قلق إسرائيلي جِدي من القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية ضدها بسبب الحرب على غزة واتهامها تل أبيب بتنفيذ عملية إبادة جماعية، وينبع قلق إسرائيل من الإعداد الجيد للقضية من قِبل بريتوريا ودعم دول أخرى لها، والسوابق التاريخية، فما هي السيناريوهات المتوقعة لهذه القضية؟

واكتسب طلب جنوب أفريقيا اتخاذ إجراء مؤقت من قِبل محكمة العدل الدولية لمنع إسرائيل من ارتكاب أعمال إبادة جماعية محتملة -في المقام الأول من خلال الدعوة إلى وقف العمليات القتالية- فجأةً أهميةً مُلحَّة كانت قد بدت قبل أسبوعين غير قابلة للتصديق، حسبما ورد في تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية.

يجري الآن تجميع فِرَق قانونية متخصصة، وتصدر الدول بيانات داعمة لجنوب أفريقيا، وأعربت تركيا عن دعمها للدعوى التي قدمتها جنوب أفريقيا ضد الاحتلال الإسرائيلي في محكمة العدل الدولية، والتي اتهمته فيها بارتكاب إبادة جماعية بسبب العدوان المستمر على غزة منذ أشهر، والذي أوقع الآلاف من الشهداء أغلبهم نساء وأطفال.

بدورها رحّبت منظمة التعاون الإسلامي في وقت سابق بالدعوى التي قدمتها جمهورية جنوب أفريقيا ضد الاحتلال، وأكدت المنظمة أن كل “ما ترتكبه إسرائيل من استهداف عشوائي للسكان المدنيين، وقتل وجرح عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وغالبيتهم من النساء والأطفال، وتهجيرهم قسرياً، ومنعهم من الحصول على الاحتياجات الأساسية، والمساعدات الإنسانية، إلى جانب تدمير المباني والمؤسسات الصحية والتعليمية والدينية، يُشكّل في مجمله جريمةَ إبادة جماعية”.

ومن المقرر عقد الجلسة الأولى في لاهاي يومَي 11 و12 يناير/كانون الثاني. وإذا كان من الممكن الاسترشاد بسابقة، فمن الممكن أن تصدر محكمة العدل الدولية حكماً مؤقتاً في غضون أسابيع، في حين من المرجح أن تظل الهجمات الإسرائيلية على غزة جارية.

محكمة العدل الدولية

ويتماشى طلب جنوب أفريقيا لإصدار حكم مؤقت مع الاتجاه الأوسع في محكمة العدل الدولية لمثل هذه الأحكام. وكانت الأطراف التي ترفع الدعاوى تسعى إلى الحصول على تدابير مؤقتة بوتيرة متزايدة خلال العقد الماضي، الذي أصدرت فيه المحكمة تدابير مؤقتة في 11 قضية، مقارنة بعشر قضايا في الخمسين سنة الأولى من وجود المحكمة (1945-1995).

وكما هو الحال مع التدابير المؤقتة الصادرة عن المحاكم الوطنية، تسعى التدابير الصادرة عن محكمة العدل الدولية إلى تجميد الوضع القانوني بين الأطراف لضمان نزاهة الحكم النهائي في المستقبل. استمرت الشكوك لفترة من الوقت حول ما إذا كانت هذه التدابير تعتبر ملزمة من قبل محكمة العدل الدولية. لكن المحكمة بددت هذه الشكوك في الحكم الصادر في قضية لاغراند في يونيو/حزيران 2001، حيث رأت أن الأحكام ملزمة، نظراً “للوظيفة الأساسية للمحكمة المتمثلة في التسوية القضائية للمنازعات الدولية”.

أحكام المحكمة ملزمة، ولكن إليك ماذا يحدث على أرض الواقع

من المفترض أن تكون ملزمة، ولكن هل هي كذلك في الواقع العملي؟

وأشار أحد التقييمات التي أعدها المحامي الأمريكي ماتي أليكسيانو إلى أن الدول الأطراف التزمت بإجراءات المحكمة في 50% فقط من القضايا، بينما في بعض القضايا -وهي عادة القضايا الأحدث بما ذلك قضية أوكرانيا ضد روسيا في 2022، وادعاءات غامبيا ضد ميانمار بارتكاب إبادة جماعية في 2020، وناغورنو كاراباخ، والعقوبات الأمريكية على إيران- فقد تحدَّت الدولة الخاسرة في القضية المحكمة ببساطة.

وليس من المستغرب أنه كلما كان الحكم المخالف أكثر تدخلاً في شعور أي بلد بالسيادة الوطنية، قلَّ احتمال الامتثال إليه.

قد تلحق ضرراً معنوياً بإسرائيل

ولكن إذا وضعنا جانباً ما إذا كانت إسرائيل سوف تمتثل لأي أمر من محكمة العدل الدولية لتغيير تكتيكاتها العسكرية والكف عن أي عمل يُحكم عليه باعتباره إبادة جماعية، فإن الضرر الذي قد يلحق بسمعة إسرائيل نتيجة لهذا الحكم سيكون كبيراً، وقد يؤدي على الأقل إلى تعديل حملتها العسكرية. وحقيقة أن إسرائيل اختارت الدفاع عن نفسها أمام محكمة العدل الدولية، وأنها من الدول الموقعة على اتفاقية الإبادة الجماعية، تجعل من الصعب عليها أن تتجاهل أي نتيجة سلبية.

إنها خطوة عالية المخاطر من جانب إسرائيل، فما هي فرص التوصل إلى نتيجة سلبية؟

جنوب أفريقيا أعدت دفوعاً قوية ومستنداً لتصريحات أممية

ينبغي القول إنه رغم أن ادعاء جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بدت وكأنها جاءت فجأة من العدم في 29 ديسمبر/كانون الأول، فهي ليست شيئاً جمعه محامو الدولة الأفريقية على عجالة.

إن الادعاء، المكون من 80 صفحة، موضوعي ومبني على حجج قوية ومليء بإشارات مفصلة إلى كبار مسؤولي الأمم المتحدة وتقاريرها، والذي نادراً ما يحيد عن هدفه الأساسي الضروري المتمثل في السعي لإثبات نية إسرائيل للإبادة الجماعية. والمحامون الذين ترسلهم جنوب أفريقيا إلى لاهاي هم أفضل المحامين لديها. الكثير من حجج جنوب أفريقيا مستمدة من حكم محكمة العدل الدولية بشأن التدابير المؤقتة التي أصدرتها في قضية غامبيا ضد ميانمار في عام 2020.

لأن هناك نية إسرائيلية معلنة لتدمير الفلسطينيين كجماعة بشرية

ووفقاً لطلب الادعاء، فإن “الأفعال والتقصيرات من جانب إسرائيل… هي إبادة جماعية في طابعها، لأنها تُرتَكَب بنية محددة… لتدمير الفلسطينيين في غزة كجزء من الجماعة الوطنية والعنصرية والإثنية الفلسطينية الأوسع”، وأن “سلوك إسرائيل –من خلال أجهزة الدولة ووكلاء الدولة وغيرهم من الأشخاص والكيانات التي تعمل بناءً على تعليماتها أو تحت توجيهها أو سيطرتها أو نفوذها- إزاء الفلسطينيين في غزة، يُعَد انتهاكاً لالتزاماتها بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية”.

في الواقع، تقول جنوب أفريقيا إن “المحكمة ليست مُطالَبة بالتأكد مما إذا كان قد حدث أي انتهاك لالتزامات إسرائيل بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية”.

وتضيف: “لا يتعين على المحكمة أن تقرر أن جميع الأفعال موضوع الشكوى يمكن أن تندرج ضمن أحكام الاتفاقية”، ويكفي أن “بعض الأفعال المزعومة على الأقل يمكن أن تندرج ضمن أحكام الاتفاقية”.

وبالمثل، لا تحتاج المحكمة إلى التأكد مما إذا كان وجود نية الإبادة الجماعية هو الاستنتاج الوحيد الذي يمكن استخلاصه من المواد المعروضة على المحكمة، لأن “هذا الشرط من شأنه أن يصل إلى حد قيام المحكمة بالبت في موضوع الدعوى”.

وتسعى جنوب أفريقيا إلى إثبات أن التدابير التي اتخذتها إسرائيل تتجاوز نطاق الدفاع عن النفس وتمتد إلى تدمير الفلسطينيين.

والادعاء يشير لأعداد الضحايا والتجويع والتهجير

ويوضح الادعاء تفاصيل عدد القتلى المألوف، وإن كان صادماً، والتهجير القسري، والحرمان من الطعام، والقيود المفروضة على الولادات، من خلال الهجمات على المستشفيات، قائلاً إنها أدلة كافية لاستنتاج نية معقولة للإبادة الجماعية.

ويضيف هذا الادعاء عنصرين آخرين: الدرجة التي استُهدِفَت بها الحياة الثقافية الفلسطينية، والدرجة التي دعا بها المسؤولون الإسرائيليون مراراً إلى تدمير الفلسطينيين وليس فقط حماس.

وتحريض القادة الإسرائيليين على الإبادة الجماعية مثل كلام نتنياهو

وتورد جنوب أفريقيا أمثلةً عديدة على “التحريض المباشر والعلني على ارتكاب الإبادة الجماعية من قِبل مسؤولي الدولة الإسرائيلية”، بما في ذلك من قِبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. إن التهديدات بجعل غزة غير صالحة للسكن بشكل دائم، والإشارات إلى الفلسطينيين كحيوانات بشرية كلها موثقة في الادعاء. وقد استُشهِدَ في ذلك بدعوات الوزيرين اليمينيين المتطرفين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير لإعادة توطين الفلسطينيين خارج غزة.

وداخل إسرائيل نفسها، كتب مسؤولون سابقون إلى المدعي العام، غالي باهاراف ميارا، يطلبون فيه اتخاذ إجراء ضد المسؤولين الحكوميين والسياسيين المنتخبين الذين دعوا إلى التطهير العرقي. ومن بين الموقعين على هذه الرسالة السفير السابق الدكتور ألون ليل، والبروفيسور إيلي بارنافي، وإيلان باروخ، وسوزي بشار.

وهذا النوع من الأدلة، والذي ربما نشأ من تشاؤم إسرائيلي جديد بشأن إمكانية السلام، حسب وصف تقرير الصحيفة البريطانية، هو الذي قد يدفع القضاة إلى تقييم أن إسرائيل تعتقد أن أمنها يعتمد على إخراج الفلسطينيين من غزة، ولكن كان هناك العديد من التصريحات التي أدلى بها مسؤولون إسرائيليون تتعارض مع هذا الرأي، والتي سيتعين على المحكمة موازنتها.

تنفيذ أي حكم سيكون في يد مجلس الأمن

موقع Walla الإسرائيلي يقول إنه إذا أصدرت محكمة العدل الدولية حكماً مؤقتاً، فإنها لن تصدر أمراً لإسرائيل بوقف الحرب، لكن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قد يصدر قراراً ضد إسرائيل بعد حكم محكمة العدل.

ويقول الموقع قد يجعل أمر المحكمة من الصعب للغاية على الدول الصديقة لإسرائيل مثل الولايات المتحدة أن تستخدم حق النقض ضد اقتراح مثل هذا القرار. بالإضافة إلى ذلك، قد يواجه الأمريكيون صعوبة في تمرير حزمة مساعدات في الكونغرس لتمويل وتسليح إسرائيل إذا صدر هذا الحكم.

وبالطبع، لا يمكن استبعاد أن تظل الولايات المتحدة تدافع عن إسرائيل حتى لو قضت محكمة العدل الدولية أن ما يحدث إبادة جماعية، خاصةً أن واشنطن استبقت القضية بالقول إنها لا ترى مؤشرات على وجود إبادة جماعية بغزة

وفي حديثه إلى موقع Walla ، أوضح الدكتور روي شيندورف، نائب المدعي العام الإسرائيلي، أن “المحكمة تتكون من خمسة عشر قاضياً يُعيَّنون في مناصبهم على أساس التمثيل الجغرافي ويمثلون وجهات سياسية مختلفة”، موضحاً “على سبيل المثال، هناك قاضٍ لبناني، وآخر صيني، وآخر روسي. بعض القضاة يأتون من دول موقفها بشأن الحرب في غزة لا يتعاطف مع إسرائيل، وهذا بالطبع يمكن أن يكون له تأثير”.

ولكن لأول مرة في التاريخ إسرائيل تُقاضَى أمام محكمة العدل الدولية

وأضاف أن هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي تُقاضَى فيها إسرائيل في محكمة العدل الدولية. وقال: “هناك نوعان من الإجراءات التي تنظر فيها المحكمة. هناك إجراء يُطلب فيه من المحكمة إصدار رأي استشاري. على سبيل المثال أن تلجأ الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى طلب فتوى من المحكمة، ثم تصدر المحكمة فتوى ليس لها أثر قانوني ملزم”. وتابع قائلاً: “النوع الآخر من الإجراءات هو إجراء بين دولتين، كما هو الحال في الإجراء الحالي”.

وقال شيندورف أيضاً إن هذه ليست المرة الأولى التي تشارك فيها دولة إسرائيل في مثل هذا الإجراء الدولي في المحكمة. في الخمسينيات من القرن الماضي، رفعت إسرائيل دعوى قضائية ضد بلغاريا بسبب إسقاط طائرة إسرائيلية، لكن إسرائيل كانت هي الطرف المدعي، لكن الآن تقف إسرائيل للمرة الأولى كطرفٍ مُدعى عليه.

وعندما سُئل عما سيحدث إذا أصدرت المحكمة مثل هذا الأمر واختارت إسرائيل عدم الامتثال، أجاب شيندورف بأنه “من المفترض أن تمتثل الدول لأوامر محكمة العدل الدولية”. وقال إنه في حالة عدم الامتثال “سيُعرَض الأمر على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وعندها يكون السؤال الكبير هو ماذا سيفعل الأمريكيون؟”.

 

المصدر:”عربي بوست”

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي أمام محکمة العدل الدولیة الإبادة الجماعیة إبادة جماعیة جنوب أفریقیا إذا کان على غزة من ق بل التی ت ما إذا

إقرأ أيضاً:

ماذا تعرف عن المحكمة الجنائية الدولية التي عاقبها ترامب؟

فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقوبات تستهدف الأفراد الذين يساعدون في تحقيقات للمحكمة الجنائية الدولية تتعلق بمواطني الولايات المتحدة أو حلفاء لها مثل إسرائيل، ليكرر بذلك إجراء سبق أن اتخذه خلال ولايته الأولى.
وأعلن البيت الأبيض أن ترامب وقّع أمس الخميس أمرا تنفيذيا لفرض عقوبات على الجنائية الدولية، منتقدا إصدارها أوامر اعتقال لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت.

ويتيح ذلك فرض عقوبات مالية وعقوبات على التأشيرات تستهدف الأفراد الذين يساعدون في التحقيقات فضلا عن استهداف أفراد أسرهم.

متى أُسست المحكمة ولماذا؟

أُسست المحكمة عام 2002 لمحاكمة المتورطين في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية وجريمة شن عمل عدائي؛ عندما تكون الدول الأعضاء غير راغبة أو غير قادرة على القيام بذلك بنفسها.

ويمكنها نظر القضايا المتعلقة بجرائم يرتكبها مواطنو الدول الأعضاء أو على أراضي الدول الأعضاء من قبل أطراف أخرى، في حين يبلغ عدد الدول الأعضاء 125 دولة. وتبلغ ميزانية المحكمة لعام 2025 نحو 195 مليون يورو (202 مليون دولار).

ما الذي تحقق فيه؟

تجري المحكمة الجنائية الدولية، بحسب موقعها الإلكتروني، تحقيقات تتعلق بمناطق مختلفة مثل الأراضي الفلسطينية وأوكرانيا ودول أفريقية مثل أوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وكينيا وفنزويلا في أميركا اللاتينية وميانمار والفلبين في آسيا.

إعلان

وتقول المحكمة إن هناك 32 قضية أمامها، بعضها يضم أكثر من مشتبه به واحد، في حين أصدر قضاة المحكمة ما لا يقل عن 60 مذكرة اعتقال.

كم عدد الذين أدانتهم؟

أصدر قضاة المحكمة 11 حكما بالإدانة و4 أحكام بالبراءة، في حين احتُجز 21 شخصا في مركز الاحتجاز التابع للمحكمة بلاهاي ومثلوا أمام المحكمة، ولا يزال 31 متهما فارا. كما أسقطت التهم عن 7 أشخاص بسبب وفاتهم.

ومن بين الإدانات الـ11، كانت 6 فقط منها بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بينما كانت الإدانات الأخرى تتعلق بارتكاب جرائم مثل التأثير على الشهود.

وجميع الأشخاص الستة المدانون من قادة المليشيات الأفريقية في دول جمهورية الكونغو الديمقراطية ومالي وأوغندا.

وتراوح الأحكام بين 9 أعوام و30 عاما في السجن، وأقصى عقوبة سجن ممكنة هي السجن مدى الحياة، وفق رويترز.

من على قائمة مذكرات الاعتقال؟

أصدرت الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنياهو، المتهم بالمسؤولية الجنائية عن أعمال تشمل القتل والاضطهاد واستخدام التجويع سلاح حرب في غزة، في حين رفض نتنياهو القرار ووصفه بأنه "معاد للسامية".
كذلك أصدرت مذكرة اعتقال بحق وزير دفاعه السابق يوآف غالانت ومحمد دياب المصري المعروف بمحمد الضيف القائد العام لكتائب القسّام الذي أعلنت الكتائب لاحقا استشهاده.

وقد رفض نتنياهو القرار ووصفه بأنه "معاد للسامية"، ووصف الاتهامات بأنها سخيفة وكاذبة، في حين شنت إسرائيل حملات عدة على المحكمة.
وتضم القائمة كذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المتهم بارتكاب جريمة حرب تتمثل في نقل مئات الأطفال من أوكرانيا بشكل غير قانوني، في حين نفت موسكو مرارا الاتهامات.

وفي الأشهر الماضية، طلب المدّعي العام للمحكمة إصدار أوامر اعتقال لقادة كبار من أفغانستان وميانمار، لكن القضاة لم يوافقوا عليها رسميا.

ما الدول التي ليست أعضاء فيها؟

رغم أن المحكمة تحظى بدعم العديد من أعضاء الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، فإن دولا أخرى مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا ليست أعضاء بها وترى أن المحكمة "يمكن أن تُستغل في ملاحقات قضائية بدوافع سياسية".
ورغم أن ميانمار ليست عضوا في المحكمة، قال القضاة في عامي 2018 و2019 إن المحكمة لديها سلطة قضائية لنظر الجرائم المزعومة عبر الحدود والتي وقع بعضها في الجارة بنغلاديش العضو في المحكمة الجنائية الدولية، مثل الترحيل والاضطهاد.

إعلان

وإسرائيل ليست عضوا في المحكمة ولا تعترف بسلطتها القضائية لكن تم قبول الأراضي الفلسطينية كدولة عضو في المحكمة في عام 2015.
ويعني هذا، إلى جانب حكم أصدره قضاة، أن المحكمة يمكنها النظر في جرائم الحرب في قطاع غزة الذي تعرض لحرب إسرائيلية -بدعم عسكري أميركي- منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 خلّفت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وسط دمار هائل ومجاعة متفاقمة.

مقالات مشابهة

  • “أوتشا” تؤكد دعمها الكامل لعمل المحكمة الجنائية الدولية
  • ترامب يفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية ويعلن حالة الطوارئ بسبب تحقيقاتها في جرائم إسرائيل
  • ماذا تعرف عن المحكمة الجنائية الدولية التي عاقبها ترامب؟
  • ترامب يقر عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية بسبب إسرائيل
  • بسبب إسرائيل.. ترامب يقر عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية
  • غشة: “الفوز على خنشلة يسمح لنا بالخروج من فترة الفراغ التي مررنا بها”
  • وزير العدل الإيطالي: المحكمة الجنائية ارتكبت “فوضى متسرعة” في قضية “أسامة نجيم”
  • “فورين بوليسي”: جنوب أفريقيا تتحدى ترامب
  • “مجموعة لاهاي” تحرص على معاقبة إسرائيل وحكامها على المجازر التي ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني
  • “عبد الرزاق البارا” و26 متهما أمام محكمة الدار البيضاء ماي المقبل