عربي21:
2024-07-04@11:07:42 GMT

تطور الموقف الليبي من الحرب على غزة

تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT

كأغلب المواقف في مختلف الدول العربية والإسلامية، لم يشهد الموقف الليبي، الرسمي والشعبي، تطورا يكافئ وحشية العدوان ويوازي مساعي كسر صمود الغزاويين ومخططات تصفية المقاومة.

الفورة التي شهدتها الساحة الليبية الشعبية بداية الحرب تراجعت، ولم يقابل تراجع التعاطف والغضب الشعبي الذي عبر عنه نفسه في الساحات والميادين توظيفا يضمن استمراريته من قبل النخب والمكونات السياسية والاجتماعية والمجتمعية، ويشهد التفاعل المحدود وغياب الفاعلية مع معاناة غزة على هزال المجتمع المدني الليبي.



الفعاليات التي اهتمت بغزة في الأوساط المجتمعية الليبية كانت محدودة ولم تأخذ طابع الاستمرارية والتراكمية، فجميعها  تقريبا كانت حدثا ينتهي أثره بانفضاض جمعه سواء كان احتجاجا في ميدان عام أو ندوة في صالة مغلقة، ولم تشهد الساحة الليبية فعالية متصلة النشاط والتواصل والتعبئة على المستوى المحلي أو تقاطعا مع فعالية ونشاط إقليمي أو دولي، والاستثناء كان في النشاط الإغاثي، إذ تحركت بعض المنظمات المجتمعية في مجال جمع التبرعات وتقديم المساعدات للمتضررين في غزة، وحتى هذه كان دورها دون المأمول بالنظر إلى مركزية القضية الفلسطينية وأهميتها بالنسبة للرأي العام الليبي.

التعاطف والغضب الشعبي موجود وعلى كل المستويات، إلا أنه تأثر بأفة الإلف والتعود التي تلازم بني أدم، وما يجعل الموقف الشعبي متقدا هو العمل المؤسسي الفعال الذي تقوده الحكومة وتفسح من خلاله مجالا رحبا للمجتمع المدني فيكون ذلك حاضنة للتفاعل الشعبي وموجه مؤثر لحالة التعاطف والغضب في أوساط المجتمع، وهذا لم يحصل.

السلطات في ليبيا ليست أفضل حالا من المكونات المجتمعية، ولا يختلف كثيرا موقفها غربا وشرقا وجنوبا، وهي لم ترتهن فقط إلى الحالة المزرية في ليبيا سياسيا وامنيا واقتصاديا، بل تتفيأ ظلال التخاذل العربي والإسلامي، فعندما يكون موقف الدول الأفضل حالا متخاذلا أو سلبيا، يجد القادة في ليبيا مبررا لسلبيتهم. دع عنك العجز حتى في التعاطي الصحيح مع قضايا الوطن وكوارثه، فما تزال كارثة مدينة درنة حاضرة بتداعياتها وأثارها بعد الفيضان الذي ضربها، وما تزال معاناة شريحة كبيرة من سكانها شديدة، ولم تفلح السلطات في الغرب والشرق في التخفيف من معاناتهم وإيجاد حل لعشرات الآلاف من النازحين والبيوت المدمرة وانقطاع الكهرباء عن أحياء عدة... ألخ.

السلطات في ليبيا ليست أفضل حالا من المكونات المجتمعية، ولا يختلف كثيرا موقفها غربا وشرقا وجنوبا، وهي لم ترتهن فقط إلى الحالة المزرية في ليبيا سياسيا وامنيا واقتصاديا، بل تتفيأ ظلال التخاذل العربي والإسلاميأشدد على أن الحالة "المرضية" التي تصيب الجسد العربي والإسلامي والتي تصل في بعض مناطقه إلى "الموات" هي بمثابة ذريعة للطبقة الحاكمة في الشرق والغرب لتقاعصها عن نصرة غزة وأهلها، ولأن القضية الليبية تقترب من مفترق طرق يذهب إلى توافق أو ينزلق إلى مستوى أخطر من التأزيم، وحيث نشهد حراكا يوجه المسار السياسي الليبي بدفع خارجي وتفاعلي داخلي، فإنه لا أمل في أن يكون للفاعلين في الغرب والشرق الليبي إسهاما مهما لتخفيف معاناة أهل غزة أو يلعب دورا في مواجهة خطط تصفية المقاومة.

بقيت نقطة مهمة وهي محاولة بعض أنصار النظام السابق إثبات تخاذل وفشل من هم محسوبون على ثورة فبراير، وهم كذلك، عبر بث تصريحات للراحل معمر القذافي تظهر موقفا صلبا ضد القوى الغربية الداعمة للعدوان الصهيوني أو صرامة تجاه التطبيع مع دولة إسرائيل.

والحقيقة أن هذا من المناكفة السياسية بل المتاجرة الرخيصة بالقضية الفلسطينية، فالمواقف والمبادئ تثبت بالخواتيم، وليست فقط بالبدايات التي كانت لها ظروفها الخاصة، فالجميع يدرك أن مواقف القذافي المتشددة من إسرائيل في سبعينيات وثمانينينات القرن الماضي انتهت إلى الاستعداد للاعتراف باحتلالها الأراضي الفلسطينية عبر مبادرة الكتاب الأبيض وتكوين دولة موحدة تجمع بين المغتصب والمغصوب أسماها القذافي دولة "إسراطين" (أربعة أحرف من إسرائيل مقابل ثلاثة من فلسطين).

فمضمون هذه المبادرة عبثي، غير أنها تضمنت إشارة مهمة جدا بالنسبة للغرب ولإسرائيل وهي إعلان القذافي عن تغيير في موقفه الجذري من الاحتلال إلى موقف أكثر مرونة، والقذافي معروف بطرقه الاستثنائية والغريبة في التعبير عن مواقفه، وإذا أضفت إلى ذلك تسليم كل ما يتعلق بخطط امتلاك أسلحة الدمار الشامل للأمريكان، التي كانت حجة أمتلاكها ردع إسرائيل بل وتدميرها، فإن هذه الشواهد تؤكد انسحاب النظام السابق من ركن المواجهة مع الكيان المحتل، وبالتالي يصير الترويج لمواقفه القديمة تضليل للرأي العام ومناكفة سياسية لا تليق بمن يدعي الوطنية ويصر على موقف جذري من الاحتلال الإسرائيلي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الحرب الفلسطينية ليبيا ليبيا فلسطين تضامن رأي حرب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

حرس السواحل يعترض 9000 مهاجر منذ بداية 2024

أكدت المنظمة الدولية للهجرة أن حرس السواحل الليبي اعترض قرابة 9000 مهاجر غير نظامي منذ بداية العام وأعادهم إلى ليبيا، من بينهم أكثر من 500 امرأة و290 طفلا.

وأضافت المنظمة، أنها سجلت أكثر من 350 حالة وفاة، إضافة إلى أكثر من 500 مفقود في المتوسط في الفترة نفسها.

وأشارت إلى اعتراض أكثر من 17 ألف مهاجر وإعادتهم إلى ليبيا في 2023.

المصدر: المنظمة الدولية للهجرة

حرس السواحل الليبي Total 0 مشاركة Share 0 Tweet 0 Pin it 0

مقالات مشابهة

  • المحاور والعوائق في التفاوض السوداني
  • دلالات زيارة الدبيبة إلى مصر بعد قطيعة استمرت 3 سنوات.. هل يلتقي السيسي؟
  • دلالات زيارة الدبيبة إلى مصر بعد قطيعة دامت ٣ سنوات.. هل يلتقي السيسي؟
  • الجامعة العربية: ماضون قدماً بجهود إقرار الدستور وإجراء الانتخابات الليبية
  • مرشح للرئاسة الليبية يرفض حضور "ملتقى أنصار النظام السابق" في جنيف
  • اليسير: مع مرور الوقت سيجد الليبيون أنفسهم أقلية في بلادهم أمام موجات المهاجرين
  • محللان كوريان شماليان: تحالف بوتين وكيم يونج أون .. تطور خطير في التحالفات العالمية
  • حرس السواحل يعترض 9000 مهاجر منذ بداية 2024
  • الحكومة الليبية تعيد فتح منفذ رأس جدير الحدودي مع تونس
  • اجتماع مرتقب لأنصار نظام القذافي في روما الأسبوع الجاري