السفير عبد الله الأزرق يكتب: ????التسويف واحتقار عقول السودانيين
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
ما من قاتل مجرم إلاّ ويبتليه الله بالحزن والغم. وهذا ما رأيناه على حميدتي.
فقد ظهر مهموماً مغموماً، ضامر الجسد مُسْوَد الوجه!!
كيف لا وقد قُتل جراء إجرامه الألوف، وشرد الملايين، ونُهبوا، واغتصبت نساء بعضهم!!
وظهرت قحت العملاء بنفس الهُزال، وتبخرت منهم تلك العنتريات الكذوبة.. واكتنفهم الهم والغم من مستقبل تعيس ينتظرهم؛ كله تشرد بالمنافي، ولا أمل فيه بعودة للسودان.
سيبقون حَيْثُ الديمقراطية الدرهمية النهيانية مع بن زايد. بن زايد الذي يُحْصي ذرات الأكسجين التي يتنفسها الناس في الأمارات. أو سيقبعون في أي ديمقراطية دولارية أخرى.
ولأنهم استغشوا ثيابهم، ومازالوا في ضلالهم القديم المستهدف للجيش، عادوا فقالوا في وثيقة عار أديس:
“وإعادة تأسيس القطاع الأمني للوصول إلى جيش مهني واحد وخروج العسكريين من النشاط السياسي والاقتصادي”.. أليس هذا عين ما قاله الاتفاق الإطاري المشؤوم؟؟
ولم ينصوا على خروج المليشيا المرتزقة من بيوت المواطنين، بل قالوا:
“تهيئة الأجواء لعودة المواطنين للعودة لمنازلهم”!!
مما يعني: اسكنوا يا متمردي المليشيا حيث أنتم إلى أن “تتهيأ الأجواء”!!
وبالطبع لم يدينوا قتلها ونهبها وتدميرها.
ولم يقولوا شيئاً في وثيقتهم عن عروضٍ انتُهكت وحرائر سُبِيْنَ!!
بالله، هل هؤلاء رجال؟؟؟
وعلمتُ أنه بعد أن وقعوا وثيقة عار أديس؛ التقى بهم حميدتي، وأذلهم واحتقرهم وتفّهَهمُ..
وعيرهم بالضعف والهوان..
واتهمهم بعد الفعالية وعدم فعل أي شيئ لدعم حربه.
هذا رغم تبريرهم لشهور لكل مخازيه وفظائعه!!
سألوه أن يكف أيدي النهابين من جنوده .
فقال لهم: إنه لا يستطيع؛ لأن هؤلاء هم (الكسّابة)، أي الذين يكسبون من الحرب بالنهب!!!
هذا مستوى فهمه.
وهذا ما كسبه من ادعوا المعرفة من حلفهم مع جاهل مجرم قاتل يبيح النهب.
فلبئس ما كسبت أيديهم.
ويكذبون.. ويتناقضون.. فيدعي مولاهم التاج المُمَشّط أنه وعدهم بإرجاع الحقوق.
تسعة عشر نفر يفسدون ولا يصلحون!!
غيبت عقولهم العمالة والارتزاق!!
وبعضهم انضافت الخمر لعقول غائبة فزادتهم ضلالاً.
وهم في سكراتهم يعمهون، يظنون أنهم يمكن أن يتحدثوا باسمنا!!!
من فوضكم ومن انتخبكم؟؟
وكعطاء من لا يملك لمن لا يستحق وقعوا وثيقة العار التي قالت بتشكيل لجنة “لرصد الانتهاكات وتحديد المسؤولين”!!
والقاتل بينهم والضحية هي كل الشعب!!
ولا يزال المجرم يمارس إجرامه أمام أعينهم اليوم في الجزيرة وفي الجنينة وغيرها.
يريدون تبرئة سيدهم الذي يطعمهم ويسقيهم.
لم يقولوا لنا عن خسارة الدولة والمواطنين بمليارات الدولارات.
ولم ينبسوا ببنت شفة عن سوء سمعة وتدهور صورة بلد فقد أهم ما كان يميزه وهو استقرار مواطنيه وأمنهم!!!
وخرج الدقير ليرضي ولي نعمته، فقال:
“حميدتي هو الأنسب لقيادة السوداني المرحلة المقبلة”!!
وإمعاناً في استعادة الضلال الذي كانوا يروجون له، كرر القول القديم:
“والمرحلة القادمة تحتم علينا دمج الجيش في الدعم السريع”!!
لاحظ: “دمج الجيش في الدعم السريع!!!
يريد أن يولي علينا قاتل مجرم جاهل!!!
أي تسويف واستهبال واستغفال وأي احتقار لعقول الناس هذا!!
لقد استعاد الشباب وعيه، فانتظم في صفوف المقاومة الشعبية، وهو ينتظر المتمرد وأذياله ليذوقوا وبال أمرهم، وليدركوا أن عاقبة أمرهم غدت خُسرا.
هؤلاء الشباب استيقظوا..
يريدون أن يثأروا للمغتصبات؛ لأنهم رجال، وليسوا مثل شرذمة العملاء والمرتزقة، الذين قتلتهم الدياثة فمالأوا مغتصب نسائهم وفتياتهم العفيفات.
سيسمع الناس قريباً أن محكمة الجنايات الدولية ICC ستستدعي هذا المجرم وأتباعه من القتلة، وستضيق عليهم الأرض بما رحبت.
وهذه معلومة.
سيُسألون عن غدرهم بالمساليت، وعن قتلهم ودفنهم للأبرياء، بما فيهم الوالي خميس أبكر، والتمثيل بجثته، وعن سبيهم للحرائر واغتصابهن… وغير ذلك كثير.
وعندها سيدركون أن الأمارات لا تملك لهم نفعاً، وأنها لن تقوى على دفع الضُرّ حين يمسهم.
عجبت واستحييت حين رأيت هذه الشرذمة القذرة تصفق لجاهل قاتل، وهي تعلم أنه مثلهم كذوب.
لقد صدق أهلنا يوم قالوا: “القلم ما بزيل بَلَمْ”.
أما إذا انضافت دراهم بن زايد ودولار الخواجات، فإن القلوب تعمى.
لم يبق سوداني واحد لم يتضرر من المليشيا المجرمة وحلفائها في قحت، التي غيرت جلدها في أديس كما تغير الأفعى جلدها، واتخذت لها اسماً كذوباً جديداً.
قالوا وقال حميدتي: إنهم يريدون أن يتفاوضوا لتحقيق السلام!!!
يريدون تغبيش الوعي مرة أخرى.
وماذا عن نكوصكم عن اتفاق جدة، الذي نصّ على إخلاء بيوت المواطنين والمرافق المدنية؟؟
هل تظنون أن الشعب نسي تصنيفكم كمجرمين؟؟
ليس من تفاوض مع مجرم قاتل.
القاتل يحاكم، ويُقتل جزاءً وفاقا.
من سيصدق أن كل النهب والقتل والاغتصاب قام به “متفلتون”؟!!
وهل احتلال بيوت المواطنين التي تنطلق منها قواتك للقتال اليوم عمل متفلتين؟؟
وماذا فعلت لتكفّهم عن بغيهم؟؟
وإذا كان الذين يصفقون لك نفاقاً وابتغاء دولارات يمررون هذه الأكاذيب؛ فهل تظن أن الشعب الذي خرج لقتالكم يصدقها؟؟؟
وأعظم ما في احتشاد الشعب الآن أنه خرج لملاقاتكم بلا لافتات سياسية وبلا انتماءات حزبية.
احتشدوا كوطنيين.
وما أعظمه من انتماء، وما أسماها من راية.
ولن تمر البروباقاندا الخبيثة التي تريدون عبرها تلوين هذا الاحتشاد باسم الكيزان مرة، وباسم الفلول مرات.
لقد بارت تجارتكم الكاسدة هذي.
لقد عرف الناس أن هذا خطر إحلالي استيطاني يستهدفهم جميعاً، ولا يفرق بين ألوانهم السياسية، فخرجوا له متجردين، اللهم إلاّ من ثوب الوطنية القَشِيب.
أيام غدره الأولى كان يقول: إن حربه ضد علي كرتي وأسامة عبد الله.
وبالأمس كان يقول: إنه يحارب لينقذ السودان من البرهان!!!
ما أحَطّك، وما أكذبك.
لقد “فاتكم القطار” ولا مقام لكم بيننا.
نهبتم المال العام والخاص عبر لجنة التمكين، بشهادة ثلاثة وزراء مالية.
وتخابرتم مع السفارات، والاعتراف سيد الأدلة أيها السفيه سفارات.
والملفات موجودة، والمحاكم موجودة، ومن بعدها السجون أو المشانق.
هذا إن أبقتكم الجماهير لتصلوا المحاكم.
لقد احتشد الناس أفواجاً في المقاومة الشعبية، وكل يوم هي في ازدياد..
فويل للذين طغوا، وبغوا، وتجبروا، ولكل من ناصرهم.
وفي هذه المعركة كل من يخذّل ويدعم المجرمين بتغريدة فهو معهم؛ وينبغي أن يُستأصلوا؛ لأنهم في الجريمة مشتركين .
السفير عبد الله الأزرق
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
خطبتي الجمعة من المسجد الحرام و المسجد النبوي
المناطق_واس
أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط، في خطبته التي ألقاها اليوم، بالمسجد الحرام، المسلمين بتقوى الله ومُراقبته والإيمان بلقائه.
وقال فضيلته: إن نزول البلايا وحُلول المصائِب في ساحةِ العبد، على تنوُّعها، وتعدُّد ضُرُوبها، وما تُعقِبُه من آثار، وما تُحدِثُه من آلامٍ، يتنغَّصُ بها العيشُ، ويتكدَّرُ صفوُ الحياة؛ حقيقةٌ لا يُمكِنُ تغييبُها، ولا مناصَ من الإقرار بها، لأنها سُنَّةٌ من سُنن الله في خلقه، لا يملِكُ أحدٌ لها تبديلًا ولا تحويلًا.
أخبار قد تهمك رئاسة الشؤون الدينية تستقبل طلائع ضيوف الرحمن بالإهداءات والمحتوى التوعوي 30 أبريل 2025 - 10:55 مساءً خطبتي الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي 25 أبريل 2025 - 1:32 مساءًوأوضح الدكتور أسامة خياط، أن مواقف الناس أمامَها، فأما أهل الجَزَع، ومن ضعُف إيمانُه واضطربَ يقينُه، فيحمِلُه كل أولئك على مُقابلة مُرِّ القضاء ومواجهة القدَر، بجزَعٍ وتبرُّمٍ وتسخُّطٍ، تعظُمُ به مُصيبتُه، ويشتدُّ عليه وقعُها، فيربُو ويتعاظَم، فينوءُ بثِقَلها، ويعجِزُ عن احتمالها، وقد يُسرِفُ على نفسه، فيأتي من الأقوال والأعمال ما يزدادُ به رصيدُه من الإثم عند ربِّه، ويُضاعِفُ نصيبَه من سخَطِه، دون أن يكون لهذه الأقوال والأعمال أدنى تأثيرٍ في تغيير المقدور، أو دفع المكروه.
وأبان فضيلته أن أولي الألباب، يقِفُون أمامَها موقفَ الصبر على البلاء، والرضا ودمع العين، لا يأتون من الأقوال والأعمال إلا ما يُرضِي الربَّ سبحانه، ويُعظِمُ الأجرَ، ويُسكِّنُ النفسَ، ويطمئنُّ به القلبُ، يدعوهم إلى ذلك، ويحُثُّهم عليه، ما يجِدونه في كتاب الله من ذكر الصبر وبيان حُلو ثِماره، وعظيمِ آثاره ، بإيجاب الجزاء لهم بأحسن أعمالهم: (وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون) .
وأكد فضيلته أن المرءُ بالصبر خيرَ عيشٍ في حياته، كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: “خير عيشٍ أدركناه في الصبر”.
وأشار فضيلته إلى أن أمرُ المؤمن كلُّه خير له، لأنه دائرٌ بين مقامَي الصبر والشُّكر، حيث قال صلى الله عليه وسلم-: “عجبًا لأمر المؤمن، إن أمرَه كلَّه له خيرٌ، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن؛ إن أصابَته سرَّاء شكَرَ فكان خيرًا له، وإن أصابَته ضرَّاءُ صبَرَ فكان خيرًا له”.
كما تحدّث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير عن أهمية انشغال العبد بما ينفعه من أمور دينه ودنياه، والبُعد عن الاشتغال بأخبار الناس، وتتبّع أخبارهم، وما لا يعنيه من أمورهم، مبينًا أن ذلك من المكروهات، ومدخل للخصومات والشرور الذي يورد للمرء الندامة والشقاء.
وأوضح الشيخ الدكتور صلاح البدير أن من صفات أهل العزائم والكمالات ترك ما لا يعني، ورفضُ الاشتغال بما لا يُجدي، وأن ينشغل المرء بما يتعلق بضرورة حياته في معاشه، وسلامته في معادِه، فإذا اقتصر الإنسان على ما يعنيه من أموره، سلِم من شرٍ عظيم، وذلك من حُسن الإسلام، مضيفًا أن ثمرة اشتغال المرء بما يعنيه، وتركُهُ ما لا يعنيه، الرفعة، والراحة، والسكينة، والطمأنينة، والبركة في العمر والقول والعمل، والأهل والمال والولد.
وقال إمام وخطيب المسجد النبوي: إن أكثر الناس تعاسة وانتكاسة وشقاء ً أكثرهم اشتغالًا بما لا يعنيه، مشيرًا إلى أن اشتغال المسلم بما لا منفعة له فيه هو الداءُ العُضال، الجالِبُ لكلّ شرّ، مبينًا أن من صور اشتغال المرء بما لا يعنيه كثرة البحث عن أخبار الناس، والاشتغال باستقصاء أخبارهم، وتتبع أحوالهم، وكشف عوراتهم، والشغف بمعرفة تفاصيل أمورهم، وحكاية أقوالهم، ومعرفة أملاكهم، وضِياعهم، وزوجاتهم، وأولادهم، ومعرفة الداخل عليهم والخارج منهم حتى يُدخل عليهم الحرج والأذى في كشف ما ستروه من أمورهم، وهو فِعلٌ قبيح مكروهٌ، يُدخل في عموم حديث المغيرة بن شعبة – رضي الله عنه – أنه سمع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: “إن الله كره لكم ثلاثًا: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال” متفق عليه
وتابع فضيلته قائلًا: كم سَلَب ذلك التهافت المشؤوم بكثرة سؤال الناس عن أحوالهم الخفية والدقيقة من خيراتٍ وبركات، وكم زرع من عداوات، وكم غرس من خصومات، وكم أوقع من حرج وحزازات، وقد جُبل الناس على بُغض الباحث عن مخبئات أمورهم، المستعلم عن أحوالهم، المتقصّي عن أهلهم وأولادهم وأموالهم، ومن تقصّى أخبار الناس مجّته قلوبهم، وعافته نفوسهم، وكرهته مجالسهم.
وبيّن الشيخ صلاح البدير أن مِن سَعَادَةِ الْمَرْءِ أَنْ يَشْتَغِلَ بِعُيُوبِ نَفْسِهِ عَنْ عُيُوبِ غَيْرِهِ، وأن من صور اشتغال المرء بما لا يعنيه خوضُه في لغو الكلام الذي لا منفعة فيه، فمن ترَكَ من الأقوال والأفعال ما لا ضرورة فيه، ولا منفعةَ له منه، صانَ نفسَه، ومن أراد خِفة الذُّنوب، وقِّلة الأوزار، وراحة القلب، وحُسن الذكر، وصلاح العمل، فليترك الاشتغال بما لا يعنيه، مضيفًا أن من صور اشتغال المرء بما لا يعنيه سؤال العلماء عمّا لا يعنيه من القضايا والوقائع والحوادث، والإكثار من السؤال عمّا لم يقع، ولا تدعو إليه حاجة، تكلفًا وتنطعًا، داعيًا إلى مجاهدة النفس على التمسُّك بهذا الأصل العظيم من أصول الأدب والسلوك.
وأشار إلى أن من صور اشتغال المرء بما لا يعنيه، انتصابه للفتوى والأحكام؛ وتصدُّره للإفادة في العلوم الشرعية، وهو ليس بأهلٍ لذلك، فيتَكَلَّم فِي الدّين بِلَا عِلم، ويُحدّث بِلَا عِلم، ويُفتي بِلَا عِلم، داعيًا العباد إلى تنزيه قلوبهم وجوارحهم عمّا لا ينفعهم، فإذا اشتغل العبد بما لا ينفعه، انصرف عما ينفعه، فتحقّقت خسارته، وعظُمت ندامته.
وختم فضيلته خطبة الجمعة؛ مذكرًا العباد بملازمة الصلاة على نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – في كل وقت وحين، داعيًا الله جلّ جلاله أن يُعزّ الإسلام والمسلمين، وينصُر عباده الموحّدين، وأن يحفظ بلادنا وبلدان المسلمين، وأن يغيث إخواننا المستضعفين المظلومين في فلسطين، ويكون لهم معينًا وظهيرًا، ووليًا ونصيرًا، وأن يجبر كسرهم، ويشفِ مرضاهم، ويتقبّل موتاهم في الشهداء، ويفُكّ أسراهم، ويُعجّل نصرهم على المعتدين الظالمين.