آباء يستحسنون رفع وزارة بنموسى ورقة التوقيف المؤقت في وجه الأساتذة المضربين
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
أخبارنا المغربية ــ الرباط
تداولت مجموعات الفايسبوك والواتساب المهتمة بالشأن التعليمي، في الأيام الأخيرة، لوائح تضم عددا من أسماء الأساتذة الموقوفين بشكل مؤقت عن العمل، بعد استمرارهم في الخطوات التصعيدية ضد وزارة التربية الوطنية، المتمثلة في مواصلة الإضراب عن العمل رغم إقرار الحكومة زيادة 1500 درهم في أجورهم وتجميد النظام الأساسي، في أفق تعديله.
إجراءات التوقيف عن العمل استحسنها الكثير من أولياء أمور التلاميذ، في تصريحات متفرقة ل"أخبارنا"، حيث اعتبروها الأنسب للحد من أزمة قطاع التعليم، المستمرة منذ مطلع أكتوبر الماضي، خاصة أن توجه الرأي العام يعتبر أن الوزارة قد استجابت لمعظم المطالب التي خرج من أجلها الأساتذة منذ بداية "الحراك الأستاذي".
وبالرغم من وقوف الآباء في صف الأساتذة منذ البداية، لتحقيق مطالبهم بمبدأ "تحسين وضعية الأستاذ المادية سيكون له أثر إيجابي في العمل داخل القسم"، لكن تواصل الإضرابات ووقوع معظم رجال ونساء التعليم المضربين في تيه المطالب الفئوية المتعددة، جعل غالبية الآباء يعبرون عن امتعاضهم من تعنت الأساتذة، خاصة أننا على مشارف نهاية الأسدس الأول، والاستمرار في هذا الوضع غير المسبوق، يزيد من تعميق انعدام تكافؤ الفرص بين تلامذة العمومي والخصوصي.
موقف الآباء المشيد بخطوة التوقيفات المؤقتة التي باشرتها وزارة التربية الوطنية، ضد بعض الأساتذة المضربين، يعتبره مهتمون منطقيا، على اعتبار أنه هو الحل الاضطراري لإنقاذ الموسم الدراسي لأبناء المغاربة و تدارك الزمن الضائع الذي بلغ مستويات قياسية غير مسبوقة في تاريخ المدرسة المغربية.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
وهكذا تتمثل البصائر الخاشعة آباء الأنبياء!
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
من قرأ مؤلفات المفكر الكبير عباس محمود العقاد، وهي تزيد على المئة، يعرف انه عندما يتناول فكره، فانه يبحث في كل جوانبها، بحيث انه يلقي الضوء كاملا على كافه أبعادها ولايترك زاوية فيها إلا هو يمحصها، ولهذا تجد الجميع يشهد له بانه فعلا مفكر متميز لديه قدره هائله على الدراسة والبحث والتحليل وقدرة فائقة على الاستنتاج والطرح.
وكتابه الرائع "عبقريه محمد" يشهد أيضا بهذا فقد ظل ثلاين عاما يقرأ جيدا فى السير التى تناولت حياة خير خلق الله أجمعين ويفكر وقد أعترف بهذا فى مقدمة الكتاب وبرر لماذا ظل ثلاثين عاما يدور فى فلك عبقرية الرسول الأعظم سيدنا محمد قارئًا ودارسا ومحللا وذلك بعد أن طرح عليه بعض أصحابه أن يضع كتابا عن سيدنا محمد على النمط الحديث وقد كتب فى مقدمة كتابه:
فأنني لو كتبته يومئذ لعدت إلى كتابته الآن من جديد، واحتجت إلى السنين الثلاثين أضيف خبرتها وقراءتها وریاضتها النفسية والفكرية إلى محصول ذلك العمر الباكر أذ هو عمر يستطيع المرء أن يمتليء فيه اعجابا بمحمد، لأنه عمر الأعجاب والحماسة الروحية. بيد انه لا يستطيع أن يقيسه بمقياسه وان يشعر بشعوره في مثل تجاربه، وفي مثل السن التي اضطلع فيها بالرسالة. وان تقارب السن هنا لضرورة لا غنى عنها لتقريب ذلك الأمد البعيد من شتي نواحيه...
وقبل أن يتحدث عن جوانب العبقرية في سيدنا محمد كان عليه أن يتحدث عن علامات ميلاده فقال عنها:
كان عالما متداعيا قد شارف النهاية.. خلاصة ما يقال فيه: انه عالم فقد العقيدة كما فقد النظام.. أي أنه فقد أسباب الطمأنينة في الباطن والظاهر.. طمأنينة الباطن التي تنشأ من الركون إلى قوة في الغيب، تبسط العدل، وتحمي الضعف، وتجزي الظلم، وتختار الأصلح الأكمل من جميع الأمور.
وطمأنينة الظاهر التي تنشأ من الركون إلى دولة تقضي بالشريعة، وتفصل بين البغاة والأبرياء، وتحرس الطريق...
أما الأمة فهى ليست بذات دولة ولكنها تتأهب لاقامة دولة.. وهي أمة العرب وقد تيقظت لوجودها وشعرت بمكانتها، كما شعرت بالخطر عليها وبمواضع النقص منها.
ثم تحدث عن القبيلة في تلك الأمة، فقال لها شعبتان: احداهما من أصحاب الترف والطمع واستبقاء ما هو قائم كما كان قائما على هواها. والأخرى من أصحاب التقوى والسماحة والتوسط بين مقام القوي الذي يجور ويطغى، ومقام الضعيف الذي يحتمل الأذى، ويصبر على الكريهة.
ثم أنتقل إلى بيت جد النبي صلى الله عليه وسلم وهو بيت له كرم النسب العريق وليس له لؤم الثروة الجامحة والكبرياء الجائحة، والقسوة على من دونه من المحرومين.. ذلك هو بيت عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم وهومن صميم قريش ومن ذؤابتها العليا وله الرفعة والشرف، وان لم يكن معدودا من أثرياء القبيلة القرشية في ذلك الأوان.
وقد وصف المفكر الكبير جد النبي صلى الله عليه بأنه رجل قوي الخلق قوي الايمان فيما آمن به، حكيم مع قوة طبعه وشدة ايمانه، خليق أن ينجب العقب الذي يبشر بدعوة وينضح عن دين. نذر لئن عاش له عشرة بنين لينحرن أحدهم عند الكعبة.. ثم أحله قومه وأحلته العرافة من نذره، فأبى أن يتحلل حتى يستوثق من رضى الرب ورضى ضميره...
وكان أب النبى الكريم له الكلمات المضيئة إذ قال عنه: وإذا كان عبد المطلب جدا صالحا لنبي كريم، فابنه عبد الله نعم الأب لذلك النبي الكريم. لكأنما كان بضعة من عالم الغيب، أرسلت إلى هذه الدنيا لتعقب فيها نبيا وهي لا تراه. ثم تعود كان أنسانا من طينة الشهداء، يتجه اليه القلب الانساني بكل ما فيه من حب وحنو ورحمة فهو الفتى الذي اسمه عبد الله والذي اختير للفداء، فجاشت له شفقة قومه حتى تركه لهم القدر إلى حين وهو الفتى الذي تحدثت الفتيات في الخدور بوسامته وحيائه، وودت مئات منهن لو نعمن منه بنعمة الزواج وهو الفتى الذي أقام مع عروسه ثلاثة أيام...ثم سافر ليتجر فإذا هي السفرة التي لا يؤوب منها الذاهبون وهو الفتى الذي مات وهو غريب، وولد له نسله الكريم وهو دفين. وهكذا تتمثل البصائر الخاشعة آباء الأنبياء والسلالة التي تصل بين الآخرة والدنيا وبين عالم البقاء وعالم الفناء.
الاسبوع القادم باذن الله أكمل قراءة الكتاب الرائع "عبقرية محمد" للمفكر عباس محمود العقاد