وسط الكارثة الإنسانية.. دعوات داخل حكومة الاحتلال لتهجير سكان غزة
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
يسلط تحليل الصحفي بيتر بينارت، الضوء على استراتيجية مثيرة للجدل يدرسها بعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية تنطوي على تهجير أهل غزة.
يشير بينارت، وهو كاتب في السياسة الخارجية الأمريكية، الى افتقار إسرائيل لاستراتيجية واضحة للتعامل مع غزة، مع التركيز على الإطاحة بحماس.
ومع ذلك، تشير الدلائل الأخيرة إلى أن بعض المسؤولين الإسرائيليين لديهم تفضيل لمستقبل غزة يتجاوز مجرد الإطاحة بحماس من السلطة.
يبدو أن هذه الاستراتيجية، كما يوضح بينارت، مناسبة لنوع الحرب التي تشنها إسرائيل، والتي تهدف لجعل غزة غير صالحة للعيش إلى حد كبير. علاوة على ذلك، هناك عدد متزايد من المسؤولين الإسرائيليين الذين يعبرون عن رغبتهم ليس فقط في إزالة حماس، بل وأيضاً في مغادرة سكان غزة المنطقة طوعاً.
وتم إطلاق الدعوات لنقل السكان حتى قبل حالة الدمار الحالية في غزة. وتم التعبير عن مقترحات لنقل سكان غزة بشكل دائم ودعم الهجرة الطوعية لعرب غزة إلى بلدان مختلفة من قبل المسؤولين الإسرائيليين، بما في ذلك وزارة الاستخبارات ووزير المالية بتسلئيل سموتريش.
يشير بينارت إلى تقارير من صحيفة "يسرائيل هيوم"، تفيد بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كلف أحد أقرب المقربين منه بوضع خطة لتقليل عدد السكان في غزة. ويُزعم أن هذه الخطة تتضمن حث دول مجاورة على قبول مئات الآلاف من اللاجئين الغزيين.
في حين قلل بعض المسؤولين الإسرائيليين من أهمية هذه التقارير، فإن التصريحات والتطورات الأخيرة تشير إلى حدوث تحول في السياسة. أصبح الحديث عن مغادرة الفلسطينيين من غزة أكثر وضوحاً، مع وجود مؤشرات على أن إعادة التوطين الطوعي أصبحت سياسة رسمية رئيسية للحكومة الإسرائيلية.
وأصبح التأثير على أرض الواقع واضحا بالفعل، حيث أفادت الأمم المتحدة بأن ما يقرب من 85% من سكان غزة قد نزحوا.
إن أزمة السكن حادة، حيث تعرض ما يقرب من 70 بالمائة من المساكن في غزة للضرر أو الدمار. وأودى الصراع بحياة أكثر من 22,000 من سكان غزة، ويلوح خطر المجاعة في الأفق بالنسبة لأكثر من 90 بالمائة من السكان.
يثير بينارت مخاوف بشأن الطبيعة الطويلة للصراع، حيث أشار رئيس الوزراء نتنياهو إلى أنه قد يستمر لعدة أشهر أخرى، إن لم يكن لسنوات. ويحذر الصحفي من احتمال استمرار الكارثة الإنسانية، مما يضغط على الدول المجاورة للنظر في السماح لسكان غزة بالدخول، على الرغم من المعارضة الحالية.
وبينما أعربت مصر وإدارة بايدن عن معارضتهما لنقل سكان غزة، يشير بينارت إلى أن بعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية يعتقدون أن الأمر عرضة للضغوط. يضيف السياق التاريخي خلفية تقشعر لها الأبدان، حيث يشعر الفلسطينيون في غزة بالقلق من المغادرة بسبب احتمال عدم سماح إسرائيل بعودتهم، وهو ما يذكرنا بعمليات التهجير الجماعي السابقة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المسؤولین الإسرائیلیین سکان غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
حكومة غزة: شائعات الهجرة جزء من حملة خبيثة يقودها الاحتلال
أكد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، مساء اليوم الاثنين، أن "شائعات الهجرة جزء من حملة خبيثة يقودها الاحتلال الإسرائيلي، لزعزعة صمود شعبنا وضرب وعيه الوطني"، محذرا في الوقت ذاته من خطورة الانجرار خلف هذه "الدعاية المسمومة"، على حد وصفه.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في بيان وصل "عربي21" نسخة منه، إنّنا "نتابع ما تم تداوله مؤخرا عبر بعض وسائل التواصل الاجتماعي من منشورات ومعلومات مُضللة تتعلق بترتيبات مزعومة للهجرة الجماعية من قطاع غزة، حيث يتولى ذلك شخصيات جدلية بالتعاون مع جهات خارجية، وتروج لسفر العائلات الفلسطينية عبر مطار "رامون" إلى دول مختلفة حول العالم".
وشدد على أن "هذه المعلومات عارية تماماً عن الصحة، وهي جزء من حملة خبيثة وممنهجة تهدف إلى زعزعة صمود شعبنا الفلسطيني، والنيل من وعيه الوطني، ودفعه نحو الهجرة القسرية تحت ضغط المعاناة والحرب".
وتابع قائلا: "من يقف خلف هذه المنشورات بالدرجة الأولى الاحتلال، وتروج لها حسابات وهمية أو حسابات مغرضة أو حسابات تعرضت للتضليل أو أشخاص لا يمتلكون معلومات صحيحة، فيستخدمون وثائق مزيفة ونماذج توكيل قانوني لا قيمة لها، ويروجون لوهم الاحتلال بما يطلق عليه الهجرة الآمنة التي يتكفل الاحتلال بتمويلها، في محاولة لتجميل الوجه القبيح لمخططات التهجير الجماعي، التي فشل الاحتلال في فرضها بالقوة، ويسعى اليوم لتمريرها بأساليب ناعمة مكشوفة".
وحذر الفلسطينيين من "خطورة الانجرار خلف هذه الدعاية المسمومة التي تخدم هدفاً استراتيجياً صهيونياً واضحاً يحلم به الاحتلال منذ عقود طويلة، يتمثل في تفريغ الأرض من سكانها الفلسطينيين الأصليين، وتحقيق حلم إسرائيل".
كما حذر البيان من "تداول أرقام هواتف ومعلومات مشبوهة تُنشر ضمن هذه الحملات"، داعيا المواطنين للحذر الشديد واليقظة التامة، فبعض هذه الأرقام تُستخدم كأدوات تجنيد وتواصل أمني، بهدف إسقاط الشباب الفلسطيني بعد فشل الاحتلال في اختراق النسيج الوطني المقاوم.
وأضاف أن "الهجرة من الوطن في ظل الاحتلال ليست خياراً آمناً، بل هي فخ مغلف بالوعود الكاذبة، تقود إلى الاستدراج والاعتقال والتحقيق أو الإعدام والقتل المباشر، خصوصاً عند التنقل عبر المناطق الحساسة أو خارج الأطر القانونية والرسمية".
وأشار إلى أن "الحالات القليلة التي غادرت قطاع غزة مؤخراً، معلومة تماماً، وهي من فئة المرضى والجرحى الذين أتموا إجراءات السفر لتلقي العلاج في الخارج عبر معبر كرم أبو سالم، وليسوا مُهاجرين، وما يُشاع خلاف ذلك هو كذب متعمد وتحريف للوقائع".
ودعا المكتب الإعلامي الحكومي إلى عدم الانسياق خلف الشائعات والمعلومات الزائفة، وعدم المساهمة في ترويجها، إلى جانب إبلاغ جهات الاختصاص بشكل فوري عن أي جهة مشبوهة تحاول استغلال حاجة الناس، أو الإيحاء بقدرتها على ترتيب "هجرة قانونية".