ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن منطاد التجسس المتطور "سكاي ديو" (Sky Dew)، دخل إلى الخدمة، الأحد.

وهذا المنطاد يستخدم لأغراض عسكرية بحتة، وفي مهام تجسسية ودفاعية، للمراقبة وجمع المعلومات، ويحلق على ارتفاعات شاهقة.

وتقول صحيفة "جيروزاليم بوست" إنه عندما يريد الشخص مراقبة المناطق المحيطة به، فقد يتسلق تلة أو مرتفعا أو برج مراقبة، وينطبق هذا المبدأ على أنظمة المراقبة أيضا.

ولأن هذا المنطاد يحلق على ارتفاعات شاهقة، فإنه يمكن الجيش الإسرائيلي من مراقبة مئات الكيلومترات.

ولفتت الصحيفة إلى أن سكاي ديو، انطلق، صباح الأحد، بعد عام ونصف العام على الأرض، استعدادا للخدمة التشغيلية.

مهامه

تم تطويره من قبل شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI)، التي زودته بالرادار، والشركة الأميركية المصنعة للمناطيد "تيكوم" (TCOM)، وتم تسليمه إلى القوات الجوية الإسرائيلية في عام 2022.

ومن مهامه اكتشاف الطائرات المسيرة وصواريخ كروز من إيران وسوريا مثلا، وأي أهداف صغيرة أخرى يصعب اكتشافها، وفقا للصحيفة.

وأشارت جيروزاليم بوست إلى أن هذا النظام ليس جديدا على القوات الجوية، ومنذ أكثر من 30 عاما، تُستخدم في الجنوب مناطيد أبسط وأصغر، تم تطويرها من قبل شركة IAI وشركة "إلتا" (Elta Systems) المتخصصة في الرادارات. ووفقا لمصادر أجنبية، اشترت الهند مثل هذه المناطيد.

ويعود الاستخدام العسكري لمناطيد المراقبة إلى عام 1794 في معركة "فلوروس" في بلجيكا. وبدون رادارات أو كاميرات، استخدم الفرنسيون مراقبا بشريا في منطاد لجمع المعلومات الاستخبارية الجوية، مما ساعدهم على كسب المعركة. ومع ذلك، قام نابليون في وقت لاحق بحل فيلق المنطاد العسكري الفرنسي.

ومنذ الخمسينيات من القرن الماضي، قامت الولايات المتحدة بتشغيل طائرات تحمل رادارا للكشف عن الأهداف الجوية، مثل نظام الإنذار المبكر والتحكم المحمول جوا "أواكس" (AWACS). يمكن لهذه الطائرة اكتشاف كل شيء يطير في المنطقة وكانت أساسية في توجيه الطيارين إلى الأهداف المعادية.

ولم تتمكن إسرائيل من شراء طائرات أواكس باهظة الثمن من الولايات المتحدة في أواخر السبعينيات، لذلك اشترت ثلاث طائرات "هوك آي" (Hawkeye) أصغر حجما وأرخص ثمنا للقوات الجوية، والتي لا تزال قيد الاستخدام حتى اليوم.

مميزاته

ومع ذلك، فإن وجود مثل هذه الطائرات لا يلغي الحاجة إلى منطاد مراقبة يحمل رادارا. وعلى الرغم من أنه لا يستطيع الارتفاع إلى ارتفاعات شاهقة جدا، أو مرافقة الطائرات المقاتلة لأهداف مثل إيران، إلا أنه يتمتع بميزة رئيسية واحدة: يمكنه البقاء في المراقبة لأسابيع دون الحاجة إلى الوقود أو استبدال الطاقم.

ولم تعلن وزارة الدفاع رسميا عن ذلك، لكن يعتقد أن رادار المنطاد يعتمد على رادار نظام "آرو" (Arrow)، القادر على المراقبة لمسافة 250 كم وتتبع أهداف متعددة. ومن خلال وضعه على ارتفاعات عالية، يمكنه اكتشاف الأهداف على ارتفاعات منخفضة وتلك الموجودة في الوديان، وهو أمر بالغ الأهمية لاكتشاف الأجسام مثل صواريخ كروز.

والميزة الرئيسية للمنطاد المزود بالرادار مقارنة بطائرات التجسس هي تكاليف التشغيل. وتبلغ تكلفة ساعة طيران أواكس حوالي 40 ألف دولار، مقارنة ببضعة آلاف للمنطاد.

وأوضحت القناة 12 الإسرائيلية، أن هذا المنطاد الضخم "هو أحد أكبر أنظمة مناطيد المراقبة في العالم، والذي يعمل على الكشف والإنذار بعيد المدى وهو جزء من نظام الكشف والدفاع المتعدد لدولة إسرائيل".

سلبياته

والجانب السلبي للمنطاد هو حجمه. ولم يتم الكشف عن أبعاد المنطاد الجديد، لكن المناطيد المزودة برادار التي صنعتها إلتا سابقا يبلغ طولها 55 مترا.

وبسبب هذا الحجم الضخم فإن المناطيد قد تكون مرئية، كما أنها باهظة الثمن، وحساسة، وقد تواجه مشاكل مثل تسرب الهواء.

وقد استغرق الأمر أكثر من عام حتى يقوم الجيش بتشغيل المنطاد، وهي علامة على مشكلات الجاهزية.

ويمكن لرادارات القبة الحديدية وغيرها من الرادارات الأرضية التابعة للجيش الإسرائيلي اكتشاف الطائرات المسيرة، ورغم ذلك سجلت حوادث تعرض فيها الجنود للأذى من قبل طائرات مسيرة لم يتم اكتشافها، وفقا لجيروزاليم بوست.

وبالإضافة إلى ذلك تسمع أحيانا صفارات إنذار كاذبة ترسل السكان إلى الملاجئ دون داع، ويمكن لنظام سكاي ديو التشغيلي أن يخفف من هذه المشكلات.

رصد المنطاد على حدود لبنان

وبعد الإعلان عن دخوله الخدمة، رصد سكاي ديو على طول الحدود اللبنانية، وفقا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وقالت الصحيفة "رصد سكان في شمال إسرائيل وجنوب لبنان منطادا عملاقا جديدا للكشف عن الصواريخ تابع لسلاح الجو الإسرائيلي، والذي ظل خارج الخدمة خلال العام ونصف العام الماضيين".

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية (كان) أن المنطاد دخل الخدمة، بعد وصول المكونات المطلوبة من الولايات المتحدة.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: على ارتفاعات

إقرأ أيضاً:

كتاب يدرس خطاب جريدة عُمان ويوثق مسيرتها الثقافية خلال نصف قرن

صدر عن وزارة الإعلام كتاب "عُمان، هذا البلد وهذه الجريدة" بتحرير الباحثين أ.د عبدالله بن خميس الكندي وعبدالرحمن بن سعيد المسكري. يضم الكتاب مجموعة من الدراسات والمقالات لعدد من الأكاديميين والباحثين والكتاب، تناولت جوانب متعددة في مسيرة العمل الإعلامي والثقافي لجريدة عُمان منذ صدورها الأول عام 1972؛ حيث يقدم الكتاب -الذي يقع في 380 صفحة من القطع الكبير- مقاربات منهجية تدرس خطاب جريدة عُمان، كما يوثق مراحل تطور مسارات العمل في الجريدة في مستويات متباينة.

ينهض الإطار المنهجي للكتاب على ركيزتين أساسيّتين، أولهما، رصدُ مراحل التطور التاريخي لجريدة عُمان في المستويات التحريرية والإدارية والفنية خلال 50 عامًا من العمل الإعلامي، وثانيهما، تحليل اتجاهات الخطاب التي انتهجتها الجريدة في تقديم رسالتها الإعلاميّة. وقد غلب على دراسات الكتاب المنهجان الوصفيُّ والتاريخيّ، وذلك عائد إلى هدف الكتاب الرّامي في المقام الأول إلى تقديم دراسات وصفية للتطور المرحلي الذي شهدته الجريدة، في حين اعتمدت بعض الدراسات مناهج تحليل الخطاب لدراسة اتجاهات الخطاب ووصف خصائصه.

يتألف الكتاب من أربعة أبواب رئيسة؛ ضمّ الباب الأول فصلين؛ عُني الأول بتقديم دراسة واصفة للشروط السياسية والاجتماعية التي صاحبت إنشاء جريدة عمان عام 1972م، في إطار تأسيس المشروع الإعلامي العُماني الحديث إبان تسلم السلطان قابوس بن سعيد - طيّب الله ثراه - مقاليد الحكم عام 1970م، كما تطرق هذا الفصل إلى ملامح العمل الصحفي في جريدة عُمان خلال سنواتها التأسيسيّة الأولى (1972 – 1979م). أما الفصل الثاني، فقدم دراسة تناولت البنى الإدارية والقانونية المنظمة للعمل الصحفي في جريدة عُمان خلال المرحلة الممتدة من (1972- 2022)، وذلك لرصد التحوّلات الإداريّة والهيكليّة التي طرأت على جريدة عُمان خلال نصف قرن من العمل الإعلامي، ووصف الشروط الموضوعية التي دفعت إلى إحداث تغييرات جوهريّة في شكل تمثيلها القانوني، إلى جانب تحليل القوانين واللوائح التي شكلت البيئة التنظيمية للعمل التحريري والإداري فيها. ولأجل ذلك استعانت الدراسة بمدونة القرارات الإدارية وأجرت مسحًا شاملًا للمدونة القانونية العُمانية لرصد المراسيم والقرارات والتوجيهات ذات الصلة بالبنى القانونية والتنظيمية لجريدة عُمان. وقد اعتمدت هذه الدراسة المنهج الوصفي التحليلي لمقاربة أشكال البنى الإدارية والقانونية والتنظيميّة لجريدة عُمان خلال مراحل تغيرها وتطورها على مدى 50 عامًا من الإدارة المؤسسية للعمل الصحفي، كما استفادت الدراسة من معطيات نظرية النظم التي تهدف إلى دراسة واقع المؤسسات الصحفية وتحليل الظواهر الإدارية بالنظر إلى الظروف والعوامل المحيطة.

وتركّز الباب الثاني في دراسة خطاب جريدة عُمان السياسيّ والاقتصاديّ والثقافي، حيث قدم الفصل الثالث دراسة تناولت الثابت والمتحوّل في خطاب جريدة عُمان، بالاعتماد على افتتاحياتها خلال شهر نوفمبر عام 2022م، بهدف تحديد ملامح خطاب الجريدة في الشأن الوطني والعربي والدولي. واستخدمت الدراسة منهج التحليل النقدي للخطاب لمقاربة افتتاحيات الجريدة، بهدف اختبار فرضية الثبات النسبي في خطاب الجريدة بشأن القضايا الوطنية والإقليمية والعالمية باستثناء التغيرات المرتبطة بمواكبة الأحداث والقضايا المستجدة. وقدم الفصل الرّابع دراسة في الخطاب السياسي في جريدة عُمان، حرب ظفار أنموذجًا، اعتمدت الدراسة منهج تحليل الخطاب، وأسلوب تحليل مسارات البرهنة، من أجل وصف مسارات البرهنة التي استند إليها خطاب جريدة عُمان لإثبات الأفكار والأطروحات التي ركزت عليها تجاه قضايا حرب ظفار، كما هدفت الدراسة إلى تحليل أدوار القوى الفاعلة في حرب ظفار، وصفات تلك القوى ودرجة أهميتها، إلى جانب تحليل المرجعيّات التي اتكأت عليها الجريدة لتأكيد اتجاهاتها حول حرب ظفار.

وتناول الفصل الخامس دراسة خصائص المضامين الاقتصادية في جريدة عُمان (1972 -2022)، وقد اعتمدت الدراسة المنهج الوصفي التاريخي لرصد التطورات التي مرت بها المضامين الاقتصادية في جريدة عُمان خلال خمسين عاما من تاريخها إلى جانب منهج تحليل المضمون لتحليل خصائص تغطية الجريدة لأزمة انخفاض أسعار النفط في عام 2015م. أما الفصل السادس، فاعتمد المنهج الوصفي لدراسة خصائص الخطاب الثقافي في جريدة عُمان، بالتركيز على تحليل ملحق "شرفات" الثقافيّ، حيث سعت الدراسة إلى وصف وتحليل مستوى حضور المادة المحليّة فيه، إلى جانب توصيف الحالة السجاليّة التي تضمنها الملحق، بالإضافة إلى وصف وتحليل خصائص تبويبه وإخراجه.

أما الباب الثالث، فقد تناول مراحل التطور التي شهدتها الجريدة في مجال الطباعة والإعلان وخصائص جريدة عُمان الإلكترونية؛ حيث تناول الفصل السابع دراسة التطوّرات الفنيّة والتقنية لمطبعة جريدة عُمان ( 1972 - 2022) بالتركيز على توثيق مسار تطور مطبعة جريدة عُمان في آليات التنضيد والجمع، وتحديث آلات الطباعة. ودرس الفصل الثامن خصائص الإعلان الصحفي في جريدة عُمان خلال خمسين عامًا، بالاعتماد على المنهجين الوصفي والتاريخي من أجل تحليل مراحل تطور خصائص الإعلان، وتطور التقنيات المستخدمة في إنتاج الإعلان الصحفي. في حين تناول الفصل التاسع خصائص الموقع الإلكتروني لجريدة عُمان خلال عام 2017م، حيث اعتمدت الدراسة المنهج الكيفي، لتوصيف خصائص شكل الموقع الإلكتروني لجريدة عُمان ومضمونه، من خلال محاور أهمها: خصائص التّغطية، وخصائص الكتابة المستخدمة، واستخدام الوسائط المتعددة، والتفاعلية، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الذكيّة.

واختصّ الباب الرابع بتقديم مقالاتٍ وشهادات لعددٍ من التجارب الصحفيّة التي عملت في مختلف المستويات الإدارية والتحريرية، خلال مراحل متباينة من تاريخ جريدة عُمان، كما تضمن الباب تحريرًا نصيًا لأعمال الجلسة الحوارية التي أقيمت على هامش ندوة الاحتفاء بجريدة عُمان، مع عدد من الشخصيات الصحفيّة التي أسهمت في مسيرة إنجازها الصحفي، بهدف تسجيل شهاداتهم على مراحل العمل التحريري في الجريدة، وتوثيق تجاربهم ومساراتهم المهنية في العمل الإعلامي.

مقالات مشابهة

  • بند غامض في اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان.. كان محل جدل
  • الاحتلال يواصل غاراته الجوية ويعلن القضاء على قائد بحزب الله
  • إعلام عبري: الخطوط الجوية العالمية أصبحت تتفادى المجال الجوي الإسرائيلي
  • عن قصف الحدود بين لبنان وسوريا.. بيانٌ من الجيش الإسرائيلي!
  • العدوان الإسرائيلي يقصف مدينة القصير على الحدود السورية مع لبنان
  • الخارجية الإسرائيلية: أي حل في لبنان يتوقف على تطبيق إبقاء حزب الله منزوع السلاح وبعيدًا عن الحدود
  • كتاب يدرس خطاب جريدة عُمان ويوثق مسيرتها الثقافية خلال نصف قرن
  • تايوان ترصد منطاداً صينياً في منطقة دفاعها الجوي
  • اشتباكات عنيفة بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي في بلدة يارون
  • ‏مصادر روسية: الدفاعات الجوية تحبط هجوما جويا أوكرانيا وتدمير 34 مسيرة كانت تستهدف مواقع روسية