بدوامة تصعيد خارج غزة.. هل تشعل إسرائيل وأمريكا حربا إقليمية؟
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
مع توسيع إسرائيل، بدعم من حليفتها الولايات المتحدة، حربها ضد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) من قطاع غزة إلى العاصمة اللبنانية بيروت، فإن الشرق الأوسط مهدد بالانزلاق إلى "دوامة تصعيدية" تقود إلى حرب إقليمية واسعة، بحسب فيليسيا شوارتز في تقرير بصحيفة "فياننشال تايمز" البريطانية (Financial Times).
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر / تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى الأحد 22 ألفا و835 شهيدا، و58 ألفا و416 جريحا، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
وفي 2 يناير/ كانون الثاني الجاري، أطلقت طائرة إسرائيلية صواريخ على مقر لـ"حماس" في بيروت، فقتلت صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي للحركة و6 آخرين من كوادرها.
وقالت شوارتز، في التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن عملية الاغتيال هذه "تهدد بجر "حزب الله" اللبناني، المدعوم من إيران، إلى الصراع، كما تؤدي الغارات الإسرائيلية المتزايدة في الضفة الغربية والاشتباكات بين المستوطنين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى تأجيج التوترات".
ولفتت إلى أنه "في الأسبوعين الماضيين، قتلت القوات الأمريكية مسلحين حوثيين في البحر الأحمر وقياديا كبيرا في ميليشيا (قوات الحشد الشعبي) مدعومة من إيران في العراق، فضلا عن ضرب أهداف لكتائب "حزب الله" العراقي".
وتضامنا مع غزة، شنت جماعات موالية لإيران، بينها "حزب الله" في لبنان والحوثيون في اليمن وجماعات أخرى في الجارتين العراق وسوريا، هجمات على أهداف إسرائيلية و/ أو أمريكية، وهو ما ردت عليه تل أبيب وواشنطن.
كما استهدف الحوثيون، بصواريخ وطائرات مسيّرة، سفن شحن تجاري في البحر الأحمر تملكها و/ أو تشغلها شركات إسرائيلية و/ أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.
اقرأ أيضاً
تخوف أمريكي من توسيع الحرب بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصلحة نتنياهو؟
حرب إقليمية
و"منذ أن بدأ الصراع بين إسرائيل وحماس، سعى الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى تجنب حرب واسعة النطاق في الشرق الأوسط، وقالت إدارته إن تصرفاتها كانت ردا على العدوان والتهديدات"، كما أضافت شوارتز.
واستدركت: "لكن العنف المتصاعد في مختلف أنحاء المنطقة يهدد بجر الولايات المتحدة إلى حريق أوسع نطاقا".
وقال جوناثان بانيكوف، مدير مبادرة "سكوكروفت" لأمن الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي: "بالتأكيد نقترب من حرب إقليمية أوسع، أكثر من أي وقت مضى منذ بداية الصراع".
وتابع: "يمكن لأي من الأطراف الفاعلة أن يدخل في دوامة مع إسرائيل و/أو الولايات المتحدة، وهو ما قد يكون كافيا لإشعال حرب واسعة النطاق تجلب الآخرين".
كما قال جون ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن "الرهان هو أن القوة المحدودة تمنع الحاجة إلى قوة أكبر، لكن هناك احتمال أن تتورط (الولايات المتحدة) في دوامة تصعيدية".
اقرأ أيضاً
بلومبرج: بلينكن يبحث مع أردوغان حشد الدعم لخطة ما بعد حرب غزة
جولة بلينكن
وقالت شوارتز إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يزور الشرق الأوسط حاليا، في جولة هي الرابعة منذ هجوم "حماس" على إسرائيل، وذلك بهدف "التخفيف من مخاطر نشوب صراع أوسع نطاقا".
وردا على جرائم الاحتلال الإسرائيل اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة، شنت "حماس" في 7 أكتوبر/ الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية بمحيط غزة، بعد أن اخترقت الجدار العازل المزود بتكنولوجيا دفاعية متقدمة.
وقتلت "حماس" في الهجوم نحو 1200 إسرائيلي وأسرت حوالي 240، بادلت قرابة 110 منهم مع الاحتلال، الذي يحتجز في سجونه نحو 8600 فلسطيني، وذلك خلال هدنة استمرت أسبوعا حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بوساطة قطرية مصرية أمريكية.
وبعد اجتماعه مع زعيمي تركيا واليونان أمس السبت، دعا بلينكن الزعماء الإقليميين إلى استخدام نفوذهم لاحتواء الصراع، معتبرا أن "إسرائيل لا تريد التصعيد، ولكن يجب عليها أن تكون على استعداد تام للدفاع عن نفسها".
وإضافة إلى تركيا واليونان، تشمل جولة بلينكن كلا من الأردن وقطر والإمارات والسعودية وإسرائيل ومصر والضفة الغربية المحتلة، وفقا لوزارة الخارجية الأمريكية.
ومنذ اندلاع الحرب على غزة، تقدم إدارة بايدن للاحتلال أقوى دعم عسكري ومخابراتي ودبلوماسي ممكن، ويعتبر مراقبون الولايات المتحدة "شريكة" في "جرائم الحرب الإسرائيلية" بغزة.
اقرأ أيضاً
مايك بنس يوقع على قذائف سيطلقها الاحتلال على لبنان ومعلقون: "مجرم حرب"
المصدر | فيليسيا شوارتز/ فياننشال تايمز- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
من "سويسرا الشرق الأوسط" إلى شريك في التهريب.. تقرير أمريكي يكشف دور عُمان في دعم الحوثيين
طالبت مؤسسة "الدفاع عن الديمقراطيات" الأمريكية، في تقرير حديث، بضرورة ضغط الولايات المتحدة على سلطنة عُمان لإنهاء الدعم المقدم للحوثيين، مشيرة إلى استخدام الأراضي العُمانية ممرا لتهريب الأسلحة وملاذا لقيادات الجماعة الإرهابية.
جاء ذلك في أعقاب ضبط السلطات اليمنية، يوم 24 مارس، شحنة أسلحة متطورة مهربة للحوثيين عبر الحدود مع عُمان، شملت 800 طائرة مسيرة صينية الصنع عبر منفذ "صرفيت" في محافظة المهرة.
ورغم تصوير عُمان كـ"سويسرا الشرق الأوسط"، ترى المؤسسة أن دورها في أزمة البحر الأحمر يكشف تواطؤا مع مليشيا الحوثي، المدعومين من إيران، والمصنفين كمنظمة إرهابية لدى واشنطن.
وأشارت إلى أن مسقط تحولت منذ 2015 إلى معبر رئيسي لأسلحة الحوثيين، حيث تم تهريب طائرات مسيرة في (2017) وصواريخ "بركان-2H" الإيرانية (2018) عبر أراضيها، إضافة إلى معدات عسكرية متطورة ضُبطت العام الماضي.
ملاذ آمن لقيادات الحوثيين
كشف التقرير أن عُمان توفر حماية لمسؤولي الجماعة، أبرزهم محمد عبد السلام، المفاوض الرئيسي للحوثيين، والمُستهدف بعقوبات أمريكية لتمويله شبكات الجماعة وتسهيل حصولها على أسلحة روسية. ورغم ادعاء مسقط أن وجودهم جزء من وساطتها لإنهاء الحرب اليمنية، إلا أن ذلك لم يحد من تصاعد هجمات الحوثيين ضد المدنيين في البلاد او في البحر الأحمر، والتي تستهدف السفن الأمريكية ومصالح واشنطن.
ودعا التقرير الإدارة الأمريكية إلى مطالبة عُمان بوقف أنشطة الحوثيين على أراضيها وطرد قياداتهم، مع فرض عقوبات على الأفراد والجهات العُمانية الداعمة لهم في حال الامتناع.