ذبحت طفلتها الرضيعة واتهمت القطة بالجريمة.. مأساة مروعة في مصر
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
كشفت وسائل اعلام مصرية، اليوم الاحد، عن مأساة مروعة شهدتها قرية مصرية حيث قتلت ام طفلتها الرضيعة وتهمت قطة بارتكاب الجريمة. وذكرت الوسائل، انه "بدأت الواقعة بتلقي السلطات المصرية بلاغا من أهالي قرية الخضيري التابعة لمدينة منية النصر بمحافظة الدقهلية شمال البلاد، يفيد بمقتل رضيعة مصرية، حيث أكدت الأم أن قطة نهشت صغيرتها البالغة من العمر 6 شهور وتسببت بوفاتها".
وانتقلت قوة أمنية لموقع الحادث وتبين من معاينة جثمان الرضيعة أنها مذبوحة من رقبتها وغارقة في دمائها، وبتضييق الخناق على الأم اعترفت بالحقيقة الصادمة وأنها وراء ذبح رضيعتها لإصابتها بمرض نفسي وسبق احتجازها للعلاج في أحد مستشفيات الأمراض النفسية.
وخلال التحقيقات اعترف الزوج أن "زوجته التي أنجب منها 3 أبناء أصغرهم الرضيعة الراحلة تعاني من مرض نفسي منذ عام ونصف، وكانت تداوم على التشاجر مع جميع أفراد الأسرة وبدون أسباب أو مبررات، مشيرا إلى أنه قام بعرضها على أحد الشيوخ الذي أكد إصابتها بالسحر".
وأكد الزوج أن "زوجته كانت تتحدث مع نفسها وبصوت عال طيلة ساعات المساء، وكانت تبلغهم أنها تسمع أصواتا غريبة وأصوات تحطيم بعض أدوات المنزل، مضيفا أنه تم إيداعها أحد المستشفيات لمدة 28 يوما لعلاجها خاصة بعد أن علمت بنبأ حملها بالطفلة الراحلة ورغبتها في إجهاض نفسها".
واعترف الزوج أن "زوجته حاولت من قبل قتل رضيعتها بإلقائها في مياه ترعة بالقرية وتم إنقاذها في اللحظات الأخيرة، مؤكدا أنه فوجئ بوالدته تخبره بوفاة الرضيعة على يد قطة لكنه لم يصدق الأمر وساورته الشكوك حتى اعترفت الزوجة بقتلها".
تم القبض على الأم وتدعى نورا وتبلغ من العمر 40 عاما، كما تقرر نقل جثة الطفلة لمشرحة مستشفى منية النصر المركزي وأخطرت النيابة التي تولت التحقيق وكلفت أجهزة الأمن بسرعة إجراء تحرياتها حول الواقعة وكشف ملابساتها.
المصدر: السومرية العراقية
إقرأ أيضاً:
منال الشرقاوي تكتب: فيلم رجل الابتسامة مأساة خلف القناع
"رجل الابتسامة" (The Smile Man) هو فيلم أمريكي قصير من بطولة الممثل المميز "ويليم دافو" (Willem Dafoe). لا تتجاوز مدته ثماني دقائق، لكنه يحتوي على رؤية سينمائية مميزة تكشف عن مفارقات المشاعر البشرية والتناقضات التي تسكنها. الفيلم يُقدم رسالة قوية حول الألم الذي قد يختبئ خلف قناع البهجة، ويُجسد من خلال أداء "دافو" المتقن رحلة إنسانية عميقة بين المظهر والجوهر.
يقدم الفيلم شخصية رجل تعرض لحادث سيارة مأساوي تسبب في تلف أعصاب وجهه، مما جعله يحمل ابتسامة دائمة لا تنفصل عن ملامحه. بينما تُعد الابتسامة رمزًا عالميًا للسعادة، تتحول في هذا الفيلم إلى لعنه تحاصر الشخصية وتدفعها إلى مواقف محرجة ومؤلمة. الناس يفسرون ابتسامته الدائمة على أنها سخرية، مما يزيد من عزلة الرجل ومعاناته النفسية.
الأحداث تصل إلى ذروتها عندما يلتقي بالمرأة التي اصطدمت سيارته بها في الحادث نفسه. تعيش المرأة ألمها الخاص بعد أن فقدت فرصة عملها كمراسلة صحفية نتيجة الحادث، الذي أصابها بخلل عصبي جعل عينيها تدمعان باستمرار. عندما اكتشفت أن ابتسامته ليست سوى شلل دائم في وجهه، أدركت أن معاناته تفوق ما تخيلت، وبدأت ترى في ابتسامته المزعومة مأساة تشبه دموعها التي لا يمكن السيطرة عليها.
الفيلم يُظهر تناقضًا عميقًا بين الشخصيتين؛ فذلك الرجل الذي لا يستطيع التوقف عن الابتسام، وتلك المرأة التي لا تستطيع منع دموعها، يعيشان مأساة متكاملة تعكس اغتراب الإنسان عن نفسه والآخرين، حيث تصبح المظاهر خادعة ولا تعبر عن المشاعر الحقيقية.
الإخراج والتصوير في فيلم "رجل الابتسامة" لعبا دورًا محوريًا في إبراز التوتر النفسي والمعاناة الداخلية للشخصيات. فقد تم توظيف زوايا الكاميرا بمهارة لإبراز البنية العاطفية المعقدة للشخصية الرئيسية؛ إذ استعان المخرج باللقطات المقربة (Close-ups) لتركز على ملامح وجه الرجل المبتسم، مما عزز من شعور المشاهد بالتوتر النفسي والانفصال الداخلي الذي يعانيه البطل. في المقابل، استخدمت اللقطات الواسعة (Wide Shots) لتضع الشخصية في إطار اجتماعي أوسع، مما يبرز مساحته المنعزلة ويعكس اغترابه ضمن محيطه.
أما الإضاءة؛ فقد جاءت كعنصر أساسي لتعزيز الدراما البصرية في الفيلم، حيث استخدمت تقنية الإضاءة المنخفضة (Low-Key Lighting) لتوليد تباين بصري قوي بين مناطق الضوء والظلال، مما عبر عن الصراع الداخلي بين الظاهر والمخفي في حياة البطل. الظلال الحادة (Sharp Shadows) أضافت بُعدًا من الغموض والألم النفسي، بينما استُخدمت الإضاءة الموجهة (Directional Lighting) لتسليط الضوء على ملامح الوجه التي باتت غير طبيعية، مُبرزًة المعاناة المكنونة خلف تلك الابتسامة المستمرة. هذا المزج بين تقنيات الإضاءة والكاميرا خلق تجربة بصرية متكاملة، تعكس ببراعة العبء النفسي للشخصيات وتضع المشاهد في قلب الصراع المأساوي الذي يدور حوله الفيلم.
يسلط الفيلم الضوء على الفجوة بين ما يشعر به الإنسان وما يُظهره للآخرين. الابتسامة ليست دائمًا فرحًا، والدموع ليست دائمًا ضعفًا. الفيلم يحمل رسالة فلسفية وإنسانية عميقة، تُذكّرنا بأننا غالبًا ما نحكم على الآخرين من خلال مظاهرهم، متجاهلين المعاناة التي قد تكون مختبئة خلف تلك الوجوه.
"رجل الابتسامة" هو فيلم قصير لكنه ممتلئ بالمعاني والدلالات التي تستحق التأمل. يعالج موضوعات عميقة مثل الألم الخفي، الانعزال الاجتماعي، والكيفية التي نتعامل بها مع مظاهر الآخرين. إنه عمل سينمائي يُبرز قدرة الأفلام القصيرة على تقديم قصص مؤثرة وذات مغزى بأسلوب بسيط ولكن فعال. الفيلم يذكرنا في النهاية بحقيقة إنسانية لا تتغير؛ ليست كل الوجوه تعكس الحقيقة، وما يظهر على السطح قد يكون مجرد قناع يخفي ما هو أكبر.