تعد أسلحة الدفاع الجوي، والمضادة للطائرات، من الأسلحة المحرمة على الحركات والتنظيمات المقاتلة حول العالم، حيث يمكن أن تمتلك بعض التنظيمات المسلحة سفن وغواصات وصواريخ ودبابات وكل شئ إلا هذه الصواريخ، بل أن بسبب صعوبة صنعها وتعقيد تصنيعها لا يمكن لأي دولة صناعتها، ولا يُسمح نهائياً أن تصل هذه الأسلحة للتنظيمات المقاتلة في كل مكان في الأرض، فما بال الحال في قطاع غزة، والتي قامت إسرائيل بمعظم جرائمها داخل القطاع وقتل ما يقرب من 23 ألف فلسطيني باستخدام القصف الجوي.

 

واليوم أعلن مستشار قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني ليعلن أن المقاومة بغزة ستملك مستقبلا مضادات جوية للتصدي لغارات إسرائيل، وهو التصريح الذي يطرح سؤالا، هل لم تفكر المقاومة بالفعل في هذا الأمر، وبالبحث نجد أنه بالفعل كانت هناك محاولات لامتلاك وتصنيع تلك النوعية، ولكن 10 سنوات لم تكن كافية للوصول للهدف، ففي الوقت الذي نجحوا فيه في تحييد المروحيات من طائرات هليكوبتر وغيرها من الطيران فوق غزة، إلا أنه مازال أمامها طريق طويل لجعل سماء غزة آمن بنسبة 100% من الطيران الحربي المتطور، وتلك تفاصيل تلك القصة. 

 

قوة هائلة في قبضة إسرائيل 

 

 

يمتلك الجيش الإسرائيلي قوات جوية متقدمة وقواعد عسكرية ذات قدرات عالية، تضم مئات الطائرات الحربية من أنواع مختلفة، كما الولايات المتحدة من أكبر مورد للطائرات الحربية إلى الجيش الإسرائيلي، ووفق موقع "غلوبال فاير بور" الأميركي، يصل عدد طائرات القوات الجوية الإسرائيلية إلى حوالي 595 مقاتلة، تشمل: 241 مقاتلة وطائرة اعتراضية، و23 طائرة هجومية، و15 طائرة نقل عسكري، و154 طائرة تدريب، و23 طائرة مهام خاصة، بالإضافة إلى 128 مروحية بينها 48 مروحية هجومية، و11 طائرة تزود بالوقود في الجو.

 

كما أن طائرات القوات الجوية الإسرائيلية تنقسم إلى 5 أنواع وتشمل:

الطائرات المقاتلة.. وأبرزها " إف 16 آي" طائرة أميركية متعددة المهام، و "إف 16 سي" طائرة أميركية متعددة المهام، و "إف 15 آي" طائرة أميركية متعددة المهام، و "إف 15 سي" مقاتلة أميركية.المروحيات العسكرية.. ويأتي على رأسها "يو إتش - 60 إيه/ إل" وهي مروحية نقل أميركية متوسطة الحمولة، و" إيه إتش - 64 إيه" مروحية هجومية أميركية، و "سي إتش 53" مروحية نقل ثقيلة أميركية.طائرات النقل العسكري.. ومن أبرزها "سي 130 جيه" و"سي 130 إيه/ إتش" وهما طائرتان نقل عسكري تكتيكيتان أميركيتان الصنع، و"كينغ إير 200" طائرة نقل عسكري للإسعاف والمهام الخفيفة.طائرات التدريب.. وتضم "إف 16 دي" طائرة تدريب أميركية لطياري المقاتلات، و"إم 346" طائرة تدريب متقدمة إيطالية الصنع، و"تي 6 إيه" طائرة تدريب أميركية للطيارين المبتدئين.طائرات المهام الخاصة.. تشمل "كينغ إير 200" نسخة خاصة بالاستطلاع، و"جي 550" طائرة مخصصة لاعتراض الاتصالات اللاسلكية لمهام الاستخبارات، و"جي 550" نسخة مخصصة للإنذار، وجميعهم صنع أميركي.

 

 

 

السرب 122 فريد من نوعه 

 

 

يضم سلاح الجوي الإسرائيلي، وفق موقع "إسرائيل ديفينس" في تقرير سابق، السرب 122، وهي طائرات لا تطلق النار ولا الصواريخ ولا تُجري معارك جوية، لكنها تحمل أنظمة رادار واتصالات متقدمة وتجلبها إلى ساحة المعركة؛ لمساعدة القوات الجوية في إنجاز مهامها، وبحسب الموقع، يُعرف السرب 122 بسرب المخابرات التابع لسلاح الجو، وهو سرب فريد من نوعه، إذ يضم مزيج أفراد من سلاح الجو وشعبة الاستخبارات العسكرية، وهم موظفون فنيون وجنود نظاميون ومستشارون مخضرمون في صناعة الطيران، يستطيعون التعامل مع أنظمة المراقبة والاتصالات التي تحملها طائرات السرب.

ويحتوي السرب على 3 نماذج من الطائرات، متشابهة مع بعضها من الخارج، لكنها مختلفة من الداخل وفي المحتوى، وهي: طائرة "ناخشون شافيت"، ومهمتها جمع المعلومات الاستخبارية، وطائرة "ناخشون إيتام"، ومهمتها التحكم والمراقبة وإنشاء صورة جوية، بالإضافة إلى طائرة "ناخشون أورون" التي تحتوي على مزيج من قدرات جمع المعلومات والتحكم والمراقبة، وتتميز بقدرتها على التحليق عاليًا جدًا وبعيدًا جدًا بهدوء أكثر، ولها قدرة على البقاء في الجو لفترة طويلة بأقل الوقود.

 

 

متبر 1 .. منظومة حماس الصاروخية لم تك كافية 

 

وفي بداية الحرب الحالية في غزة، وتحديدا في 11 أكتوبر، أعلنت حركة حماس لأول مرة، عن إدخالها منظومة دفاع جوي محلية الصنع للخدمة ضد الطائرات الإسرائيلية، بعد استخدامها قذائف "رجوم" قصيرة المدى التي نجحت في الوصول إلى تل أبيب ومعظم المستوطنات الإسرائيلية خلال عملية "طوفان الأقصى"، ونشرت حماس مقطعا مصورا يظهر لحظة تنصيب صواريخ المنظومة "متبر 1" واستهداف الطيران الإسرائيلي، ومقطعا آخر تضمن مشاهد عمليات التصدي لطيران إسرائيل عن طريق صواريخ محمولة على الكتف، وأخرى أُطلقت من منصات أرضية.

كما أعلن الجناح العسكري لحماس عن عدة عمليات استهداف للطيران الإسرائيلي عن طريق صواريخ دفاع جوي مصنوعة محليا، مؤكدا عمله المستمر على تطوير أسلحة تحقق لها تحييد الطيران الإسرائيلي، ووفق حديث خبراء عسكريين لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإن من أبرز خواص تلك المنظومة العسكرية ما يلي: 

صواريخ "أرض جو" محلية الصنع.تستخدم في التصدي لطائرات الهليكوبتر.صواريخ تقليدية لا تناور فيزيائيا ولا تمتلك رأس توجيه.متفجرات تتشظى قرب الطائرات الحربية.لا تمتلك خواص صواريخ الدفاع الجوي من الأجنحة التي تدفعها إلى الطيران والمناورة للانقاض على المقاتلات.تطير ثم تنفجر قرب الهدف.تعتمد على الإحداثيات ومراقب جوي يبلغ عن قدوم الطائرات.تعمل عبر مسار متوقع للطائرات على ارتفاعات معينة.

 

وهذا الصاروخ يشبه في التصميم صاروخ "شهاب ثاقب" العامل على منظومة "يا زهراء"، وهي نسخة إيرانية محلية الصنع من منظومة "إتش كيو 7" الصينية، المثيلة لمنظومة "كروتال" الفرنسية، لكن النسخة الفلسطينية من دون أي أجنحة للمناورة، مما يضعف قدرتها على الاستهداف، فمثل هذه المنظومات بالأساس مصممة لاستهداف المسيرات أو الهليكوبتر القتالية، فصاروخ حماس الجديد لديه محدودية على المناورة ويتحرك ضد أهداف بطيئة أو قليلة المناورة مثل الهليكوبتر وليس ضد مقاتلات أسرع من الصوت أو ذات سرعة فائقة، لذلك يمكن القول أنها لم تك كافية لجعل سماء غزة آمن. 

 

 

10 سنوات لم تك كافية 

 

منذ الحرب الثالثة على غزة في العام 2014، ظلت كتائب القسام وقوى المقاومة الفلسطينية، تعتمد استخدام مدافع 14.5 سوفياتية الصنع، بمدى إطلاق نار يصل إلى ألفي متر، مما أسهم في تحييد المروحيات، في حين أسفرت جهود مهندسي المقاومة -بحسب ما نشرته مواقع إخبارية قريبة من تلك المنظمات - عن نسخة محلية من صواريخ "ستريلا 2″، وفي العام 2013 كشفت كتائب القسام عن امتلاكها صاروخ "ستريلا 2" ويعني بالعربية "السهم"، لم تفصح عن مصدره، واستخدمته -لأول مرة- في 19 أبريل 2020، في التصدي لمقاتلات إسرائيلية في أجواء غزة.

 

وفي ذلك الحين، أقرت إسرائيل باستهداف طائرتها بصاروخ أرض جو، ولاحقا قالت أوساط أمنية وعسكرية إن "الطائرات أصبحت تحلق في أجواء غزة على ارتفاعات بعيدة، إثر تأكد امتلاك حماس لصواريخ مضادة للطيران"، وهذه المنظومة من الصواريخ خفيفة الوزن، وتحمل على الكتف، وهي مصممة لاستهداف المقاتلات والمروحيات الحربية على ارتفاعات منخفضة تتراوح بين ألف و1500 متر، وقد دخلت حيز الاستخدام فعليا في العام 1968، وتمتاز بقدرتها على المباغتة، لسهولة نقلها وإطلاقها في ثوان معدودة، مما يجعلها في مأمن من الرصد والاعتراض.

 

وفي بداية 2023، قال الناطق باسم حماس حازم قاسم، "المقاومة تنتهج إستراتيجية جديدة في التعامل مع طيران الاحتلال في سماء غزة، وتواصل تطوير قدراتها وأدواتها للرد على جرائمه، حيث هدفت مخططات المقاومة إلى الوصول لمرحلة تأمين سماء غزة من الطيران الإسرائيلي المعادي، ومنعه من حرية التحليق والاستهداف، فالمقاومة تعمل على مدار الساعة من أجل تثبيت نظرية الردع"، ورغم تلك التصريحات، وتطوير أسلحة وصواريخ محلية الصنع، فلا يزال التطوير عليها يحتاج إلى سنوات أخرى لتحسين قدراتها، وكي لا تكون طائرات الاحتلال في مأمن أثناء تحليقها في سماء غزة، حيث لم تك 10 سنوات كافية في هذا المجال.

 

 

تجارب في محيط غزة تكشف صعوبة الأمر 

 

 

ولا يمكن أن يقلل هذا القصور العسكري الناتج عن فرق القدرات من قدرة المقاومة الفلسطينية عن توجيه ضربات موجعة للاحتلال الإسرائيلي، وهو ما حدث في عملية طوفان الأقصى، إلا أن هذا سد تلك الفجوة ليس من الأمور السهلة، وبالنظر إلى المحيط بغزة، نجد دولا مازالت إسرائيل تمتلك القدرة لى توجيه ضربات جوية لها دون رادع، وهو ما يحدث في سماء لبنان وسوريا، ولك رغم امتلاك تلك الدول لجيوش وأسلحة أكثر تدقما من المقاومة الفلسطينية.

 

ورغم أنه كانت هناك محاولات لصناعة، ولصيانة هذه الأسلحة بتلك المناطق، ولكن، النتيجة هي تصفية كل من عمل في هذا المجال قلة منهم من نجى، وهو مختفي عن الأنظار، وذلك بحسب ما تنشره المواقع المرتبطة بتنظيمات مسلحة في لبنان وسوريا، وأعلنت تلك التنظيمات أنهم فشلوا بإجراء تعديل على بعض الصورايخ بعد محاولات استمرت ثلاث سنوات رغم توفر المساعدة والمعلومات الأساسية من مصدرها المصنع، فهذه الأسلحة دقيقة وحساسة، لذلك فمسألة اسقاط الطائرات ليست بالسهلة وتحتاج لدقة كبيرة وخطورة مع تطور الطائرات قدراتها على تحديد مكان الاطلاق، وهو التحدي الذي ينتظر المقاومة الفلسطينية في المرحلة المقبلة. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة طائرة تدریب محلیة الصنع سماء غزة

إقرأ أيضاً:

المقاومة الفلسطينية تفجّر آليات متنوعة للاحتلال في تل السلطان برفح

المقاومة الفلسطينية.. كشفت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» اليوم السبت 29 يونيو 2024 عن استهداف جرافة عسكرية من نوع «D9» بعبوة «شواظ» جنوب حي تل السلطان في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

كما كشفت «القسام» عن اشتراكها مع سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بفلسطين في استهداف ناقلتي جند تابعتين للاحتلال جرافة من نوع «D9» بقذائف «الياسين 105» و «آر بي جي» بتل السلطان غربي رفح.

عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة

ولا يزال الاحتلال الإسرائيلي مستمرا في عدوانه على قطاع غزة حتى اليوم السبت 29 يونيو 2024، الذي يوافق اليوم ال267 منذ بداية عدوانه، الذي بدأ في 7 أكتوبر 2023، بعدما أطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية، شارة البداية لمعركة طوفان الأقصى.

وارتفع عدد شهداء غزة جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 37834 شهيدا، حسبما أعلنت الصحة الفلسطينية، وأضافت أن عدد الإصابات ارتفع إلى 86858 مصابا.

وحثّ الرئيس الأمريكي، جو بايدن في وقت سابق، حركة حماس، والاحتلال الإسرائيلي على دعم مقترح يتضمن التالي:

- عودة الفلسطينيين في غزة إلى منازلهم، في المرحلة الأولى.

- وفي المرحلة الثانية يتم تبادل كل الأسرى الأحياء بما في ذلك الجنود الإسرائيليين.

- المرحلة الثالثة تشمل إعادة إعمار قطاع غزة.

ولكن الاحتلال الإسرائيلي، رفض المقترح المقدم من قِبل الولايات المتحدة لمجلس الأمن الدولي، بعدها.. زاعمًا أن أمريكا غيرت موقفها بشأن مصالح إسرائيل.

اقرأ أيضاًحماس: مستعدون للتعامل بإيجابية مع أي مقترح لوقف إطلاق النار

عائلات المحتجزين الإسرائيليين: «نتنياهو» يطيل أمد الحرب من أجل البقاء في منصبه

بين قتيل وجريح.. «سرايا القدس» و«القسام» تواصلان استهداف قوات الاحتلال بحي الشجاعية

مقالات مشابهة

  • بزعم مساعدة حماس.. مستوطنون يقاضون 3 دول أمام الفيدرالية الأمريكية
  • إيران تؤكد دعمها للمقاومة الفلسطينية وتلميحات بعملية “الوعد الصادق 2” ضد “إسرائيل”
  • الصواريخ الدقيقة.. تأثير الذكاء الاصطناعي والتحديات الهجومية للمقاومة اللبنانية
  • اللواء الدويري: 12 عملية مميزة للمقاومة كل 24 ساعة بحي الشجاعية
  • قائد الدفاع الجوي في العيد الـ 54: نمتلك قدرات تكنولوجية حديثة ومتكاملة لحماية سماء مصر
  • «القسام»: رصدنا هبوط أكثر من طائرة لإخلاء قتلى وجرحى الاحتلال في الشجاعية
  • وقفة في حرض بحجة دعماً للمقاومة الفلسطينية الباسلة
  • المقاومة الفلسطينية تفجّر آليات متنوعة للاحتلال في تل السلطان برفح
  • قائد الدفاع الجوي في العيد الـ 54: نمتلك قدرات تكنولوجية لحماية سماء مصر - (حوار)
  • نتنياهو يحذر زواره من أن "إيران تسعى إلى غزو الأردن والسعودية"