قبيلة أمريكية تحتج على إرسال رفات بشرية إلى القمر
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
اشتكت قبيلة “نافاهو” المنتمية إلى الهنود الحمر في الولايات المتحدة الأمريكية من أن فكرة نقل مركبة فضائية رماد عدد من الموتى إلى القمر إنما هي “تدنيس” لمكان تصفه القبيلة بأنه “مقدس” لثقافات قسم من سكان الولايات المتحدة الأصليين.
ونقلت وسائل الإعلام عن بوو نيغرين، رئيس أمة “نافاهو”، وهي إحدى أكبر القبائل في الولايات المتحدة، أن القمر “جزء من تراثنا الروحي وموضع تبجيل واحترام”، كما له “مكانة مقدسة في ثقافات الكثيرين من الأمريكيين الأصليين”.
ودعا بو نيغرين، في رسالة وجهها نهاية ديسمبر الماضي، إلى وزارة النقل الأمريكية ووكالة الفضاء ناسا، لتأجيل الإقلاع المقرر في فبراير المقبل.
من جهتها وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، أكدت أنها ليست مسؤولة بشكل مباشر عن المهمة التي يتولاها القطاع الخاص.
وأكد جويل كيرنز، وهو مسؤول كبير في وكالة ناسا، أنه يأخذ مخاوف القبيلة “على محمل الجد”. لكنه في الوقت نفسه أشار إلى أن وكالة الفضاء الأمريكية ليس لها الحق في الإشراف على الشحنات الواردة من المهمات الخاصة، خصوصاً أن ناسا تسعى إلى تطوير اقتصاد حقيقي مرتبط بالقمر من خلال الاعتماد على شركات خاصة.
ومن المقرر أن تنطلق يوم الإثنين القادم مركبة الهبوط التي تحمل اسم Peregrine “بيريغرين”، من فلوريدا على متن صاروخ جديد من مجموعة “يو ال ايه” ULA الصناعية. ومن المتوقع حدوث هبوطها على القمر في 23 فبراير.
وأكدت شركة سيليستيس أنها سترسل “جزءا رمزيا من الحمض النووي بقايا جثث 69 شخصا محترقة” على متن مركبة الهبوط على القمر.
وتشمل قائمة الأشخاص الذين سينقل رفاتهم بحسب الشركة، مؤلف سلسلة “ستار تريك” جين رودنبيري ومؤلف قصص الخيال العلمي آرثر س. كلارك.
وقالت شركة أستروبوتيك إن الشحنة لن توضع على سطح القمر، لكنها ستبقى في مركبة الهبوط. وأكدت أنها تمتثل “لجميع القواعد والقوانين المتعلقة بالأنشطة التجارية خارج مدار الأرض”.
واعتبرت شركة سيليستيس في بيان أنه “لا ينبغي لأي ثقافة أو ديانة أن تمارس حق النقض (الفيتو) على المهمات الفضائية”. وبحسب الشركة، فإن هذه المهمة هي “عكس التدنيس تماماً، فهي احتفال”.
وبدت وكالة ناسا محرجة، لوجود سابقة في الموضوع، ففي عام 1999، تحطم مسبار تابع لوكالة الفضاء عمدا على سطح القمر، وعلى متنه رماد العالم الجيولوجي يوجين شوميكر، في مهمة تقول شركة سيليستيس إنها شاركت فيها.
آخر تحديث: 7 يناير 2024 - 18:11المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: رحلة إلى القمر رفاة بشرية ناسا وکالة الفضاء
إقرأ أيضاً:
قصة المثل الشعبي «في ستين داهية».. ترجع لانتقام قيس بن مكشوم من قبيلة همدان
الأمثال الشعبية في حياتنا تعكس تجارب حياتية سابقة، إذ تستخدم للتعبير عن المواقف بطريقة مختصرة، وتحمل في طياتها معاني عميقة، ومن بينها مثل «في ستين داهية»، الذي يُعبر عن رد فعل قاسي وعنيف ناتج عن الغدر؛ ولكن الكثير منا لا يعرف أن وراء هذا المثل قصة كبيرة.
المثل الشعبي «في ستين داهية» مستمد من قصة انتقام قيس بن مكشوم من قبيلة همدان، وفقًا لقصة وردت ضمن كتاب «قصص الأمثال».
أصل مثل «في ستين داهية».. مذا حدث؟تعود بداية القصة إلى ما قبل الإسلام، حيث كانت الحروب مشتعلة بين قبيلتي «مذحج» و«همدان» في اليمن، الأولى كانت دائمًا تظفر بالمعارك بفضل شجاعتها ودهاء مشايخها، مما جعل الأخيرة تشعر بالهزيمة المستمرة، لكن سرعان ما فكرت «همدان» في خطة مكر وخداع للقضاء على تلك الهيبة، فاستعانت بالفرس لتنفيذ خطتها.
كان الهدف أن تستدرج مشايخ قبيلة «مذحج» الذين كانوا معروفين بذكائهم إلى حوار غير مسلح، وعندما استجاب ستون من كبار مشايخهم لهذه الدعوة، وقعوا في فخ «همدان» بدعم من الفرس، وعندما حانت اللحظة، غدر بهم الهمدانيون وقتلوهم جميعًا، مما أدى إلى تفرق قبيلة «مذحج» وتدمير قوتها، وكان من بين هؤلاء المشايخ الفارس الشجاع «قيس بن مكشوم».
بعد هذه الحادثة، قرر «قيس» الانتقام لأقاربه وأبناء قبيلته، وحينما سمع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حضر إلى المدينة وأعلن إسلامه، ثم عاد إلى اليمن، لكن بمجرد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم اندلعت الردة في العديد من القبائل اليمنية، فأرسل الخليفة «أبو بكر الصديق» رضي الله عنه، قيس بن مكشوم لمحاربة المرتدين.
قصة غدر وانتقامكان لقيس هدف آخر، فإصراره على الانتقام لقبيلته كان أكبر من أي شيء آخر، وقام بثورة عنيفة ضد «همدان» والفرس، بعد أن اغتالوا مشايخ قبيلته غدرًا، انتشرت القتلى بسرعة، وبدأت جثث الهمدانيين تتناثر على الأرض، كانت الغضبة كبيرة، فحاصر قيس قصر فيروز الديلمي الفارسي في صنعاء، وأصبحت أبواب صنعاء مركزًا للاشتباك مع أي فرد ينتمي إلى قبيلة «همدان» أو الفرس.
عندما زاد عدد القتلى وبدأ الخراب يعم، تدخل كبار القوم للوساطة بين «قيس» و«همدان»، إذ حاولوا أن يوقفوا المذبحة، وبينما كانوا يقنعونه بالعدول عن انتقامه، قال لهم قيس ببساطة: «في ستين داهية»، والمعنى أن كل من قتلوا وماتوا وكل هذا الخراب مقابل موت ستين داهية من دواهي قبيلته لتعبر عن حقده ومرارة الخيانة التي تعرض لها، وأهمية الثأر لشهداء قبيلته.