ما من قاتل مجرم إلاّ ويبتليه الله بالحزن والغم. وهذا ما رأيناه على حميدتي.
فقد ظهر مهموماً مغموماً، ضامر الجسد مُسْوَد الوجه!!
كيف لا وقد قُتل جراء إجرامه الألوف، وشرد الملايين، ونُهبوا، واغتصبت نساء بعضهم!!
وظهرت قحت العملاء بنفس الهُزال، وتبخرت منهم تلك العنتريات الكذوبة.. واكتنفهم الهم والغم من مستقبل تعيس ينتظرهم؛ كله تشرد بالمنافي، ولا أمل فيه بعودة للسودان.


سيبقون حَيْثُ الديمقراطية الدرهمية النهيانية مع بن زايد. بن زايد الذي يُحْصي ذرات الأكسجين التي يتنفسها الناس في الأمارات. أو سيقبعون في أي ديمقراطية دولارية أخرى.
ولأنهم استغشوا ثيابهم، ومازالوا في ضلالهم القديم المستهدف للجيش، عادوا فقالوا في وثيقة عار أديس:
“وإعادة تأسيس القطاع الأمني للوصول إلى جيش مهني واحد وخروج العسكريين من النشاط السياسي والاقتصادي”.. أليس هذا عين ما قاله الاتفاق الإطاري المشؤوم؟؟
ولم ينصوا على خروج المليشيا المرتزقة من بيوت المواطنين، بل قالوا:
“تهيئة الأجواء لعودة المواطنين للعودة لمنازلهم”!!
مما يعني: اسكنوا يا متمردي المليشيا حيث أنتم إلى أن “تتهيأ الأجواء”!!
وبالطبع لم يدينوا قتلها ونهبها وتدميرها.
ولم يقولوا شيئاً في وثيقتهم عن عروضٍ انتُهكت وحرائر سُبِيْنَ!!
بالله، هل هؤلاء رجال؟؟؟
وعلمتُ أنه بعد أن وقعوا وثيقة عار أديس؛ التقى بهم حميدتي، وأذلهم واحتقرهم وتفّهَهمُ..
وعيرهم بالضعف والهوان..
واتهمهم بعد الفعالية وعدم فعل أي شيئ لدعم حربه.
هذا رغم تبريرهم لشهور لكل مخازيه وفظائعه!!
سألوه أن يكف أيدي النهابين من جنوده .
فقال لهم: إنه لا يستطيع؛ لأن هؤلاء هم (الكسّابة)، أي الذين يكسبون من الحرب بالنهب!!!
هذا مستوى فهمه.
وهذا ما كسبه من ادعوا المعرفة من حلفهم مع جاهل مجرم قاتل يبيح النهب.
فلبئس ما كسبت أيديهم.
ويكذبون.. ويتناقضون.. فيدعي مولاهم التاج المُمَشّط أنه وعدهم بإرجاع الحقوق.
تسعة عشر نفر يفسدون ولا يصلحون!!
غيبت عقولهم العمالة والارتزاق!!
وبعضهم انضافت الخمر لعقول غائبة فزادتهم ضلالاً.
وهم في سكراتهم يعمهون، يظنون أنهم يمكن أن يتحدثوا باسمنا!!!
من فوضكم ومن انتخبكم؟؟
وكعطاء من لا يملك لمن لا يستحق وقعوا وثيقة العار التي قالت بتشكيل لجنة “لرصد الانتهاكات وتحديد المسؤولين”!!
والقاتل بينهم والضحية هي كل الشعب!!
ولا يزال المجرم يمارس إجرامه أمام أعينهم اليوم في الجزيرة وفي الجنينة وغيرها.
يريدون تبرئة سيدهم الذي يطعمهم ويسقيهم.
لم يقولوا لنا عن خسارة الدولة والمواطنين بمليارات الدولارات.
ولم ينبسوا ببنت شفة عن سوء سمعة وتدهور صورة بلد فقد أهم ما كان يميزه وهو استقرار مواطنيه وأمنهم!!!
وخرج الدقير ليرضي ولي نعمته، فقال:
“حميدتي هو الأنسب لقيادة السوداني المرحلة المقبلة”!!
وإمعاناً في استعادة الضلال الذي كانوا يروجون له، كرر القول القديم:
“والمرحلة القادمة تحتم علينا دمج الجيش في الدعم السريع”!!
لاحظ: “دمج الجيش في الدعم السريع!!!
يريد أن يولي علينا قاتل مجرم جاهل!!!
أي تسويف واستهبال واستغفال وأي احتقار لعقول الناس هذا!!
لقد استعاد الشباب وعيه، فانتظم في صفوف المقاومة الشعبية، وهو ينتظر المتمرد وأذياله ليذوقوا وبال أمرهم، وليدركوا أن عاقبة أمرهم غدت خُسرا.
هؤلاء الشباب استيقظوا..
يريدون أن يثأروا للمغتصبات؛ لأنهم رجال، وليسوا مثل شرذمة العملاء والمرتزقة، الذين قتلتهم الدياثة فمالأوا مغتصب نسائهم وفتياتهم العفيفات.
سيسمع الناس قريباً أن محكمة الجنايات الدولية ICC ستستدعي هذا المجرم وأتباعه من القتلة، وستضيق عليهم الأرض بما رحبت.
وهذه معلومة.
سيُسألون عن غدرهم بالمساليت، وعن قتلهم ودفنهم للأبرياء، بما فيهم الوالي خميس أبكر، والتمثيل بجثته، وعن سبيهم للحرائر واغتصابهن… وغير ذلك كثير.
وعندها سيدركون أن الأمارات لا تملك لهم نفعاً، وأنها لن تقوى على دفع الضُرّ حين يمسهم.
عجبت واستحييت حين رأيت هذه الشرذمة القذرة تصفق لجاهل قاتل، وهي تعلم أنه مثلهم كذوب.
لقد صدق أهلنا يوم قالوا: “القلم ما بزيل بَلَمْ”.
أما إذا انضافت دراهم بن زايد ودولار الخواجات، فإن القلوب تعمى.
لم يبق سوداني واحد لم يتضرر من المليشيا المجرمة وحلفائها في قحت، التي غيرت جلدها في أديس كما تغير الأفعى جلدها، واتخذت لها اسماً كذوباً جديداً.
قالوا وقال حميدتي: إنهم يريدون أن يتفاوضوا لتحقيق السلام!!!
يريدون تغبيش الوعي مرة أخرى.
وماذا عن نكوصكم عن اتفاق جدة، الذي نصّ على إخلاء بيوت المواطنين والمرافق المدنية؟؟
هل تظنون أن الشعب نسي تصنيفكم كمجرمين؟؟
ليس من تفاوض مع مجرم قاتل.
القاتل يحاكم، ويُقتل جزاءً وفاقا.
من سيصدق أن كل النهب والقتل والاغتصاب قام به “متفلتون”؟!!
وهل احتلال بيوت المواطنين التي تنطلق منها قواتك للقتال اليوم عمل متفلتين؟؟
وماذا فعلت لتكفّهم عن بغيهم؟؟
وإذا كان الذين يصفقون لك نفاقاً وابتغاء دولارات يمررون هذه الأكاذيب؛ فهل تظن أن الشعب الذي خرج لقتالكم يصدقها؟؟؟
وأعظم ما في احتشاد الشعب الآن أنه خرج لملاقاتكم بلا لافتات سياسية وبلا انتماءات حزبية.
احتشدوا كوطنيين.
وما أعظمه من انتماء، وما أسماها من راية.
ولن تمر البروباقاندا الخبيثة التي تريدون عبرها تلوين هذا الاحتشاد باسم الكيزان مرة، وباسم الفلول مرات.
لقد بارت تجارتكم الكاسدة هذي.
لقد عرف الناس أن هذا خطر إحلالي استيطاني يستهدفهم جميعاً، ولا يفرق بين ألوانهم السياسية، فخرجوا له متجردين، اللهم إلاّ من ثوب الوطنية القَشِيب.
أيام غدره الأولى كان يقول: إن حربه ضد علي كرتي وأسامة عبد الله.
وبالأمس كان يقول: إنه يحارب لينقذ السودان من البرهان!!!
ما أحَطّك، وما أكذبك.
لقد “فاتكم القطار” ولا مقام لكم بيننا.
نهبتم المال العام والخاص عبر لجنة التمكين، بشهادة ثلاثة وزراء مالية.
وتخابرتم مع السفارات، والاعتراف سيد الأدلة أيها السفيه سفارات.
والملفات موجودة، والمحاكم موجودة، ومن بعدها السجون أو المشانق.
هذا إن أبقتكم الجماهير لتصلوا المحاكم.
لقد احتشد الناس أفواجاً في المقاومة الشعبية، وكل يوم هي في ازدياد..
فويل للذين طغوا، وبغوا، وتجبروا، ولكل من ناصرهم.
وفي هذه المعركة كل من يخذّل ويدعم المجرمين بتغريدة فهو معهم؛ وينبغي أن يُستأصلوا؛ لأنهم في الجريمة مشتركين .

السفير عبد الله الأزرق

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

اسرار العقوبات الأمريكية على حميدتي ومأزق الإمارات والسعودية

فرضت واشنطن فى ٧ يناير ٢٠٢٤ م عقوبات على قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو، المعروف بـ"حميدتي". وقال وزير الخارجية لأمريكية أنتونى بلينكن في بيان إن القرار استند إلى معلومات حول عمليات القتل "المنهجية" التي ارتكبتها قوات الدعم السريع ضد رجال وفتيان واغتصاب نساء وفتيات من مجموعات إثنية معيّنة.
واتهمت الولايات المتحدة قوات الدعم السريع التي تخوض حربا ضد الجيش في السودان منذ أبريل ٢٠٢٣ م بارتكاب ابادة جماعية في إقليم دارفور، وفرضت عقوبات على قائدها "لدوره في الفظائع الممنهجة بحق الشعب السوداني".
من جانبها، بررت وزارة الخزانة الأمريكية العقوبات على حميدتي بكونه "طرفا رئيسيا" في النزاع، ولأن "جرائم الحرب والفظائع" التي كشفتها الولايات المتحدة ارتكبت تحت قيادته. وأضافت أن "حميدتي يتحمل من خلال قيادته مسؤولية رئيسية عن الأعمال الفظيعة وغير القانونية التي تقوم بها قواته".
إلى ذلك، فرضت الولايات المتحدة الثلاثاء عقوبات على سبع شركات مرتبطة بقوات الدعم السريع تتهمها بالمشاركة في تمويلها وشراء المعدات العسكرية لصالحها، والمساهمة تاليا في "استمرار النزاع في السودان"
وبعدها فى ١٦ من ذات الشهر فرضت الولايات المتحدة عقوبات على قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان متهمة إياه بتفضيل الحرب على المفاوضات لإنهاء الصراع الذي أودى بحياة عشرات الألوف ودفع الملايين إلى النزوح من ديارهم.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان إن أساليب الحرب التي ينتهجها الجيش تحت قيادة البرهان تشمل القصف العشوائي للبنية التحتية المدنية، والهجمات على المدارس والأسواق والمستشفيات، والإعدام خارج نطاق القضاء.
وأعلنت واشنطن هذه الأجراءات بعد أسبوع واحد فقط من فرض عقوبات على خصم البرهان في الحرب الأهلية المستمرة منذ عامين، محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية.وقال مصدران مطلعان لوكالات أنباء إن أحد أهداف العقوبات المفروضة اليوم هو إظهار أن واشنطن لا تنحاز لأي طرف.
وقد نعلم ان تلك القرارات لم تكن مفاجئة إذ جرى توصيف الحرابة كما يقول حميدتى بانها حرب بين جنرالين منذ اندلاع شرارتها الاولى فى مراكز السياسة والإعلام الغربيين . ولكن المفاجاة كانت فى توقيتها القاتل . وحسب مصادر قريبة من الحزب الديمقراطى فى العاصمة الإمريكية واشنطن فإنها اى تلك الإجراءات ضد حميدتى وقواته على وجه الخصوص وثقل الاتهامات التى تتضمن ارتكاب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية والعنف الجنسي قد قد خرجت به ومعه قواته من سيناريو اى معالجة سياسية فى مستقبل السودان. وقرار ادارة الرئيس الامريكى بايدن كان ردا من دوائر حزبه الديمقراطى الذى خسر الانتخابات فى نوفمبر المنصرم على دعم محمد بن زايد ومحمد بن سلمان لمرشح الحزب الجمهورى دونالد ترامب فى حملته الانتخابية بمبالغ سرية مهولة.
سهم تلك العقوبات نفذ إلى قلب شرعية قوات الدعم السريع وتوظيفها والاستعانة بها فى عملية درع الصحراء مع تمدد تهديد الحوثيين فى اليمن وهى بقعة لا زالت ساخنة ومشتعلة وفى ذات الوقت لن تجد الرياض وأبو ظبى مناصا من التملص او قل التخلص وهجران اى ارتباط معنوى او مادى مع الدعم السريع .
السفينة تغرق والجميع يقفزون منها للنجاة بأنفسهم وهيهات .
﴿ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ﴾ يونس: ٩٢
حسين التهامى

husselto@yahoo.com
////////////////////////  

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: "طمعنجى بناله بيت فلسنجى سكن له فيه"
  • بيان الأعضاء التي يجب السجود عليها في الصلاة
  • حميد الأحمر: ''الظروف والجهات التي أوصلت الحوثيين إلى صنعاء وتواطئت معهم قد تغيرت ومأرب عصية عليهم''
  • اسرار العقوبات الأمريكية على حميدتي ومأزق الإمارات والسعودية
  • البريد المصري "يحذر" من الرسائل النصية والروابط غير معلومة المصدر.. التي تستهدف اختراق حسابات المواطنين
  • د. الحسبان يكتب .. عن اليرموك وازمتها والساحر الذي يهز قبعته فتلد أرنبا
  • عثمان جلال يكتب: وتتوالى بشارات معركة الكرامة
  • د.حماد عبدالله يكتب: حياتى فى منطقة "المغربلين" !!
  • ماذا يجول في عقول نازحي غزة مع عودتهم لديار فقدت ملامحها؟
  • الأمين العام لحزب الله: نشكر العراق على الدعم الذي قدمه إلى لبنان