الروائية جيهان مصطفى: الرواية عالم خصب وفضاء رحب للتعبير عن أفكاري
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
طرطوس-سانا
وجدت الروائية جيهان مصطفى أن الرواية عالم خصب وفضاء رحب للتعبير عن أفكارها، فطغى مخزونها المعرفي وتأثرها بالفكر الفلسفي والروحي على نتاجها الأدبي ككل، كما أن تجربتها الواعدة أثمرت نتاجين أدبيين الأول بعنوان “خبأته في قلبي رؤيا”، والثاني ديوان شعري قيد الطباعة بعنوان “العروج الأخير”.
الروائية مصطفى 30 عاماً من سكان مدينة صافيتا، حاصلة على إجازة في اللغة العربية، أوضحت في حديثها لسانا أنها تكتب مختلف فنون الأدب من شعر وقصة وخاطرة في مواضيع متنوعة عن الطبيعة والحب والوطن، مبينة أن ميولها للفكر الفلسفي ظهر في المرحلة الجامعية بالتحديد “فلسفة الجمال”، كما اطلعت على الفلسفات القديمة وأعجبت بالفلسفة اليونانية، وتأثرت بفكر فلاسفتها ونظرتهم للحياة والكون وظهر هذا التأثر جلياً في روايتها التي صدرت مؤخراً.
وعن أهمية المطالعة أكدت مصطفى أنها تعتبر بالنسبة لها سفينة تبحر عبرها لتتعرف أكثر على ثقافات مختلف البلدان وتغتني بأفكارها، أما القراءة والكتابة فتربطها علاقة وطيدة بهما، حيث إن القراءة تزودها بالكلمات المعبرة المناسبة والخبرة الكافية للتعبير عن أفكارها.
ولفتت مصطفى إلى أنها تأثرت بكل كتاب وفكر يدعو للجمال والخير والفضيلة والإنسانية سواء في الأدب العالمي أو العربي، إضافة إلى تأثرها بالأسلوب الفكري العميق للعديد من الأدباء والشعراء ومنهم جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وإيليا أبو ماضي وباولو كويلو ودوستيفسكي.
موهبة مصطفى الأدبية ظهرت في عمر الثامنة حيث أشارت الى أن قراءاتها آنذاك كانت مقتصرة على المنهاج الدراسي وقصص الأطفال، مبينة أنها كتبت أول قصيدة وذلك نتيجة تأثرها بجمال منظر طبيعي لغروبٍ الشمس عندها تدفقت كلماتها لتروي عطشها للتعبير عما يجول بداخلها من إعجاب لتجليات الجمال التي أبدعها الخالق، ولتبدأ بعدها بتنمية هذه الموهبة.
اتسمت كتابات مصطفى بأسلوب السهل الممتنع مع حرصها الدائم على استخدام الصور الموحية والتراكيب القوية، ونالت دعم والدها الذي آمن بموهبتها وقدم مختلف أنواع التشجيع لها، وساهم بإغناء فكرها وصقل موهبتها وترسيخ مجموعة من القيم والمبادئ في داخلها في سن مبكرة والتي أصبحت فيما بعد منهجاً وطريقاً تتبعه في حياتها في الواقع وعلى الورق.
وتشارك مصطفى بالعديد من الفعاليات الثقافية التي تقام في المراكز الثقافية بالمحافظة، ولها أيضاً عدة مشاركات في الزوايا الأدبية بالصحف المحلية وفي مواقع ثقافية متنوعة، كما حصدت عدة جوائز بالمرحلة الثانوية من خلال المسابقات التي يقيمها اتحاد شبيبة الثورة.
ودعت مصطفى جيل الشباب للمضي قدماً نحو أحلامهم وطموحاتهم، فالحلم ولا سيما عندما يصبح حقيقة هو من يعطي الحياة القيمة والجدوى ويجب أن يسعى كل إنسان إلى إيجاد ذاته الحقيقية في أي مجال كان، وأن يؤمن بأنه بالتصميم قادر على تحقيق المستحيل.
هيبه سليمان
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
كيف أنجو بإبنتي من فخّ الفضاء الإفتراضي؟
أريدها أن تحيا الواقع وتترك زحمة المواقع.
كيف أنجو بإبنتي من فخّ الفضاء الإفتراضي؟
سيدتي، حيّاك الله وبيّاك على هذا المنبر الجميل منبر قلوب حائرة و الذي من خلاله تبدّدين به على الحيارى كل ما يرهق تفكيرهم. ويؤرقهم، وتأكدي أن ثقتي فيك كبيرة فأنا أمّ متعبة من إبنتها التي باعت الواقع وباتت تعانق الخيال والأحلام.
لست أتحدّث عن إنسانة مراهقة لعب الطيش بعقلها، فإبنتي في العشرين من عمرها، وقد تخرجت من الجامعة. بشهادة محترمة تكفل لها أن تميّز بين الصالح والطالح. إبنتي سيدتي ولأنها لم تجد وظيفة، إرتمت بين أحضان الشبكة العنكبوتية ولم يعد رفيقها سوى هاتفها النقال. الذي تبحر من خلاله إلى عوالم أجهل تفاصيلها، فأنا وإحتراما لخصوصيتها لم أقتحم يوما الصمت الذي تفرضه علينا. كما أنني لم أشأ يوما أن أنغص عليها خلوة ادرك أنها أحسن من أن تتذكر شبح البطالة الذي ينخر حياتها. فتجدني أبتلع الأمر وأؤلّبه على أنه أمر عادي. ومن أنها إنسانة بالغة واعية لا يمكنها أن تقترف ما لا يسرّ قلبا قطّ.
لكنني وفي صميم التفكير الذي يؤرقني سيدتي متحسّرة على حالة إبنتي وأنا أريد حلاّ ينقذها مما لا يحمد عقباه. فكيف لي أن أكون لها يد العون أخبريني بالله عليك.
أختكم الحائرة أم نهلة من الغرب الجزائري.
الــــــــــــــــــــــــــــــرد:غريب أن تحيا الأم وإبنتها غربة وهما تحت سقف واحد، فالأجدر على أي أم مهما بلغت إهتماماتها. ومسؤولياتها أن تكون أقرب إلى فلذة كبدها من أي شخص أخر، ولعلني أتفهم موقفك أختاه من أنك. لا تريدين أن تتفاقم الأمور أو تنقلب إلى ما لا يحمد عقباه، إلا أنك اليوم مطالبة وفي هذا التوقيت. بالذات أن تقتحمي أسوار حياة إبنتك لتمنعي عنها ما لا قد يسرّك مستقبلا.
عادة ما تغفل الأمهات عن التقرب من بناتهن ظنا منهن أن أكثر مرحلة يجب أن تكنّ فيها على هذا النحو هو فترة المراهقة. إلا أن هذا الإعتقاد خاطئ، فرقابة الأم على أبنائها في زمننا هذا. يجب أن تستمرّ إلى أن تحسّ بأن أبناءها تجاوزوا مرحلة الخطر ومن أنهم قادرين على تحمّل مسؤولياتهم. وإسمحيلي سيدتي أن أخبرك بأنك اخطأت لما تركت الحبل على الغالب لإبنتك التي توجهت إلى كتم آلامها. ومكنوناتها عوض أن تعبّر عنها، لتجد ضالتها في عالم إفتراضي يزين لها من المشين الكثير. ويجعلها تكبح جماح الطموح والإرادة. بما من شأنه أن يجعلها مستكينة غير قادرة على المضي قدما.
إبنتك في هذه الحالة كطائر كسر جناحه سيدتي، فلا هي تقوى على مداواة جراحها ولا هي قادرة على الطيران. ولأنها في زهرة العمر عليك أن تبدئي ببناء الحوار الحميمي معها لتدركي حجم معاناتها. التي دفعت بها أن تهجر الواقع لتحيا على أثر المواقع. أعرفي مربط الفرس والسرّ الذي قلب حركتها سكونا، وإبني لها جدار ثقة يكفل لها أن لا تنتكس بفعل البطالة أو بفعل أنها لا تحتك بالناس. فالكثير هم مثلها لكنهم شدّوا أزرهم ولم يستسلموا، فأثروا رصيدهم المعرفي بمهارات أخرى فتحت لهم أفاقا أوسع. ولأنها في ريعان شبابها حاولي أن تدفعي بإبنتك إلى طرق أبواب التكوينات. أو التربصات التي تصقل من مكتسباتها الجامعية، كما أنه بإمكانها وفق إمكانياتكم أن. تباشر في مشروع بسيط يكفل لها مدخولا يجعلها في إستقلالية عنكم.
وكأي أمّ تسهرعلى تلقين إبنتها أبجديات المسؤوليات المنزلية، ومن دون أن تبيني لها أنك تريدين إخراجها من قوقعة وضعت نفسها فيها. أقحمي إبنتك في الأعباء المنزلية في جوّ يسوده التعاون بينك وبينها وبنوع من التواطؤ النسوي الذي يجعلها تبيع كل دقيقة قد تقضيها عبر الشبكة العنكبوتية. لتكون معك وإلى جانبك. الأمر في غاية السهولة ، والليونة هي سبيلك لبلوغ ما تريدينه من هدف يتمثل في. إبعاد إبنتك عن الخيال الذي سيقودها إلى ما لا يمتّ بصلة إلى عالمنا المعيش.
ردت: س.بوزيدي.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور