مع حلول عيد الميلاد.. مسار العائلة المقدسة ومكانتها في الإسلام |خاص
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية أن العائلة المقدسة لها مكانة كبرى فى الإسلام حيث اصطفى سبحانه وتعالى السيدة مريم على نساء العالمين في سورة آل عمران آية 42 " وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ"، وذكرت السيدة مريم 11 مرة بالقرآن الكريم.
وأضاف ريحان في تصريحاته لـ صدى البلد: ذكرت بشارة السيدة مريم العذراء بالسيد المسيح والتى رسمت فى أشهر أيقونات مسيحية فى مصر وكافة أنحاء العالم، وقد جاءت البشارة فى الآية 45 بسورة آل عمران « إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ».
واحتل السيد المسيح عليه السلام مكانة كبيرة في الإسلام حيث ذكر في 33 آية تضمنتها 13 سورة، بلفظ " المسيح " تارة وهو لقب له، وبلفظ عيسي وهو اسمه العلمي، وهو بالعبرية (يشوع) أي المخلص إشارة إلى أنه سببًا لتخليص كثيرين من آثامهم وضلالهم، كما ذكر بكنيته (ابن مريم) تارة أخرى.
الحماية
وأشار الدكتور ريحان إلى أن لجوء العائلة المقدسة إلى مصر أنقذ المسيحية من الفناء فى لحظات الميلاد حيث قدّر لها الحماية على أرض كل من يدخلها آمنًا، وذكرت الرحلة فى الآية 50 من سورة المؤمنون " وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَىٰ رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ" هذه الربوة هى تل بسطا مفتاح دخول العائلة المقدسة إلى مصر وقد أكدت الاكتشافات الأثرية لحفائر جامعة الزقازيق عام 1977 وجود البئر الذى أنبعه السيد المسيح، وأثناء الحفر تفجرت المياه بداخله من عين ماء جانبية هى الذى أنبعها السيد المسيح وأقيم عليها البئر الرومانى، بل وحافظت مصر على المسيحية وكانت سببًا فى انتشارها فى أنحاء العالم بنشأة الرهبنة بها وانتقالها إلى العالم.
مصادر تاريخية
ويوضح الدكتور ريحان أن المصادر التاريخية القبطية من القرن الرابع الميلادي مثل (ميمر البابا ثاؤفيلس بطريرك الإسكندرية الـ23) ومن القرن السابع الميلادى مثل (ميمر الانبا زخارياس أسقف سخا) أكدت أن مجىء العائلة المقدسة "تل بسطة" فى الزقازيق كان يوم 24 بشنس الموافق 1 يونيو والذى تحتفل فيه مصر كلها بدخول العائلة المقدسة إلى مصر، وقد ظلت بمصر 3 سنوات و11 شهر كما جاء فى بردية باللغة القبطية القديمة عثرت عليها بعثة جامعة كلوم الألمانية، وقطعت بمصر 3500 كم ذهابًا وإيابًا وقد جاء السيد المسيح وعمره أقل من عام أى جاء مصر طفلًا وعاد صبيًا، وقد باركت العائلة المقدسة العديد من المواقع بمصر من رفح إلى الدير المحرق تضم حاليًا آثار وآبار وأشجار ومغارات ونقوش صخرية، ويستهدف مشروع إحياء المسار 2.3 مليار مسيحى فى العالم علاوة على عددًا كبيرًا من المسلمين، فلو جاء مصر 2% فقط سيدخل مصر 46 مليون حاج مسيحى سنويًا.
ونوه الدكتور ريحان إلى وجود مسار معتمد حاليًا من الكنيسة، ومسار جديد يضيف ثلاثة محطات هامة هى دير الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر ودير وكنيسة الملاك ميخائيل بكفر الدير بمنيا القمح وطريق الشيخ فضل إلى المنيا
والمسار المعتمد يبدأ من رفح، رينوكورورا (العريش)، أوستراكين (الفلوسيات)، القلس (تل المحمدية)، بيلوزيوم (الفرما)، إلى تل بسطة، مسطرد، بلبيس، منية سمنود، سمنود، سخا، بلقاس، ثم إلى وادى النطرون، المطرية وعين شمس، الزيتون، وسط القاهرة حارة زويلة وكلوت بك، مصر القديمة وحصن بابليون، المعادي، منف، دير الجرنوس، البهنسا، جبل الطير، أنصنا، الأشمونين، ديروط، ملوي، كوم ماريا، تل العمارنة، القوصية، ميرة، الدير المحرّق، وفى طريق العودة مرت العائلة المقدسة على جبل أسيوط الغربي "درنكة" إلى مصر القديمة ثم المطرية فالمحمة ومنها إلى سيناء.
وتابع الدكتور ريحان بأن المسار الجديد وهو الأكثر منطقية جاء فى كتاب الدكتور حجاجى إبراهيم أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة طنطا الحاصل على وسام فارس من إيطاليا " المعقول فى خط سير العائلة المقدسة فى مصر" والذى أهدى منه نسخة لقداسة البابا تواضروس الثانى.
طريق سري
وأضاف: يتضمن هذا المسار، طريق سرى كان منذ قدومهم من فلسطين حتى وصولهم إلى الدير المحرّق وكانوا يتحركون بسرية تامة خوفًا من أن يلحق بهم جنود هيرودس ويقبضوا عليهم، وطريق جهرى فى رحلة العودة بعد موت هيرودس وزوال الخوف وهو المرتبط بترحيب المصريين بهم واحتفالاتهم الشهيرة التى سجلت تراث عالمى لا مادي باليونسكو.
رحلة سرية
وبدأت الرحلة السرية فى مصر من رفح "رع بح" ثم العريش وقد أقام بها نبى الله إبراهيم تعريشة لزوجته سارة للإقامة بها فسميت العريش، أوستراكين، القلس ثم الفرما وتعنى الأرض اللزجة وهى برامون بالقبطية وتعنى الوقفة، فحين تقف فى الفرما فأنت بين قارتى آسيا وإفريقيا ثم إلى بلبيس "بربس" وبها معبد الإله بس القطة، ثم تل بسطا "باستت" وهى القطة، ثم موقع كفر الدير بمنيا القمح بالشرقية حيث البئر الشهير بئر شيشنق وبه حاليًا كنيسة الملاك ميخائيل بمنيا القمح
ومن موقع كنيسة الملاك ميخائيل بمنيا القمح إلى سخا بكفر الشيخ ومنها إلى نبع الحمراء بوادى النطرون، ومن وادى النطرون إلى سمنود بالغربية ثم إلى موقع شبرا الخيمة حاليًا بالقليوبية ثم إلى باسوس ثم مسطرد ثم أون "الحلمية والمطرية وعين شمس" ، ثم المرج "المراجو" ثم اتجهوا إلى طريق الزعفرانة حاليًا إلى موقع دير الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس وتفجرت هناك الآبار، ثم طريق الشيخ فضل وبه قرية الشيخ فضل، وهو طريق يؤدى إلى محافظة المنيا حاليًا ثم إلى الجرنوس بمغاغة وبها بئر مياه ثم عبروا بالمعدية إلى جبل الطير بسمالوط ثم الأشمونيين ثم بئر السحابة أو الصحابة والإسمين صحيحين فمن أسماء السيدة مريم السحابة ثم كوم ماريا إلى دير المحرّق بأسيوط نهاية الرحلة
وأردف الدكتور ريحان أن الرحلة العلنية بدأت بعد موت هيرودس الملك الذى كان يطلبهم وبدأوا يتحركوا جهرًا بين الناس فاتجهوا إلى درنطة "درنكة" بأسيوط وأبحروا فى نهر النيل ثم عبروا بالمعدية إلى موقع المعادى حاليًا لذلك أطلق عليها هذا الاسم، ثم إلى موقع بئر رومانى يشغله ضريح أبو السعود الجارحى الآن ثم إلى الموقع الذى بنى عليه جامع عمرو بن العاص وبه بئر قديم شربت منه العائلة المقدسة ثم البئر خارج حصن بابليون، ثم مغارة أبوسرجة، ثم حارة زويلة وبها بئر وصهاريج ثم باسوس إلى مسطرد وأون ثم تل بسطة ومنها إلى الفرما ورفح إلى فلسطين.
مطلب جديد
ويطالب الدكتور ريحان الكنيسة المصرية باعتماد المسار الجديد فهو الأكثر منطقية ويضيف ثلاث محطات جديدة، كما يطالب الدولة بتعيين مستشار سياحى خاصة فى البلدان السياحية الشهيرة للتنسيق حتى تصل إلى أسواق السياحة العالمية ومنظمى الرحلات الدوليين التطورات الأخيرة فى التنمية والتنشيط السياحى بمصر ومنها وضع المسارات الروحية ضمن برنامج الرحلات إلى مصر، وتشمل مسار نبى الله موسى مع مشروع التجلى الأعظم ومسار العائلة المقدسة ومسار آل البيت والمسارات بالقاهرة التاريخية وذلك لعدم وجود رحلات منظمة لزيارة هذه المواقع كمسارات بل كمواقع أثرية منفردة بالشكل النمطى للسياحة وتتعامل معهم شركات السياحة لاستمرار تدفق السياحة
وكل هذا فى حاجة إلى تغيير جذرى حتى تتوافق رؤية مصر 2030 فى مجال السياحة مع تنظيم الرحلات الوافدة إليها كما يطالب بربط السياحة بالطيران فى وزارة واحدة لعدم التشتت فى الرحلات السياحية والذى يؤثر عليها بالسلب
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: العائلة المقدسة السيد المسيح السيدة مريم مسار العائلة المقدسة عيد الميلاد العائلة المقدسة الدکتور ریحان السید المسیح السیدة مریم إلى موقع إلى مصر حالی ا ثم إلى
إقرأ أيضاً:
بالوراثة من 150عامًا.. أقدم بائع عصا وخرزان بسوهاج يتحدث عن أسرار المهنة
في قلب منطقة القيسارية التاريخية بسوهاج، يطل محل مختار عبدالرؤوف الخيزراني، أشهر بائع عصا وخرزان في المدينة، بواجهة بسيطة لكنها تزخر بروح التاريخ والتراث.
“مختار” البالغ من العمر 43 عامًا، يعمل بحب وتفانٍ في هذه المهنة التي ورثها عن والده الذي لا يزال حيًّا يبلغ من العمر 74 عامًا، في جانب آخر من المدينة، وتحديدًا في جرجا، يستمر شقيقه علي في حمل شعلة هذا التراث من خلال محل خاص به، يعكس العائلة التي توارثت هذه المهنة لأكثر من 150 عامًا.
وقال مختار عبدالرؤوف، في بث مباشر على صفحة موقع صدى البلد على فيسبوك، وهو يتأمل قطع الخزران والعصي المتنوعة المحيطة به:" هذه المهنة ليست مجرد بيع للعصا والخرزان، إنها جزء من تراثنا وجزء من ذاكرة المنطقة".
فالعصا ليست مجرد وسيلة دعم للمشي؛ بل تتعدد أنواعها واستخداماتها، في القيسارية، يعرض “مختار” تشكيلة واسعة من العصي، من عصا المشي المصنوعة من الخزران التقليدي إلى عصي ذات رؤوس مزخرفة تناسب المناسبات الرسمية والاحتفالات.
يشرح "مختار" بفخر عن أنواع الخزران التي تأتي من أماكن بعيدة لضمان الجودة والمتانة، وكيف يتم تقطيعه وصقله وتشكيله يدويًا حتى يصل إلى شكله النهائي.
مهنة يلعب بها الاندثار والوراثة|أسرار وخبايا يتحدث عنها أقدم سمكري في سوهاج بمشاركة 500 واعد من أبناء المحافظة | سوهاج تكتشف مهارات شبابها أنواع واستخدامات العصا والخرزان 1000156371 1000156370 1000156369 1000156368 1000156367 1000156366 1000156365 1000156364وتتنوع الاستخدامات ما بين العصا التي يعتمد عليها كبار السن في تنقلاتهم اليومية، والعصي المزخرفة التي يستخدمها الراقصون في حفلات "التنورة" والمناسبات التراثية.
الخرزان أيضًا له مكانة خاصة في محل مختار. يستخدم الخرزان القوي في صناعة الأقفاص وبعض الأدوات المنزلية، ويتميز بخفة وزنه وصلابته في آنٍ واحد، مما يجعله مثاليًا للاستخدامات المختلفة من البناء إلى الحرف اليدوية.
يرى مختار عبدالرؤوف في هذه المهنة امتدادًا لتاريخ العائلة، ويقول بابتسامة تحمل ذكريات واعتزاز:" طالما يدي تعمل وقلبي ينبض، سأستمر في هذا المحل لأحافظ على إرث العائلة وأقدم قطعة من الماضي لكل من يمر من هنا، في كل عصا وخزرانة".