100 يوم أظهرت بجلاء قبح السياسات الأمريكية وسوء نواياها تجاه العرب عمومًا والمسلمين على وجه الخصوص، وأنها فعلا "الشيطان الأكبر".
حرب الـ100 يوم أظهرت أن كل بلاء المنطقة وحروبها وخلافاتها بسبب سياسات إسرائيل الخرقاء المحتلة للأراضي العربية المعادية للسلام في المنطقة، وأن بريطانيا هي أم البلاء والمصائب.
حرب الـ100 يوم كشفت أن جميع المُتاجرين بالقضية الفلسطينية من العرب والمسلمين في بياناتهم وخطاباتهم ولقاءاتهم، هم تجار سوء وأصحاب نوايا سوداء.
حرب الـ100 يوم أظهرت حقيقة أن "ما أُخذ بالقوة لا يسترد إلاّ بالقوة" وأن إسرائيل لا تنفع معها سوى لغة القوة والسلاح، فلا يفل الحديد إلّا الحديد.
حرب الـ100 يوم أظهرت أن غزة ستنتصر بحول الله واستبسال أبنائها وإرادة شعبها ولا غير شعبها، رغم أنف الحلفاء المتعطشين للدماء والمتخاذلين والخانعين والخائنين " وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" (يوسف: 21).
** سفير سابق
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
أيمن عبد المحسن: إسرائيل تتعمد خرق المواثيق الدولية وتنتهك سيادة سوريا|فيديو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال اللواء أركان حرب أيمن عبد المحسن، المتخصص في الشأن العسكري، إن إسرائيل تتعمد خرق جميع المواثيق الدولية وانتهاك سيادة سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد وبلا أي مقاومة تذكر، حيث قام الجيش الإسرائيلي بعد سقوط بشّار الأسد بالسيطرة على مواقع قيادية في المنطقة العازلة من مرتفعات الجولان المحتلة، والتي تفصل بين المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية والسورية مند عام 1974، وهذا يعد انتهاكًا صارخًا للمواثيق الدولية.
وأضاف عبد المحسن، اليوم السبت، خلال مداخلة عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الاحتلال الإسرائيلي توغل أيضًا بمحيط المنطقة العازلة وسيطر على الجانب الشرقي لجبل الشيخ وبعض المواقع القيادية المسيطرة بمنطقة جبل الشيخ، فاليوم نجد أن الجيش الإسرائيلي يوسع من توغله بالقنيطرة وبلا أي مقاومة تذكر ويستعد بالفعل لإنشاء منطقة نفوذ وسيطرة عسكرية واستخباراتية تصل لمسافة حوالي 60 كلم.
وأوضح أن الاحتلال دخل الجبهة الغربية لقرية المعلقة بريف القنيطرة وقام بإنشاء طريق باتجاه نقطة عسكرية تسمى الدريعات وهي موجودة في القنيطرة، وذلك تمهيدًا لبناء القاعدة التي يسيطر من خلالها عسكريًا واستخباراتيًا.