كيف تحافظ مدينة يابانية صغيرة على عتمة سمائها؟
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
بسبب ما آل إليه النمط المعيشي الحديث في الإضاءة الاصطناعية غير المحكمة، نتجت ظاهرة التلوث الضوئي الذي غزا سماء المدن وحجب لألأة النجوم عن ساكني الأرض، ولا تقف مساوئ التلوث الضوئي عند هذا الحد، بل يتجاوز تأثيره على حياة الإنسان وسلامته، وكذلك بقيّة الكائنات الحيّة بما يتعلّق بساعتها البيولوجية وهجرتها.
وسعيا من عدة منظمات دولية مثل الاتحاد الفلكي الدولي والاتحاد الأميركي، في إيجاد الحلول اللازمة، أوجد سكان يابانيون لأنفسهم حلا فريدا جاعلين مدينتهم النائية شمعة أمل مطفأة في وسط نور خانق.
ففي مدينة بيسي في الجانب الجنوبي الغربي من محافظة أوكاياما اليابانية، حيث تعد موطنا للعديد من مراكز المراقبة الفلكية والرصد، بما في ذلك مرصد بيسي الفلكي الذي يبلغ حجمه 40 بوصة والذي يعمل على مدار العام، ونظرا للحاجة الملحة للحفاظ على سماء المدينة من أيّ تلوث ضوئي، فإنّ السكان المحليين ما زالوا يحتفظون بتقاليد تمنعهم من العبث في سماء مدينتهم.
فسنت المدينة في عام 1989 قوانين صارمة بما يتعلق بالتلوث الضوئي، وهو ما يجعلها أول إدارة محلية في البلاد تمرر مثل هذه القوانين، وقد نص التعاون بين إدارة المدينة والمرصد مع شركة باناسونيك على إنشاء منطقة مظلمة صديقة للسماء، على أن تستبدل جميع الإضاءات العامة في المدينة بمصابيح "إل إي دي" بدرجة حرارة 3000 كلفن أو أقل.
وعلى الرغم من حفاظ سكان المدينة على تقاليدهم، فإنّهم ما زالوا يواجهون شبح التلوث الضوئي القادم من المدن الأخرى في المنطقة، فإنارة المصابيح شديدة السطوع وذات درجات حرارة مرتفعة ما زالت قيد الاستخدام في البلدات المجاورة.
ويعمل عالما الفلك اليابانيان ريوسوكي إيتوه وسيوتا ماينو معا لمراقبة مدى تأثر الرؤية في مرصد بيسي على مدار السنوات الماضية ما بين عامي 2006 و2023، واستخدم العالمان جهازا مجهزا خصيصا لقياس سطوع السماء للحصول على قيمة فوتومترية لسطوع السماء.
وأظهرت النتائج أنّ مدينة بيسي كانت تحتل مستوى سطوع على مقياس بورتل من المجموعة الرابعة، ومقياس بورتل هو معيار يُستخدم لتقييم مستوى التلوث الضوئي في السماء، وهذا يعني أنّ المدينة تقع ضمن المناطق الريفية ظاهريا وفقا للمقياس، وذلك يعد مؤشرا واضحا إلى مدى فعالية استخدام المصابيح "إل إي دي" ذات درجات حرارة لونية أقل كبديل.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
مرصد عراقي: غزارة الامطار خففت حدة الملوثات الجوية
بغداد اليوم - بغداد
اكد مرصد العراق الأخضر، اليوم الأثنين (10 آذار 2025)، أن الامطار الغزيرة التي هطلت على بغداد والمحافظات أسهمت بتخفيف حدة اثار التلوث الموجود في الأجواء والمواد الضارة التي كانت فيه.
وذكر المرصد في بيان، تلقته "بغداد اليوم"، أن "مواطنو العاصمة اشتكوا خلال الأسبوع الماضي من عودة انتشار روائح الكبريت في الأجواء، ما أدى الى حصول حالات اختناق لدى الكثير منهم وخصوصاً مرضى الجهاز التنفسي".
وأضاف، أن "نسبة الامطار التي هطلت على بغداد والمحافظات أسهمت بتخفيف حدة اثار المواد الضارة التي كانت عالقة بالأجواء، بسبب التلوث الموجود فيه".
وبين المرصد، ان "الامطار التي هطلت مع بداية انتشار تلك الروائح، كانت ضارة جدا ويمكن ان تكون "حامضية"، إلا أن غزارتها خففت حدة التلوث"، مؤكداً "ضرورة ان تكون هنالك معالجات سريعة من اجل تخليص العاصمة والمحافظات من الاثار السلبية لهذا التلوث المستمر منذ اشهر".
وتسببت موجة الأمطار، بغرق الطرقات الرئيسية في بغداد وبعض المحافظات الأخرى، حيث أظهرت العديد من الصور ومقاطع الفيديو، غرق الطرقات في بغداد والمحافظات بسبب غزارة الامطار الامر الذي أدى الى غالبية المحافظات تعطيل الدوام الرسمي، باستثناء الدوائر الخدمية والمصارف.