مع توسيع إسرائيل، بدعم من حليفتها الولايات المتحدة، حربها ضد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) من قطاع غزة إلى العاصمة اللبنانية بيروت، فإن الشرق الأوسط مهدد بالانزلاق إلى "دوامة تصعيدية" تقود إلى حرب إقليمية واسعة، بحسب فيليسيا شوارتز في تقرير بصحيفة "فياننشال تايمز" البريطانية (Financial Times).

ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر / تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى الأحد 22 ألفا و835 شهيدا، و58 ألفا و416 جريحا، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

وفي 2 يناير/ كانون الثاني الجاري، أطلقت طائرة إسرائيلية صواريخ على مقر لـ"حماس" في بيروت، فقتلت صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي للحركة و6 آخرين من كوادرها.

وقالت شوارتز، في التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن عملية الاغتيال هذه "تهدد بجر "حزب الله" اللبناني، المدعوم من إيران، إلى الصراع، كما تؤدي الغارات الإسرائيلية المتزايدة في الضفة الغربية والاشتباكات بين المستوطنين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى تأجيج التوترات".

ولفتت إلى أنه "في الأسبوعين الماضيين، قتلت القوات الأمريكية مسلحين حوثيين في البحر الأحمر وقياديا كبيرا في ميليشيا (قوات الحشد الشعبي) مدعومة من إيران في العراق، فضلا عن ضرب أهداف لكتائب "حزب الله" العراقي".

وتضامنا مع غزة، شنت جماعات موالية لإيران، بينها "حزب الله" في لبنان والحوثيون في اليمن وجماعات أخرى في الجارتين العراق وسوريا، هجمات على أهداف إسرائيلية و/ أو أمريكية، وهو ما ردت عليه تل أبيب وواشنطن.

كما استهدف الحوثيون، بصواريخ وطائرات مسيّرة، سفن شحن تجاري في البحر الأحمر تملكها و/ أو تشغلها شركات إسرائيلية و/ أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.

اقرأ أيضاً

تخوف أمريكي من توسيع الحرب بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصلحة نتنياهو؟

حرب إقليمية

و"منذ أن بدأ الصراع بين إسرائيل وحماس، سعى الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى تجنب حرب واسعة النطاق في الشرق الأوسط، وقالت إدارته إن تصرفاتها كانت ردا على العدوان والتهديدات"، كما أضافت شوارتز.

واستدركت: "لكن العنف المتصاعد في مختلف أنحاء المنطقة يهدد بجر الولايات المتحدة إلى حريق أوسع نطاقا".

وقال جوناثان بانيكوف، مدير مبادرة "سكوكروفت" لأمن الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي: "بالتأكيد نقترب من حرب إقليمية أوسع، أكثر من أي وقت مضى منذ بداية الصراع".

وتابع: "يمكن لأي من الأطراف الفاعلة أن يدخل في دوامة مع إسرائيل و/أو الولايات المتحدة، وهو ما قد يكون كافيا لإشعال حرب واسعة النطاق تجلب الآخرين".

كما قال جون ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن "الرهان هو أن القوة المحدودة تمنع الحاجة إلى قوة أكبر، لكن هناك احتمال أن تتورط (الولايات المتحدة) في دوامة تصعيدية".

اقرأ أيضاً

بلومبرج: بلينكن يبحث مع أردوغان حشد الدعم لخطة ما بعد حرب غزة

جولة بلينكن

وقالت شوارتز إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يزور الشرق الأوسط حاليا، في جولة هي الرابعة منذ هجوم "حماس" على إسرائيل، وذلك بهدف "التخفيف من مخاطر نشوب صراع أوسع نطاقا".

وردا على جرائم الاحتلال الإسرائيل اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة، شنت "حماس" في 7 أكتوبر/ الماضي  هجوم "طوفان الأقصى" ضد قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية بمحيط غزة، بعد أن اخترقت الجدار العازل المزود بتكنولوجيا دفاعية متقدمة.

وقتلت "حماس" في الهجوم نحو 1200 إسرائيلي وأسرت حوالي 240، بادلت قرابة 110 منهم مع الاحتلال، الذي يحتجز في سجونه نحو 8600 فلسطيني، وذلك خلال هدنة استمرت أسبوعا حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بوساطة قطرية مصرية أمريكية.

وبعد اجتماعه مع زعيمي تركيا واليونان أمس السبت، دعا بلينكن الزعماء الإقليميين إلى استخدام نفوذهم لاحتواء الصراع، معتبرا أن "إسرائيل لا تريد التصعيد، ولكن يجب عليها أن تكون على استعداد تام للدفاع عن نفسها".

وإضافة إلى تركيا واليونان، تشمل جولة بلينكن كلا من الأردن وقطر والإمارات والسعودية وإسرائيل ومصر والضفة الغربية المحتلة، وفقا لوزارة الخارجية الأمريكية.

ومنذ اندلاع الحرب على غزة، تقدم إدارة بايدن للاحتلال أقوى دعم عسكري ومخابراتي ودبلوماسي ممكن، ويعتبر مراقبون الولايات المتحدة "شريكة" في "جرائم الحرب الإسرائيلية" بغزة.

اقرأ أيضاً

مايك بنس يوقع على قذائف سيطلقها الاحتلال على لبنان ومعلقون: "مجرم حرب" 

المصدر | فيليسيا شوارتز/ فياننشال تايمز- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

فرص وخسائر.. ما الذي تحمله الحرب التجارية بين الصين وأمريكا؟

(CNN)-- ستؤثر الحرب التجارية العالمية التي يشنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سلبًا على الاقتصادات في جميع أنحاء العالم هذا العام، بما في ذلك الولايات المتحدة، وفقاً لتقرير جديد صادر عن منظمة التجارة العالمية.

وتتوقع منظمة التجارة العالمية أن تنمو الاقتصادات العالمية بشكل أبطأ مما كانت ستنمو به بدون التعريفات الجمركية. وسوف يكون هذا هو الحال بشكل خاص في أمريكا الشمالية، وهي المنطقة التي تهيمن عليها الولايات المتحدة، والتي ستشهد تباطؤًا أكبر من المناطق الأخرى.

أفاد تقرير منظمة التجارة العالمية أن سلسلة الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب، والتي ردت عليها دول أخرى، تعني أن آفاق التجارة العالمية قد "تدهورت بشكل حاد". وتتوقع المنظمة أن ينكمش إجمالي التجارة العالمية بنسبة 0.2%، مقارنةً بتوقعات نمو بنسبة 2.7% بدون رسوم جمركية.

يرتبط الاقتصاد العالمي، وبالتالي جيوب الناس، ارتباطًا وثيقًا بتجارة السلع والخدمات بين الدول. وعادةً ما يعني انكماش الاقتصاد قلة الوظائف (وانخفاض الأجور)، وصعوبات مالية للمواطنين، وقرارات صعبة بشأن الإنفاق من جانب الشركات والحكومات.

وأعلنت منظمة التجارة العالمية أنها تتوقع نمو الناتج الاقتصادي العالمي بنسبة 2.2% هذا العام. وستكون هذه الزيادة أقل بمقدار 0.6 نقطة مئوية عن المعدل الذي تتوقعه المنظمة في حالة عدم فرض رسوم جمركية إضافية.

في أمريكا الشمالية، من المتوقع أن يكون الناتج الاقتصادي أقل بمقدار 1.6 نقطة مئوية عما كان عليه في حالة عدم فرض رسوم جمركية إضافية.

من المتوقع أن تشهد معظم المناطق انخفاضًا في الصادرات إلى الولايات المتحدة مع أكبر انخفاض للصين (77٪(.

وقد ترتفع صادرات السلع الصينية بنسبة تتراوح بين 4% و9% في جميع المناطق خارج أمريكا الشمالية مع إعادة توجيه التجارة حسب التقديرات. في الوقت نفسه، من المتوقع أن تنخفض واردات الولايات المتحدة من الصين بشكل حاد في قطاعات مثل المنسوجات والملابس والمعدات الكهربائية، مما يُتيح فرصًا تصديرية جديدة لموردين آخرين قادرين على سدّ الفجوة. وقد يفتح هذا الباب أمام بعض الدول الأقل نموًا لزيادة صادراتها إلى السوق الأمريكية.

من المتوقع أن تستحوذ آسيا (باستثناء الصين) وخاصة البلدان الأقل نموًا على بعض حصة السوق المفقودة للصين التي تواجه رسومًا جمركية أعلى. وبالتالي، فإن انخفاض وجود الصين في السوق الأمريكية يولد فرصًا تصديرية إضافية لبعض الاقتصادات الأخرى.

يحدث هذا على وجه الخصوص في القطاعات التي تتمتع فيها الصين حاليًا بحصة سوقية كبيرة في الولايات المتحدة، مثل المنسوجات و(أجزاء) المعدات الإلكترونية.

أمريكاالصينانفوجرافيكنشر الأربعاء، 23 ابريل / نيسان 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • سفير خادم الحرمين لدى المملكة المتحدة يتسلّم جائزة “دبلوماسي العام 2025” عن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
  • زار العراق بعد 17 سنة غياب.. نائب أمريكي: نحتاج للبقاء منخرطين في الشرق الأوسط
  • فرص وخسائر.. ما الذي تحمله الحرب التجارية بين الصين وأمريكا؟
  • عاجل - ترامب يعلن استهداف مخازن أسلحة تابعة للحوثيين في اليمن
  • من غزة إلى الموصل ودمشق.. البابا فرنسيس في عيون سكان الشرق الأوسط؟
  • إفادة رئيس الشاباك في إسرائيل تشعل الجدل مجددا مع نتنياهو
  • ما حجم استفادة دول الشرق الأوسط من الحرب التجارية؟
  • وكالة الفضاء الأوروبية تفرض قيود على الصور الفضائية لليمن  
  • سنغير وجه الشرق الأوسط.. نتنياهو يستبعد اندلاع حرب أهلية في إسرائيل
  • الكاردينال الوحيد من الشرق الأوسط.. ساكو مرشحا لخلافة بابا الفاتيكان